0 e چ رو چ
EE GS E
ھچ ٢ے TCG CE
فا ادن
2 2
٤ جو
moamenguraish.blogspotcom
نیگن ر
5
i
ا
ورا 4 فف
1
٤ وراچ وی سے
لطا #(
لاعتو انش
لطبا دمو سے
مراكز النشر والتوزيع والاستضسار :
ه لبنان : نور المعارف للنشر والتوزيع - هاتف 009613404587
ه لبنان: دار الولاء - هاف 009613689496 Daralwalaa@ yahoo.com
00989151104538 ايران ؛ قم - مجتمع ناشران - نور المعارف للنشر والتوزيع - الغرفة 508 - هاتف ٠
009647817627067 ه العراق : نور المعارف للنشر رالتوزيع - هاتف
ISBN 978-614-420-156-5
إسم الكتاب؛ السراج المنير
المؤلف ؛
الناشر
الطعة:
4 بيان نكات التفسير 4 الجزء الثلاثين
سماحة الشيخ حبيب الكاظمي
نورالحارف للطباعة والنشر
دارالولاء للطباعة والنشر
الأولى / بيروت 1436ھ - 2015م
© جميع الحقوق محفوظة للناشر
Dt
ف ۰ ای کا ل س 2
۰ 2ک
E
ای ج اجکی
ل
لىف
لامرن
الحمد لله رب العالين » والصلاة والسلام على من أنزل عليه الكتاب
المبين » سيدنا محمد المصطفى بال وعلى آله الكرام الميامين » الذين جعلهم
الله تعالی عدلا لکتابه» وسار ا لادد
أخي القارئ الكريم..
اختلفت أناط التفسير من خلال ملاحظة ما في مجموع المكتبة القرآنية-
بين ما:
- يحوم حول الإإأشارات اللفظية واللغوية .
- يعتمد الجانب الروائي في التفسير.
- يؤكد على الجهات الروحية والأخلاقية فيها .
- يتوجه إلى جهة التحليل العلمي والتعمَل العقلي .
- يجمع تلك السات جيعا.
ولكن الجامع بينها جيعاً طابع السرد والاسترسال في بيان ما ذكر» ما
يتطلب من القارئ أن يستخلص بنفسه النكات التفسيرية المبثوثة في
تضاعيف هذه التفاسير » والتي هي بحق في قمة التراث الإأنساني المدون .
ولكن في مقابل هذه المدرسة على اختلاف مشار ما » ارتأتينا-بفضل
الله تعالى - أن نقوم بعمل آخر » يتلخص في : تقطيع السورة إلى مجموعة من
الآيات المتجانسة من جهة الموضوع والسياق ؛ واستخراج النكات
التفسيرية على شكل نقاط عدّدة » تر كيزا لمضمون التفسير في نفس القارئ »
وتسهيلا له للتأمل في كل نقطة -حتى لو تسنى له وقت يسير في سفر أو
حضر- ليصدق عليه أخيرا أنه المتدبر في القران الكريم » والمستفيد من آياته
في حر کته إلى الله تعالی .
وهذا الذي ذكرناه من الهدف في تأليف هذا التفسير » هو الذي طلبه
المولى المتعال من عامة المكلفين بقوله تعالى : «أ فلا يرون الْقَرآن»
عِظّة لِلْمَُمين) و «ولقذ يرتا الْقَرَآنَ
للڌکر و #ټبياناً لکل ئيْءِ وَهُدىٌ و رَخَةَ و بُشرى لِلْمُْسْلمينَ»
سے م
و هذا بيان للناس وَهدىٌ و
و وفرانا فرقناه لَقرأهُ عل الناس على مُث و تاب أنَرَلناه ليك
مبارَك يبروا آیاته و هذا بلاغ لِلنّاس و لِينذَرُوا ب4 و #وجاءَكَ في
هذه الح و مَوْعِظة و ذكُرى لِلُْوْمِنين) و إا جَعَلناهُ فرآنا ريا لَعَلْكمْ
َعْقَلُون4 و ِلك آباتُ الكتاب الينِ).
فكان هذا التفسير بمثابة المعين له في هذا المجال ء ليكون كتاب ربه له :
(ذكری » وبلاغا» وهدى » وموعظة › وتبیاناً » وبیاناً » وفرقانا » ومبيناً) وهو
المهدمة: ۷
الرحيق المستخلص من الآيات السابقة .
وما ينبغي التأكيد عليه هنا: إن هذاالتفسير له صبغته التربوية
والأخلاقية » إذ إننا حاولنا أن نسوق المتأمل فيه إلى عالم التزكية والتهذيب
الذي من أجله أنزل الكتاب الكريم.
ومن هنا كانت النكات التفسيرية في بعض الموارد» أشبه إلى الاستفادة
من الآية » بدلاً من استنطاق مفهومها ا لمطابقي » للا يكون تفسيراً جامداً
للآيات » وبذلك اقتربنا من أصل المدف من هذا العمل : ألاوهو تحويل
(المعلوم) المستفاد من الآية الى (المعمول) به في ساحة الحياة» وهذا المعنى
ممكن بمجرد الانتهاء من التأمل » من الفقرة التفسيرية في ذيال كل آية في
هذا الكتاب .
لقد بدأنا العمل -بفضل الله تعالى - مبتدئين با لجزء الأخبر من القران
الكريم » نظرا إلى أنس مجمل التالين لكتاب الله تعالى منذ صغرهم بسور
هذا الحزء » أضف إلى كثرة التوفيق في تلاوتها ضمن الصلاة وغيرهاء تما
يتطلب من تالي القرآن أن يكون ملا إجالا بمعانيها.
ومن هنا قدّمنا العمل فيها تعجيلاً للخير »على مل أن نكمل التفسير
-بمنه وكرمه-في| بقي من الأيام والليالي المتاحة في باقي العمر .
وخفاماءأرید أن اتوه بالشكر للمول القدير اذى من غلا بهذا
التوفيق » لعلمى بأن الساعات التى تصرف في تلاوة كتابه والتدبر فيه » من
أحلى ساعات العمر » لأنه تدر في كلام من نتودد إليه » ومن أحبٌ حبيباً
حب الحدیث معه » وفهم ما یقوله » واستیعاب ما یریده .
رلا ر ان خر کات مکی أن مف او تولب او قراو
يدرس » أو يتأمل فيه) هو ما كان حول أفضل كتاب في الوجود» ألاوهر
الكتاب الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه .
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على النبي
الصطفى عمد كا وآله الطاهرين.
حرره حبيب الكاظمي
ف شهر ڏي إالقعدة الحرام
وام امن ایر
AOS LO IEOLES |
O ESSO
١ - إن وصف النباً بالعظمة والمشّر -على رأي- بيوم القيامة » يدل
على مكانة الاعتقاد بالقيامة في المسيرة التكاملية للعبد» فإنه من موجبات
مراقبة العبد لسلوكه» إذ إن الخوف من مقام الربوبية لا يتستى لكل أحد.
وقد ورد وصف العظمة ليوم القيامة في آية أخرى ألا ين اوليك ا
مَبْعُوثُون ليَوْم عَظيم)"" كوصف نبا القيامة أيضا بالعظمة في قوله تعالى
فل موا عَظيم)".
۲ - إن الكفار -رغم اجتماعهم على الكفر-إلا أنم خحتلفون في بينهم
حتى في عقائدهم الباطلةء وهذا هو المستفاد من كلمة حَلِفُونَ4 لأن
منكري المعاد بمعناه القرآني الصحيح على طوائف :
- فبين منكر للمعاد الجسمي قال مَنْ بجي الْعِظَام رهي رَمِيم #
.٥- ٤ سورة المطففين : الآية )١(
. 1۷ سورة ص : الآية )۲(
- وبين مستبعد له «هَيْهَات هَيْهَات َا توعَدّون4” .
- وبين مشكك فيه بل همي سك مَنهًا 4 .
والتعبير بيتساءَلُون) يدل على أن الأمر كان متداولا فيم| بينهم » ولو على
نحو الاأستهزاء بالبعث .
إن السؤال إذا كان ببراءة واستفهام حقيقيين » فهناك جال للإجابة
ا لجادة» كالسؤال عن حقيقة الروح“ والأنفال" والخمر والميسر"»
a E
بنوع من التهديد المستفاد من قوله تعالى #كلاً سَيَعْلَمُونَ أضف إلى ما
بُشعره تساؤل الحق عر وجل عن سؤال الكافرين من التحقير هم ِعَيٌ
َسَاءلُون» لأنه ما كان ينبغي أن يصدر منهم سؤال عا هو معلوم
الوا
٤ - لابد من مواجهة التحديات العقائدية بقوة وثبات من دون
مجاملة » فالآية تكرر عبارة كلا للنفي الصريح لدعوى القوم الكافرين »
.۷۹ سورة يس : الآية )١(
(۲) سورة المؤمنون : الآية .١١
(۳) سورة النمل : الآية 1١ .
() 9و يشتوك عَنِ الأوح. .. سورة الإسراء : الآية .۸٩
)٥( شولك َك عن الأنّفال. .. سورة الأنفال : الآية .١
0) يلوك عن ا لمر وَالْيير...€ سورة البقرة : الآية .۲٠۹
فوقع الردع في الآية الكريمة عن أصل سؤالهم» وكأنه دون مستوى
ا لخوض فيه ليجاب عليه إذ إن الذي يرى آثار القدرة الإمية في هذه
النشاة قف ك قرت تال غل الغا لای وسن رى حك
الصانع في دار الفناء» كيف ينكر حكمته المستلزمة للحساب والجزاء في دار
البقاء؟!.
- إن الفرق بين مال المؤمنين با معاد وبين المشككين فيه» هو أن
الطائفة الأولى تعيش حقيقة العلم با سيتحقق خارجا من المعاد» با
يصفهم أمير ا بقوله : «فهم والجنة کمن قد رآها»"" بخلاف
الكفار الذين «ْسَيَعلَمُودَ4 ولكن بعد فوات الأوان حيث بكشف عنهم
الخطاء» فيرون حقائق الأمور من دون أن تنفعهم هذه المكاشفة شيا .
- إن التعبير بسَيعْلَمُون# الشعر بالمستقبل القريب » يدل على أننا
متوهمون لرؤيتنا للقيامة وكأنها حدث مستقبلي بعيدء في حال أنها قريبة منا
ولكن لا نشعر بها؛ إذ لا يفصانا عنها إلا اموت فبمجرد موت ابن آدم
تقوم قيامته» فقد روي عن النبي اانه أنه قال : «مَّن مات فقد قامت
قیامته» وقد أكد القرآن الكريم على هذه الحقيقة في ااا م
يرنه بيدا ٭ وراه قَريبًا)" بناء على أن المراد بالقرب هنا هو القرب
)١( نهج البلاغة : الخطبة ۱۹۳ .
(۲) بحار الأنوار : ج ٥۸ ص۷.
(۳) سورة المعارج : الآية .۷.١
الزماني -لتحقق الوقوع- لا القرب الإمكا
ر لبمد واْبالً hh
توم سباا لوجعلا الل لاسا لوجعلا آلہار معاسا وبا
O E کک س ب اشرت
ما ا COOL
اا2 ن ال اشام ال مت
ES مباشرة عند النظر إلى ما جعله» متذكرا
قول ربه وال ت َجَْل) عند نظره إلى الأرض «يهادا4 والجبال #أوتاداً»
ا E
الفاعل الذي يعد مبداً للفيض» لا على ما يراه من الآثار » إذ إن «التردد في
الآثار يوجب بعد المزار“"" كا ني دعاء عرفة للإمام الحسين 2# .
- إن ذكر الآيات الكونية بعد ذكر المعاد» قد يكون إشعارا بأن من
أدلة القيامة هو ما نراه من قدرة الخالق المتجلية في النشأة الأولى » فمن له
هذه القدرة في البدء» كيف لا تكون له القدرة في الختم؟!
ولذلك؛ فإن الآيات تستعمل ضمير الفاعل المتكلم متعددا #بتينا»
ولعلا وأنرلا) و« لخر للتذكير المستمر بالقوة الفاعلة وراء
(۱) بحار الأنوار : ج ۹٥ ص۲۲۹ .
كل مظاهر الحركة في هذا الوجود» والتي يسندها المتكلم إلى نفسه في هذه
الآيات الجامعة لشقي النفي والإثبات .
٩۹ بعد أن نفت الآيات الأولى تلك الأفكار الباطلة» لزم إثبات
العقائد الحقة بالاستدلال والبرهان؛ لتجتمع قوة النفي والإثبات معاء
فك| أن قانون التخلية ثم التجلية سار في عالم التزكية الروحية » فهو سار
أيضا في عام التزكية الفكرية » فمن دون تفريغ ذهن المخاطب من الأفكار
الباطلة ء فإنه لا يتيشر إقناعه بالأفكار الحقة» وهذاالمعنى متحقق في شهادة
التوحيد أيضا .
١ إذا انتفت اللجاجة والعناد عند المرءء فإن النظر إلى ما حوله من
العوا م المادية الثابتة كالأرض والجبال» والطوارئ الحاليّة المتغيرة كسباتية
النوم ومعاشية النهار » ستكون من موجبات الارتباط بالمبداً والمعاد» إذ إن
الحكمة المتجلية في جزئيات هذا الوجود لا تنقدح من داخلها كادة صماء»
فلزم وجود قدرة حكيمة قاهرة خارجهاء هي المتصرفة في كل هذا الخلق
البديع .
١ إن التعبير بمهادية الأرض ألم تَجْمَل الَذَرْص يهادا4 يذكرنا
بمهد الوليد بعد ساعة ولادته» فهذا المهد موطن مؤقت له» لأنه سينتقل
بعدها في هذه الحياة ء إلى ما هو أرحب وأرقى كالقصور الفارهة!
وعندئذ نقول: بأن هذه الأرض بكل ما عليها -قياسا إلى الآخرة- تعد
كا مهد الصغير إلى بالنسبة إلى تلك القصور» بل إن النسبة أبعد بونا من هذا
المخال » فالذي يأنس ذه الأرض ٠ يكون بمثابة الوليد الذي يأنس بمهده
الصغير تاركا القصر الكبير .
۲ - إن الله تعالى الذي خلق الحبال وجعلها أوتاداء هو الذي سوف
تحيل هذه الجبال يوما ما إلى : كثيب مهيل" وإلى عهن منفوش"" ٠ وإلى
هباء متناثر'"» وإلى قاع صفص ف“ » کا ورد ذكرها في القرآن الكريم»
وهذا بدوره يدل على أن كل مظاهر الال والقوة في هذا الوجود» ستؤول
يوما ما إلى الضعف والفناء» وأن الذي يبقى إنا هو وجه ربك ذو الجلال
والإكرام.
۳ _ إن سلامة الجسد مرتبطة بالترتبيّة والتوالي بين الحركة والسكون
بنحو من أنحاء الترابط » فالله تعالى هو الذي جعل النهار معاشاً بعد سباتية
النوم ولباسية الليل.
وعليه» فإن الذي لا يجعل بعد حركته المعاشية في النهار سكونا متمثلا
بسبات الليل ؛ فإنه بذلك يعاند قانون الخلقة » وسيصاب بالتالي بافات هذا
العناد .
٤4 - إن عملية النوم ثم اليقظة بعدهاء شبيهة إلى حد كبير بحركة
.٠١ و كانت المبال كثيباً مهيلا سورة المزمل : الآية )١(
(9) و تون ا لبا اهن الْمَنْمُوش) سورة القارعة : الآية .٥
)۳( فَجَعَلناءُ مَباءَ مورا سورة الفرقان : الآية ۲۳.
() فيدَرْها قاعا صَمَصفا# سورة طه : الآية .٠١١
الإأماتة والنشور» فيتذكر العبد المراقب لنفسه حقيقة القيامة بعد كل يمَظة ›
وهذا بدوره يوجب له التذكر لكي يتزود لذلك اليوم العصيب.
ومن هنا يربط الدعاء الوارد بعد الاستيقاظ من النوم بين اليقظة والنشر »
إذ نقول فيه : «ا لحمد لله الذي أحياني بعد ما أماتني وإليه النشور › والحمد لله
الذي رد علي روحي لأحمده وأعبده»"
۵ - إن القدير الحكيم جعل كل شيء في هذا الوجود مسخرا همدف
بعينه وهو ما ذكرته الآيات من هذه السورة:
- فالنوم مقدمة للسبات والراحة 3 وجَعَلنا نمكم سباتاً 4 .
- والنشاط في النهار مقدمة لكسب المعاش فيه #وَجَعَلا النَهارَ
مَعاشا‰ .
- والزوجية مقدمة للتناسل والتكاثر #وحَلقناكُمْ أزواجاً4 .
- والتجاذب الكوني با فيه من أفلاك ومجرات مقدمة لاستقرار
الأرض با يصلح لسكنى النوع البشري #وبتينا فوفَكمْ سَبْعاً
شدادا .
- وإنزال المطر مقدمة لعارة الأرض بالزراعة» والابتهاج
بمظاهر زینتها لِنحرجَ و حَبًا ولبات .
ومن المعلوم أنه تعالى يريد من وراء أصل الوجود هدفا آخراء کي لا ينتتهي
هذا الوجود بالموت» وهو المتمثل بإيصال العباد إلى الكمال الذي خلقوا من
(۱) بحار الأنوار : ج ۷۳ ص .۲٠٤
أجله» وهذا من أدلة المعاد أيضا؛ لأن ما جري فيه من الأحداث يُمثل غاية
الخلقة والامجاد.
١ - إن هذه السورة بعد ذكر المعاد» تكثر من ذكر الآيات الآفاقية›
ومنها إحياء الأرض وإنبات النبات» وني جيعها إشعار بقدرة واحدة في
النشأتين» وهي القادرة على الإحياء بكل صوره» ومن هنا عبر عن الإحياء
بالإحراج «لِنخْرجَ به حَبّا وتباتاً وهو تعبير مشترك عند ذكر إخراج
النبات والأموات من الأرض أرجت الأَرْض آنقا4".
- إن القرآن الكريم ينسب عملية العصر إلى الشحب الماطرة من
اُعْصراتِ) فهي تعصر نفسها لتخرج ماء ثجّاجاء ومن جهة أخرى
ينسب تعالى الأمر إلى نفسه ورلن فهو تعالى المنزل هذا الماء كعلّة
لعلل» وهكذا الأمر في كل موارد تحقق الوساطة في هذا الوجود» ومنها
الإماتة
حي يها الله تال إل تفه رة وان رف الاش حح
ما .
- وينسبها إلى ملك الموت تارة أحرى «فل يَوفاكُم مَلَكُ الْوْتِ
لي وکل پک4" .
)١( سورة الزلزلة :الآية ۲.
0
( ر م فاكم سورة النحل :الك
ت
(۳) فل واكم مَك الْوّت) سورة السجدة : الأية ا
- لاد أن نتخلى بأخلاق الله تعالى » إذ إن كل فعل من أفعاله
لام التعليل لإفهام هذا المعنى ؛ كا في قوله تعالى لنرج بو حَبًا وَبانًا) .
وكذلك العبد الحكيم ؛ حيث لا يصدر منه فعل جزافي ؟ بعد أن کک
سعيه في الدنيا مقدمة للسعادة الأبدية » وشعاره في ذلك فل إن صَلاَتي
وسكي وڪيا وَ٤اتي يته َب العَالين 4 .
إن يوم لقصل کان مما )يوم مح ف ألصورِ فاون أفواجًا
۱ ت ی رشت تا کات کر TT
ي ا أَحقابا )لا يذوفن a
فا برا ولا ر )لا جیما وساف جر واا رت
ڪاو لا رجون جسابا ا وکڌوا پايا کڌابا )ول ىء
OS احصته ڪب با )فد وفوا فلن یدک
٩۹ - إن التعبير يوم الفَصل» يُشعر بتقَطع الروابط الاجتاعيةء
ومنها الأبوة والبنوة» وهذا بدوره يقوي من أواصر تعلق العبد بمولاه»
الذي لا فصل بينه وبين عبده في كل النشآت » بخلاف تعلق العبد بعبل مثله
. ٠١١ سورة الأنعام : الآية )١(
لن تنَعَكُمْ أَرَحَامُكُم وَلا واكم يَوْمَ الْيامَة يفْصِل بيْنكمْ 4" وهذا
من دوافع الانقطاع الاختياري إلى المولىء قبل الانقطاع القهري الذي
يشترك فيه الجميع.
ومن المعلوم » أن ما كر لا يناي التواصل مع الخلق تحقيقا لمرضاة الخالق »
كا هو الأمر كذلك في صلة الأرحام والمؤمنين إذ إن هذه الصلة من
شؤون المولى الذي عطف الأرحام على تقوى الله تعالى قائلاً ونوا الله
لذي تَسَاءلُونً بو وَالأَرَحَاءي .
١ - إن المظلوم الذي يعلم بميقاتيّة القيامة ء لايتبرّم كثيرا من تأخير
الانتقام الإهي له؛ لعلمه بيوم المواجهة.. كا أن الإحساس بضعف المظلوم
عند من هم بالظلم » لا يشجعه على الظلم ؛ لعلمه بيوم توضع فيه الموازين
القسط'" وتفض فيه المنازعات» وهذا كله من بركات الالتفات إلى فصلية
وميقاتية ذلك اليوم لِد يوم ْمَل كان ميقاتا) .
-١ إننا عندما نعبر عن موعد بأنه (ميقات) فإن هذا التعبير مُشعر
بأن ثمرة كل الجهود تتجلى في ذلك الموعد الذي تتم فيه المساءلة» والعاقل
الذي له يقين بتحقق ذلك الميقات » يعد نفسه لموعد لقاء بخلو من عقاب
وعتاب .
(1) سورة الممتحنة : الآية ۳.
(۲)سورة النساء: الآية ١ .
(۳) و ضع الُوازينَ الْقَنط ليم الْقيامة) سورة الأنبياء : الآية ٤١ .
- إن المعتقد بحقيقة الميقاتيّة » تهون عنده اللذائذ المحللة التي لا
فائدة منها فضلا عن المحرمة» وذلك عندما يعلم بموعد اللقاء مع جبار
السماوات والأرض.. ومن المعلوم أن العتاب على فضول النظر والقول»
فيه نوع من العقاب عند مَن تتبن له عظمة مقام الربوبية » في تلك المواقف
العظام .
۴۳ - إن ميقاتيّة القيامة كانت مُنذ الأزل يوم خلق الله الساوات
والأرض. وهذا كان التعبير ب لكان( فالحكيم عند البدء كان ملتفتا
للخواتيم؛ لأنه من دون هذه الخاتمة تنتفي فلسفة الوجود والاإيجادء
ويتساوى المطيع والعاصي في الجزاء .
٤ - لا منافاة بين التعبير ب لاون ارا جًا) وبين التعبير ب وکلهم
آِيه يوم الْقِيَامَة فَردا)"" فمن الممكن القول :
- إنها تعابير لمواقيت ختلفة في عرصات القيامة » فيتحقق اللخروج
على نحو الفوجيّة » وأما الحساب فهو على نحو الفردية .
- إن ظاهر الخروج وإن كان على نحو الجاعة -المفهومة من
الفوجيّة- إلا أن باطن الخروج يكون على نحو الفردية ؛ لأن
كل فرد مشغول بنفسه ذاهل عن غيره» حتى المرضعة تذهل
عن وليدها.
(1) سورة مريم : الآية .٠١
وليعلم أن ذلك كله -أي الفوجية والفردية- حكومان بحشر أهلها تحت
لواء Ea asa GES LS STS
تعالى يوم دعو گل اناس بإمامه‰ .
- إن طبيعة الساء قائمة على أنها مغلقة حكمة الحوانب لا فتق
فيها» وطبيعة الجبال قائمة على أا ثابتة لكونها أوتادا للأرض.. ولكن في
القيامة هناك تغيير في جوهر الأشياء: فالباب المغلق يفتح لوَفَحَتِ
السّاء# والثابت يسير #وسرّتِ الجبال) وكذلك الأمر في موازين
الأععال فإها تنقلب أيضا: فا كان يبدو أنه الحق يصبر باطلا وكذا
العكس » ومن هنا سميت «حَافِصّة رَافعَة4.
١ - إن كل صور المتاع في الحياة الدنيا بمثابة السراب العابر » فظاهره
ا لمغري ليست وراءه حقيقة ثابتة » ولكن هذا المعنى المجازي في الدنيا سوف
يتجلى يوم القيامة على شكل حقيقة واضحة : فال جبال التي هي أشد ظهوراً
وأعلى المخلوقات على وجه الأرض شموخاء تتحول إلى ما يقول عنه
القرآن الكريم فَكانَّتْ سَراباً# كناية عن الزوال حقيقة » لا بحسب ما
یتراءی بالنظر .
۷ - إن التعبير بالمرصاد في قوله تعالى إن > جه جَهَنّمَ كانت مرْصادا
(1) سورة الإإسراء : الاية .۷١
(۲) سورة الواقعة : الآية ۳.
يوحي بن هناك من يترصد بالسائر» وٳِن لم یکن يشعر به» کا هي عادة
المتربصين.
وعليه» فإن مَّن يعيش في هذه الدنيا وهو يعلم بوجود جهنم وكأنا متربصة
به» أو آنا حل لمن تربص به على الوجهين في تفسير المرصاد- فإنه
سیعیش خوفا يردعه عن الحرام .
۸ _ إن جهنم بمثابة الطريق الذي لابد من اجتيازه كالمرور على
الطريتق الذي فيه رصد من أهله ون مَنْكُمْ إلا رمَا ".. لكن الكلام
فيمن يجتازها بسلام وهم المؤمنون» أو من يسقط بأيدي مَن ترصدوا له
وهم الطاغون.
٩ - إن من صفات أهل النار هو الطغيان» وهو الخروج عن حد
الاعتدال.. وعليهء فإن كل طغيان حرج للعبد عن حد الاعتدال في كل
شيءَ -وإن كان قليلا- سيكون مقدمة لتراكم الخطايا إلى درجة تول
أحدهم إلى طاغوت » فيكون مظهرا للفساد والإفساد .
إن جهنم مآب للطاغين لِلطَاغينَ ماباً) وكأنها هي المرجع
الطبيعي هم » إذ كانوا على أنس بها -وإن لم يشعروا بذلك- في دار الدنياء
لأنهم آبوا ورجعوا إليها في الآخرة» فطبيعتهم الطاغية لا تنسجم إلا مع
اللكوث في دار الأوبة هذه.
.۷١ سورة مريم : الآية )١(
ومن هنا أيضا حل إشكال خلودهم في النار» لأن طبيعتهم الثابتة مستلزمة
لمثل هذا العذاب الثابت» فالجزاء في القيامة مطابق لفعل العبد #جُزاءً
وفاقاً4 فلا معنى لتوهم أن العذاب مبالغ فيه» بعدما علمنا السنخية الأبدية
بين النار وأهلها؛ فالُجازي هو العدل المطلق وأحكم الحكاء!
١ - إن البعض في النار لا يحكم عليه بالخلودء كالفسقة من غير
الكافرين بل (لابثيَ فيها أحقاباً) ولكن اللبث في النار أحقابا من الزمن
أيضا من موجبات إيجاد اهلع في النفس» وذلك عندما يتصور صاحبها
المكث في النار فترة قد تكون طويلة غير معينة » كا تفيده كلمة (الأحقاب)
وهو جزاء م يكن ليتوقعه العبد في دار الدنيا.
۲ - إن جهنم مظهر للعذاب المطبق » إذ ليس فيها شراب ولا ما في
حکم الشراب» أو ظل بُستظل به لیريحهم ولو قلیلا» فمن يطلب شيئا من
الاستبراد فإن جزاءه مستفاد من قوله تعالی لا يَذوقونَ فيها بَرْداً ولا
شراب بل إنه ليس هناك ما يرح عن أهل جهنم ولو على نحو التذوق أو
التهاس العابر ؛ لمجيء البرد والشراب نكرة في سياق النفي.
والأعظم من ذلك آم يسقون بدلا منها- ذلك الحميم» والذي يصب
عليهم أيضاً #تشاريود عله ِن ا يم4 .
. ٥٤ سورة الواقعة: الاية )١(
الموجب لكبح جاح العبد» وفي حكم التكذيب ما ذكرته الآية من أنہم لا
يَرْجُونَ جساباً).. فالذي لا يتوقع الجزاء فهو كا منكر له في مقام العمل ء
وإن كان معتقدا في مقام النظر.
-٤ إن من موجبات استقامة العبد في الحياة هي المراقبة المتصلة›
وهذه المراقبة ها رافدان :
الأول : هو تذكر يوم الحزاء يوم ينر اء ما قَذّمَتْ يَدَاهً.
والثاني : هو اليقين بإحصاء الله تعالى لكل صغيرة وكبيرة» وذلك
في كتاب حصي ذلك کله كل كَيْءِ أخْصَبْناهُ كتاب).
وبكلمة واحدة نقول: إن منشأ المراقبة هو تذكر المبدأ والمعادء تذكرا
متغلغلا في شغاف النفس .
٥ - إن العتاب إذا صدر من صاحب الحق مباشرة» كان أدعى للتألم
الباطني عند المواجهة في المحاكمة » وخاصة اذا اجتمعت القدرة مع الحق »
فالآية فيها التفات من العَيبة إلى ا-خطاب «قَدُوفراً4 وبذلك يكون أبلغ ني
التقريع والتوبيخ ؛ لأنه صادر من خالق جهنم ومسجّرها.
- إن الطغاة في دار الدنيا كانوا يزدادون نفورا من دعاتهم عند
تكرر الدعوة وما يَرِيدَهُمْ إلا ثُمُورًّا)" فصار الجزاء في جهنم مطابقا
خالتهم هذه» فهم بعد الاستغاثة لا يزدادون إلا عذابا #قذوقوا فلن
.٤١ سورة اللإسراء :الآية )١(
َرِيدَكَمْ إلا عَدَابا) فك أنه لا أثر لدعوة الأنبياء هم إلا زيادة النفورء
فكذلك لا أثر لدعائهم في النار إلا زيادة العذاب!
وقد ورد أن هذه الآية من أشد الآيات التي تصف حالة أهل النار» فقد
روي عن التبي ا أنه قال : «هذه الآية أشدّ ما في القرآن على أهل
VN
. النار»)
د نوی سان © ای را کیہ ار وار اا I
O O 7 س کر ا
لسمعون فما لوا ولا ل اب O) ر ريك عطاء جسابا ارب السَمّواتِ
رص 2 م ےر م يھ ره رر
E AO EE اک کک کا اھ ر I
وا لارضٍ وما بَا امن الکن مه خطابا )يوم بوم الروح والملي
ر کے رص 2 و 2ور مر رر
صقا لا موت إلا من أذن له لرن وال صوا؛ )4 .
۷ - إن طريقة القرآن الكريم قائمة على التنويع بين الترغيب
والترهيب»› فبعد ذكر أنواع العذاب الأليم تنتقل الآية لذكر أنواع النعيم
المقيم.. وهذا درس عملي للدعاة -دائا- في أنه لابد من الجمع بين
الطريقتين للإثارة الحوافز الباطنية » فغلبة الترهيب قد توجب اليس » ك أن
غلبة الترغيب قد توجب التقاعس والأمن من مكر الله تعالى .
۸ - كا أن الحدائق نشل النعيم المادي في الجنة» فكذلك السمو عن
اللغو والكذب فيها يمثل النعيم المعنوي.. وعليه» فإن الحياة الدنيوية
(۱) تفسير الكشاف : ج٤ ص*٠1۹.
الخالية من اللغو والكذب» واجدة لنوع من آنواع نعيم أهل الجنة ء وهذا لا
يكون إلا في حياة الصالحين والصالحات ضمن أسرة إيمانية .
۹ - إن طبيعة التنعم في الدنيا توجب الاسترسال في الحديث بين
أهلها المترفين بم) جرهم إلى اللغو» ولكن آهل الجنة وهم في أعلى درجات
النعيم- ملتزمون بمراقبة المولى المانعة هم من الاسترسال في اللغو فهم إلا
يَسْمَعُونَ فيها لَغْواً4 ومن تكذيب بعضهم بعضا ولا كِذًاباً) إذ لا تنازع
بینهم » حیث یقول تعالی ورتا ماني صدورهم من غِلٌ4".
ومن المعلوم أن كل صور اللغو والتكذيب مرتفعة في الجنة » لمجيء اللغو
نكرة في سياق النفي المفيد للعموم .
٠ - إن اختيار عدم التكذيب كنعيم من نعم الجنة ولا دابا قد
يكون من باب التعويض للمؤمنين الذين ابتلوا في دار الدنيا بتكذيب
الكافرين » ومن المعلوم أن هذا الأذى إن أصابهم في سبيل الله تعالى » فكأنْ
الآية تشير إلى أن هذا الأذى البليغ مرتفع عنهم في جنة الخلد» بعدما
تعرضوا له في دار الدنياء فكان هذا التعويض نوعاً من الشواب المطابق
٤١ إن الجزاء يوم القيامة جامع بين كونه بحساب أولا» وكونه
بعطاء ثانياء وهذا جمعته| الآية بقوله #عَطاءَ جساباً) فليس الأمر خارج
. ٤۳ سورة الأعراف : الآية )١(
دائرة الحساب الدقيق الذي هو سمة الوجود» وليس خارج دائرة العطاء
التفضلي الذي هو سمة الجود» وإلا فأين سنوات الطاعة المحدودة وأين
الجزاء الخالد؟!
۲ - إن حسابية الجزاء المستندة إلى الرب القديرء تستلزم من العبد
الدأب في طاعته ء للتلازم بين زيادة الطاعة وزيادة الأجر» إلى ما لا حدله
کم گا باون فیا وَلَدَيْنَا مزيد4.
وعليه » فلا ينبغي التواني والركون إلى مستوى من الطاعة اتكالا على كرم
المولى ؛ لأن كرمه أيضا إن| هو بحساب» ومتناسب طردامع عمل العبد .
۳ - إننا لو تأملنا ني جزاء المؤمنين والكافرين لرأينا تقابلا بين طرفي
نقيض » وهو يعكس مآل كل طائفة في ذلك اليوم :
- فا یشربه المؤمنون کان «شَرَابًا طَهُورًا4" وللکافرین کان
مي وَعَسّاقا) .
- وعاقبة المؤمنين كانت «مَمفَارًا) بينا مآب الكافرين كان
#مرصادا4
- وجزاء المؤمنين كان «عَطًاء) دالا على الفضل والتكرم»
وجزاء الكافرين كان «وفاقا» مطابقا لجريرتمم في حياتهيم
الدنيا.
(1) سورة ق : الآية .٠٠١
(۲) سورةالإنسان : الاية .۲١
٤ - إن الله تعالى نسب النبي باه إلى نفسه في مقام الجزاء قائلا
«جَزاءَ مِنْ رَبك ثم عطف على ذلك السماوات والأرض قائلا رب
السّماواتِ والْأزض) وكأن الوجود كله في كفة وحبيبه الملصطفى كاله ني
كفة أخحرى» وهذا لازمة كون الكون مخلوق لأجله تله والملحقين به من
آله الكرام ټم .
٥ _ إن الاصطفاف عادة سمة المنضبطين في الأمور » فالملائكة الذين
لا يسبقونه بالقول منتظمون في أمورهم » حيث يقومون يوم القيامة على
نحو الاصطفاف» ولا يتكلمون إلا عن إذن (ِصَفًا لا يسَكَلَمُونَ إلا مَنْ اَن
لَه الرَحمْنٌ والأصل في جميع الخلائق يوم الحشر هو السكوت » بيا الكلام
يحتاج إلى مَّن يأذن به .
1 - إن محضر الربوبية هو محضر الأدب والالتفات› فمن لا يقول
الصواب لا يؤذن له بالكلام » لأنه ساقط من عين مولاه!.. وهذا المعنى
وإن كان ظرف تحققه هو الآخرة -ك| في الآية- ولكن المؤمن ملتفت هذه
القاعدة في الحياة الدنياء فإذا تكلم بغير الصواب سقط من عين مولاه»
وهو أصعب ما يكون على العبد المراقب لربه .
۷ - إن هذه الآية دالة على أن الشفاعة يوم القيامة إنا تتحقق بإذن
الله تعالى» فهو نوع من الخطاب الصواب الذي يؤذن في صدوره من
الشفيع » فالأمر يعود إلى الحكمة الإمية القاضية بأن لا يتحقق في جانب
القدس إلا ما كان حقا وصوابا.. فقد روي أنه حينا سئل الإمام
ق ا عن هذه الآية» قال : «نحن والله المأذون هم يوم القيامة
والقائلون صواباً»" .
۸ _ إن غاية فخر العبد أن يؤذن له بالكلام مع مولاه في الدنيا
والآخرة» وهذامتاح لكل من صار هلا لذلك » والطريق إلى ذلك :
- ان یکون على صواب أولا #وَقالّ صوابا) ومن المعلوم أن من
يريد أن يكون على صواب لا بد له من معرفة الصواب أولاء
ومن هنا نطلب المداية منه اهيتًا الصَرَّا ط المستقيم 4# .
- أن يهيئ نفسه للدخول في دائرة الجذب الإلهي» ليكون مأذونا
له ني الخطاب انيا مَنْ أن لَه الرَحْنْ) ولا بخفى ماني اختيار
كلمة (الرحمن) من لطف » فكأنها تشر إلى أن من موجبات هذه
العناية » امتلاك العبد لحذه الصفة الإهية أيضا.
ا “if ا و رصم و کا رن ر د 22
می فمن سا اتخذ إل رب ابا کک ندرک عدبا
ور یرال ا ممت بدا وشل اتک تىت ا @4.
4 إن سلوك الطريق إل الله تعالى لا يكون بالقهر وابمبر غل طبه
وإلا انتفت المجاهدة المطلوبة ٤ القرب إليه»ء فقد جعل الله تعالی هداية
(۱) الكافي ج ص٥۳٤ .
(۲) سورة الفاتحة : الآية .٦
السبيل منوطة بالمجاهدة فيه «وَالذِينَ جَاهَدوا فيتا لَتَهُدِيَهُمْ سلتا سلتا .
وعليه» فإن من شاء العودة والمآب إلى الله تعالى » فلابد أن يكون مريدا
ومشيئا لذلك أولا #فَمَن سّاء» وعازما على اتخاذ سبيل ثابت إليه ثانيا
انح إلى ر به ماب .
ه - إن المنذر بالأصالة هو رب العالمين نّا أَنْدَرْناكُمْ عذاباً قًريبا»
يليه الرسل # رسلا مَبْشرِينَ وَمُنذِرِين4 ويليهم العلاء #وَليذِرُوا
E ومن هنا يُعلم كمال الفخر للعلاء وعلو درجتهم» إذ إنهم
صاروا امتدادا للإرادة الإلهية من جهة» ومتأسين بفعل الأنبياء من جهة
اشر
- إن الإنذار أقرب إلى تحريك النفوس الغافلة من البشارة» ومن
هنا ذكرت الآية الإنذار فحسب نّا أندَرْناكَمْ عَذاباً قًريباً» ولم تذكر
البشارة عند ذكر اليم ا لحن فإن السورة مختومة بذكر الكافرين .
- إن الآخرة يراها القوم وكأنها مستقبل بعيد» والحال أنه لا
يفصلنا عن ذلك سوى الوت الذي نحن معرْضون له في کل آن.. ومن هنا
عبرت الآية عن العذاب بأنه إنذار قريب إن أندَرْناكَمْ عَذاباً قريب ففيها
بيان للقرب بحسب الواقع » بينما في آية أخرى ذكرت القرب بحسب ما
)١( سورة العنكبوت : الآية 1٩۹ .
(۲) سورة الإنسان : الية ٠١١ .
(۳) سورة التوبة : الآية ٠۲١ .
يراه المولى الحكيم وراه قَريبًا) وهذا الإنذار السابق إنا هو حجة أيضا
على الكفار يوم القيامة .
۳ _ إن الأعمال تتجسم يوم القيامة» وقد عبرت الآيات عن رؤية
العمل في عدَّة موارد » ومنها هذه الآية يوم ينظْرٌ الَرءُ ما قَدَمَٺْ يدا
والحال» أنه ينبغي للعبد أن ينظر إلى عمله في الدنيا بطريق أولى» وذلك
لقرب عهده بالعمل من جهة» وإمكان التدارك من جهة أخرى» ولكن
المشكلة في انعدام البصيرة الباطنية التي تتكشف بعد فوات الأوان .
٤ - إن تمني مَّن كان مرشحا للخلافة الإلمية أن يكون ترابا ؛ كاشف
عن شدة الندامة التي يعيشها الكافر يوم القيامة «وَيَقّول الْكافرٌ يا ّي
كَنْبُ تراب وهنا يمكن القول بأن التراب خير منه ؛ لأنه يستلم البذرة في
باطنه ليحوها إلى شجرة باسقة» وهؤلاء قد ودع المولى في بواطنهم بذور
الحيرء إلا هم لم يستنبتوها في أعماق نفوسهم» بل جعلوها مغطاة
ببواطنهم الممسوخة » فخابوا بهذا الإخفاء الذي أشار إليه قوله تعالى #وَقَدٌ
حاب من دَسَّاهًا)”" وهذا من وجوه التناسب بين لفظة الكفر الأخوذة من
۰ )1 ۰ ادا
التغطة' و ا اشا
.٠١ سورة الشمس : الآية )١(
. معجم مقاييس اللغة : ج٥ ص۱۹۱ )۲(
برآم القن یر
ارقت 6 © راکیب شا © وشیحت با ق
لبقت سَبْقًا مدت أ أ ك کک AO)
2 گى .۰ 0 ا 2 1 پر
)فوب بومی ن واجقة ا أبص اة ) فقوو اونا رودو
ف افر وا أو ذا کا ًا ا i (I ol
COORG
| - إن هذه السورة مفتتحة بالعديد من الأقسام بالملائكة » فمنها :
التازعاتِ4 وهي التي تنزع أرواح الكفار؛ شديدة في نزعها
من أبدانها .
- #الناشطاتِ# التي تنزع أرواح المؤمنين؛ رفيقة بهم عند
استلاها من أجسادهم .
- السابحاتِ4 المسرعة في تنفيذ الأوامر الإهية ؛ كقبض آرواح
المؤمنين» وإيصاما إلى مقرها في مقعد الصدق عند المليك
المقتدر بسرعة .
- «لفالسّابقاتِ سبقا) التقدمة في سيرهاء سواء لقبض
الأرواح » أو لتبليغ خطاب الوحي للأنبياء.
- «الُدَبّراتِ€ التي تدبّر شؤون الوجود» فهي الواسطة بين
الأوامر الإهية الصادرة ومقدرات الكائنات المنجزة .
وهذه الأقسام بدورها تدل على تنوع عمل الملائكة تبعا لتعدد مراتب
عبوديتهاء ولا خفى أن ما تدبّره الملائكة هو من الأمور المهمة » حيث جاء
الأمر بصيغة النكرة «فالدَبّراتِ أَمْراً4 لإفهام هذه الأهمية .
۲ - إن ساعة النزع والموت لمن الساعات المهمة في حياة البشر» ومن
هنا استحق أن ينوع الله تعالى بيان عمل الملائكة» بحسب حالات نزع
الكافر وغيره» وطريقة إيصال الأرواح إلى مكانها اللائق بها .
هذا كله إذا كانت الآيات ناظرة إلى تصرفات الملائكة.. وهناك ما يدل على
أن الآيات ناظرة إلى حالات النجوم بحسب حركتها في السماء"".. وهناك
ما يدل على أنها ناظرة إلى حالات المجاهدين في ميادين القتال ؛ وهذا يؤيد
ما قيل عن القرآن الكريم بأنه حال ذو وجوه .
۴ إن نزع الأرواح من الأجساد متناسب مع شدة ترسخها في عالم
الشهوات » فك يصعب نزع السهم من الجسد لخيلولة نصاها الصغيرة من
الخروج » فكذلك الأمر في أرواح الكافرين » فإن الملائكة تبالغ في نزع تلك
الأرواح كالقسي تنزع بالسهم ؛ أي تد بجذب وترها إغراقا في المد» وهذا
(۱) التبیان : ج۰٠ ص۱١۲ » مجمع البيان في تفسير القرآن : ج٠٠ ص١١1 .
س الان : ۳۳
معنىّ قيل في تفسير وَالَازعَاتِ عَرْقًا) .
٤ - إن عظمة الملائكة تتجلى في أا مدبرة للأمر #فا يرات أمْراً4
أضف إلى القَسَّم بها في سور عديدة» مثل: سورة الصافات وسورة
المرسلات؛ فهي وسائط التبليغ » والحال بأن الله تعالى ينسب هذا الأمر
الخطير إلى نفسه قائلا «نُمٌ اشتَوّى على الْعَرْش بدَبرٌ لام4" بفارق أن
الملائكة وكيلة في التدبير » والله تعالى هو الأصيل في كل شؤونه.
فهل من الغريب بعدها أن ننسب ذلك إلى كبار أوليائه الذين هم وسائط في
الفيض » وفي رتبة خدومي الملائكة؟!
٥ - إن انشغال الملائكة بتدبير أمور الوجود الكبرى بأمر من الله
تعالی » لا یناني استغراقها في تسبیح الله عز وجل بمقتضی قوله تعالی #وَمَنْ
عند لا كرود عَنْ اده وَلا سرون « يحون اليل وَالنَهَاَ لا
رون4 فالمطلوب من الإنسان كخليفة لله تعالى في الأرض الذي
يضاهي الملائكة في رتبتهم- أن يصل إلى هذه الدرجة من الجمع بين
الانشغال بالخلق » والاستغراق بالخالق !
والطريق إلى ذلك قد تشر إليه الآية ؛ وهو إحساس الإنسان بمقام العندية
المستفاد من كلمة #وَمَنْ عِندَه)" وكأن هذا هو مفتاح الوصول إلى الذكر
)١( سورة يونس :الآية ۳.
(۲) سورة الأنبياء : الآية .٠۹-۲۰
(۳) سورة الأنبياء : الآية .٠۹
المستغرق .
٦ إن انتساب حوادث الوجود كالإماتة والرازقية وغيرها إلى
أسباب متعددة -بعد انتسابها إلى الله تعالى- إنا هي كانتساب الكتابة إلى
القلم واليد في طول الانتساب إلى الإنسان لا في عرضه» وحينغزِ لا غرابة
في انتساب أمور الوجود إلى أسباب متعددة» كانتساب الموت إلى ملك
اموت" أيضا بعد الانتساب إلى الله تعالى.
وبذلك تبقى عظمة الربوبية بحالهاء بملاحظة الطولية هذه في كل
مواردها.
۷- إن من خصوصيات القيامة أن فيها صيحتين عظيمتين توجبان
الاضطراب» فعْبّر عنها ب الرًاجِمَة التي توجب الاضطراب العظيم
و#الرًاوفة4 وهي التالية ها.. وقد استعمل القرآن نفس مادة الاشتقاق
بالنسبة للمنافقين في المدينة قائلا #وَالُرجِمُون في الُديتة 4" فكان حديث
هؤلاء ني نشر الأراجيف» بمثابة الزلزال الدمر لاطمئنان المجتمع .
۸ - إن حالات الكفار المنكرين للبعث في عرصات القيامة» تشبه
حالات قلوب المؤمنين في الدنيا في نها :
- #واجِفَة4 أي مضطربة من خوف الله تعالى» كوجل قلوب
() فل يواكم مَك الُوْتِ الذي وْكل بكم نَم إل ربكم ثُرَجَعُودً) سورة السجدة:
اليه .١١
(۲) سورة الأحزاب :الاآية .٠٠
ارک ا
المؤمنين .
- #أبصارها خاشعة€ لشوع قلوهم» وهي من أجل صفات
المؤمنين في الدنيا!
والحال أنه بجانب هذه الصفات المشتركة في الآخرة» هناك صفة تخص
المؤمنين في الدنيا وهي أهم لا حف عَلَيْهمْ وَل هُمْ بحرَنونَ" فالكال
كل الكال أن تكون صفات القلوب في الآخرة» متحققة في الحياة الدنيا
وهی دار التكامل والقرب .
٩ - إن أرض القيامة بعد النفخة الثانية تتحول إلى ما يصفه القرآن
الكريم #قإذا هم بالساهرة4 أي مستوية خالية من النبات» لذا ينبغخي
للإنسان -عندما ينظر إلى مباهح الحياة الدنيا- ن يتذكر ذلك اليوم الذي
منتسبا إلى الله تعالى » إذ إن الباقي هو وجهه الكريم » ويلحق به كل ما
انتسب إليه .
لهل أئلك سیت موس )لد ناد نه ریم پالواد المد طوی ر ذهب إل
چون إن کی ا قل مل لك إل أن رک اله أفييك إل رك فى أ
رنه آلکیة آلکری )مكدب AC OPHHORS
. ٠١ سورة الأحقاف : الآبة )١(
قال آنا ریک لکیل )دہ اه تاا اکرو رادو لدف ذلك عة
نى ©4 .
١ - إن من كان موردا للعناية الإهية -التي بها صار منادى لمولاه-
هو الأقدر على مواجهة طغاة الفراعنة » فالأمر بجحتاج إلى قوة في التسلط على
باطن المقبلين تارة » وعلى ظاهر المعرضين أي قوة عددهم وعدتهم تارة
اخری؛ وکلاهما لا یتسنی إلا بمدد من عالم الغيب.. وقد أمد الله تعالى
بالقوتين على ما بينه من قصصه في القرآن الكريم.
١ إن الحديث مع جانب القدس الإههي لا يكون إلا في أجواء
القدس والطهارة» وهذا اختار الله تعالى الوادي المقدس للحديث مع كليمه
المقدس 2# وأمر خليله 9 أن يطهّر بيته للطائفين هرا" ومنع
المشر كين أن يعمروا مساجد الله تعالى ما كان لِلْمُْشرٍكينَ أن يَعْمُرُ 3
وأمرنابأخذ الزينة عند کل مسجد #خذوا زِيتكُم عند كل م مسجد .
ومن هنا أمكن أن يقال: إن مَن يريد أن يكون بيته علا لمناجاة المولى»
فلا بد أن يکون طاهرا (ظاهرآً) من الخبث» وطاهرا (باطنا) من حدث
مو سی
المعاصي والذنوب .
۲ - إن من يريد القضاء على الفساد الاجتاعى » لابد وأن يعالجه
(۱) أن طَهّرا بي لِلطَاِفينَ و الْعاكِفينَ و الرْكع السجُود سورة البقرة : الآية ٠١١ .
(۲) ما کان لِلْمُشر كين اَن د ورانا خد الل سور اة :الآية .٠١
(۳) 3يا ني آَم خذوا زيتتَكُمْ عند كَل مَْجٍ4 سورة الأعراف : الآية .۴١
من
بالقضاء على مناشئه وعلى رأس تلك المناشيء هو سلوك حكام الجور؛
فالناس على دين ملوكهم"" إن الوك إا دلوا قَرية أَفْسدُوهًا4".
ومن هناء» فإن الله تعالى أمر موسى ب بمقارعة فرعون في أول خطوة من
خطواته الإصلاحية اذهَبْ إلى فِرْعَون انه طُغى) .
۳ - إن طغيان المخاطب لا يمنع أبدا من القيام بوظيفة الأمر
بالمعروف والنهي عن المنكر » وذلك :
- لإمكان تحقق التأثير عليه ولو بعد حين» كانقلاب كبار العصاة
عم)| کانوا عليه كسحرة فرعون.
- من أجل إتمام الحجة عليه فتكون العقوبة أشد» والانتقام
أوجه!
٤ _ إن في الآيات الدالة على هلاك فرعون إشعارا بالقدرة الإلمية
القابضة على ملك الحبابرة» وهذا بدوره يعد سلوة للمؤمنين عندما يبتلون
بطواغيت عصورهم من هم أقل سطوة من الفراعنة!.. وفيها أيضا إثارة
للرعب في قلوب الظالمين عندما يعلمون دقة مكر الله تعالى » إذا أراد المكر
بقوم کافرین .
٠٥ - إن القرآن يعلمنا الرفق والموعظة الحسنة في دعوة العباد إلى الله
(۱) علل الشرائع :ج٠ ص٤٠.
(۲) سورة النمل :الآية ٠٤ .
- فهذا فرعون وهو من أقسى خلق الله تعالى» مدعو إلى التزكية
بنحو التلطف في السؤال «فَقّل هَل كك إلى اَن تركُّى) .
- وبالقول اللین مولا لَه قَولا نَا مع من کان يعي
الربوبية العلياء ومن كان يذبح الرضع من الأبناء.
## نسب الرب إلى فرعون قائلا إلى رَبك
رغم آنه یعترف بإله موسی 9 .
وهذا مو سی
١ إن المطلوب من العبد إحداث تغيير في نفسه بمجاهدة من
عنده» وإلا فإن الله تعالى قادر على إحداث هذا التغيبر من دون مجاهدة من
عبده» کا سحدث کل تغییر في عام الوجود.. وهذا نری موسى 9 يطلب
من فرعون أن يتزكى بنفسه كَل لَك إلى أن بَرّكّى) وم يقل : لأزكيك
مثلا!
۷ إن عبارة التزكية متكررة في دعوات الأنبياء 9م فهي إن
کانت :
- بمعنى النمو؛ دلت على التكامل الإنساني ونمره الخصل»
والذي يكون من خلال اتباع رسالة الأنبياء.
- بمعنى الطهارة والتنزه؛ دلت على أن التخلص من شوائب
. ٤٤ سورة طه :الاآية )١(
A ES SRNR SES : شۇ الانانن
النفس البشرية أيضا يكون من خلال ذلك .
۸ - لا بد في مواجهة البعيدين عن طريق الهدى» من ذكر ما بحببهم
إلى الطريق وينسجم مع فطرتهم ؛ بدلا من طلب التعبد بيا يثقل عليهم!..
ومن هنا م يدع موسى 4# فرعون للتعبد بأحكام شريعته » وإنا طلب منه
التزكية التي لا بختلف عليها أحد» ممن له فطرة غير ممسوخة» وهي مطلوبة
حتی لمن لم يتين بدين صلا .
٩ _ إن رسالة الأنبياء متمثلة في هداية من يمكن هدايته تارةء
زقر ا هة من حف عن فول هداد تار اخرى» وعدا فا کان مجلا
في حياة إبراهيم وموسى ب وهو معنى عدم انفكاك الدين عن سياسة
العباد.
وآيات القرآن الكريم مليئة بالشواهد الدالة على هذين الأمرين» أعني
إرسال الرسل داية الخلق كافة وما أَرسَلناك إلا كاه لتاس بشيراً
وتذير" ومقاتلة مَن يقف بوجه المدى الإلهي كافة أيضا «قاتِلوا
اشر کین گافة کا يقاتلونَكُمْ كافة4" .
١ - إن هناك ارتباطاً في منطق القرآن الكريم- بين المداية
«أَهُدِيك) والتزكية #تركى) والخشية شى إذ ليس الإيمان
.۲۸ سورة سبأً : الآية )١(
.٠١ سورة التوبة : الآية )۲(
منحصرا بالعبادات الجوارحية » التي قد لا تلازم هذه الأمور.
ومن هنا أيضا يعلم أن مَن يريد هداية الخلق » لا بد وأن يكون واصلا إلى
هذه المقامات و واجداهاء وإلا فإن فاقد الخشية والتزكية لا يؤثر في غيره!
١ إن الله تعالی طلب من موسی ل
لفرعون الذي ادعى الربوبية » فجعل المطلوب منه بعض الأمور التي قد لا
يرى البعض آنه مكلف با» من قبيل التزكية والخشية.. فلم نر البعض
يعفي نفسه من هذه المقامات » وهو على درجة مقبولة من الإيان؟
-- إنه من الممكن القولبأن مراحل التأثر بمواعظ الأنبياء
والأرصياء #إق تنمشل بالتعلم أولا «وَيُعَلَمُهُمُ الاب وَالحكمَة4" ثم
الخشية انيا 3إ شى الله مِنْ عبَادِهِ الْعْلء4" وثمرته) الخوف من الله
تعالى والانزجار عن نواهيه إت تدر الَذِينَ َون رَببُم إذ إن
التفاعل الباطني مترتب على وجود أرضية الخشية» وههذا جعلت الآية
العبرة مرتبة عل الخشية ليره من ّى .
۳ _ إن التزكية تتم على مرحلتين :
- فمنها (التزكية الإجالية) المتمثلة في التخلص من الذنوب» ثم
0 أن يرفع من سقف الطلب
.٠١۹ سورة البقرة : الاَية )١(
.۲۸ سورة فاطر : الآية )۲(
.٠۸ سورة فاطر : الاآَية )۳(
.٠١ سورة النازعات : الآية )٤(
تلقي اهداية الإجالية.
- ثم (التزكية التفصيلية) الملازمة للخشية» ومن بعدها يصبح
العبد مؤهلا للهداية الخاصة التفصيلية.
وقد ذكرت الآية التزكية أولاء ثم المدايةء ثم الخشية #تَرَكَّى)
وأَهْدِيَكَ4 وی4 .
-٤ إن العمل على البعد الأنفسي مقدم على العمل الآفاقي
الخارجي› فموسی 0 :
- عمل على الفتح العاطفي والفكري في عام الأنفس» مستعينا
بلين القول» والدعوة إلى التزكية والخشية على نحو العرض
والاقتراح » لا على نحو الزجر والأمر .
- أراه الآيات الكبرى في عام الآفاق من العصا واليد البيضاء
وغيبرهاء إتماما للحجة أو تأكيدا ها .
ومن المعلوم أن باب المعجزة لا ينفتح إلا نادرا» بخلاف باب التأثير
الباطني ؛ فهو مفتوح دائا لمن أراد أن يعمل به » مستعينا بسنن الأنبياء .
٥ - إن وظيفة مَّن أقبل الله تعالى عليه -وخصّه بالألطاف الخاصة-
تتمثل في استشار ذلك فمداية الخلق ومقارعة الطواغيت؛ بدلا من
الاستئناس بالحظوظ الأنفسية كا ذهب إليه أهل الرهبانية.. فأول عمل
للأنبياء # بعد البعثة» هو إرشاد الضالين ومواجهة المخغضوب عليهم»›
وهو ما نراه جليا أيضا في حياة النبي الخاتم اله .
٩ إن الله تعالى يمد أنبياءه بها يوجب قوة جانبهم متناسبا مع قوة
خصومهم » ومن هنا أمد موسى 9ي بآيات عديدة » منها ما في هذه السورة
رَه الآية الْكَرّى) وذلك لقوة خصمه الذي اذعى الربوبية» بل
الربوبية العليا بقوله آنا رَبْكَمْ الأعلى€ إضافة إلى بلوغ حضارته الأوج في
العمران وغيره بشهادة أهرامات مصر » وني هذا قوة لقلوب كل الدعاة إلى
الله تعالى وني كل العصور!.. إذ إن قوة ما يأتيهم من المدد متناسبة مع قوة
الأعداء » فلا خوف عليهم من هذه الناحية ولا هم يحزنون .
- إن المنحرفين عن طريق الهدى لا يتورعون عن أي باطل -ولو
كان واضح البطلان عندهم- ومن هنا تشبّث فرعون بتكذيب أصدق
الناس في زمانه وهو موسى 4# # كدب رغم الآيات البينات» ومنها
إبطال السحر الذي اعترف به السحرة أنفسه"
- إن أهل الباطل جادون في باطلهم بل هم مجتهدون فيه » فهذا
فرعون أذْبَرَ يَْْعَّى) إذ لا يخلو السعي من جد واجتهاد » فالمؤمنون أولى
بالسعي في طلب حقهم.. ومن هنا حق لأمير المؤمنين 0إ أن يشكو قومه
قائلا : «فيا عحبا!.. والله يميت القلب » ومجلب الهم من اجتماع هؤلاء
القوم على باطلهم » وتفرقكم عن حقكم ؛ فقبحا لكم وترحا»"!
(۱) #فغلبواً هناك وَانقَلبّوا صَاغرين # وَأَلْقٌِ السَحَرَةٌ ساجدين) سورة الأعراف : الآية
-1۲۰۹.
(۲) نهج البلاغة : الخطبة ۲۷.
ت
والقران الكريم يشير في آية أخرى إلى أن ما يصيب المؤمن من الأذى في
سبيله يصيب الكفار أيضاء بفارق البون الشاسع با لا يقاس في عاقبة
الفريقین إن نووا تألَمُونَ امم يلمد کا بألّمون وََرجُونَ مِنَ اله ما
لا يَرّجُون)”" .
٩۹ _ إن الطغاة يستغلون في كل العصور أدوات الإعلام الجاعي»
وقد كانت لفرعون القدرة على جمع الناس وإعلامهم ب) يريد» كا يفيده
قوله تعالی «فَحََرَ فتادى» وقوله «فأَرْسَل فِرْعَوْن في للَدَائِن
حَاشرينَ#" ومن هنا يعرف أيضا أن مقارعة من هكذا صفته » إن تكون
yS
-١ إن لله تعالى نوعين من العقوبة : فهناك عقوبة مؤخرة ليوم
e » وهناك عقوبة أخرى معجلة!.. فالبعض يريه الله
تعالى الخزي في الدنيا قبل الآخرة وهذا ما جرى لآل فرعون؛ فأما عذاب
الدنيا #فاغر فتاھ مم في ال وني الآخرة ويرم قوم السا ا دخلوا آل
فرْعَون اشد د اعدا ب ° وها فرله تال و فاده اة تیال الاخ
.٠٠٤ سورة النساء: الآية )١(
(۲) سورة الشعراء : الآية ٥۳ .
(۳) إا يوّخرْهُم يوم تحص فيه الأبصارٌ€ سورة إبراهيم : الآية .٤١
)٤( سورة الأعراف : الآية .١١
.٤١ سورة غافر : الآية )٥(
وًالأولّ).
ومن الممكن القول: إن مَن ينازع الله تعالى في سلطانه يعجّل في عقوبته»
خلافا للعاصي الذي لا يرى في نفسه حالة تح لربه» بل يرى في باطنه ذلة
لما اقترفه.
١ إن القران الكريم لم يسرد قصص الأنبياء #9 من أجل التسلية
على نحو استماع الحكايات» أوصبّها في قوالب فنية مجردة» وإنها هي
للاعتبار واستلهام الدروس» وذلك لا يكون إلا لمن له أرضية اللخشية
من ربه كفي لِك لَبَْةٌ لن سى فالعقل المستفيد إن هو مقترن مع
القلب المستلهم الخاشع » لما يراه من الأحداث والأشخاص والأشياء .
HEKO mm
کہ ۷ی کہ کے ھا انح ب ھا ویک
اھا )س لک ریک )5ا جا اة آلکری
. 4© گر اومن اس © رت يى
إن القرآن الكريم يؤكد في آية اشم شد حلا أ السّاءٌ4 وني ۲
آية أحرى لق السَوَاتٍِ وَالأَرْض أَكَر مِنْ حل التاس) على حقيقة
أن خلق الساوات أعظم من خلق الإنسان!.. ومن هنا جعل القدرة على
.0۷ سورة غافر : الآية )١(
EO e Se TRE AEA ASA : شی التافا
خلق الأشد تعقيدا ؛ دليلا على القدرة على إعادة خلق الأقل في ذلك› وهذا
ما فشر حالة المؤمن عندما يتأمل في خلق السماوات -وخاصة عند القيام في
جوف الليل - فإنه يستحضر حقيقة أن المتأمّل فيه وهو الكون؛ أعظم من
المتأمًّل وهو الإنسان نفسه ؛ ما يو جب بدوره إحساسا بالتصاغر والتذلل!
۳ - إن من طرق التأثير على المخاطب هو استثارته بالسؤال -حتى
لو كان الجواب عنده واضحا- وذلك لتحريك فکره في مسار ما يریده
المتكلم.. ومن هناء يسأل الرب الخعال عباده اَم أَسَد حلا آم الكَء)
ليعترفوا بضعفهم في بواطنهم .
٤ - إن الطريق المتعارف لتذكير العباد بخالقهم هو ذكر الآيات
الآفاقية » وهذا يكثر القرآن الكريم من ذكر السماوات والأرض -ومنها
هذه الآيات- للانتقال من المحسوس إلى المعقول» ولكن هناك من العباد
من لا بحتاج إلى هذا الطريق المتعارف» وهم الذين تجلى هم الله تعالى في
أنفسهم بنوع من أنواع التجلي .
۵ - ليس من المعيب أبدا أن يستمتع الإنسان بمتاع الدنيا من دون
أن يعيقه ذلك عن عبادة ربه » فإن الله تعالى ذكر نعمة الأرض -وما أخرج
منها من الماء والمرعى وكذلك الجبال- في سياق النعم الإهية » وحاشا أن
يمن على العباد بها فيه صد عن سبيله» ويؤكد هذه الحقيقة أيضا قوله تعالى
لفل مَنْ حَرَم ية انه الَيّ ارج اباد وَالطْيَاتِ مِنَ الَزي 4 .
_ إن المتاع عندما ينسب للغير يفهم منه ضمنا أن صاحب المتاع
في رتبة أعلى منه ؛ لاستيلائه عليه وتصرفه فيه » وهذا صار صاحبا ومالكا
له؛ ولكن مَّن عشق هذا المتاع صار نملوكا له والحال أن القرآن الكريم
يريد منا أن نكون نحن أصحاب المتاع ماعا لَكَمْ4 لا أن يكون المتاع
صاحبالنا.. وهذا قيل في حقيقة الزهد أنها عدم مالكية الأشياء للإنسان" »
۷ _ إن الله تعالى ينسب متاع الدنيا إلى البشر والأنعام على حد سواء
س ° 2 : : e 2
لكَمْ وَلأنعَايكمْ€ ولكن المائز فيا بينهع) إنا يكون في أمور أخرى ألا وهو
التعقل والتفكر ؛ ومن هنا صار الإنسان حيوانا ناطقا .
۸ - إن مصيبة العبد يوم القيامة بلوازم عمله» أعظم من كل مصيبة
مرت عليه» ومن هنا سميت ب «الطَامَةٌ الكُنرى أي الغالبة» ووصفت
بالكبرى للتأكيد على فداحتها.. وعليه » فإن تصوّر هذا المعنى يوجب تحمل
مصائب الدنيا ؛ دفعا لما هو أشد منها!
۹ - إن الإنسان في عرصات القيامة -وخاصة عندما ترز الجحيم
لأهلها- في ذكر مستمر لسعيه في الحياة الدنيا يوم يدك الإْسان ما
.۳۲ سورة الأعراف : الآية )١(
."٠٦ التحقيق في كلمات القرآن : ج٤ ص )۲(
سعى# وهذا بحد ذاته عذاب لأهله؛ لأنه يقارن بين المقدمات الماضية
والنتائج المستمرة ؛ فيرى حقيقة أن اللذائذ قد فنت » والتبعات قد لازمت!
فكم من المناسب أن يكون هذا التذكر - وهو في دار الدنيا تداركا لما يمكن
تداركه» وهذا هو لب المحاسبة والمراقبة التي بجعل الإمام الكاظم وج
تارکها خار جا عنهم بقوله : «لیس متا من لم بجاسب نفسه کل یوم .
EF i e
2
امان کی ال وار لیو اذیا ع ن انیم ھی الما وی )وام
حاف مام رو تھی الَقُس عَنِ وی
TT
© ا ات مزر س کہا ن کے بی وک ر بغرا رل عة ا
٠ إن أرضية الطغيان في العبد #طغى) توجب أن يؤثر الحياة
الدنيا على الآخرة #وآتر فقد جعلته| الآية الكريمة مقترنتین» کك| أن
ل الرب #خاف# توجب ني النفس عن الهوى
وتهى# كا يستفاد من هذه السورة أيضا.. والقاعدة العامة المستفادة من
e الباطنية للإنسان منشاً لكثر من
الآثار الظاهرية .
(۱) بحار الأنوار : ج ١ ص١١٠.
١ - إن المشكلة ليست في مفردات الحياة الدنيا والمتمثلة : بالنساءء
والبنين » والقناطير المقنطرة» وا ليل المسومة » والأنعام» والحرث"" ٠ وإنا
في إيثارها على رضا الرب المتعال رًآثر الياة الذنْيا) وفي تزينها في صدور
العباد لري هم ف الأزض وفي كونها موجبة لطغيان العبد
#ليطغى أن رَه اشتَغْتی 4" .. وبعبارة جامعة: إن المشكلة كامنة في
العلقة لا العلاقة
۲ - قيل في تفسير لمَقامَ رب الذي يوجب الخوف منه تعالى
وجوه»منها:
- مقامه للحساب يوم القيامة » فكأن المراد مقام العبد عند ربه
- علمه بأفعال العبد ومراقبته له من جهة أنه تعالى قائم على كل
نفس ب) کسہت
- أنها جهة الربوبية وما يستلزمها من شؤون الربوبية .
والذي يجمع هذا كله في مقام التأثير » هو عمل العبد على تنمية ذلك الباطن
الذي يدرك هذه المعاني» ويو جب النهي عن هوی والذي يودي بدوره
(۱) رر ين لاس حب الشّهواتِ من التساء و اين و المَناطيرٍ الَمَنْطَرَةٍ سورة
آل عمران : الاآية .٠٤
(۲) سورة الحجر : الآية ۳۹.
(۳) سورة العلق : الآية ۷.
(5) #أفَمَنْ ُو قائِمٌ على كل تفس بم كَسَبَّتْ سورة الرعد : الآية ۳۲.
إلى سلامة الجوارح آخيرا.. وعليه » فإن العمل الجوانحي مقدم على العمل
الجوارحي » تقدم العلة على المعلول » وتقدم الفرش على النقش .
۳ - إن الالتفات إلى مقام الرب ٠ إِنا هو بمعنى أن يرى الإنسان أن
جيع تقلباته بمرأى من قبل الله تعالى» فهذا الالتفات لن موجبات
الاستقامة على الطريقة في السر والعلن» وبذلك تنتفي أو تقل حالات
التذبذب بين الإقبال والإدبار» التي يشتكي منها حتى الأولياء.
وما يؤيد أن المراد من مقام الرب ما ذكرناه آثفاء ما روي عن الإمام
الصادق 9ي أنه قال : «مَن علم أن الله يراه» ويسمع ما يقول» ويعلم من
خير أو شر ؛ فيحجزه ذلك عن القبيح من الأعمال ؛ فذلك الذي خاف مقام
رټه » وهی النفس عن هوی" .
: إن خوف الإنسان قد يكون - ٤
أو عدو بشري .
- لتقصير مرتبط بذاته: كخوف الجاني من العذاب عند
القصاص .
اماف خرف ٤ نر ت الا ان هة
وعليه » فإن خحوف أولياء الله تعالى إنما هو من القسم الثالث» لعدم وجود
خوف بذاته» ولا لتحقق تقصير من فعله» بل للنظر إلى مقام العظمة
المورث لحالة من حالات الخوف المقدس .
٥ - لابّد أن يكون تعامل الإنسان مع هواه وى التقس عن
هوى كتعامل الأب مع الابن الجاهل الذي لا يعرف مصلحته» فيهوي
إلى ما فيه رداه فيردعه ردعاء وهذا يختلف عن النهي عند الآمرين بالمعروف
بالوعظ المجرد.
وعليه » فلا يكون التعامل مع الهوى في النفس» كتعامل الناصح مع غيره
والذي يكون عادة بين النظيرين .
_ إن القانون الإلهي سار على جيع المخلوقات سواء في عام الآفاق
أو الأنفس » ومن هنا فإن الآية تعطي الضابطة العامة : فمن طَحّى»
سقط في طريق الردى إذ الجحيم مأواه ومن خاف€ وصل إلى ذروة
المدى إذ الجنة مأواه» لوضوح أن مَن اتبع طريقق الأسباب وصل إلى
المسببات» تماما كما هو الأمر كذلك في عام الطبيعة .
۷ - إن البعض يستغرق في الجزئيات التي ليست ها ثمرة عملية ء
مثلّه في ذلك كمثل المشركين الذين كانوا يسألون عن وقت الساعةء
فجابههم القرآن الكريم بقوله فيم أت مِنْ ذكراها) ردعا هم عن هذا
التطفل الذي لا طائل تحته» وكذلك بقوله تعالى «يَسْألوَكَ عَنِ السَاعَةٍ
ا
sC
ن مرساهًا).
کے
ومن الممكن أن تُسرّي مثل هذا التوبيخ ٠ إلى مَن يبحث عن توقيت الفرج
-مثلا- دون أن يعد نفسه لإعانة صاحب الفرج › وإلى من يتحرى فلسفة
الأحكام معولا التزامه عليها .
۸ - إن الله تعالى رغم أنه فتح باب العلوم الظاهرة لعامة العبادء
وباب العلوم الخفية لخصوص الأنبياء والأوصياء و ؛ إلا أنه استأثر
ببعض العلوم التي لا حيط البشر بشيء منهاء» ومن تلك العلوم ما يتعلق
بالساعة» فمتتهى علمها إنا هو عند عام الغيب والشهادة إل رَبّكّ
مُنتَهَامًَا.
وهذا كله لا ينافي أن يطلب العبد من ربه علا واسعا كثيرا بحسب سعة
إنائه » بل يطلب منه أن يوسع من إنائه أولا» ثم يغدق عليه من عطائه ثانيا!
٩ - إن الأنبياء ## بعثوا مبشرين ومنذرين» ولكن لا يعني ذلك
أن نسبة الإنذار والتبشبر على حد سواء قياسا إلى الطبقات» إذ إن الإنذار
يتأكد للقوم الغافلين المعاندين دون التبشير » وهذا ذكرت الآية خصوص
الإنذار لمنكري القيامة < إت انت مُنذِرٌ من خْسَامَا).
وعليه» فإن المؤمن في دعوته إلى الله تعالى » يوازن بين الإنذار والتبشير
بحسب حالات من يتعامل معهم .
٠١ - إن الأنبياء وغ جاءوا لرفع المستوى التكاملي لكل فرد» ولكن
التأثر بدعوتمم يجحتاج إلى أرضية إجالية للقبول » وهو ما يستلزم وجود حالة
ولو إجمالية- من الخشية بالنسبة إلى المبدأ تارة إا ثنذِرٌ من انبم الذكَرَ
وشي الرّمَّن4" وإلى المعاد تارة أخرى إت نت مزر من كْسّاما).
SS
أن يتبع الأنبياء خارجا مصداقا لقوله تعالى #سَوا راء عَليْهم آأندڌرُمْ م 1
نذِرْهُمْ لا يۇمنون 4‰"
- إن الالتفات إلى حقيقة فنائية الدنيا وقصرها بالنسبة إلى الآخرةء
لمن موجبات ردع العبد عن التوغل في الشهوات؛ لأن العاقل بطبيعته
يتجاوز عن الربح الأقل ليازة الربح الأكثر ؛ فكيف إذا م تكن هناك نسبة
E إذ ما نسبة الحياة الأبدية إلى لبثِ في عشية أو ضحى كام يوم
برا يرا إلأعوية عَشِيّة اؤ ضحاها) بل إلى ساعة كا في قوله تعالى ويو
قوم السَاعة ةيُقَيمُ الْجْرمُون ما ينوا عَيْرَ ساعَةٍ ع .
(۱) سورة يس : الآية .١١
(۲) سورة البقرة :الاآية 1.
(۳) سورة الروم :الآية ٥١ .
وام القن اریہ
ی وبول لاان جا اتی لاوما یریک لمل یری )او بک
فم لدی )ما من ایی ای ات ل دی ا وما عك ال رک
OME DESO HO
إن هذه الآيات التي فيها من التقريع ما لا بخفى على المتأمل » لا
تناسب أن تكون في حق النبي ا الذي وصفه القرآن بأنه على خلق
عظيم""» إذ إن العبوس ني وجه الكافر لم يكن من شيم النبي
الأعظم با ؛ فكيف في وجوه المؤمنين؟!.. وكيف بمَّن وصفه القران
الكريم بالأعمى ما يستلزم المزيد من الشفقة؟!.. فكيف بمَن جاء
«يَّشعی) بجهد ویرید أن یکون من «يخشی 4 ؟!
إن المزايا الأحلاقية التي تصدر من المؤمن» إنا هي من منطلق
کاله الذاتي» لا طلبا لثناء او شکر أو مکسب آخر» فالعبوس في وجه
الآخرين أمر مذموم ولو كان ذلك في وجه أعمى لا يرى ذلك العبوس
والمؤمن جل نفسه عن ذلك ؛ لأنها صفة مبغوضة عند ربه وفي نفسه .
() و الك مَل حل عَظيم) سورة القلم : الآية .٤
۳ - إن القرآن عندما يتكلم عن المداية » يذكر التزكية كمحور لحركة
الأنبياء # '. فالتشريعات كلها جاءت لتخليص الإنسان من عبودية
الموى إلى التسليم للهدى.. ومن المعلوم أن الطريق إلى التزكية هو بالتذكير
الُخرح لصاحبه عن دائرة الغفلة» فجمعت الآية بينها «يركّى)»
يدر ) .
٤ - إن دعوة الدعاة إلى الله تعالى » ليست دائا للإخراج من الجهل
ليكون عملهم تعلي| » بل يكون أيضا للإخراج من الغفلة ؛ فيكون عملهم
تذكيراء ومن هنا جعلت الآية التذكير نافعا للبعض وإن كان غافلا أو
يكر مكَنْمَعَهٌ الذّكّرى ومن المعلوم أن هذا الأمر لا ينطبق على المعاندين ء
بل یزیدهم عتوا وكفرا.
ه إن عادة أهل الدنيا هو الميل لما هو ملاك التقدم عندهم» ألا وهو
الاستغناء ما مَنِ انی ٭ فَأَنْت لَه تَصدّى) لأنه كال حسوس عندهم
قریب إلى طبعهم ؛ بخلاف من جاء یسعی وهو يخشی » فان کاله لا يدرك
بحسب طباعهم البشرية ما يوجب الالتهاء عن أصحاب هذا الكال»
وهذه الصفة الثابتة لأهل الدنيا لا تنسجم أيضا مع مقام النبي عب ما
يؤكد مرة أخرى انضر اف هذا العقاب عنه:
() کا رانا فيكم رَو لا ينم بعكم آياينا وركيم وَُعَلَمكُم الاب وَالَمة
َيعَلمكُمْ ما ً ونوا تلود سورة البقرة : الآية .٠١١
١ - إن الآيات التي توبّخ مَن أعرض عن الأعمى لعدم وجاهته
الاجتماعية » تريد منا تحكيم الموازين الشرعية في التفاضل بين العباد» وهي
قاعدة الأكرمية عند الله تعالى بالتقوى'"» والتي لم تكن محكمة أيام
الجاهلية » بل ولا بعد الإسلام في كثير من الأوساط .
ومن آثار عدم تحكيم هذه القاعدة» ما ذكرته الآية صريحة من إعراض
ss السعي للتزكية #جَاءك
يَسْعَّى) والتلبس بالخشية المستمرة المستفادة من قوله تعالى وهو شى 4
بل أشارت إلى ما هو أسوأً من الإعراض أعني التشاغل بالغير؛ وهو
المستفاد من قوله تعالى فَأَنْتَ عَنْه تَلَهّى ) .
۷- إن من صفات أهل الدنيا وطالبي الاستغناء هو عدم اهتمامهم
باهتداء الناس إلى طريق الهدى ؛ لأنهم ساسا غير معنيبن باهداية والتزكية ؛
فكيف يحملون هم تزكية الآخرين؟!
E
وما عَلَيْكَ ألا ي يزكى€ ومن الممكن القول: إن هذه الحالة من عدم
الاكتراث» هو من مصاديق : «(ومن لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم“"" إذ
إن من هم أمور المسلمين هو السعي لتزكية الآخرين .
(۱) إن أَكَرَمَكُمْ عند الله اناكم إن الله عَليمٌُ بير سورة الحجرات : الآية .٠١
(۲) الکاني : ج ۲ ص ٠١٤
کد إا نة ای کا دک ف صحف کرم )وتر
ROL ASEOIEO™ 0 قد
ا )امن نطْمَةٍ لق معد رم )م لل رد )2 kA
KOLE
إن الآيات المتعلقة بالقرآن الكريم في هذا المقطع » تدل على عظمة
القرآن من جهة أا :
- مجموعة في لني صحف مَكَرَمَةَ وذلك في عا م الغيب» سو
هذه الصحف التي بين أيدينا .
- أنها مرتفعة القدر لمَرْفُوعَة€ بارتفاع قدر منزها.
- هي مَطَهَرٍ4 من كل دنس » ومن أن تناها يد التحريف .
E يدي سَمَرَةٍ4 كرام؛ وهم أعوان الملك الأعظم
جبرائيل 2# منزل الوحي» ومن هنا كان مطاعا لمُطاع نَم
أمين4 فقد جرت العادة على استحفاظ نفائس الأشياء بايد
عديدة» مبالغة في إكرامها أو حفظها .
۹ إن القرآن كا تحمله يدي الكرام البررة في عالم الإرسال» فكذلك
يتحمّله كرام الأمة الخاتمة في عالم التلقي» وهم المعصومون 9ي الذين
يحملون حقائق القرآن في كل عصر» ويليهم الأمثل فالأمثل في الطهارة
(1) سورة التكوير :الآية .۲١
والكرامة؛ لأن الصحف المكرمة المطهرة تحتاج إلى أوعية متناسبة مع ذي
الوعاء في الطهارة والقدس» ومن هنا فانه لا يستوعب حقائق القران
الكريم -حتى من العلماء- إلا مَّن كان طاهرا مطهرا «لاً يَمَسَهُ لا
امرون .
١ إن الرب الذي يدعو ال مسرفين إلى رحته متحببا إلى العصاة من
خلقه"" فإنه يدعو على فئة من خلقه وهم الذين كفروا بأنعمه بأشد التعبير ؛
ألا وهو اموت تتلا # َل الإنسان) !.. فالتفاوت شاسع بين قوسي الرحمة
والغضب» وذلك لأن في الكفر نوع تح لمقام الربوبية.
ومن الممكن بعد التأمل أن نقول : إن الغضب أيضا شعبة من شعب رحته»
إذ إن قوام العدل وتربية العباد» يكون أيضاً بنفاذ الغضب في موضعهاء
لتتبين الرحمة في موضعها أيضا .
١ إن الكفر الأعظم يتمثل في تغطية المنعم بحجاب الإنكار #ما
أَكُمَرَه4 والكفر الأصغر يتمثل في تغطية نعمه » ويطلق على مرتكبهم| عنوان
(الكافر) ولكن العتاب الشديد في الآيات يتناسب مع الكفر بالربوبية.
ومع ذلك فإن هذا العتاب قد يشمل الكفر بالنعمة بدرجة من الدرجات»›
وهذا العتاب لو خففناه لكان الباقي منه ثقيلا على العبد أيضاء ومن هنا
.۷۹ سورة الواقعة : الآية )١(
.٥۴ فل يا باي الْذينَ أَسرَفُوا على أنمُيهم... € سورة الزمر : الآية 0
ا
لحت المبذر بالنعمة ب إإخوان السَيَاطين4" لأنه نوع كفران بها .
إن استعمال صيغة التعجب من خالق الوجود لأمر من الأمور
ملفت حقا!.. فالذي لا یری في الوجود شيئا یعتد به لعظم سلطانه وترامي
ملكه » فإن إظهار التعجب منه تعالى في كتابه ما أكَفَرَهٌ 4 يدل على فداحة
الأمرء وأي خطب آعظم من إنكار من يصف نفسه في موضع آخر قائلا
لني الله سك قَاطر السَاوَاتِ رَالأَرض 4"
۳ إن الله تعالى عندما دعا بالقتل على الكافر -وهو أبلغ من اللعن
في بيان الطرد من ساحة الرحمة- فإنه لا محقق دعائه في الدنيا دائاء إذ قد
یعیش مَن دعا ربه عليه بالقتل منعا مترفا في الدنياء ولكن الأشد من قتل
الأبدان هو موت الأرواح الذي هو بحكم القتل ها # أَمْوَاتٌ عير أخياء
وما يَشعرون 4" حيث أن جوارحهم الباطنية» من سمع وبصر وفؤاد
معطلة لا تعمل »› وأي حياة بعد هذا كله؟! ۰
٤ - إن القرآن الكريم كثيرا ما يذكر الإنسان بأصله بتعابير ختلفة
لمن مني یُمْتی 4“ ولم ماء مهین4 کا أن ني هذه الآیات أیضا تذکیر
.۲۷ سورة الإإسراء : الآية )١(
.٠١ سورة إبراهيم : الآية )۲(
.۲١ سورة النحل :الآية )۳(
.۳۷ سورة القيامة : الآية )٤(
سورة السجدة : الآية۸. )٥(
َة لَه
للكافر بأصله» ليذكره أولاً بحقارة منشئه من نطف حَلَمَهٌ4 فهو من ماء
ayy
ظلمات ك بجماله ودقة صنعه» ومن
هنا استحق الدعاء عليه بالقتل عند إنكاره لمبدئه.
وملخص القول : إن مَن کان هذا أصله » فإِنه لا یلیق به أن يتفه ب| وجب
الكفر .
٥ - إن التعبير ب#فقدره يشعر بأن هناك يدا مقَدّرة» أرادت
التدخحل في هذه الفترة القصيرة لتصنع الأعاجيب › وبعدها يترك الخالق أمر
العبد إلى نفسهء ليصنع ما يشاء!.. فلو أن العبد طلب من مولاه أن يرعاه
بلسان المقال -بعد خروجه من عالم الأرحام- ما كان يطلبه في ذلك العام
بلسان الحال » أفلا يصل إلى كاله التشريعي كما وصل إلى كماله التكويني ›
فاليد المتقدرة في الحالتين واحدة؟!
۹ إن الله تعالی خلتق الخلق» وکل میشر ما لق له له م السبيل
يَسره# وهذا المعنى يراه العبد متجليا في ول الطريق -وإن كان عاصيا إلا
أنه ومع تكرار المعاصي وخاصة الكبائر منهاء يصل إلى مرحلة لا يرى
السبيل مسرا بل «فَسَنيْسَرّه لِلْعْسْرَّى)" فيرى في نفسه ميلا قهريا إلى
الباطل » والشياطين المستولية عليه تسوقه إلى موجبات العسر سوقاء وهذا
.٠١ سورة الليل :الآية )١(
sS
< g2
و ر
- إن الالتفات إلى أول مراحل الدنيا من طف مه قَقَدَ ر
وإلی آخر مراحلها ن م اماه ابره لمن موجبات كسر الخرور الباطني»
وخاصة عند من يرى في نفسه مقتضيا لذلك› كمَّن ذكرته الآية في أول
السورة» أي الذي يتصدى لمن استغنى » ويتلهى عمّن يخشى.
فذكر الإماتة والإقبار في سياق العتاب على مَن دعا عليه القرآن بالقتل › قد
يدل على نوع من أنواع التحقير أيضا لمن يعيش غرور الكفر » فقد ذكرته
تارة بأنه من نطفة قذرة وک e من مَاء نهين وني هذه السورة
تذكره بأنه سيؤول أخيرا إلى جيفة نتنة'" لابُد أن تُقبر دفعا للأذىء فلم
الغرور قبال كبرياء رب العالمين؟!
- إن الإماتة التي مها الإقبار » هي هذه الإماتة الظاهرية للأبدان
التي تتحلل في التراب» ولولا خاصية الأرض في تحليل الموتى» لكانت
الجشث ما يوجب التقذر والتنفر من أصحاما!.. ولكن هذا السير النزولي
للأبدان -عموما- يقابله سير صعودي لبعض الأرواح» فإن من الأرواح
ما هو ماما إلى مَقَعَدٍِ صِدّق عند مَلِيك مُقَتَدِر 4"
= إن الحكمة الإإهية تقتضي إحياء الموتى لينال الملستحق جزاءه من
(1) سورة المرسلات :الآية٠۲.
(۲) نهج البلاغة : الحكمة ٤٠١ .
(۳) سورة القمر : الآية .٥٥
الثواب والعقاب» ولكن كل ذلك في دائرة المشيئة الإهيةء وهذا عترت
الآية بأنه *(إذا شاء أنْسَرَهٌ4 فهو المالك للرقاب : بدءَ وختما » تكليفا وجزاء.
١ - إن الآيات العديدة تصف طبيعة الإنسان بأعها : ميالة للهلع
والجزع'"» ا ظلوم و وأنه ف و
الإنسان الذي هو في قبضة مولاه وني كل تقلباته» لا يلتفت إلى كل ما
ذكرته الآية من الخلق والإقبار» فهل قض ما أمره به ربّه؟.. والجواب
گلا ا يض ما أَمَرهٌ4 .
ی چ ج
» وهله الاية تبين أن
r و
ومایطر انی إل ابی اا م الم صا م قفا الذرض سق
کک فا س ع وقضبا )وزو وتن 5 ل
COLO
- إن الأمر بالنظر إلى الطعام يعم كل وجوه النظر سواء من جهة
لمنشاًء أو كيفية تحصيله وتنؤع محصولهء وتضافر الأيادي على تجهيزه..
ومن الممكن الانتقال من الطعام المادي للأبدان إلى الطعام المعنوي
للأرواح » وقد روي عن الإمام الباقر 4# في تفسير الطعام في قوله تعالى
«فلينظر الإنسان إلى طعامه# أنه قال: «علمه الذي يأخذه عمَّن
(۱) إن الإنسان حل هَلُوعاً #إذا مَس مَسَهُ الس جَرُوعاً سورة المعارج :الاَية .٠٠-١۹
(9) «إَِّهٌ كان ظَلُوماً جَهُولاً4 سورة الأحزاب : الآية ۷۲.
(۳) إن الإنسانً لي حر سورة العصر : الآية ۲.
باخ"
۲ - انتقلت الآيات -بعد العتاب الموجُه إلى كل مَن كفر بربه- إلى
خطاب عموم البشر»ء لإثارة دواعي التأمّل والتفكر في أنفسهم»› ومنها
دعوتهم للنظر إلى آثار رحة الله تعالى في الأرض » فقد سخر الله تعالى الماء
اللصبوب تًا صََبَّا لاء صَبًا والأرض الُخرجة لأنواع النبات نه
ْنَا الأَرْص سَقًا وذلك للإشباع جوعة بني آدم اننا فیھا حًا بل
لتلذذه بالنظر إليها ؛ كالأشجار الشاحة #وَحَدائق عَلاً)!
وهذه من أقرب اللذائذ الحسية لعموم البشر» ولعل الآية اختارتما من بين
عموم النعم » للمنة على العباد بها هو واضح لديم من المأكول والمشروب .
۳ _ إن هذه الآيات صريحة في أنها تنسب إنبات الأرض وإنزال الماء
من السماء إلى الله تعالى » والحال أن الغافلين من عباده يرون انتساب الزراعة
إلى أصحابما أوضح من انتسابما إليه تعالى » غفلة عن مسببيته للأسباب
لاش َزْرَعُوئة أ م حن الرارعون)” .
ومن هنا وعندما يأكل العبد ما ذكرته الآية من #عتباً ورَيتونا وتَخلاً»
و#فاكهة# والخضروات «قَضبًا) فإنه يعيش حالة الامتنان والشكر
لخالقه؛ أكثر ما يعيشه تجاه مقدمه.. فأين الخالق لأصل الطعام » وأين مَن
يقدّمه لمخلوق مثله؟!
(۲) سورة الواقعة : الآية .٠4
- إن القرآن الكريم عندما يذكر المتاع المأكول يقرن الأنعام ببني
آدم ماعا لَكُمْ وَلأََْامِكُمْ ومنه ما في هذه السورة فيذكر ما هو مأكول
الإنسان «قَاكهة وما هو مأكول الحيوان أب في سياق واحد؛ ولكن
عندما يصل الأمر إلى المتاع المعقول » فانه يجعله في سياق الملائكة العارفين
باله تعالی لهد انگ اله لا إلة إلا مو وَالْلابكة واولا الْلْم قان
قط4 .
دا جات اة بوم يرال ن لد )ومو أيه ا مید
EO ر م ویز ا ب O
E OVI SIOLTIELODE
Or
- تكرر في القران الصيحة يوم القيامة» فمنها :
- الصيحة المجردة : (صَيْحَةً واحدَة4 .
ET -
- الصاخة: وهي الصيحة الشديدة التي تصم الأسماع من
فا
- الناقور : الذي ينبعث منه صوت يخرق الأسماع.
.1۸ سورة آل عمران : الآية )١(
. ٠۳ سورة يس : الآية )۲(
والجامع بين هذه الأصوات جيعا: هو أن هناك صوتا مفزعا يؤذن
بالحساب يوم القيامة » والحال أن الله تعالى في دار الدنيا تلطّف كثيرا في
الخطاب » لبعث العباد على محاسبة النفس قبل محاسبة القيامة : «حاسبوا
أنفسكم قبل أن تحاسبوا“"" وللموت الاختياري قبل الموت الإجباري
«موتوا قبل أن تموتوا»"" ولزنتها في دار الدنيا قبل أن توزن في الخرة
«وزنوها قبل أن توزنواا" حيث لا جال للتدارك بعدها.
2
- إن التعبير بالفرار من ذكرتهم الآية يوم ير الَرءُ مِنْ أخيه4
يدل على عظم ما فيه هل المحشر » فهو :
- إما لانشغال كل فرد بنفسه» بم) يشغله من أهوال يوم القيامة .
- وإما للخوف من مطالبة مَّن ذكر» لحقوقهم المضيّعة في الدنيا .
- وإما فرارا من التوّط بهم » إذ قد يطلبون منه شيئا من حسناته»
وهو أحوج ما يون إليها!
۷ - إن من يتذكر هذه الآية -وهو في الحياة الدنيا- يعيش حالة من
الحذر من حوله حتى من أقرب المقربين إليه !.. والطريق الأمثل للخلاص
من تبعاتم » هو تحويلهم إلى أعوان لآخرته» بدلا من أن يكونوا عونا على
دنياه فحسب كا هو ديدن أهل الدنيا- إذ لا يريدون من الأولاد إلا عزة
(۱) بحار الأنوار : ج۷٦ ص ۷۳.
(۲) بحار الأنوار : ج ٦۹٩ ص ٥۹ .
(۳) بحار الأنوار : ج۷٦٠ ص ۷۳.
وتفاخرا وتكاثراء بخلاف المؤمن الذي همه أن يجعل من ذريته صدقة
جارية له بعد موته.
وعندئذ فإنه من الطبيعي أن يرحب بهم في عرصات القيامة » بل يبحث
عنهم ليعين بعضهم بعضاء ليكونوا في درجة واحدة في الجحنة» ومصداقا
قول تان ورال منوا واتبعَنهُمْ ريم د بایان أَلْحَفنا مم ذرَه 4 .
۲۸ - إن من الملفت في هذه السورة ذكر آية لكل امرئ متهم يَومَيِل
سان يعني بعد ذكر فرار الإنسان من أهله الأفربين منه» ما يفهم منه أن
انشغاله بنفسه هو الذي جعله یلهیه عمّن سواه» وما انشغاله بنفسه إلا
لانكشاف الحجب عنده » ووقوفه موقف المساءلة بين يدي الله تعالى.
ومن هنا نقول: لو عاش العبد حقيقة المحضرية في الحياة الدنيا لتحققت
الثمرتان معاء أعني عدم تعلّقه المشغل بغير الله نعالى أولاء وانشغاله بنفسه
ثانيا.. وهو ما دعت إليه الروايات المتعددة في أن يلتفت الإنسان إلى نفسه
أولا قبل الالتفات إلى غيره» والآية الكريمة فوا أَنمََكُمْ وَأهْليكب 4"
شاهدة على ذلك أيضا .
- إن التدرج في الآية بين الأخ والأم والأب والزوجة والابن» قد
يكون بلحاظ التدرج الصعودي في التعلق القلبي يوم يقر الَرءُ مِنْ
٤
إخه ٭ راه وأبيه # وَصاحِبيّه وبني فأوله الأخوة» وآخره البنوة لأن
حه
.۲١ سورة الطور : الآية )١(
.1 سورة التحريم : الآية )۲(
0 1٦
الولد قطعة من الأبوين وليسا هما قطعة منه.
ولعل من هذه الجهة نفسهاء حص القرآن الكريم ذكر الأولاد في سياق
الأموال » من جهة الافتتان با «وَاعلَمُوا أن أَمُوالْكُم وَأولادكم فة4" .
١ - إن الوجوه الظاهرية مظهر للحالات الروحية التي يمر با العبد
في الدنيا والآخرة:
- أما في الآخرة: فالأمر واضح كا تذكره الآية إلى درجة يكون
الأمر فيها حسياء ففي جانب الخير هناك الإشراقة في الوجه
#مسفرة» وني جانب الشر هنالك الغبار والظلمة #تَرَهَقَّها
فَرَة بحيث يعلمه ويراه أهل المحشر» لانكشاف الغطاء
راما ى لدا فان هناك ما من الور تلف وة الزن
وهو يستشعرها» بل يراها كل من أوتي فراسة إيمانية توجب له
الرؤية بنور الله تعالى .
ولا مخفى أن نور الوجه يوم القيامة إن يكتسب في هذه الدنياء وخاصة
بقيام الليل وتلاوة القرآن .
-١ إن الانحراف الموجب لظلمة الوجه #ووجوه يَومَيْذ عَلَيّْها
عة یکون من سببین :
(1) سورة الأنفال : الآية ۲۸.
- الانحراف العقائدي الذي يتمثل أوجه في الكفر بالله تعالى
اولك هم الْكَمَرَة4 .
- الانحراف السلوكى المشار إليه بكلمة «المَجرةٌ.
وعليه» فلا ينبغي أن يركن من هو على عقيدة صحيحة -بل ويرى في قلبه
حبا لأولياء الله تعالى- إلى ما هو عليه » إذا لم يكن مستقيا في مقام العمل ›
فالفجور عدلٌ للكفر كا ذكرته الآية في سياق واحد .
وال آَم آرکیر
لذا امس ورت )واا النجوم انكدرث ال )ودا ابال سرت
ولا السار عَطِلَت )وإ الخوش حت )وإ ليحار
سرت ال )ودا انقوس زوجت )ودا آلمی, دة سیت )باي دن
ت )ودا الصف شرت )دا ااه طت )ودا حم سرت
CES OSTEO) `
١ - إن ذكر القيامة جاء في موارد عديدة بصيغة الماضي كقوله تعالى
8إا السَمْس كَورَّث€ وإدا وَفَعَتِ الْوَاقِعة4'.. فالمستقبل الذي خر
عنه رب العا مين بمثابة الماضي في تحقق الوقوع» ومن المعلوم أن ذكر
الستقبل المحقق أكثر نفعا من ذكر الماضي ؛ لأن هناك مجالاً للتدارك›
والاستعداد لتغيير الماضي المظلم إلى حاضر مشرق.
۲ - إن الله تعالى عندما يذكر أهوال القيامةء يذكر الظواهر الكونية
المتهاسكة : كالشمس والنجوم وكذلك الجحبال الساكنة المستقرة» كل ذلك
من أجل إفهام العبد أنه لا ثابت ولا متهاسك في هذا الوجود إلى الأبدء
.١ سورة الواقعة : الآية )١(
فكلها في طريقها إلى الإنكدار إا اسمس كَوَرَث) والانطفاء و إِذَا
النجُومٌ انْكَدَرَٺ4.. فالذي يُعرًلُ عليه هو ما له من الثبات في الذات
والصفات » أو ليس هو المجيب الوحيد لنداء لمن الك لوم4" قائلاً
ليه الواح المَهّار 4" ا
۴ - إن الناقة العشراء #وإدًا الْوشار عَطَلّث€ هي من النفائس عند
العرب -وقت التنزيل- وهي الناقة الحامل التي أتت عليها عشرة أشهر›
وأما تعطيلها فيعني إهماها في عرصات القيامة » فأهوا ها تشغِل العباد عن
النفائس!.. ولو انشخل قلب العبد وهو في الدنيا بأهوال ذلك اليوم -كا في
خطبة المتقين لعلي 4# فإنه سيلهو أيضا عن نفائس أهل الدنيا؛ لأنه لا
يعود نفیسا عنده» لانقلاب موازين التثمين لديه .
٤ - اختلفت التفاسير" في حشر الوحوش» وكيف تحشر وهي غير
مكلفة بشيء؟!.. فقيل بأنها حشر بمقدار ما تدرك من ظلمها لغيرها من
الحيوان» ويؤيد ذلك قوله تعالى وما مِنْ دَابَة في الَأَرّض ولا طائر يَطيرُ
بِجَناحَيهِ إلا ا أمثالكم 4" ومن لوازم المشابهة بين أمة الطير والدواب
.٠١ سورة غافر : الآية )١(
(۲) سورة غافر : الاية .٠١
(۳) التبيان :ج٠٠ ص۲۸۱ » مجمع البيان : ج٠٠ ص1۷۳ »الميزان ني تفسير القرآن :
ج۲۰ ص٤۲۱.
.۳۸ سورة الأنعام : الآية )٤(
VN aE ena aS AE : شیر | ر
وبين البشر هو الاشتراك في المههات» والمحمثلة بالنهايات أعنى الحشر على
صعيد واأحد.
O ss
بإ ماله يوجب حشر الحيوان وعاسبته حتى قيل آنه : «يقتص للشاة ا لاء
من الشاة القرناء ؛ تنطحها»'.
إن البحار تشتمل على مادتين سريعتي الاشتعال والتفجيرء
ولكن الله تعالى ألّف بينهي| فجعله| بتفاعله|» بردا وسلاما على العباد!..
فبالماء تطفاً النيران» وجزءاه مصدران لكل نار عندما يفصل بينها وإذا
ب#الْبْحَارٌ شجُرّث).
وعليه » فإن الرب الذي يخلق من طبيعتين ناريتين طبيعة ثالثة هي رمز للبرد
والسلام؛ ب يمكنه أيضا أن يلف بين الأمزجة النارية في الأسرة فيبعث فيها
المودة والرحمة» وني المجتمع فيؤف بين أفرادها كا أف بين المسلمين
E
قت ماني الأزض جميعاً ما أل لمت بين لويم 4
- إن النفوس تكتسب قابلية السكنى في الحنة أو اللبث في النار
وهي في الحياة الدنياء فكأنها مخطوبة للحور العينء أو مقرونة بمردة
الشياطين » ويبقى التزويج فعلا في ذلك اليوم الموعود الذي يقول عنه تعالى
(۱) معام التنزيل في تفسير القرآن : ج٥ ص .۲٠۳
(۲) سورة الأنفال : الاية 1۳ .
إا الوس وُوْجَت).
فذلك اليوم هو يوم عرس المؤمنين الطيبين» لذا تليق بهم الطيبات من
الحور العين » وغيرهم هم الخبيثون؛ فتليق بهم الخبيثات من الشياطين
القرينة!
۷- إن ود البنت من مصاديق قطع الرحم بل إزهاق الرحم » والحال
بأن المقتولة لا تتعدى كونا بحكم الجنين الذي لا يعلم حاله لو عاش في
هذه الدنياء ولكن جريمة الذين قطعوا قربى رسول الله ا وقتلوا ذريته
بشع وأكبر من جريمة وأد البنات'
ومن هناء فإن من أول محاكات التاريخ يوم القيامة قبل سؤال الموؤدة عن
سبب قتلها ودا لوده سملت هو السؤال عن سبب قتل الحسين 99
وخيار أصحابه .
۸ إن النفوس عندما تنحرف عن دائرة الهدى فإنما تخرج عن دائرة
الفطرة السليمةء فترى الأم والتي هي مظهر الحنان والشفقة تدفن ابنتها
وهى حية ؛ كا كانت تفعل المرأة في الجاهلية عندما يجين وقت ولادتهاء إذ
كانت تحفر حفرة وتقعد على رأسها؛ فإن ولدت بنتا رمت ما في الحفرة»
وإن ولدت غلاما حبسته!
وهذه الظاهرة وإن انتفت في الجاهلية الحديغة » إلا أن هناك صورا أخرى
للوأد؛ متمثلة في قتل أرواح الأبناء بالإجهاض تارة» وتعريضهم لصور
الفساد والإفساد تارة أخرى.. وهناك روايات تشبر إلى صورة ختلفة من
عن معنى الآية فقال : «من فتل
في مودتنا وولایتنا»" وهم کثیرون طول التاريخ!
الوأد وذلك عندما سئل الإمام الباقر
٩ - إن بعض أهل المعاصي يستترون عند ارتكاب المعاصي ؛ خوفا من
الفضيحة بين بعض العباد » وقد لا يكون الرقيب ممن يعتد به » بل قد يكون
الرقيب طفلا لم يبلغ الحلم!.. والحال أن يوم القيامة يفتضح فيه العصاة على
رؤوس الأشهاد» فصحف الأعال المطوية في دار الدنيا وإذا با قد
نَشْرَت4.
ومن أعظم ما يوجب الخجل -بعد اطلاع الله تعالى على الأعمال- هو اطلاع
النبي الخاتم باه على أعمال عصاة أمته في حضر الأنبياء السابقين!
-١ إن من الخصائص المهمة لبوم القيامة هو ارتفاع الحجب عن
أعين العباد» فقد عبر عن السماء التي كانت تحول بين أهل الأرض وبين
أهل السماء بأنها كَشِطّت) أي رفع الغطاء عنها بعد التصاقه بهاء ومن
الواضح أن يرى الناظر بعدها ما كان محجوبا عنه من الجنة والنار بل
الملائكة » وقد صرحت الآية بهذا الحدث العظيم وذلك بتعبير آخر» وهو
تشقق السماء وما يصاحبه من نزول الملائكة » وذلك في قوله تعالى #وَيَوم
فلا العام ورل اللائكة تنزیلا" .
وهنا و بأصحاب امم العالية في الحياة الدنياء السعي
(۲) سورة الفرقان : الآية .٠٠
لكشف حجاب الغفلة عن قلومم بالمراقبة المستمرة والذكر الغالب» ليروا
في هذه النشأة ما سيرونه في النشأة الأخرى » ما دام الأمر في النشأتين ضمن
دائرة الممكنات .
4
١ إن الرجل إذا كان ذا مكانة بين الخلق فإن العروس تزف إليه
وتتزآف إليه بنفسها؛ وذلك تعظي) لشأنهء وكذلك العكس!.. فالجنة
يومئذ كالعروس التي تزف إلى الزوج ذي الشأن الكبير » وهذا قال الباري
عز وجل في شأن جنته و إِدا اة ات4 فالجنة بحورها وقصورها
كأنها هي التي تقترب من أهلها شوقا إليهم؛ إذ إنهم الهدف الغائي من
ويستفاد من الآيات بأن الحنة والنار حيطتان بأهل الدنياء ولكن حجاب
المادة مانع من رؤيته) » كا يستفاد من الروايات أن الحور الآن في كمال
الشوق للقاء أزواجهن من أهل الدنيا.. وكم هو الفرق بين الجحنة الُزلفة
لأهلهاء وبين الجحيم المخلوقة قبل نشأة الآخرة» حيث تهيج نارها
ْسَعَرَّت4 استعدادا لبلع أهلها بعد اشتداد بها .
- إن هذه السورة من السور المتميزة بكثرة الشروط فيها؛ حيث
بلغت الشروط فيها إثنى عشر شرطاء وكلها تنتهي بجواب واحد ألا وهو
لعَلِمَث نَم ما أخصَرَّث) ما يدل على عظم أمر المراقبة في الدنيا حذرا
من مفاجأة العبد با لا يسرّه في العقبى » فلو أن عبدا رى تسم عمله من
جهة الآثار في الدنيا -خيرا كان أو شرا- لانضبط في كثير من سلوكه ول
يحتج إلى كثير موعظة ؛ لأنه بكل عمل صالح أو طالح يحقق زادا في دار
الدنيا يبحضر معه في ذلك اليوم .
ومن هنا صار (العلم) موصوفا بعلم اليقين گلا و تَغْلَمُونَ عل
البقين ي" وصار (العمل) موصوفا بالوجدان إذ قد «وَجَدّوا ما عَمِلُوا
حاضرا4 .
۴۳ إن هذه الحالة من وجدان حضور الأعمال إنا هي للجميع
يوم َد كَل تفي ما عَولَّْ يِن حر مسرا" وهي تع جهة الخير
والشر» ولا يستبعد أن يرى العبد أعماله في ذلك اليوم بشكل يغاير صورتبا
الملكية في الدنيا » بل يراها بصورتما الملكوتية » إذ إن تلك الدار دار انكشاف
ومعاينة.. ومن هنا فقد يتجلى أكل مال اليتيم » بالصورة التي ذكرها القرآن
الكريم قائلاً ِن الَذِينَ يأكلُونَ وال اليتامى طلا إا يلون ني بُطونيم
نار .
بل يمكن أن يقال : إنه لو صمَّت الحواس في دار الدنياء فمن الممكن أن
تتجلى هذه الصورة فيها أيضا.. فقد روي عن الصادق هي أنه قال : «إذا
تخلى المؤمن عن الدنيا سا“ ومن لوازم هذا السمو» أن تتكشف له بعض
)١( سورة التكاثر : الاآية .٥
(۲) سورة الكهف : الآية ٤٩ .
(۳) سورة آل عمران : الآية .٠٠
.٠١ سورة الإنسان : الآية )٤(
. الکافي : ج۲ ص۱۳۰ )(
الحقائق الخيبية وهو في دار الدنيا.
EOF REKOREELORA
تس ان لقو ر سول کر )زی وو عند ذی امرش من )ماع م
این )وما صاجبک بون AO ULE
کک بتر کنو یر 80 تڏْهبونَ 240
امین لی سا میک ان سے ا وما ساوت لہ ان اء اہ
ا
٤ - إن الآيات التي فيها نفي للقَسَّم قلا ق4 اة
وجوه» والأوجه بينها: هو أن الله تعالى يريد أن يبن أن الأمر بمثابة من
الوضوح لا يحتاج إلى قَسّم في البين» وإنه إن كان ولابُد من القَسَّم فإنه
يقيىم بهذه المذكورات.
وهذا جار في العرف أيضاء حيث يقول الأب : إني لا أريد القَسم بولدي
فإن الأمر كذا وكذا؛ بمعنى أنه لو أردت فَسّا لأقسمت به» وهذا خير من
دعوى الزيادة في أداة الق
٥ - إن العديد من آيات القرآن الكريم تشير إلى الكواكب والنجوم
بشكل ملفت للنظر -سواء بصيغة القَسّم أو غيرها- ومنها ما في هذه
السورة من #ا لوار الكُنس€ والتي يلمَها شيء من الإبهام والغموض من
جهة تبيين خنسها باس أي اختفاؤها وجريانها إلى موضع استقرارها
#الحوار# كاستقرار الحيوان في (كناسه) وهو بيته الذي يأوي إليه
«الکتس) ففي هذه الآية صور تشبيهية لما لا تناله أيدينا من الكواكب
المتحركة الَمْسرة بالأنجم الخمسة.
وبا لجملة فإن مثل هذه الآيات تريد من العبد أن يلتفت إلى ملكوت
السماوات وما فيها من الآيات» وحيث إنها أكبر من خلق البشر؛ فإن في
الالتفات إليها صعودا إلى عالم أوسع في أفق التفكير » بدلا من التثاقل إلى
الأرض.
٦ - إن قوله تعالى #وَالصَبّح إذا كفس يُشعر بأن النهار مرحلة
جديدة من النشاط بعد سكون الليل » فكأنَ النهار كان في ضيق أثناء الليل ء
وبمجرد انبلاج عمود الصبح تنمس الصعداء تخلصا من شَرّ عاق إِذَا
وَقَبَ)""!.. ولكن هذا المعنى إنا هو لنهار كان له ليل» أما الذين قلّبوا
ليلهم نهارا؛ فقد لا يعيشون حقيقة هذا الانفراج ببزوغ الفجر .
۷ - إن الأقسام المتكررة في هذه السورة -بناء على القسَميّة الصريحة
أو المجازية- جاءت لتؤكد على حقيقة الأمانة عند جرائيل 2 «مُطاع تم
يين) ويلازمه صدق القرآن الكريم» بل صدق کل ما نزل به املك
الكريم من الوحي» ولا ريب أن تأسيس هذا الأصل -أي أمانة حامل
الوحي- هو أساس لتصحيح الشريعة برمَتها وإسنادها إلى الله تعالى.. ومن
.۳ سورة الفلق : الآية )١(
امعلوم إن النشكيك بذا الأصل» يوجب عدم حجية ما ألقي على
النبي ال من الوحي لاحتمال تسرب الخطاً إليه .
- إذا كان الرسول التمثل بجبرائيل هي بهذه المزايا التي ذكرتها
الآية من : الكرامةء والقوة» والمكانة» والطاعة» والأمانة ؛ فكيف بمَّن
ا من الأنبياء والمرسلین؟!.. حیث کان بوهم آدم کان مسجودا له.
ومن هنا نقول: إن الوصي إذا كان امتداد للرسول » فلا بد وأن يون فيه
الكثبر من مزايا الرسول لتتحقق المسانخة بينهما » وهذه المسانخة في بينها
أولى من المسانخة بين الرسول وسفير الوحي!
٩4 - لو جعلنا الصفات المذكورة متعلقة بالنبي ت كا ذهب إليه
البعض -ومنها صفة المطاعية فإن هذا يدل على أن النبي اه مكرّم عند
الله تعالى إلى درجة تكون أوامره مطاعة » ومقتضى إطلاق ذلك آنه يعم عالم
التكوين والتشريع معاء إذ بلغ الأوج في طاعة الله تعالى » وقد تقل في بعض
الكتب"" : أن عمه أبا طالب 8# قال له : «ما أطوع ربك لك يا حمد»!..
فقال لائ له : «وأنت يا عم لو أطعته أطاعك»!""
۰ - إن قوله تعالى وما صاجِبكُمْ بمَجُنونٍ) لتدل على سفاهة كثير
من الخلق » حيث وصفوا أعقل مَّن في الوجود بالجنون!.. ومع ذلك فإن
(۲) تفسير روح المعافي : ج 1۰ ص .۳٥٣۲
القرآن جاراهم في ذلك» فنفى هذه الصفة عن رسوله» وإن كان هؤلاء
القوم دون مستوى أن يحذثهم رب العالمين في مثل هذا الافتراء العظيم»
ويترقى الأمر إلى درجة يعبر القرآن الكريم بوصف الصحبة في العلاقة بين
النبي ڪاه وبين هؤلاء القوم الظالمين قاثلاً (وَمَا صَاجِبُْكُم بمَجُنْونِ).
ومن الممكن أن يقال : إن وصف الصحبة ليس من باب تقريب القوم إلى
نبيه عه بل للتنبيه على أن هؤلاء عاشروا النبي معاشرة الصاحب
لصاحبه» ورأوا منه كمال العقل ؛ فكيف تجرأوا على هذه النسبة؟!
ن آية و مد راه بالق الين) تدل على كرامة المتلاقيين :
- فمن جهة شرف جبرائيل 4# بأنه رأى النبي اك وهذه
الرؤية لم تكن رؤية مجردة ولقاء عابر» بل كان يغلب عليها
الأنس والمحادثة.
- ومن ناحية أخرى فإن النبي إل رأى جبرائيل بالأفق المين ›
والمذكور في آية أخرى في سورة (النجم) بأنه وهو بالأفي
الأعل4".
فالفخر أن يصل بشر إلى ذلك الأفق الذي لا يصل إليه بشر بطبيعته
البشريةء بل هو ختص بمَّن لا يخضع لتأثيرات عالم المادة كالملائكة
المقربين .
(1) سورة النجم :الآية ۷.
۲ - ان النبي ڪاه کريم في عطائه المادي کا هو کريم في عطائه
العنوي و ما هُوَ على الْعَيْب بِصَنِين).. وعليه فإنه يلزم المتأسين به كا
هو المأمور به شرعا- أن يكونوا كرماء في البعدين معاء فمن فتح الله تعالى
له بابا من العلم والحكمة؛ عليه أن يشكر حق هذه النعمة ببشها في هلها
لئلا يظلم الحكمة.. وهذا بخلاف ما صار إليه أهل الرهبانية » حيث حبسوا
آثار الرهبانية على أنفسهم» فتصومعوا بعيدين عن مواطن التأثير في
الآخرين .
۳ - إن التائهين في صحراء الحبرة والضلالة ينادون بقايْنَ
َذْهَبُونَ)؟!.. فمَشل الذين انحرفوا عن جادة الهدى كقوم تاهوا في ظلمات
الحيرة» ومن المعلوم أن سرعة السير لا تزيدهم إلا بعدا!
أضف إلى أن التائه لا يستقرّ على مسير بعينه » بل يغْيّر سبيله مرحلة بعد
مرحلةء وهذه هي حالة النحرفین فکرياً كما هو مشاهد خارجاً.
٤ - إن القرآن الكريم -رغم ما فيه من اللطائف والإشارات التي لا
يفهمها إلا أهلها- هو ذكر للعالمين أيضا إن هُرّ إلا كر لِلْعالنَ فلا
يعتذر أحد بان كتاب الله تعالى فوق مستوى فهم عامة البشر.
ومن هنا وردت الآيات المختلفة الدالة على أنه : بيان للناس» وأنه أرسل
للتدبر » وآنه کتاب مبین » وأنه آیات بینات .
٠ - إن القرآن الكريم ذِكرٌ لمن شاء الاستقامة «ِلِمَنْ شاءَ مِنْكُمْ أن
يَسْتَقِيمَ 4 فليست آياته بمثابة الماء ا الصبٌ عليه » بل
يحتاج الأمر إلى : عزم اللإنسان لتلقي معارفه » والعمل بم تلقاه» والاستقامة
على ذلك العمل ولكن هذه المشيئة أيضا مرتبطة بمشيئة الله تعالى » فهو
الذي إذا أراد الخير لأحدهم شرح الله تعالى صدره أولاء فأراد العبد
الاستقامة ثانياً » فصار القرآن له مذكراً ثالثاً.
وهذه خلاصة الآيات الأخبرة» إذ إن جوهرها بيان الأمر بين الأمرين ؛
فمن نأحية :
- جعلت المشيئة للعبد لئلا بحتجَ بعدم الاختيار » إذ تقبح معاقبة
المكرّه.
- ومن ناحية أخرى ل مجعل هذه المشيئة استقلالية تامة في قبال
مشيئة الله تعالى » لئلا ينقطع سلطانه عن الوجود» وهو ما عبر
عنه أمير المؤمنين 0 بقوله : عرفت الله بنقض العزائم وفسخ
امم" .
١ - إنه من الممكن القول في جميع موارد ربط مشيئة العبد بمشيئة
لمولى وما تشاوُون إِلاً أن يَشاء الله رب الْعاليَ أن المشيئة الإهية هي
المشيئة القاهرة في الوجود بمقتضى الخالقية ء ولكنها من جهة أخرى تابعة
لمشيئة العبد ؛ بمعنى أن العبد إذا أراد الهداية وأمثاها فإن الله تعالى بناؤه على
إمضاء هذه المشيئة وتحقيق آثارها .
() نهج البلاغة: الحكمة .٠٠١
. ت o I (O20 س Zo ae )0(
ومن هنا زاد الله تعالی «الْذِينَ هدوا رَادَهم هذى واتاهم تقواهم)
WA : : ا
وهو الذي هدي #لِنوره مَن يسَاء)“ وهو الذي «يُوي المكمَةَ م
ر ا م ي )€(
يسّاء) ويهر لِمَن ياء 4 .
.١١ سورة محمد : الآية )١(
.١ سورة النور : الآية )۲(
.۲٠۹ سورة البقرة : الآية )۳(
. ٤٠ سورة المائدة : الاية )٤(
وال قن لیر
إا لاء انقطرت ودا اکاک ارت )ودا ایحا فجرت
ولا القبور بعرت )لمت تفس ما دمت وَأّحرت )4 .
١ - إن هذه السورة -كباقي السور التي تناولت يوم البعث- تُذكر
بأهوال القيامة المغتّرة لوجه الأرض والساء» فمنها آيتان في الساء وما :
الانفطار والانتثار» وآيتان في الأرض وهما: التفجير والبعثرة» ويجمع
الأهوال الأرضية والسماوية كلها قوله تعالى يوم دل الْأَرْصُ عي
لاض والسّماوات''.
وكأن الله تعالى يريد أن ينقلنا في كل هذه الموارد إلى فنائية ما على الأرض ما
جعلها زينة ههاء وكذلك ما في الساء من زينة الكواكب» وذلك لثلا يتعلق
قلب العبد بشيء من هذه الأمور الفانية .
۲ - إن الكواكب تنتشر يوم القيامة كا تنتثر حبات العقد #وَإذًا
الكواكبْ انَثَرَّث€ فكأن هذه الحبات المجموعة » إنا اجتمعت بيركة هذا
الخيط الجامع لنضدها من الجاذبية أو غيرهاء» فهذا الوجود يحتاج في كل آن
. ٤۸ سورة إبراهيم : الآية )١(
إلى ما يجمع شملها وإلا تناثرت أجزاؤها» بل تلاشت.
ومن هنا يعلم أن الوجود مّدین في کل آن لله تعالی » وعلیه وجب شکره
كذلك في كل آن » ولكن مَّن الذي يمكنه ذلك؟!
۳ - تذكر هذه السورة أن البحار تُفجّر #وَإدًا البحارٌ فْجَرّث) كا
ذكر في السورة التي قبلها أا سجر «وإدا الْبحَار جرت ومن
الممكن أن تكون إحدى المرحلتين مقدمة للأخرى » والجامع بين الآيتين هو
أن البارد السيّال الُطفى للنار » يصبح بمثابة الوقود للنار.
وحينئذ نقول : كا أن خواص المواد تتخير في الآخرةء فإن الذوات أيضا
تتبدل عا كانت » فمثلا يتحول الاستكبار الذي -هو سمة للمترفين- إلى
إذلال وتحقير .
٤ - إن الزارع يبعثر ما في أرض زراعته» ليستخرج منها ما هو
مطلوب لديه من بركات الأرض» فقيمة الأرض عنده بقيمة ما فيهاء
وكذلك الأبدان البشرية فإنها -ولو باعتبار المؤمنين- أغلى ما في جوف
اللأرض» فلا بد من بعثرة الأرض لاستخراج هذه الدفائن «وإدًا القَبورُ
بُعْفْرّث) لا لاستخراج كنوزها المادية كا ذكرها البعض” - فإنها لا قيمة
ها في تلك المواقف العظام .
.1 سورة التكوير : الآية )١(
KO SS A EA SARA : شب الال
ه - إن الآيات ذكرت الحوادث العظام المشعرة بتحقق القيامة » وفي
مقابل كل ذلك فإن هناك حدثاً مهيا يريد المولى التذكير به -كجواب
للشرط المتكرر- ألا وهو حدث الأحداث والذي يتمثل بقوله تعالى
«ِعَلمَت نفس ما قَذّمَبْ وَأخرَّث) والمطلوب أن يتكامل العبد إلى درجة
يعيش هذه الحقيقة » بالتصور الذهني اليقيني هذه الأحداث قبل التحقق
الخارجي هاء وهذا بدوره يتوقف على الترقي إلى رتبة معاملة المعقول
الغيبي » معاملة المحسوس الشهودي» وهو لا يكون إلا لذوي الألباب في
هذه النشأة .
١ لو فسّرنا #وَأخْرَّث) في الآية بها بصل العبد من الأجر ما بعد
الوت في قبال #ما قَدَمَْ وهو ما يفعله العبد من الصالحات قبل
الموت؛ فإننا سندرك أهمية ما هو في حكم الصدقة الجارية من العلم النافع
والولد الصالح » فإن ما سيّعطى للعبد من الدرجات بعد الموت قد لا يقل
عا اكتسبه في الدنيا.. ق ق
الملضمار ٠ فعن الإمام الصادق ## آنه قال : «ليس بتبع الرجل بعد موته من
الأجر إلا ثلاث خصال : صدقة أجراها في حباته ؛ فهي تجري بعد موته»
وسنّة هدى سٽها ؛ فهي تعمل بها بعد موته » وولد صالح يستغفر له»'.
کا فْسّرت #أخْرَث) بتقصير العبد فيم ينبغي أن يقوم به فكأنه تأر عن
العمل الصالح وهذا في قبال لقَدَّمَْ€ حيث وَفق في تقديم عمل صالح
(۱) بحار الأنوار :ج ۷۱ص .۲١٣۷
ليوم جزائه.. وسرت أيضا: بها قامت به أول العمر وآخره .
۷- يستفاد من مجموع الآيات أن علم العبد بعاقبة أمره في عرصات
القيامة ينكشف تدريجياء فيّعلم إجمالا أنه من أهل الجحنة أو النار» ثم تنشر
الصحف ليقرأً بنفسه كتابه الذي ألزم في عنقه ليكون هو الشاهد
والحسیب على نفسه .
- إن هذه السورة -شأنها شأن باقي السور المكية- يراد منها هز
اللخاطبين بصور التقريع » وبيان الأهوال المستقبلية وإرجاع الإنسان إلى
وجدانه.. وقد يستلهم من ذلك أن مَن يريد إيقاظ البعيدين عن طريق
الهدى » لا بد له من تحريك البواطن للمحاسبة الذاتية أولاء وتزهيدهم في
هم متعلقون به من المتاع الذي لا يزول بنظرهم ثانيا
واا آلإسن ما عرد ربك ألكرم )الى حلقك ونك فعدلك
© شر که کک © تک راو © یک
کرد 9 کن گی تت5 ق4
٩ - إن هذه الآية يا أا الإنسان ما عَرَكَ برَبكَ اريم من الآيات
ا E
والكرم.. فكأن الآية تريد أن تقول : إن مَن كانت هكذا آياته يوم القيامة ›
N STS E : شار الان زل
ومن كان متصفا بالربوبية والكرم » ومن خلق الإنسان في أحسن صورة""»
لا ينبغي لأحدِ أن يكفر به أو بنعمه» أو يَعْتَرّ بكرمه وإمهاله!.. والآية ¿
تذكر منشاً هذا الغرور بالرب الكريم » بل أوكل تقديره إلى العبد نفسه»
فقد جعله البعض :
- كرم رب العالمين الذي أوجب للبعض أن يأمن عذابه .
- تسويل الشيطان والنفس الأمارة بالسوء .
- جهله بمقام ربه» فقد ورد عن النبي ڪه عند تلاوته للآية
المباركة أنه قال : «غرّه جهله»".
ولا بخفى مافي تغيير لحن الحديث من العَيبة إلى ا لخطاب في ما عَرَك برَبّكَ
الگريم€ من التأكيد على توجَّه العتاب لانسان» بعد أن كان الحديث حول
النفس بنحو الحديث عن الغائب.
ومن الملفت أن الله تعالى وجه الخطاب للإنسان» ست مرات في الآيات
الثلاث' ٠" ما يدل على اهتمام المولى في إيصال العتاب إلى الوجدان.
١ إن من أقرب أعاجيب الوجود إلى اللإنسان هي خلقته الظاهرة
له » والمتمثلة بعجائب بدنه » فذكره المولى بأصل خلقته وإخراجه من ظلمة
العدم لمك ثم بالتسوية بجعل كل عضو في وضعه اللائق
(۱) 3و صَوَرَكمْ اخسن صوَرَكّم) سورة غافر : الآية .٦٤
(۲) مجمع البيان :ج ٠١ ص ٤٤4 .
(۳) سورة الانفطار : الآية .۸-٦
فَسَرًاك) به» ثم بالتعديل وتحقيق التعادل بين الأعضاء «فعَدَلَّكَ) ثم
التركيب النهائي الذي به تتم الصورة النهائية للخلق «رَكَبَكَ) ويجمع
ذلك کله قوله تعالى لد حلفا الإنسانَ ني اخسن تقويم4.
ومن المعلوم أن ذكر مجموع ذلك -بعد عتاب الاغترار بالرب الكريم- أكثر
إيجابا للخجل والاستحياء منه!
١ - قيل في آية يا أا الإنسان ما عَرَلكَ بربّكَ اريم إن وصف
الرب بالكرم -أثناء العتاب ا ا ر الك
بعدها : غرني ربي كرمٌك!
ولکن هذا الوجه غير سائغ » فإنه منتقم جبار أيضاء أضف إلى أن هذه
الآيات أعقبتها جلة رادعة حیث يقول تعالی گلا ل تكَذبُونَ بالدّين»
فكأنه يقول: بل أنت ومن حاله حالك» تكذبون بيوم الدين والجزاءء
فربوبيته القاهرة وكرمه الظاهر » موجبان للردع عن الاغترار به.
۲ - إن الأعال حفوظة :
- أولا عند رب العالمين الذي هو حيط من وراء جميع خلقه .
- ومن بعد ذلك الملائكة الحافظة وهم من الكرام الكاتبين .
- ومن بعدها العبد الذي يرى عمله رأي العين.
فالعاصي عليه أن يستحي أولا من ربه» ومن الملائكة المقربين ثانيا ؛ لأنها
.٤ سورة التين : الآية )١(
NIE TET A SSSR : شۇ الالنن ن
موجودات لطيفة تنقذر من القبائح » وثالثا من نفسه عندما يرى تنزله من
عام الاستخلاف إلى عام عبودية الهوى.
فقد سئل الكاظم اج عن الملكين : هل يعلمان بالذنب إذا أراد العبد أن
يفعله» أو الحسنة؟!.. فقال 9 : «ربح الكنيف » وريح الطيب سواء»؟!..
قال : لاء فقال 2
فيقول صاحب اليمين لصاحب الشمال : قم فإنه قد هج بالحسنة » فإذا فعلها
کان لسانه قلمه وریقه مداده» فأثبتها له.. وإذا هم بالسيئة؛ خرج نفسه
منتن الريح» فيقول صاحب الشمال لصاحب اليمين : قف فإنه قد هم
بالسيئة » فإذا هو فعلها کان لسانه قلمه وریقه مداده» وأثبتها علیه»'.
: إن العبد إذا هم بالحسنة؛ خرج نفسه طيّب الريح »
۳ - إن الظاهر من الحفظ في #افظينَ# هو حفظ الأعال بقرينة
لکاتینَ4 ولكن يحتمل أيضا اللإشارة إلى ذلك اللطف الإهي الشامل
لحميع الخلق » حيث جعل ملائكة حافظة لبني آدم من المهالك» وذلك كا
في قوله تعالی ل مُعَقَباٿ من بين ديه وين حو بخقَظوتة ِن اهر اله"
أنه قال في تفسير الآية : «هما
ويؤيد ذلك ما روي عن امام الباقر
ملکان حفظانه بالليل › وملکان بالنهار» ".. وروي عن الإمام مير
المؤمنين ا : «أنہم ملائكة بحفظونه من المهالك» حتى ينتهوا به إلى
(۱) أصول الکافي : ج ۲ ص ٤۲۹ » باب (من بهم بالحسنة أو السيئة) الحديث ۳ .
(۲) سورة الرعد : الآية .١١
المقادير » فيخلون بينه وبين المقادير»'.
٤ - إنه لمن اللائق بنا-نحن البشر-أن نتأسى بالملائكة الكاتبة » فهي
لا تكتب إلا ما علمت من أفعالناء لئلا تكون شاهدة على غير اليقين
«يَعْلَمُونَّ ما تَفْعَلُونَ€ فالعبد المطيع ولاه لا يتفوّه ولا يشهد إلا ما كان
معلوما لديه » فإن الظن لا يغني عن الحق شيا .
- من الممكن أن يقال أن ظاهر «تَفْعَلُونَ4 يفيد أن الملائكة لا
تكتب إلا أفعال الجوارح ؛ لأن أفعال القلوب غيب لا يعلمه إلا الله تعالى »
ولكن من الممكن القول: إن المكتوب بيد الملائكة الكرام يشمل أفعال
الجوانح أيضا» بإعلام الله تعالى للملكين الكاتبين.
ومهم يکن من أمر فإن اطلاع الله تعالى على الجوانح -سواء كان مع إطلاعه
الملائكة أم عدمه- كافي لأن يراقب الإنسان هواجسه الباطنية أيضاء
مصداقا لقوله تعالى «يعْلَمُ حائتة الاين وَمَا ِي الصدور ي .
نال رار کی یر )ون لجار کی یر ) بصاوا بوم الین )وما
م عنھا ایی © وما آدریک مام لین ا نم ما درک ما وم آلب
© نیف تتش نی سیا انرز 4 ©4.
(۱) بحار الأنوار :ج ۵١ ص ٠١١ :
(۲) سورة غافر : الآية .٠۹
i ESSE E SSS : لازن
2 إن آية إن الأَبّرار تشير بذكرها للأبرار إلى جهة (البر) كمبداً
للوصف عند أهل النعيم ولم تشر إلى جهة العبادة مثلاء وقد يستفاد من هذا
التعبير أن جهة الإإحسان في أهل النعيم من الملاكات المهمة لدخول الحنةء
وإن كان قبول هذا الإحسان منوطا بالتقوى.
وليّعلم أن كون الأبرار في نعيم -بقول مطلق- قد يعم الدارين معاء فيفيد
أنهم في راحة دائمة ؛ وخاصة عند التعبير بآن النعيم ظرف همم » وقد نقل
الرازي في تفسيره عن الإمام جعفر الصادق ب أنه قال : «النعيم المعرفة
والمشاهدة»"" وهذا شاهد على أن هذا القسم من النعيم للأبرار متحقق في
الدنيا قبل الآخرة» وإن كان في الآخرة بشكل أجلى .
۷ - لا يخفى ما في تعبير النعيم من اللطف لَفِي تيم إذ ينطبق
على كل ما يتنعم به العبد من صور النعيم » ويقابلهم الفجار الذين اشتق
اسمهم من نفس مبدأ الاشتقاق في البحر المسجور» فقيل عنهم إنهم : اهم
المنخرقون بالذنوب»" فكأنه فجّر نفسه وخرّقهاء فتلاشت هيئته المركبة
فزال جماله» كا يكون الأمر كذلك عند انخراق بدنه» ومن هنا سمّی
الفجر فجرا لأنه بخرق الأفق بالضياء" .
۸ - إنه من الممكن أن نقول بأن الفجار معذبون في هذه الدنيا فضلا
(۱) مفاتیح الغیب : ج١۳ ص*۸.
(۲) المیزان في تفسیر القرآن : ج۲۰ ص۲۲۷.
(۳) معجم مقاييس اللغة : ج٤ ص٥۷٤ .
عن الآخرة» كا تفيد عبارة لمي جَجيم# إذ إن هذا التعبير -الدال على
ظرفية العذاب لأهله- لا يستعمل ا المستقبلي» إلا من باب
استعمال الحال في هو حقق الوقوع.
ويؤيد هذا المعنى أيضا قوله تعالى «يَصلَوتها يوم الدَين# فإن نار هذا
الجحيم -بأقل درجاتها في الدنيا- تشتد يوم القيامة أو قل : يكتوي العاصي
بنارها في ذلك اليوم » وإلا فإن جحيم البُعد عن الله تعالى وعيشة الضنك في
الدنياء صورة من صور الجحيم المعجّلة » كا يؤيد فعلية العذاب في الدنيا
قوله تعالی وما هُمْ عَنها بغابینَ) کا قد یستفاد من قوله تعالی ون
جَهَنَمَ ية بالْگافرينَ4 أن العذاب حيط بالكافرين من كل الجهات ›
ومنها جهتا الدنيا والآخرة.
٩4 - إن ظاهر الخطاب في رمَا أَذْرَاكً ما يَوْمٌ الین يدل على أن
المخاطب هو النبي ا » وني ذلك بيان عظمة ما في ذلك اليوم من صور
العذاب» إلى درجة أخحفيت عن أعظم الخلق ؛ فكيف عن غيره؟!.. والحال
أنه آکثرهم ارتباطا بعالم الغیب ؛ فقد ری من آیات ربه ما وصفه بالکبړری»
ويتأكد التعظيم في درجة هذا العذاب» من خلال تكرار هذه الآية نفسها
مرة أخرى بعد العطف بكلمة (ثم) .
١ - لا بخفى ما في استعال كلمة (الدين) من إشارة إلى الحزاء الذي
.٤۹ سورة التوبة : الآية )١(
E a : شا الزن
هو أهم مَعلم من معالم يوم الفزع الأكر » فمحصًّل الآبة أن ذلك اليوم يوم
عظيم سواء من جهة شدة الأهوال وجّجیم) أو من جهة دقة الجزاء
لالدين).
وقد جرت عادة القرآن الكريم على استعمال صيغة ما أَذْرَاكَّ) لبيان
عظمة القيامة ؛ كقوله تعالى وما ادرال ما ا فة4" ووَمَا أَذْرَالكَ ما
عر" و وما أذراك ازم القَضلٍ ٠"4
4ّ إن حاكمية الله تعالى ثابتة في كل النشآت والمر يَوْمَبْذ - ١
ولكن التجلي الأعظم ها يكون في عرصات القيامة » حيث إقرار كل من في
الوجود بهذه الحاكمية بل معاينتهم ها ء وهذا لا ينافي الشفاعة لأنہا في طول
هذه الحاكمية المطلقة.
ومن المعلوم أن المؤمن يعيش هذا المعنى في الدنيا قبل الآخرة؛ ما يعطيه
9 حالة من العزة الإيمانية وإن كان ذليلا ظاهراء وقد روي عن أبي جعفر
أنه قال : «الأمر يومئذ واليوم كله لله » يا جابر!.. إذا كان يوم القيامة بادت
الحکام» فلم يبق حاکم إلا الله».
.۳ سورة الحاقة : الآية )١(
.۲۷ سورة المدثر : الآية )۲(
. ٠١ سورة المرسلات : الاآية )۳(
. ٤٥١ص ٠٠ج: مجمع البيان )٤(
ورل طوف ال الع لای ي
أورَومم يروت )الا بظنٌ اوليك أت نعو يم علي
COSTE)
١ إن الله تعالی یظهر في کتابه رضاه عمّن يريد أن يبه بقوله
لطوبى)" فهي تدل على العيشة النيئة التي أعدها الله تعالى لمن آمن
وعمل صالحاء وهي تعمَ الهناءة في الدنيا والآخرة. 1
وني المقابل فإن القرآن الكريم يستعمل كلمة «الرَيْلٌ€ لمن يريد أن يُظهر
سخطه عليه مهدّدا إیاه به.. وغالبا ما يستعملها القرآن الكريم في تهديد
المشر كين" والكافرين'" والمكدبين“ أي أصحاب الانحرافات العقائدية »
إلا أنه استعمل هذه الكلمة أيضا في موارد الانحراف العملي ومنها
.۲۹ سورة الرعد :الآية )١(
() #و َيل لِلْمُشركينَّ€ سورة فصلت : الآية .٦
(۳) و وَل لِأكافِرينَ مِنْ عذاب شدي سورة إبراهيم : الآية ۲.
(9) «فَوَيْل يَوْمَيْذٍ لِلْمُكَذَّبينَ) سورة الطور : الآية .٠١
می4 وکل مَُرَو َر و لكل اذد أ4" .
۲ - قد يعد البعض التطفيف في الكيل أمرا هيّنا في قبال المحرمات
الكبيرة » إذ إن ما يوجب التطفيف قد يكون مقدارا من المال لا يعتنى به
ولكن الآيات الرادعة عن التطفيف فيها وعيد شديد يبتدئ بالويلء وهذا
التعبير عادة ما يستعمل للعصيان الكبيرء كالتكذيب بيوم الدين وهو
الم کور بعد يات لاحتة ويل وه مز لِلْمُگد ي ي
ومن هنا يُعلم أن e
معها أن النهي عن هذه الموبقة كان طلبا ساسيا لنبي الله شعيب 2# حينا
فال لقو وريا ا وفوا الال وَالْيزانَ بالقشط ولا َبْحَسوا اناس
َشْياءَهُمْ ولا تَعثوا ني الارض مُفسدين#" وقد صارت خالفة هذا الأمر
من موجبات إهلاك القوم.. وعليه » فإن الإفساد في الأرض جرم عظيم في
قبال الكفر بالله تعالى » ولمذا كان جزاؤهما القتل بحسب تفصيله الفقهي .
إن القوم الذين يأكلون الال الحرام بالتطفيف» ستصيبهم تبعات
أكلهم للمال بالباطل » ومنها ما ذكره النبي له في سياق بيان آثار الحرام في
.١ سورة المطففين : الآية )١(
.١ سورة الهمزة : الآية )۲(
(۳) سورة الحاثية : الآية ۷.
)٤( سورة المرسلات :الآية .٠١
(0) سورة هود : الاية ۸۵.
Vi RESA Ra RS شی الاطوف:
الأمم : «ولا طففوا الكيل إلا مُنعوا النبات» وأخذوا بالسنين"" ولعل
التهديد بالويل من أجل تجنيبهم آثار أكل الحرام الذي يستهين به الكثير من
الناس؛ لأن أثره ليس حسوسا كشرب الخمر» فقد يتورع البعض عن
شرب المسكر ولايتورع عن أكل الحرام!
ومن هنا أيضا وبّخ الحسين ا القوم على أكل الحرام» الذي جرهم هذه
العاقبة السيئة قائلا : «قد مُلئت بطونكم من الحرام»'.
٤ - إن المطففين كا ذكرعم الآية » يجمعون بين صفة الأنانية والحرص
على جلب النافع لأنفسهم» فتراهم عند الكيل لأنفسهم يستوفون حقوقهم
كاملة غير منقوصة «الَذِينَ إا اتالوا عَل الاس يَسَوفُودَ) وبين صفة
الغش والإخلال الاقتصادي فيخسرون غيرهم عند الاكتيال #وَإذا
کالُوهُمْ أو وَرَنُوهُمْ رون4 وكلاهما صفتان مذمومتان_وإن كان الأول
لا يصل إلى درجة الحرمة- ولكن الذمٌ متوجه إلى مجموع هذه الحالة من
حب الذات » وخيانة الغبر.
ومن الملفت أن الآية ذكرت الفئة المتضررة بتعبير الاس) ولم تذکر
خصوص المسلمين مثلاء لإفادة قبح هذا الغش مع أي كان من عباد الله
تعالى .
ه إن الآية وإن كانت متوجُهة للمطففين في جانب المكيل
(۱) الکافی : ج ۲ ص .۳۷٤
(۲) تحف العقول : ص .۲٤٠۹
والموزون» إلا أن روح الآية من الممكن أن تشمل كل مَّن يتعدَى على الغير
في تعامله مضيعا حقاً؛ كمَّن يتعهد لأحدهم بأن يقوم بعمل بوصف معيّن
وني مقام العمل لا يأتي با تعهدّه؛ أو كمَن يعتدي على مال الغير عدوانا.
- إن الذي يرتكب المعصية وكأنه في مقام العمل- ليس له حتى
ظن بيوم ا لحساب ؛ لأن العاقل بحسب حساب الضرر المحتمل » فيرى دفعه
لازماعندما يرى أن المحتمّل ما يعتدذ بخطره!
ومن هنا أشارت الآية إلى مرحلة الظن ألا يَظْنٌ اولك أ مَبْعوئُودَ4
وإن کان البعض يرى أن الظن هنا بمعنى (اليقین) كا ني قوله تعالى الَذِينَ
طون ام ملافا ْ6 حيث روي کا في تفسر العياشي عن علي 9
أنه قال : «يوقنون أنهم مبعوثون » والظن منهم يقين»'.
۷- إن الحل الجامع للردع عن كل المحرمات -حتى في الخلوات-هو
ما ذكره القرآن الكريم من تذكر العرض الأكبر بين يدي رب العالمين يوم
يوم النَاس لِرَبٌّ الْعالْيَ) وحيتٍ لا معنى لإمكانية القيام بعمل في
الخلوة» وذلك لعدم تحقق مفهوم الخلوة أصلا » بل إن كل ما يفعله العبد في
حکم الجلوة ما دام یری نفسه بعین الله تعالى.
وههذا تدعو الآية إلى تذكر القيام بين يدي رب العالمين ردعا للتطفيف›
كحرام من المحرّمات التي قد لا يطلع عليها المتعامل الآخر .
. ٤٦ سورة البقرة : الآية )١(
. ٤٤ص ١ج : كتاب التفسير )۲(
iS TE E I a شی المطفیی:
5إ کنب آلشار کی ج © ارک اة © کت ©
ویلب بل ومن لک NSE AOI LOE
o TS E
OP UTERO SEID AOSES
کے پال هدا لر یک بد کو (O
- إن جهاز الإحصاء عند الله تعالى في غاية الدقة والجامعية » فسجل
السيئات متصف :
- بالكتابة كاب مَرْفُومٌ وما كتبه الكرام ا لحافظون لا يعقل في
حقهم التفريط .
- بأنه في #سجين» وهو الموضع الجامع لما حكم فيه على
الفجار» سواء كان المراد بذلك الموضع أطباق جهنم أو غيره»
وهو بدوره مأخوذ من السجن بوصف المبالغة » عكس محل
كتاب الأبرار المتمثل ب#عليين).. هذا إن لم يكن قوله تعالى
لتاب مَرفومٌ4 وصفا لسجين» وأما إذا كان وصفا له
فالسجين هو الكتاب الجامع .
- إن الآية ربطت بين التكذيب بالمعاد وبين التوغل في الإثم » إذ إن
تراكم المعاصي يوجب الرين على القلب » فيحجبه عن الحقائق الواضحة
ومنھا المعاد فیٔکذب ہا تارة» ویصف آیات الله تعالی بأا «أساطيرٌ
لأَوَلِنَّ تارة أخرى.
وقد ورد ما يؤيّد ذلك أيضا في قوله تعالى ئم كان عاقبة الذِينَ أًساؤا
السوای اَن كَدَبُوا بآیاتِ الله وکائوا با يَسْتَهْرون4" فلا يتبجّح أهل
ا لمعاصي بسلامة العقائد عندهم» لأن هذه السلامة قد تزول فيتحرّل ما
كاتا يَكُيبُود) إلى مرحلة يعتر عنها القرآن الكريم بل ران عَلى
فَلُوبمْ# ومن المعلوم أن القلب -وهو مركز القرار في الوجود- لو أصيب
بالرين » فإن العبد سيتمأدى فيا يمارسه من الحرام إلى درجة مفزعة .
-١ إن الرين مرحلة لاحقة لإصرار العبد على كسب ما لا برضي
مولاه» فليحذر أهل الإصرار على المعاصي -وإن كانت المعصية صغيرة-
من مرحلة الرين» فقد تتحقق هذه المرحلة فجأة كانفلاق الحجر بعد
الطرقة الأخيرة.. وقد ورد في الخبر : «إِنْ العبد إذا أذنب ذنبا؛ نكتت في قلبه
نكتة سوداء» فإن تاب ونزع واستغفر ؛ صقل قلبه» وإن عاد؛ زادت حتى
تعلو قلبه.. فذلك الرين الذي ذكر الله في القرآن».
وهناك أمور أخرى متعلقة بالقلوب وهي من سنخ الرين أيضاء فقد قيل :
أن الرين هو اسوداد القلب من الذنوب» والطبع أشد من الرين؛ ومعناه
و
oF
أن بطع على القلب «أوْلَْك الَذِينَ طَبَحَ الله على" ومنها الختم على
.٠١ سورة الروم :الآية )١(
.٠۲١ ص ٠ ٦ تفسير الدر المنشور: ج )۲(
.٠١ سورة محمد : الآية )۳(
القلوب تم ادتة على فلو 4'".
١ إن استعال كلمة #كلاً) في القرآن ها دلالات ملفتة : فهي
كلمة واحدة؛ ولكنها تفيد الردع تارة» والنفي تارة أخرى» وقد تفيد
غيرهما» فلها معناها الخاص في كل مورد!.. فمن الممكن أن يقال أن المراد
ہا في :
- كلا بل ران على فلوم هو الردع عن التفرّه بالمقال
الباطل» وهو تهمة الأساطير وكأنه في حكم (صه) لمن يراد
إسكاته بتحقير» وما صدر منهم إنها هو لوجود الرين على
قلوبهم .
- گلا ِم عن رم يوز َحْجُوبُون) هو الردع عا يوجب
رين القلب » والذي بدوره يوجب مثل هذا التكذيب في الدنياء
والحجب عن الرب في العقبى .
- لكلا إن كتابَ المُجَارِ لَفِي جين هو الردع عن التطفيف
والتغافل عن يوم الجزاء.
- إن أهل القيامة رغم انكشاف الحجب عنهم » ورؤيتهم العينية
لمظاهر جلال الله تعالى وكماله -إلى درجة رغبتهم الشديدة في محادثة المولى_
إلا أن القرآن الكريم يصفهم ب َم عَنْ َنم يمي َحْجُوبُون) فهذه
.۷ سورة البقرة : الاية )١(
هي محجوبية القرب من الرحة الإهية » وينه قوله تعالى في موضع آخر
ولا كلهم اله ولا ينر بهم يوم القبامَة ولا يركّبهم)"" وهذا السنخ
من المحجوبية مستمر معهم في القيامة كا كان معهم في دار الدنياء وإن
ارتفعت عنهم باقي الحجب في عام البرزخ والقيامة .
pکک کک اکر کی یی رارک ماعو کت رم
یڈہ انی © ا ایرد کی تیر © عل آناکیں کشر ©
تقرف ف ووهه َصرة اَي ) مون ِن رحق حور )ا تمه
OSA
۴ إن كتاب الأبرار في موضع مقابل لكتاب الفجار» فهي جهة
عالية عبر عنها بعلن وقد جاء في الحديث التبوي الشريف : «عليّون
في الساء السابعة تحت العرش“".. ولكن العليين يشترك مع (سجُنٍ)
في أنه فوق تصور المتصوّرين ؛ وهذا عبر عنهما ب وما أذرَاكَ4 أضف إلى
أن المقدرات فيهما كتبت بها لا ريب فيه ولا حيف مَرْفُوم) لأن كاتبها
-وهو الله تعالى أو الملائكة- لا تنقصه الحكمة ولا المداقة » كا كان التعبير به
أيضا عند ذكر السجين .
\
\
.۷۷ سورة آل عمران : الآية )١(
مجمع البیان : ج١٠ ص1۹۲. )۲(
وليٌعلم إن الله تعالى وصف كتاب الأبرار هنا بأنه مشهود لطائفة من
المقزبينء وقد فسّرت بالملائكة المقربين' » كا فُسّرت بخواص أهل الجنة
الذين هم الحق في مشاهدة صحائف الأبرار'"
٤ - إنه من الممكن أيضا إرجاع الضمير في «يّشهده امرون إلى
رب العزة والجحلال» فالمقرّبون هم قوم رُفعت عنهم الحجب بأجعهاء با
أهلهم لرؤية جهة الجلال الإلهي» ودرجة هؤلاء فوق درجة الأبرار
والملائكة » إذ إتّهم أصحاب تلك العين التي «يَشْرَبٌ با الَمَرّبُون) والذين
یتصدی هم رہم بسقيهم سراب طَهُورًا» .
- إن أهل الجنة ليسوا على درجة واحدة من التنحّم فالأبرار في
نعيم » ولكن المقزبين هم نعيم من نوع آخر» حتى أن الشراب المتمثل بخمر
ا لجنة المعد هم » يختلف عن شراب الأبرار ؛ إذ إن مزاج شراب الأبرار من
التسنيم #ومزاجه مِنْ تشیم ولكن التسنيم بنفسه هو شراب المقَربين
لعَینا يشرب با الَْرَبُونَ وليس هذا الشراب بمقدار ما يصب في
كؤوسهم ٠ وإنا هو عين تجري فيشربون منها» وأما باقي مزاياهم الخاصة›
فلا يستوعبها إلا من وصل إلى مقامات النظر إلى وجهه الكريم .
- إن النعيم الحسي الذي يتمتع به أهل الجنة» ينعكس على
(۱) المیزان في تفسیر القرآن : ج۲۰ ص٣أ۲۳.
(۲) المیزان في تفسیر القرآن : ج۲۰ ص٣أ۲۳.
(۳) سورة الإنسان : الاية .٠١
وجوههم على شكل نضرة وهجة عرف في وَجُوهِهمْ لَضرَة التعيم)
وهم في حال استرخاء ونظر إلى ما بحري حوهم من انواع النعيم على
الأرائِكِ يَنْظْرُودَ4 وقد يكون منها النظر إلى الال الإهي.
ومن هنا يعلم أنه ليس لكل نعيم بهجة» فما أكثر متع أهل الدنيا ومع ذلك
بنطبق علیهم قوله تعالی ِن لَه مَعِيسَةَ ضَنكًا 4.. وعليه» فإن النعيم
الذي ييسره رب العالمين هو ما يورث الأنس والسعادة في النشأتين› لا
نعيم المترفين من أهل الدنيا .
۷ - إن الشراب الإهي في الجنة ختوم بختام من مسك طيب الرائحة
لإختامُةٌ ِلك بخلاف ما تتم به آنية الدنيا من التراب وغيره» وذلك
من أجل أن يبقى نقيا من دون غش.
ومن هنا نقول من منطلق هذا النعيم الأخروي : إن الذي يريد التلذذ
بلذائذ الوصل في الدنيا؛ عليه أن لا يجعلها مشوبة بشوائبها المعروفة من
الرياء» وتصديق الوهم» والغفلة عن التكليف والتباهي بالمقامات»
وغبرها.
۸ - إن اختلاف درجات النعيم في الجنة مدعاة لتنافس أهلها في
الدرجات العليا منها وني ذلِكَ لياس السنافِسون) وهذا ما لا يتيسر
إلا في الحياة الدنياء إذ اليوم يوم عمل ولا حساب» وغدا حساب ولا
. ٠١١ سورة طه :الآية )١(
O aera ea a ea A Rs SA ESS شرو شیا المطفی:
عمل!
ففرق بين شراب يجري من تحت أهل الجنة » كما هي عادة القرآن في وصف
ابار اة وسا ار ا حمر وین شراب ال التي ل عه
- آنه شراب خاص موجود في الطبقات العليا من الحنة.
- أنه نهر حجري في الهواء» فينصب في أواني أهل الجحنّة .
٩ - إن التنافس غير مذموم في أصله» ولكنه مذموم بحسب
متعلقه » فا لمولى بعد أن يذكر شيئا من نعيم الجنة ء يدعو الناس للتنافس في
كسب موجباتها » وما يعن على هذا التنافس إنما هي الغبطة المحمودة!
ومن المعلوم ن التنافس في مضمار لا نهاية له -كمضمار الآخرة- ليس فيه
غالب ومغلوب ؛ وذلك لأن التنافس ليس على أمر محدود يوجب التنازع »
أضف إلى أن مقتض المنافسة هو التسابق أيضا؛ لأن كل متنافس يريد
الوصول قبل صاحبه إلى هدفه» وهذا بدوره يوجب سرعة السير في طريق
لن لیے اجرموا اوا من لذن ءامنوا يضح ورد سرام
o 5 ص ر
ساون ) وإذا اقرا إل أَهَلهمٌ نلوا تكهين )ودا راوشم
م و
الوا إن توآ االو ن وا زاوا عَم حلفظين ا د انآ
(۱) بحار الأنوار :ج ۸ ص١أ٠١.
2
سواون الکتار یکرت )عل آل رای برو هل ثوب اننام
١ - إن القرآن الكريم عَدَل عن لفظ الذين كفروا إلى «الَذِينَ
جُرَمّوا€ مما يدل على أن الذي يدعوهم إلى إيذاء المؤمنين هي طبيعتهم
الإجرامية المترشحة عن كفرهم» وإلا فقد يكون الكافر مقتصرا ني كفره
على الكفر الاعتقادي فحسب.
وحينئذ نقول : إن هذه الطبيعة إذا وجدت في نفس من يظهر الإسلام » فقد
4
1
تؤدي إلى نفس الأعمال التي تصدر من الكافرين » من الاستهزاء با لمؤمنين
وغيرها يما ذكر في الآية .
١ - إن الكفار قوم لا منطق هم ليحاجُوا به » وإن) ديدنهم الاستهزاء
ليَضحَكون) والإشارة المحقرة لامرون والاجتماع على الباطل
والسخرية من المؤمنين نلبوا فَكِهيَ) والتعالي بلا دليل إن مَؤلاء
لَصَالونً4.
إلا أن كل ذلك ينقلب يوم القيامة » لتكون كل هذه المواقف لأهل الجنة في
مقابل أهل النار» وهم يتقأبون في نعيم ال جنة متكئين على الأرائك »› وحاهم
کا يصفه القرآن الكريم فاليم الَذِينَ منوا مِنَ الْكُمَارٍ يَضَحَكُونَ إلا أنه
في هذه المرة» يكون هذا الاستهزاء موقف حق يمتدحه رب العالمين .
_ إن الآيات التي تذكر تعامل الكفار المجرمين مع المؤمنين› تهيئ
المؤمنين لتحمَّل آنواع الأذى من : استهزاء » وتغامز» واتهام » وغيره ما لا
يدع جالا لتوقع رضا الكفار أو مدحهم.
فالانحراف العقائدي مؤلاء إضافة إلى طبيعتهم اللإجرامية » لا يدعان مجالا
للتقارب بين هاتين الفتتين إلا أن يتبع أحدهم ملة الآخر» وخاصة أن الآية
تشير إلى الجهل الم ركب للمجرمين » حيث وصفوا المؤمنين بأنہم على ضلال
لن هوّلاءِ َضالو دّ4 والحال آنهم هم أساس الضلال» وكم جاء الردع
الإلهي في قالب الاستهزاءء قاصا هم عند الدفاع عن أوليائه قائلا #وّما
أُرْسلُوا عَلَيْهِمْ حافظينَ# بمعنى أنه لا شأن لكم بعبادنا امهتدين !
۴ - إن البعض في الدنيا يستعجل عقوبة الظالمين » والحال أن أمرهم
بيد الله تعالى الذي لا يخاف الفوت» وهو الذي بيده نهايات الظالمين
والمظلومين › وهو الذي يحكم بينهم فيا كانوا فيه بختلفون.
ومن هنا فإنه مها تأخر العقاب عنهم فهناك يوم ينادي فيه رب العالمين
هل ثوب الْكُمَارٌ ما کائوا يفْعَلُونَ4 وکأن الله تعالی یرید أن يري انتقامه
من الظالمين لأوليائه المؤمنين ؛ مطمئنا هم مقابل ما لاقوه منهم أيام حياتہم
الا
53ا ألا انت )اوت لرا وحمت )ولد الذض مدت )ولت
ا فا ولت )اوت رها وحمت )بايا لسن نك اوځ إل ريك
كدعا فمقی د )4.
١ - إن هذه السور تعرض صورا تفصيلية لحالات العباد يوم القيامة
-سواء المنحّم منهم وا معدب - مما بجعل الإنسان بحتقر كثيرا من صور النعيم
والسرور في الدنياء عندما يقار نا با سيؤول إليه كل ذلك يوم القيامة ؛
G2
حیث قال تعالی لَه کان ني أَهْلِه مَسْروراً نه ظَنٌ أن لَنْ ڪور 4 .
- تكزر في القرآن الكريم ذكر ما يعتري الساء من الوهن يوم
e السّاء انقطَرَّث4" وتارة بالانشقاق
لإا لاء انْسَقَّت) ولع ذلك لبيان التبدّل العميق في عالم الوجود.
فالأرض قد يعتريها التبدّل بالعوامل الطبيعية والبشرية» ولكن الساء
بطبيعتها -قبل قيام الساعة- لا يعترا ذلك» فكانت مظهرا للقوة
.٠١-٠۴٤ سورة الانشقاق : الآية )١(
١ سورة الانفطار : الآية )۲(
والاستحكام» ومن هنا كان ما ذكر ما بحري على السماء» أبلغ في بيان
تصدع الكون وتبدّله!
۴ إن البعض"" فشر الانشقاق بم كان افتراقا بعد التئام» وعليه فإن
الالتئام كان أمرا مؤقتا في الدنياء لإبقاء حركة الكون با يخدم المعاش
البشري» فإذا قامت القيامة لم يعد هذا الالتئام حكمة توجب سلامة
الوجود.
ومن الممكن على هذا التفسير- أن تكون هذه الآية مشيرة إلى مرحلة
الالتئام ني أول الخلق والمستلزم للتفزق قبله» وهو ما يشير إليه بعض
الفرضيات الدالة على الانفجار الكوني الهائل في المادة الأولى؛ والذي
تشكلت منه النجوم والكواكب .
SG
e 4 مثل وَالصُحَى ٭ وَاللَيْلٍ لدا م سجَى
المستقرة في الآخرة مثل لإا السّاء انشقت€ ليتأمّل العبد في النتيجة
المتمثلة بالْقَسَم عليه في الأول » وجواب الشرط في الثاني.
والنتيجة في التعبيرين هي واحدة أي ضرورة الانتقال من المحسوس إلى
المعقول » أي من العلم بالحال إلى العلم بالمآل » لتكون النتيجة هو العلم بان
كل في الوجود -مستقرا كان أو متبدلا- إنا هو تحت السيطرة الإمية
(۱) التبيان في تفسیر القرآن : ج ٠١ ص۷٠۳.
(۲) سورة الضحى : الاَية .۲-١
شۇ لاقل : OT
القاهرة .
۵ إن الوجود كله خاضع لله تعالل خحضوع العبد الملتفت إلى مولاه»
وهذا عبرت الآية عن الساء وكأن ها أذنا سامعة كسمع بني آدم» حيث
قال تعالى #وَأَذنَّتْ€ كا تشير إلى أا جديرة بذلك قائلة وحمت وهذه
الطاعة والانقياد ليست في ذلك اليوم العصيب فحسب» بل كان الأمر
متحققا كذلك منذ بدء الخليقة » حيث قالت السماوات والأرض بلسان
الحال أو المقال الذي يناسبه) اتيا طَائِينَ 4 .
وليعلم أن الانقياد يوم القيامة أبلغ » لأن الأمر فيه متعلق بمقام التخريب
والتفريق » لا البناء والتجميع الذي تحقق في أول يوم.. فكم من القبيح أن
يكون ابن آدم هو المتخلّف عن هذا الركب المطيع؟!
- إن مذ الأرض يوم القيامة قد يكون بمعنى : التوسيع في سطحها
ليستوعب الخلائق جيعاء أو بمعنى : تسطيحها وهو يستلزم إزالة الجبال
الرواسي» التي وضعت على الأرض بعد المد الأول في أول الخلقة حيث
يقول تعالى وه الّذِي مَدّ الأَرْص وَجَعَل فيا رَوَاسِيّ) والأرض في
جميع ذلك شأنها شأن السماء في أنها مطيعة لربها» وحق ها أن تطيع.
ومن هنا تكرر هذا التعبير #وَأَذنَّتْ رما وَحمَّبُ) لإفهام أن الوجود كله
بسمائه وأرضه » إن) هو بلون واحد من الانقياد والطاعة .
.١١ سورة فصلت : الآية )١(
.۳ سورة الرعد :الآية )۲(
۷ - لقد تكرر في القرآن الكريم الحديث عن بعث الموتى يوم الجزاءء
بها يفهم منه : أن الموتى في جوف الأرض وكأنم أمانات مودعة في باطنهاء
کا جاء في قوله تعالی وَأخْرَجَّتِ الأَرْض اماما" وكا جاء في هذه
السورة «وَألْمَتْ ما فيهًا وَصَلّثْ وعليها أن رج هذه الأمانات لساحة
الملحشر عند الحساب» فلا يظن ظان أن من دفن في الأرض انتهى أمره
وترك ذكره» بعد أن صار رمي|!.. بل إن الأرض المطيعة لربهاء ستقدّمهم
لله تعالى ساعة الحشر كا أخذتهم ساعة الدفن» فالتعبير يشعر بالمبالغة في
تخلية ماني جوفها با لا يبقى معه جزء ولو صغير- من هذه الأبدان حيث
ص
ى
قال تعالى #و خلت .
۸ - إن تعدّد المجمل الشرطية ووحدة الجزاء في مشل قوله تعالى «إِدا
الاء انقَطَرَت ٭ وَإِذّا الْكوَاكبُ انَرَت ٭ وإدا البحَارٌ فجَرّث ٭ ودا
الور بعرت ٭ عَلمَت تمل ما قَدَّمَتْ َرَت" وكذا في قوله تعالى
لإا الء انكَقَّتْ # وَأَذِّث رما وَحُقَتْ ٭ ودا الأَرْصُ مدت ٭ وَأَلْقَث
ما فيا ولت ٭ وَأَذِنّٺ لرا وحمت يا ا
ذخا فَمُلاقيه# يدل على عظمة المضامين التي تريد الآيات الكريمة إلفات
النظر إليها» وهي متمثلة في المجموعة الأولى : بضرورة (الالتفات) إلى
النتائج المستقبلية » وفي المجموعة الثانية : بضرورة (المراقبة) الفعلية وهو ما
الإنسَان لَك كاوځ إلى رَبك
(1) سورة الزلزلة : الآية ۲.
(۲) سورة الانفطار : الآية .٥-١
E NEI GG TD شب ادو قل:
٩ إن هذه السورة -كقريناتها من السور المكية- تذكر الإنسان
بالنهايات وهو مشغول في البدايات» وهذا هو مقتضى التعقل » فإن على
العاقل -مع قطع النظر عن التعبّد الشرعي- أن يجعل جهده في مسير يحقق
الغاية من أصل مسيره» ألا وهي مواجهة الحق يوم القيامة من دون تبعة
وعتاب» ویلخص هذا کله قوله تعالی لِك کاوځ إلى رَبك گذحاً
فَمُلاقيه‰ .
٠١ - إن القَسَم من دون ذكر الْمْسّم عليه تارة » والشرط من دون ذكر
الجزاء تارة أخرى كا وقع في القران الكريم- لمن موجبات تحريك الفكر
البشري لتقدير المحذوف المناسب» وهذا أدعى للتأمّل والتدبر.
ومن موارد هذه القاعدة ما ورد في هذه الآية التي لم تذكر الجزاء صريحا›
وإن كان ذلك مرتبطا بقوله تعالى إِلّكَ كادِح إلى رَبّكَ€ ليكون الأمر أوقع
في مقام التأثير والتأثر » أي الالتفات إلى اللقاء الحتمي» والذي تشير إليه
أيضا آيات أخر مثل وان إلى رَبك الْسَّهى)' وول اله الَصيدٌي" .
١ إن لأهل الدنيا كدح ومعاناة في تحصيل العاجل من المتاع قد
يستغرق كل العمر أو جلّه» وحيثلٍ نقول : أليس من الأولى أن يكون
() سورة النجم : الآية ٤١ .
(۲) سورة فاطر : الاية 1۸.
الكدح في خلق الإنسان لأجله؟!.. أضف إلى أن كل كادح# للآخرة
سیری قطعا أثر کدحه فیها» بمقتضی قوله تعالی «فَمُلاقیه) بخلاف
الكدح للدنيا ء فلطا لما خابت أعمال الكادحين ها وفيها!
١ _ إن الآيات الكريمة تشير إلى ضرورة الحركة في هذه الدنيا نحو
المبدأ الأعلى » فتارة يرد التعبير :
- بالفرار يروا إلى اللو" .
- بالسعي وان لَيْس لِاإنسَان إلا ما سَعَى 4 .
- بالكدح وفيه معنى السير والحركة مع المعاناة والمجاهدة» وهو
الُستفاد من الحرف المستعمل في انتهاء الخاية » وذلك في قوله
تعالى إل رَبّكَ).
والملفت أن الُخاطب في ذلك هو الإنسان با هو إنسانء والحال أن البعض
يرى بأن الجهاد الأكبر تكليف خاص بخواص لؤمنين .
۳ _ إن التعبير بإ رَبك قد يستفاد منه -بلحاظ أن هذا الحرف
يستعمل لانتهاء الغاية- أن انتهاء الكدح يكون بلقاء الله تعالى » فلا معاناة
بعد ذلك أبداء بل إن الذي يتحقق إنا هو ما يقابل الكدح والمتمثل
)١( سورة الذاريات : الآية .٥٠١
(۲) سورة آل عمران : الآية ٠١۳ .
(۳) سورة النجم : الآية ۹.
الا تقل: O
بالسعادة والارتياح» وذلك كا لو قيل للزارع مثلا : إنك كادح إلى يوم
الحصاد» فانه يفهم منه أنه لا كدح بعد الحصاد.
وني المقابل فإننا نرى أن معاناة آهل الدنيا لا تنتهي با موت ؛ بل قد تشتد بعد
الموت» ومن هنا كانت الدنيا جنة الكافر وسجن المؤمن .
٤ _ إن الكدح إلى الله تعالى لابد أن يكون متناسبا مع الغاية الإلمية
للخلق ؛ فهو إلى الله تعالى كغاية للغابات.. وعليه» فإن الكدح إذا م يكن
إهيا ما عاد موصلا إليه» وبالنتيجة فإن ما يترتب عليه وهو «فَمُلاقيه) لن
يتحقق أبدا» سواء فسشرنا اللقاء هنا :
- بلقاء الله تعالى أي لقاء جزاثه .
- بلقائه هو تعالى بالشهود الباطني .
- بلقاء حضوره وحاكميته في عرصات القيامة .
- بمعنى لقاء العمل بمقتضى قوله تعالى #وَوَجَدّوا ما عَولُوا
اضرا 4 .
وشتان بين كدح للآخرة تكون نتيجته اللقاء مع من كان الكدح إليه» وبين
کا ا کر کک را وکل ارزو ارو کان
تعالى #وَليَحْولنٌ أثقاكَم وَأثفالا مَع اقام وَلَيْسْتَلْنٌ يوم القِيامَة َب كائوا
. ٤۹ سورة الكهف : الاآية )١(
. ٠۳ سورة العنكبوت : الآية )۲(
٥ - إن اللقاء في هذه الآية #فمُلاقيه) لقاء لازم لكل مَن يرد
اللحشر» والكال كل الكال أن يسبق هذا اللقاء القهري لقاءٌ اختياري
بشوق وإرادة» وهي الغاية القصوى من الخلقة» وهو لقاء مترتب على
الكدح لا يتحقق إلا ني هذه الحياة الدنياء فيكون مَل هذا اللقاء الاختياري
كمل الماء الجاري في قناة محددة للشجرة التي يراد سقيها منه.
وعندئذ نقول : كم يكون اللقاء القهري جيلا إذا سبقه لقاء اختياري » وهذا
يفشر شوق أولياء الله تعالى للموت؛ لأنه تسريع هذا اللقاء الذي طالا
انتظروه» وكل هذه المضامين من الممكن أن نجدها في وصف أمير
ود ا
١ - إنه من الممكن أيضا أن تكون هذه الجمل المتعلقة بأهوال القيامة
في مقام النصب لكلمة (اذكر) المقدرة» وعلى هذا التقدير أيضا فإن الأمر
فيه ما فيه من التأكيد على عظمة ما تريده الآية من التذكير» وخاصة إذا
قدّرنا أن المخاطب هو النبي الأعظم ت الذي هو على أعلى درجات
الذكر!
ومن المعلوم أن الذي يتلو القرآن الكريم لا بد أن يكون في درجة عالية من
الالتفات» عملا بالأمر الإلههي بالتذكرء وإلا فما فائدة التلاوة المجردة من
التأمّل؟!
المؤمنين
(۱) نج البلاغة : ال لخطبة ۱۹۳ (في وصف المتقين).
p2 er د 4 ص olk ےر ص اف ر ر
اما من اوق تبه يميد سو اسب جسابا میا @
رر ا و 2 س
ونقلب لل اهلو رودا )ومان أو به ورا هرو ا ) فسوف يعوا
بو ل دیل سی )إن کان ن ایو مسرو )نہ عن آن لن حور
CO TELEEO)
۷ إن هذه الآية تبن صنفين من أهل المحشر» وهم : المؤمنون
الذين يأخذون كتبهم بأيانم أو كتَابَةُ يميه والكافرون غير
المعترفين بالحشر الذين يأخذون كتبهم من وراء ظهورهم لاون تابه وَراءَ
ظَهرِه إما من باب :
- طمس الوجوه وإرجاعها إلى الخلف من بل أن تَطْيس
وجُوهَا سردا على أذْبَارهًا4 .
- إنهم يأخذون كتبهم بشمائلهم ثم يخفونها وراء ظهورهم ؛
فصدق هذا العنوان عليهم.
ومن الممكن القول: بأن هناك صنفا ثالثا هم عصاة المؤمنين» يأخذون
كتبهم بشمائلهم ؛ فكانوا في قبال الصنفين الأولين .
۸ - إن الحساب اليسير في قوله تعالى «فَسَوْفَ بحسب جساباً
یسبراً€ قد یکون :
. ٤۷ سورة الإنسان : الاية )١(
- بعرض الكتاب على صاحبه بيا فيه من السيئات من دون مداقة
فيه ؛ فيصدق عليه الحساب من جهة » واليسر من جهة أخرى .
- وقد يكون من جهة التجاوز عن السيئات أو تبديلها إلى
الحسنات إما: ببركة الشفاعة» أو فعل ما يوجب التيسير في
الحساب» فقد جاء في الحديث الشريف : «ثلاث من كن فيه ؛
حاسبه الله حسابا يسبراء وأدخله الحنة برحته.. » قالوا: وما
هي يا رسول الله؟!.. قال : «تعطي من حرمك» وتصل من
قطعك » وتعفو عمّن ظلمك»" .
إن هناك فرقا كبيرا بين رجوع المؤمن إلى أهله يوم القيامة وبين
غيره» فا مؤمن يرجع إلى أهله ليعيش معهم أبد الآبدين في سرور وحبور
وَينقَلبٌ إلى هله مَسرُورا سواء فسّرنا ذلك بأزواجه من الحور العين
المنتظرات لقدومه» أو بزوجته وأولاده الذين يلحقون به في الجنة» أو
بالمؤمنين الصالحين من قرنائه » فإنهم في حكم أهله لسنخية الإيمان.
وهذا كله بخلاف سرور الكفار فإنه سرور تصرّم في الدنيا وأعقبه حزن
دائم » لمفارقته لمن كان مسرورا فيهم حيث آسلموه لنفسه » ف| الفائدة في
نه لكان ني آَهُلِهِ مَسْرُورا) ولکنتم تفر فر حون ني الأَرْضٍ ب بعر الخی چ"
بصيغة الماضي والحال آنه الآن «يَصْلى ب الان داعيا عل
(1) ججمع البيان : ج١٠ ص1۹۹.
(۲) سورة غافر : الآية .۷١
VAT AROS OR TE شی الاد قل:
نفسه بالويل والاك «فَسَوْف يذعوا ثبوراً.
١ إن سرور المؤمن في الدنيا سرور له ما يبرّره صدقا وواقعاء
وذلك لأن ما يوجب له السرور هو فضل من الله ورحمة» فسروره برضا
الرب أكثر ما يكشف عنه من النعمة النازلة عليه فل بمَضل الله وَبرحيّه
بذك فليمرځوا هُو حير ما بَجْمَعُون)"" وكأن ما أوجب هم السرور هو
ما کان کاشفاً عن رضا الله تعالى عنهم.
وهذا كله بخلاف سرور أهل الدنيا ؛ فإنه أقرب إلى المرح المقترن بالغفلة›
ولذا عبر عنه القرآن الكري E
َْرَحُونَ في الأزْض بعْيْرٍ الح وبا كسَمْ َرَحُونَ)".. فأي قيمة للباطل
وإن كان في قالب السرور؟!
١ - إن كان تقسيم الكتب يمينا أو شالا أو من وراء الظهر واقعا في
مع أهل المحشر؛ استلزم ذلك الفضيحة أمام الأشهاد وهو ما كان
يتحاشاه العبد في الدنياء أضف إلى أن تغير الوجوه واسودادها الظاهر
للعيان والدال على سوء عاقبة أهلهاا » فضيحة أخرى من فضائح القيامة
أمام ا لخلائق » وهذا بدوره عذاب نفسي للعصاة قبل دخول النار أيضا .
- إن من موجبات السرور والمرح الباطل ؛ هي الغفلة عن اليوم
.٥۸ سورة يونس :الآية )١(
4- سورة غافر : الآية )۲(
.٠١١ سورة آل عمران : الآية )۳(
الآخر» وكذلك الجهل بالجزاء البهم الذي ينتظر أهله» ومن هنا فإن أول
ما وصفهم به القرآن الکريم هو لَه طن ان لن ود4 أي لا يرجع إلى الله
تعالى » وقد ورد في الخبر : «ليس العيد لمن لبس الجديد» وإن) العيد لمن
أمن الوعيد»"! ۰ 1
وعليه» فلو طرأً على العبد ما يوجب له السرور الكاذب» ف عليه إلا أن
يتذكر هول ما هو مُمَدِم عليه أولاء ومراقبة الله تعالى له ثانياء حيث قال
تعالی بى إن رَبَهُ كان به بَصِيراً4 ليعود إلى رشده.. وقد ذكر الأمران في
هذه الآيات معا كمُزيل لثل هذا السرور؛ ألا وهو تذكر أنه يرجع إلى الله
ک5 أ التو © رال را رس © لتر 4 ا ©
رگ ھا ع کو تا کمک بزینة © ر زئ عا لش
کید ٭ © ی یں کترا یکذ © راک اکم بے
© رم بداب ایر )ا لذن ءامو و بل الرحي ج
O
۳ - إن القَسَم بالشيء وإن كان جادا كالشفق» والليل» والقمر ؛
يعود إلى القَسَم بربها» وذلك في لو تحققت النظرة إلى آيتيتها لعظمة الرب ؛
() نهج البلاغة : .۸٥۲
NO TT O RG الاد قل):
فلا داعي للجمود على مقولة أنه لا يصح القَّسَّم بغير الله تعالى » فكل ما في
الوجود منتسب إليه» فالنظر إليه يعود في الحقيقة إلى النظر إلى موجده»
E EE ا 0
- إن طبيعة البشر قائمة على عدم الالتفات التفصيلي إلى ما حوله
من آثار قدرة الله تعالى ورحمته» ومن هنا جاءت الآيات الكثيرة التي تقيسم
با حولنا من الأمور التي ألفناها من دون التفات إلى حكمتهاء فمَّن منا
يلتفت إلى نعمة جامعية الليل للمتفرقات ولها للمنتشرات» لعودة كل
متحرك إلى سکنه ووكره» مستعيدا أنفاسه لصباح جدید» وهو ما يستفاد
من قوله تعالی اللي وما وَس
٥ - إن الآية م تقيسم بأصل القمر وإنا باتساقه إا اد تسق أي
بلوغه تمام الإضاءة ليلة البدر» فكأن القمر إن يصبح قابلا لأن يقسّم عليه
إذا بلغ كاله وهو تمام نوريته » ومن المعلوم أن كمال كل شيء بحسبه.
وعليه نقول : بأن تمامية القمر ظرفا زمانيا للقَسّم به» يحاكي تمامية خلقة
آدم ا حيث لم يأمر الله تعالى الملائكة بالسجود له » إلا عندما نفخ فيه من
روحه.
- إن هذه الآيات جاءت لتؤكد على هذه الحقيقة التي أشارت
إليها الآية اللاحقة وهي #لَرَكَبنٌ طبقًا عن طب والتي اختلف في معناها
بوجوه عديدة وذلك بالإشارة إلى : حالات الإنسان في مجموع الدنياء أو
حالاته ني مجموع الدنيا والبرزخ والقبامة» أو حالاته في مجموع عرصات
والجامع بين كل الآقوال : هي سرعة التبدل وكثرته في حياة الإنسانء با
يذل على أن هناك يدا خفية وراء كل ذلك وهي التي تقب هذه الأحوال»
فلا بد من الالتجاء إليها لتحويل الحال إلى أحسن الحال!.. ضف إلى أنہا
داعية للمرء ليكون حريصا على إيصال نفسه من خلال كل هذه التقلبات
إلى كماله ا منشود » فلا يركن لما هو فيه فإن : «المغبون من تساوى يوماه"!
۷ - إن تبدل الأحوال من العسر إلى اليسر- وهو من لوازم طبقية
حياة الإنسان المستفادة من الآية- يبعث في قلب صاحبه الأمل » فإن عدم
ثبات المراحل هي في حد نفسها نعمة من هذه الجهةء بل لو افترضنا أن
العمر كله استغرق بالعسر؛ لما كان ذلك مدعاة للتبرّم» ما دام العبد ينتظر
مرحلة البرزخ والقيامة » والتي فيها كال التعويض عن كل ضيق في هذه
الدئيا.
٨۸ - إن للسجود مظهرا ماديا من وضع المواضع السبعة على
الأرض» ومظهرا معنويا يتمثل في إظهار الانقياد له » وقد يكون الأنسب
لآية #وإذّا رى عَلَيْهمْ الْقَرَآن لا يَْجُدُونَ€ هو المظهر الثاني» إذ ليس
الطلوب هو السجود عند كل آية من آيات الكتاب الكريم» فالآيات
الموجبة للسجود في القرآن الكريم محدودة» بل المراد هو الانقياد لمضامينها
(۱) معاني الأخبار: ص۲٤".
NE SSAA SE Ses شق الديقل:
في کل ما فيه امر ونهي.
ومن هنا نقول عن الذي يسجد ببدنه دون انقياد قلبي : إنه م يصل إلى
ا ا ا
٩ - إن هناك فرقا جوهريا بين موقف أهل الإيان قبال آيات الله
تعالى » وبين أهل الكفر والنفاق » وذلك أن المؤمنين :
- دا می عَلَيْهِمْ آيات الرَحن حَرُوا سجَدًا وَبْكً 4 والحال
أن من يقابلهم ودا فُرئ عَلَيْهِمُ الْقَرَآن لا يدون .
- ودا تَلِيَتْ عَلَيْهِم آيائة رَادَمْبْمْ إيانًا»" ومن يواجههم
وما الّذينَ ني فليم مَرَّصُ فَزادَمْمُمْ رجساً إلى رجه 4”.
١ - إن القرآن الكريم يؤكد في آيات كثيرة على أن إصرار الكافرين
على كفرهم - ولو في بعض حالاتہم - ليس ليقينهم بها هم فيه » أو لقصور في
بيان الوحي؛ وإنا هو لعنادهم» أو اتباعهم لنهج آبائهم» أو تغليبا
لمصالحهم.. ومن هنا ورد التعبیر ب بل الَذِینَ كمَرُوا يدبو فالتکذیب
جهد العاجز» لا دليل المستبصر ببقينه.
وقد انتقلت الآيات من لحن الخطاب إلى لحن الخيبة قا هم لا يُومنود»
اعراضا عنهم » فلا يستحقون الخطاب والمواجهة .
)١( سورة مريم : الآية 5۸ .
(۲) سورة الأنفال : اليه ۲.
(۳) سورة التوبة : الاية .٠١١
۱ إن الله ES الله تعالى على
بواطن العباد» فهو الذي يعلم ما توّسشوس به مشه" وهو الذي
ويلم الس وَأخمَى 4" وهو الذي يعلم #وَمَا ِي الصدورٌ4” ويذكر
في هذه الآية أنه أعَلَمُّ با يُوعُودًّ4 وفي كل ذلك دعوة لمراجعة الإنسان
لخلجانات نفسه » وعدم الاكتفاء بالنظر إلى جوارحه» فالقلب هو الوعاء
الذي يصدر منه ما يفيض منه» مصداقا لما ورد عن أمير المؤمنين ل و
نهج البلاغة : «إِنّ هذه القلوب أوعية ؛ فخيرها أوعاها»"“!
ومن المعلوم أن الوعاء المطلوب في عالم القلوب» هو ما كان جامعا لكثرة
الاستيعاب أولا» وحسن ما يستوعبه ثانيا .
۲۳ إن الله تعالی کا يشر الكفار بالعذاب -وفيه ما لا مخفى من
التهكم والتوبيخ ؛ إذ البشارة GES
يبشر المؤمنين بالأجر الكريم ره اجر ري anal
ؤتيه أجرا ظ4" والأجر الكبر «أوَليكَ هم مغر E کچ
(١)سورة ق :الآية ١١ .
(۲) سورة طه : الآية ۷.
(۳) سورة غافر : الآية .٠۹
)٤( نهج البلاغة : ٤4١ .
)٩( سورة الحديد : الآية .١١
(1) سورة الإنسان : الآية .۷٤
(۷) سورة هود: الآية .١١
شی الد قل: NO
وأنه أجر عير نون" فهو غير منقطع » وليس فيه شائبة المنة وهو ذكر
ما يقل على المأجورء وهاتان الآفتان في أجور أهل الدنيا- ما يكثر وقوعه
أي الانقطاع » والمنٌ .
- إن القرآن الكريم كثيرا ما يستعمل ثنائي الإيمان والعمل
الصالح » حال كونه جمعا على بألف ولام التعريف» وهو الذي يفيد
العموم بأعلى صوره!.. إذ إن من المعلوم أن الفلاح الكامل يتحقق بإتباع
جميع الأوامر » والإتيان بجميع الصالحات مقترنا بالإيمان » إلى درجة يجعل
LAS O DET E : 1 0
القرآن الكريم الخشوع في الصلاة «الذِينَ هُمْ في صَلاََِمْ خاشعُون»”
وهو نفل غير فرض » من مقومات هذا الفلاح » ومن الواضح أن درجة
.۸ سورة ف فصلت :الاآية )١(
.۲ سورة المؤمنون : الآية )۲(
وال اَن ایر
ااه دات ایج 7 الور لوعو © رساود ونشہور © فل
اقب ادود ا الَا دات وود ا د شرعلا فعود ل وه عل ما
بعلو بالمؤمتین شهوة ا وما تقو منم إل أن ونوا باه اريز
الود © لدی لہ مك الوت والأرضٴ وال ع کل یو مید
١ - إن القرآن الكريم يكثر من القَسَم بآياته السماوية من : الشمس»›
والقمرء والنجوم» ومنها ما في هذه السورة من اروج أضف إلى
التذكير بأصل السماء الجامعة لكل هذه الأجرام بقوله َد جَعَلّنا ني
السّماءِ روجا وَرَيتاها للتاظرين4'.
ولعل السر في ذلك : إنها في متناول كل من يريد التأمّل فيهاء فيكفي أن
يرفع الإنسان رأسه إلى جهة العلو ليرى كل ذلك» إضافة إلى أا مظهر
العظمة اتساعا وعمقاء وهو تعالى المستفرد في التصرف فيهاء لأنه خارج
سلطان البشر الذين يمكنهم الإفساد في الأرض دون الساء.
.٠١ سورة الحجر : الآية )١(
۲ - قيل'" في تفسير البروج أنه مواضع النجوم» ومن المعلوم أن
الدقة والحكمة في مواضعها ليست بأقل من صل وجودهاء فلو زالت عن
مواضعها لتغْيّر نظام الكون الأكمل: كتوالي الفصول» ومد البحار
وجزرها وغيرها؛ وحينئذ يتجلى لدينا أن هذا الفعل -كباقي مصاديق
ا لخلقة-واقع في موقعه مطابق للحكمة البالغة.
والملفت أن الله تعالى -بعد ذكر جعله للبروج- يذكر القيامة وما فيها من
اتقام الله تعالى من الظالمين بعد طول إفساد» ومنه يعلم أن الحكمة وراء
وضع الأبراج في مواضعهاء هي بنفسها تقتضي الاقتصاص من الظالين
أيضا» ليكون كل شيء في موضعه» سواء في عالم التكوين أو التشريع .
۴ - إن تخصيص القيامة بالذكر #وَالْيَوّم الْوْعُودٍ4 بعد ذكر عنصر
من عناصر النشأة الأول #رَالساء دات اروج( يُشعر بأن کل ما يجري
على المؤمنين من صنوف الأذى إنما هو بنظر مَّن الوجود كله بين يديه فا
یعیشونه من الأذى في ذات الله تعالى لا يذهب سدى» فهو الذي يُمهل ولا
في وصف ما جرى لأصحاب
يبمل.. وقد روي عن أمير المؤمنين
الآخدود: «فجاءت امرأة معها صبي هما ابن شهرء فلا هجمت هابت
ورقت على ابنها » فنادى الصبي : لا هاي » وارميني ونفسك في النار ؛ فإن
هذا والله في الله قلیل » فرمت بنفسها في النار وصبيهاء وکان من نكلم في
(۱) التبيان في تفسیر القرآن : ج۸ ص٠٠٤ .
Mi E E a شی الر:
المد"
والتعبير باليوم الموعود يُشعر با تطيب معه نفوس المتتظرين» فكأن الله
تعالى جعل ذلك الیوم یوما موعودا ینتظره آولیاؤه» تسکینا لما يطلبونه من
طلب تعجيل العقوبة على الظالين هم .
٤ - إن من غرائب القرآن الكريم » هو أن لفظة واحدة فيه تصلح
لعشرات الاحتمالات » ففي آية ملك سليان # استخرج بعض المفسرين
عدد المحتملات فيها إلى ما يقرب من ألف ألف ومائتين وستين ألف
احتمال'"» ومنها هذه الآية #وَسَاهلِ وَمَسهُودٍ4 والتي فيها من الوجوه
المحتملة ما بلغت عندهم الثلاثين » وقفلا نجد مثل قابلية الانطباق هذه في
غير القرآن الكريم.
ومن نسب الوجوه المذكورة فيها هو تفسير الشاهد بالنبي بالك لقوله تعالى
ليا أا التي إا أرْسَلناكَ شاهداً ومْبَسّراً ونَذيراً4" والمشهود بيوم الجزاء
لقوله تعالى ذلك يوم جَمُوع لَه الاس وذلِك يَوْمٌ مهود“ .
- سرت الشهادة في وَسَاهد) : تارة بمعنى الحضور والمعاينةء
(۱) مجمع البيان : ج ٠١ ص۷٠۷.
(۲) تفسیر المیزان : ج ۱ ص .۲۳٤
(۳) سورة الأحزاب : الاَية ٤٥ .
.٠١١ سورة هود : الاآية )٤(
.۲٤۹ المیزان في تفسیر القرآن : ج ۲۰ ص )٥(
وتارة بمعنى شهادة الشاهد لإحقاق الحق وأداء ما حل من الشهادة» وعلى
كلا المعنيين يتبين مقام النبي الأكرم عب الذي يعاين أعمالنا سواء أيام
حیاته او وفاته ثم بة يقيم الشهادة عليناء وهذا بدوره من موجبات التهديد
للمعاندين » والخجل للمحبین › إذ إن مانقوم به يبلغه ویؤذیه.
وكفى في ذلك ردعا لمن كان في قلبه حب النبي ااه فكيف يرضى المحب
بأذی من بحبه إن کان صادقا في حبه؟!
- إذا كانت عبارة (أصحاب الأخدود) في قوله تعالى فل
أَصْحَابٌ لخدو إشارة للمؤمنين المقتولين فإن الآية تكون إخبارا عا
وقع عليهم » وإن كانت إشارة للكافرين للقاتلين كانت دعاء عليهم!.. وقد
استعمل القرآن هذا الأسلوب من الدعاء على الغير في أكثر من مورد مثل
قوله تعالی فل الإنسان ما أَكُمَر4' ويل اون4 وکأن الله
تعالی - وهو الفاطر هم بيد عنايته- لا يرى هم استحقاقا لاستمرار الحياة
على أرضه التي جعلها لخلفائه ؛ لأنهم خارجون عن أصل المهدف من
الخلقة » فيدعو عليهم بالموت الذي هو في مقابل الحياةء وشتان ما بين
الدعاء بالموت والوعد بالإحياء حياة طيبة فلَنحييلَّةُ حَياةَ ة4 !
وهذا الأمر قد ينطبق -بدرجة من الدرجات ولو النازلة- على الكثيرين من
.٠١ سورة عبس : الآية )١(
.٠١ سورة الذاريات : الآية )۲(
(۳) سورة النحل : الآية .٩۷
VE eet a e a eS e شر الر5:
غير أصحاب الأخدود» من جهة أن حياتهم ليست تجسيدا لما خلق له
الإنسان؛ ألا وهي خلافة الله تعالى في الأرض .
۷- إن جريمة أهل الأخدود كانت من أشنع ما وقع على المؤمنين ›
وذلك لأمورء منها أنہم
- شقوا هم أخدودا في الأرض » لئلا يتمكنوا من المرب .
- ألقوهم في حفرة وهم شهود وقعود حوهما» يعاينون ما مجري
على أهلها لذ هُمْ عَلَيْهَا فُعُود4 فجمعوا بين التحقير
والتعذيب .
- بالغوا في تأجيج النار التي وصفها الله تعالى بأنها ذَاتِ
اوقد المشعرة بنا نار مستمرة في اشتعاها؛ لما فيها مما
يوجب اتقاد النار اتقادا .
SE GS a i
الواحد القهار إذ يقول وما نه E يۇمنوا باللّهِ
الْزيز ا لحميد وهذا نظير ما وقع لطائفة أخرى من المؤمنين
هَل َنقِمُون متا إلا ن آمَنًا بانکه 4 .
- إضافة إلى أن القتل بالنار من أبشع صور القتل؛ لأنه موت
تدريجي مع ما يوجبه من بشاعة منظر المحترق بها! .
. 0۹ سورة المائدة : الآية )١(
ب الس فوا ومين والومتت نے لے پنودوا ب و
E ارون إن لذبن اموا يلوا للحت هَم جَسَّت رى من
کک ذلك القور الکو )ن بط ریک سید )نه هو بی
ريعي OTO هَل
کک کیا O E OEE
CORE IOLTELIIIOAESE
۸ - بعد ذكر الآيات الأولى -من هذه السورة- لصورة من صور
المواجهات القاسية » بين المؤمنين وقتلتهم الذين بالغوا في القسوة وذلك
بالقتل حرقاء فان الله تعالى في هذه الآيات يذکر النبي ڪاه بصورتين
اخريين من صور المواجهة مع المؤمنين تتمثل في بطش فرعون وثمود»
وذلك من خلال مظهرهم العسكري «حَدِيت الود فاختار القران
الكريم من بين مظاهر قدرتهم » خصوص الجحانب العسكري الذي يتجلى
من خلال بطش جنودهم بالعباد» ولکن الله تعالی أهلكهم ب) لا يخطر
بالبال؛ متمثلا بالماء لقوم فرعون واهواء لقوم ثمود.
ومع ذلك فإن كفار قريش ل يعتبروا بذلك بل هم في تَكذِيب) فكأن
الكذب كان ظرفا هم وحيطا بهم إحاطة الإناء لما فيه » وهذا إشعار باليأس
من إيمانہم كا كان الواقع مؤيدا لذلك .
- إن الأقسام القرآنية هي للتأكيد على ما سيأتي بعدها من ال
عليه » إلا أن القرآن الكريم يُبهم في بعض الموارد جواب القَسَم ؛ ليبحث
ES INTIS شد لار
المتأمّل بنفسه عن الجواب» زيادة في سوقه إلى عالم التدبر والتأمل في كتاب
الله تعالی.
ومنه ما جرى في هذه السورة: إذ إن جواب القَسَم غير صريح ولكن يدل
عليه قوله تعالى ِن الَذِينَ نوا الوم وَالُومِناتِ تم وبوا لهم
عَذابُ جَهَنَّم وم عَذابُ ايق فكأن الْقَّسّم عليه هو تحقق الانتقام
الإهي يوم القيامة بأشد صوره وبا يناسب الفعل تناسبا طردياء ومنه
عذاب الحريق لأصحاب الأخدود وم عَذابُ الحريق# أي بنار أوقدوا
مثلها في الحياة الدنيا .
١ - إن اله تعالى ذكر التوبة بها يشعر بالإغراء بها في قوله تعالى ثم
يووا وذلك ضمن آية واحدة دكر الله تعالى قبلها تعذيب الكفار
rs a E
التعذيب الإهي هم #فَلَهُم عَذابُ جَهُتّمَ وَمَمْ عذابٌ الحريق) وهذا کله
يعكس مدى الرحة الإية بالعباد» بعد أن فتح باب التوبة للعتاة من
خلقه» وكأن الآية تريد ردع كفار قريش عن غيّهم» وتعدهم بالتوبة لو
رفعوا اليد عن تعذيب النبي م وأصحابه.
وحینئذ نقول : فکیف ييأس من رحته تعالی » من کانت له ذنوب لا ترقي
إلى رتبة تعذيب المؤمنين وقتلهم؟!
١ إن ذكر عذاب الحريق في قبال عذاب جهنم ؛ يدل على أن
عذاب جهنم لا ينحصر في النار بل هناك :
و
- المشروب الذي ي غه ولا یاد ا وات الوت کا
مکان 4 .
کچ ر WA AT
= المطعوم المتمثل ب إن شَجَرَة الزقوم # طعام الأثِم) " £
- التعذيب الضسي حيث يقال م الوا فيا وَل
اد ن
وغيرها من صور العذاب - غير الإأحراق - ما يكفي لإأفزاع العصاة ؛ فكيف
إذا أضيف إلى مجموع ذلك عذاب الحريق الذي لا ينتهي بتفحم ابدام
بل تتبدل جلودهم کا في قوله تعالی کل جت جلودهم بدلناهم
جُلوداًعَبرَها ليذوقوا الْعذات 4 .
وقد يون المراد في قوله تعالى إِلَه هو يِئ وَيْعِيدّ4 بعد ذكر البطش
الشديد» الإشارة إلى هذه الحالة من تبدّل الجحلود» فيبتدئ خلق جلد جديد
ثم يعيده » استمراراً للعذاب إلى أن يشاء الله تعالى .
۲ تتجلى الحكمة الإهية في القرآن بمرادفة النعيم للجحيم»›
فالإإنسان لا بد أن يكون دائا بين الخوف والرجاء» ومن هنا جاءت آية
النعيم ِن الَذِينَ اموا وَعَِلُوا الصّالاتِ كم جات ري من يها
(1) سورة إبراهيم : الآية ١١ .
(۲) سورة الدحان :الآية .٤٤- ٤۳
(۳) سورة المؤمنون : الآية ٠٠۸ .
)٤( سورة الإإنسان : الآية ٥١ .
ITE ET TE شا ار
الأنارٌ ذلك الْمَورُ اكير بعد آية العذاب مباشرةء للموازنة بين الترهيب
والترغيب» وهذه هي السياسة العامة التي يتبعها القران الكريم في تربية
العباد» وحق لنا أن نتأسى بها في سوقهم إلى الله تعالى .
۳ - إن إطلاق الصالحات في آيات كثيرة ؛ مدعاة لعدم الوقوف على
سنخ واحد من العمل الصالح كا يفعل البعض ٠ كا أن العمل الصالح لا
يشفع لصاحبه إذا م يكن مقترنا بالإيمان أيضا.. أضف إلى أن إطلاق الإيان
يقتضي الإيمان في كل الأمور التي يطلب فيها أن يكون المؤمن مؤمناء فلا
یقبل إیمان من یؤمن ببعض ویکفر ببعض.
ومن المعلوم أن للإيمان معنى يغاير الإسلام كا هو واضح في آية 2
الراب امنا ل ا منوا وکن فُولُوا أَسلَمْتا وكا يذل الإيان ز
لُوبكّمٌ4"" فإذا لم يكن الإيمان المتجزئ مجزيا » فكيف بالإسلام المجزئ ؟!
٤ - إن البطش وهو التعبير المناسب لمقابلة عمل الجبارين- هو
الأخذ بحزم وصولة» وهو ما يعطي رباطة الجأش لقلب النبي تا ومن
معه بمعنى أن صاحب البطش بالكافرين هو صاحب المودة لأوليائه
المؤمنين «الْوَدُودٌ4 وهو َال( لا يقف أمام إرادته شيء.
دمن المكن الفرل بار اط هدا الي ها ررد فى السورة هن مان
أخرى : فهو صاحب البطش الشديد بأعداثه ن بطش رَبك ديد
. ٠٤١ سورة الحجرات : الاآية )١(
وصاحب الود والمغفرة لأوليائه وهو الْعَمُورٌ ودود وصاحب المجد
والغلبة في ذاته قحال ّا يُريد4 وصاحب العرش المشعر بحاكميته في
الوجود ذو العَرْش الْجيد4.
وهذه المضامين - بمجموعها - تؤكد على حقيقة أن الله تعالل ماض في
حكمه : إرضاء للمؤمنين من ناحية » وإرغاما للكافرين » وإظهارا لعظمة
ذاته من ناحية أخرى.. فكم الآيات محكمة في سبكهاء رائعة في الوعد
والوعيد!
٠ - إن على المتأمل أن يرى المقابلة بين فعل الله تعالى » وبين ما يصدر
من أعدائه :
- فهم الذين شهدوا قتل المؤمنين «وَهُمْ عل ما يلون اومن
شهود والله تعالی على کل تَيٰءِ شهيد4 .
- وهم الذين أوقدوا نارا ذات وقود لتعذيب الصالحين #التار
ذَاتِ الرَقود# والله تعالى هو صاحب «عَذابُ ا ريق .
- وهم الذين انتقموا من المؤمنين في دار فانية وما نموا مِنْهمْ
إلا أن وينوا باه الْعزيز اليد والله تعالى سينتقم منهم
ببطشه الشديد في دار الخلود ِن بطش رَبك لَسَدِيد4 .
- وهم الذين سجْل الله تعالى ذمَهم في كتاب يتلى إلى يوم القيامة ›
ولكنه في المقابل يمدح عاقبة أوليائه بوعده هم في أنه سيدخلهم
جنات الخلود كم جنات ري من ها اانا ذلك المَورُ
شب لشو OT
ص
الكبر4.
٦ _ إن الله تعالى ذكر أساء جلاله وحاله وصفات جارية عليه في
سياق ذكر هذه الواقعة » ولا يخفى ما في ذلك من المناسبة مع ما تصدرت
به السورة» من ذكر الذين تحدوا سلطان رب العا مين بتعذيب أوليائه فهو :
- «الْعَزيز# الذي لا يغالبه شيء ني هذا الوجود.
- فال نّا بُريد4 عند الانتقام من قتلة المؤمنين» بل لكل ما
تقتضيه حكمته البالغة .
- اليد الذي هو أهل لكل حد» والمستلزم لتكريم أوليائه
بدلا من إيذائهم .
- الك فما كان ينبغي أن ينازعه أحد في سلطانه » ومنه قتل
أوليائه .
- لشهي€ فلا يغيب عنه ذرة في الأرض ولا ني الساء؛ فكيف
يغيب عنه ما صدر من الجبارين في حق المؤمنين .
- «الَْفورٌ الْوَدُودٌ# لعامة عباده» ولخصوص الذين أوذوا في
سبيله » ومنهم أصحاب الأخدود .
۷ - تكرر في القرآن الكريم معنى إحاطة الله تعالى بالأشياء
والأشخاص والأفعال» ومنه ماني هذه السورة #وَاللَة مِنْ ورائهمْ يط4
2
و
O E RNY
ومن المعلوم أن العبد لو استحضر هذه الحقيقة في كل تقلباته » لوصل إلى
مرحلة العصمة النازلة أو العدالة العالية » فلا يصدر منه العصيان وهو
مستشعر هذا الحضور الإلهي .
فكا أنه لا يعقل أن يكشف المرء عن سوأته وهو يعلم بوجود ناظر حترم
عنده» فكذلك الأمر في العبد المراقب لربه» فإن المعصية لديه بمثابة
انكشاف السوءة الباطنية عنده؛ والتي حصلت لأبينا آدم 9 فاكلا مِنْها
بدت ما سوا وَطَفقا بخصفان عَلَيّْها مِنْ وَرَق ا ة4" .
. ٥۳ سورة فصلت : الاية )١(
.٠١١ سورة طه : الآية )۲(
وال 21 لن آلکحیے
ہوسا والگاری O وما ادرک ا ارق جم ااب )إن کک فی نَا عا
TOR TELSOL TESTIS
COE NORE
١ - إن القرآن الكريم كثيرا ما يدعو الإنسان للنظر إلى ما فوقه من
السماء والنجوم » وذلك للانتقال من مألوف الأرض إلى غريب الساء!
وقد ذكر - في هذا السياق أيضا- ذلك النجم الذي يثقب ظلام الليل » وقد
فم القرآن أمره بقوله وما أَذْراكٌ ما الطَارقٌ وهو الاستعمال الوحيد
لغير أحداث القيامة وليلة القدر في مثل هذا التعبير ؛ أي استعمال صيغة
رما أذراك) في عنصر مادي من عناصر هذا الوجود» وهو يكشف عن
عظمة هذا النجم!
۲ - ما الذي يمنع مَّن بخرق ظلمة الليل بذلك #النَجُمُ الاقبُ قبْ€ فینبر
ظلمته» من أن يخرق ظلمة النفس فينير ما أظلم منهاء إذ إن يد القدرة
الإلهية واحدة في الجميع.. فلم اليأس من العناية الإلمية في غمرة الظلمات
الأنفسية » وهو الذي أزاح الظلمة الآفاقية بالنجم الثاقب؟!
۳ - إن الحفظ المذكور في هذه الآية » من الممكن أن يكون إشارة إلى :
- حفظ الملائكة لأعمال العبد كا ذكر في قوله لون علي
فظن ٭ راا اتب * يمون ما علو َ4 .
- حفظ الملائكة للعبد من الحوادث والمهالك كا ذكر في قوله
تعالی لَه مُعَقَباٿ من بين يديه ومن حلفِه يحفَظوَةُ مِنْ أَمْرٍ
اده 4"
ويجمعه) أن الإنسان مقترن بصنف آخر من الخلق » هم الملائكة الذين
يقومون بدور الوسطاء بينه وبين ربه : في حفظ الأعمال تارة» وحفظه من
الآفات او اى
٤ - إن هذه السورة تنتقل من ذكر ما هو في أعلى طبقات الساء من
النجم الثاقب » إلى ما في أسفل بدن الإنسان الذي منه جرج المني الدافق ؛
ليتأمل العبد بفكره في كل زوايا الوجود المذهل ؛ متعرفا على عظمة خالقه
في كل شيء» مدركا أن كل ذلك لحكمة جامعة» متمثلة بالعودة إليه كا
خلقه أول مرة .
ه - إن القرآن يذكر العبد بأعقد عملية في هذا الوجود» ألا وهي
عملية تشكل الوجود البشري الذي جعله في أحسن تقويم» وذلك
بالتذكير بالمنشاً وهو الخلق من #ماءِ دافق 4# الخارج من #الصْلْب) إِذ
. ٠١١ سورة طه : الآية )١(
.١١ سورة الرعد : الآية )۲(
لولا سيلانه وتدفقه لما تحقق التلقيح.. والتذكير بموضع النطفة الملقحة»
وهو الجوف المحفوظ بعظام الصدر الترائب) والظهر ؛ ليبقى العبد
مبهورا بعظمة خالقه أولاً» ومتيقنا من قدرته على إعادة النشأة ثانياً .
1 - إن القرآن كثيرا ما يربط بين أول الخلقة وآخرهاء كا في قوله
تعالى #فل محييهًا الذي أنسَأها اول مَرَةَ4 وبين القدرة على الإيجاد
والإعادة» كا ورد في هذه السورة لله عَلى رجه لاور ليبقى العبد
متذكرا لنهاية الأمرء وهو منشغل بأوله.. فطبيعة الدنيا بها فيها من مزيج
المع والبلاء » من موجبات الغفلة والانشغال عا يراد بصاحبها .
EIHOLEEATAOAIIOLEEENOL
OE O)
۷- إن الإإأنسان بإمكانه ستر سريرته الفاسدة بإظهار ما يوجب له
حسن الذكر والصلاح ؛ ولكن ماذا ينفعه ذلك يوم بى السَرَابرٌ4؟!..
ومن هنا لزم على العبد المراقب أن يصلح سريرته الباطنة غير مكتف
بإصلاح أعماله الظاهرة ؛ وهو ما يغفل عنه حتى الخواص من الخلق!
فإن الله تعالى يحاسب على البواطن كا يحاسب على الظواهر» بل يعذب
8
|
«۵
.۷٩ سورة يس : الاية )١(
A a N
ا و TT
4 يشاء
- إن الذي ينكشف سره الموجب للفضيحة بين الناس» يتشبث
بكل حيلة لدفع الضر عن نفسه » سواء بالاعتاد على قوته أم على قوة غيره »
ومن المعلوم أن الخلائق في ذلك اليوم متساوية الممول بين يديه » فلا يمكن
أن يكون أحد ناصرا لأحد قبال الحاكمية الإهية المطلقة.
ويا حبذا لو استشعر الإنسان هذه الحقيقة في دار الدنياء وهي أنه لا حول
له ولا قوة إلا بالله تعالی » وانه لا ناصر سواه 6 لَه مِنْ فوَةٍ ولا ناصر)
فإن نفي القوة والناصر حقيقة سارية في كل النشآت» وإن استشعرها
الإنسان في ذلك اليوم .
إن القرآن يرعى المناسبة بين القَّسَم ولسم عليه وهو مقتضى
ا لحكمة بلا ريب في كل موارد القَسَّم» > فهنا أذ ET
وهو المطر الذي يرجع إلى الأرض بعد صعود البخار منه""» والأرض
#ذاتِ الصّذّع أي ذات الشق الذي بخرج منه النبات'"» فمجموع
القَسّمين و بأن هناك يداً يي الأرض بعد موتهاء بتسبيب الأسباب
(1) سورة البقرة : الآية .۲۸٤
(۲) مفردات الفاظ القران : ص٣٤".
(۳) مجمع البحرین :ج٤ ص۸٥١"
7
VET SEERA RAK RA : شرو | لازق
الأرضية والساوية!
ومن المعلوم أن القادر على الإحياء في هذه النشأة هو القادر على الإحياء في
تلك النشأة أيضاء وهو ما ورد ذكره في قوله تعالى «إِهٌ على رَجْيه ادر .
١ إن المناسبة أيضا واضحة بين ظاهرة الإمطار الساوي والإنبات
الأرضي ٠ وبين إنزال القرآن الكريم» فهو أيضا من مظاهر الرحة الإهية
التي تنزل على القلوب المستعدة» فتخرج منها ثمار المعرفة.
وعليه » فإن مَّن يريد فاعلية تأثير الهدى الإلهي في النفوس؛ لا بد له من أن
تكون له القابلية لتلقي الفيوضات الإلميةء كا هي حال الأرض في
استعدادها لتلقي مطر الرحة لتخرج #حَدائق دات ة4" وقد عبر
القران الكريم عن نفسه بأنه قول فَصلّ) بين الحق والباطل» فمن م
بلتم به وقع فی الباطل قهرا إذ 55ا بعد ا إِلاً الصلالٌ 4 .
-١ إن الذين تعاملوا مع القرآن الكريم -والذي لا جذ فوقه-
معاملة ما هو من مصاديق ازل جعلوا أنفسهم في مقام التحدّي لجبار
السماوات والأرض؛ وهذا جعل الله تعالى نفسه في مقام الكيد هم » وهو
الانتقام مع ما يشوبه شيء من المباغتة والاستدراج لبم يكيدون كَيْدَا ٭
رکید کَْدَا) وکم هو منتهی الحمق أن یواجه العبد بکیدہ کید رب
العالين!
(1) سورة النمل : الآية .٠٠
(۲) سورة يونس : الآية ۳۲.
ومن هذا المنطلق أيضا لا ينبغي الخوف من كيد الظالين » ما دمنا نعتقد أن
الله تعالی مم بالمرصاد .
۲ - إن الكيد وإن كان مذموما في أصله » إلا أنه لما كان في مقابل كيد
الكائدين صار من باب المقابلة با مئل » وهو راجح من باب جَراءٌ سيئ
بونْلها#'.
أضف إلى أن الله تعالى -وهو الالك على الإطلاق- له الحتق في مجازاة
الظالمين بشكل خفي وهو ما يفيده التعبير بالكيد؛ لأن الله تعالى يختم على
قلو مم وأسماعهم وأبصارهم ؛ ليجرّهم أخيرا إلى عذاب ليم .
۳ _ إن الله تعالى يطلب من نبيه عدم الاستعجال في رؤية انتقام الله
تعالى من الكافرين وعدم الانشغال بهم ؛ بل طلب منه الإمهال كا في قوله
«أَمْهِلْهُمْ€ مهالا رُوَيْدَا) أي قلیلا لیریه اله تعالى جزاء کیدهم!
وهو ما تحقق للنبي ا في حياته المباركة من رؤية الانتصارات الباهرة
بدءأً من معركة بدر» وانتهاء بدحر أعدائه الذين أخرجوه من بلده وذلك
بفتح مكة .. ومن المعلوم أن ما خفي من العذاب يوم القيامة أعظم » وهو
أيضا قريب لمن تيقن بحلوله!
(1) سورة يونس :الاآية ۲۷.
س اسم ريك الال 9ی یری )رای مر دی )وال
COR KEIAOMTHA
١ - إن القرآن الكريم كا يذكر التنزيه منتسبا إلى الرب سبح يلو"
فإنه يطلب تنزيه اسمه الكريم أيضا سبح اسم رَبك وکا أنه يسند
المباركة تارة إلى ذاته المقدسة تارك الله" فإنه أيضا يسندها إلى اسمه
الكريم تارك اسم رَبك" ما يدل على وجود خصوصية للألفاظ
المنتسبة إليه تعالى » ومن هنا لزم تسبيحها إضافة إلى تسبيح الذات.
والدرس العملي من ذلك أن كل منتسب إليه - خارج ذاته - يكتسب
التقديس أيضا؛ لأن قدسه مُفاض على كل ما سواه» في لو كان قابلا
للفيض المقدس .
۲ - اختلف المفسرون حول الراد من نسبيح الاسم سبح اشم
)١( سورة الحديد : الآية .١
(۲) سورة الأعراف : الآية .٥ ٤
(۳) سورة الرحهن :الاي ۷۸.
رَبك إذ المطلوب حسب الفهم الأولي هو تسبيح الذات» فقيل" أنه لا
مانع من تنزيه الأسم بمعنى :
- عدم ذکر اسمه تعالی في سياق ذِكر من يُشرك به» کاللآت
والعزى .
- عدم ذكر آلمة الكفار بسوء ليثير انتقامهم بذكر الله تعالى با لا
يلق به ولا سبوا الَذِينَ يَذْعُونَ مِنْ دون الله سبوا اده
عَذوا بعر عِلْم4.
- عدم ذْكر الله تعالى على نحو الابتذال » كذكر الغافلين له .
والدرس العملى -على الوجه الأخير- أنه لابد للعبد الملتفت من توقر
الاسم والُسمّى» ومن هنا جاءت التشريعات الخاصة بظاهر الاسم من
۳ قيل"" إن المراد من تسبيح الاسم هو تسبيح المسمى في : ذاته»
وني صفاته » وفي أفعاله» وني أسمائه » وني أحكامه » أما تنزيهه في :
- ذاته» فإن يعتقد أنها ليست من الجحواهر والأعراض .
- صفاته » فإن يعتقد أا ليست محدثة » ولا متناهية » ولا ناقصة .
- أفعاله » فإن يعتقد أنه مالك مطلق » فلا اعتراض لأحد عليه في
(۱) المیزان في تفسیر القرآن : ج ۲۰ ص٤٠۲ .
(۲) سورة الأنعام : الآية ٠٠۸ .
(۳) مقاتیح الغیب : ج۳۱ ص٣١١٠ .
VEVO AAS E OE شک الجل:
أمر من الأمور .
- أسمائه» فإن لا يذكر سبحانه إلا بالأسماء التي ورد التوقيف
ا
- أحكامه» فهو أن يعلم بأنه ما كلّفنا لنفع يعود إليه
والدرس العملي من ذلك كله : أنه كلا اتسعت دائرة التقديس الإهي لدى
العبد فإنه يعظم تعظيمه لربه» وسعى في تنزيه ذاته وأفعاله وصفاته أيضا
من شوائب الشرك » الجحلية منها والخفية .
٤ - إن التعبير بالأعلى في سبح اشم رَبك الأَعْلّ يقارب مضمون
التكبير الذي يعني التنزه من أن يوصف » ومفاد الأعلى هنا هو التنزه من أن
ا ع کی ا ر ن
حيط به الفکر » فکانت الآية عِدلاً لقوله تعالى و كبره كيرا .
: «إذا قرات سبح اشم رَبك الأعَل)
فقل : سبحان ربي الأعلى » وإن كان فيا بينك وبين نفسك ۲" والملفت فيها
ES GG aS
ب کان لفظيا فقط » ويؤيد ذلك قوله تعالی وَاذكر رَبك في تَمِْكَ ضرعا
وخيفة وون اهر م من الْقَولٍ بالْغدوٌ رًالآصال" .
وقد روي عن الإمام الباقر #9 :
.١١١ سورة الإسراء : الآية )١(
(۳) سورة الأعراف : الاي .۲٠٠۵
۵ إن القرآن كشيرا ما يربط بين الخالقية والربوبية للانتقال من الأول
إلى الثاني » إذ إن مقام الربوبية من سنخ المعقول الذي يحتاج إدراكه إلى نفس
القريب إلى أمزجة عامة الخلق.
ومن هنا نرى في دعوة الأنبياء التركيز على مبدأً الخالقية » والتي يمكن
ملاحظة آثارها في الوجود بأدنى تأمل إلى جنب مبدأ الربوبية » فهذا نبى الله
#8 يذكر مقام الخالقية بقوله «الَذِي لقني فَهُوَ دين" وقال
پچ ربا الي أغطى کل َء حَلقَهٌُ ثهّ دى" وأما
محمد ڪا فان ول ما انزل عليه هو قوله اقرا اشم رَبك الَذِي حل
حل الإئسان مِنْ على 4" .
ومن المعلوم أن الالتفات إلى عظمة الخالقيةء يوجب تعمق الخضوع في
العبادة» وزيادة الشكر مقابل النعم المتعددة.
- إن القرآن الكريم بعد ذكر أصل مبداً الخلقة» يذكر بعض
المصاديق لذلك› من باب تثبيت أصل الأمر بذكر فروعه» ولتمرين العباد
على التجوال في الفاق والأنفس › فذكر :
- أمرا معنويا يتمثل بقوله قد فهدى) إذ إن التقدير في عالم
.۷۸ سورة الشعراء : الآية )١(
. ٠١ سورة طه :الاَية )۲(
.٠-١ سورة العلق : الآية )۳(
EO ای:
الغيب أمر خفي » واهداية بعد التقدير أيضا تصرف خفي فيا
E NE SE
الدواب وما يؤول إليه من الساد الأسود «غثاءَ أخوى) هو
. أمر مشهود بالعيان
۷- إن ا مهم عند النظر إلى عام الخلقة » هو الالتفات إلى ما وراءها من
اليد الحكيمة» وإلا فا قيمة التوغل في كشف اهيل الوجود من دون
ربطها بموجدها ربطا يوجب الخشوع والإيمان» ومن هنا أشارت الاية
الذي حلَى فَسَوّى) إلى تسوية الخلق بعد الإشارة إلى أصل الخلق» وهو
أمر يحتاج إلى تأمّل من المتأملين ليدركوا التسوية والتنسيق في عام الخلق»
وأشارت الآية وَالَذِي فَدَرَ تَمدى) إلى المداية بعد التقدير» وهو أيضا
يحتاج إلى تأمّل ذوي اللب أيضا!
وني المقابل فإن الكافر ينسب اهتداء كل موجود لغايته التي خلق من أجلها
إلى الطبيعة الصاء» والحال أن الله تعالى أسند إلى نفسه المدايتين معا :
التكوينية ربا الذي أعطى كَل كَيءٍ حَلقَّهُ ئم دى" والتشريعية
«وَهَديتاه النَجْدَيْن4" .
۸ إن القرآن أشار في آيات متعددة إلى عدم الاغترار با تنبت
. ٥١ سورة طه : الآية )١(
.٠١ سورة البلد : الآية )۲(
الأرض من زاهي النبات» ومنه ما في هذه السورة في قوله تعالى «فَجَعَلَهُ
ناء أخرَّی) ویؤیده ما ورد في آيات أخرى مشاه هذا المضمون كقوله
تعالی ثم برح بو رَرعاً حلفا اانه تم هيج تراه مُصمرًا ثم عله
حطاماً" وقوله تعالی كمل عَيِْ أُعَجَبَ اكمار تبان تُه هيج تراه
مُصمرًا ئم کون حطاماً4.
وفي كل ذلك درس لعدم الاغترار بمُجمل متاع الدنياء فإن شهود فناثية
النبات لا بجتاج إلى زمن طويل » فيكفي انقضاء فصل ربيع واحد للتحقق
من ذلك.. وعليه » فإنه ينبغي قياس كل ما على الأرض - ما هو زينة ها
على ذلك.
سفرك کک تنح ایل ما سسا اه إن E م ونير
ات مکی تت اوی ایر ETE
)لدیل الا الکری )م دیون (OG
۹ لا تخفى المناسبة بين الأمر بالتسبيح» والوعد بالإقراء وعدم
ا وك فلا تسى واللذين با يتحقق تمكين القرآن في نفس
النبي الأكرم مياه » ما يعلم منه أن الالتفات إلى المولى وتنزيهه المذكور في
آية سابقة سبح اشم رَبك الأعْل€ مقدمة للعناية الخاصة الموعودة وهو
.٠١ سورةالزمر : الآية )١(
.۲١ سورة الحديد : الآية )۲(
O O ا:
عدم الانساء.
أضف إلى أن مل هم الدعوة من موجبات التسديد أيضاء فهذا اللطف
n E
أنزله TT الآية الكريمة للا ر به اتك لتنج
به .
١ إن اللطف الإهى مه| كان عظي| على العبد» إلا أنه لابد من
تحقق موجبات حفظه أولا» واستمرار المو جب ثانياء وإلا فا فائدة الإقراء
من دون تجنيب صاحبه من النسيان؟!.. وما فائدة هذا التجنيب إذا م يكن
مستمرا؟!.. فإن الله تعالى -رغم وعده لحبيبه المصطفى بائ بذلك- إلا أنه
علق ذلك على المشيئة ؛ ما بحقق حالة من الخوف والرجاء حتى بالنسبة إلى
خاتم أنبيائه!.. ومن هنا عبرت آية أخرى بصريح القول وَلَيْنْ شنا
هبر بالّذِي 8 حَينا ليك .
وهذه القاعدة سارية حتى على من أنعم الله تعالى عليه با لخلود في الجنة » إذ
يقول تعالى «خاِدِينَ فيها ما دامَتٍ الكماوات والْاَرْ إلا ما شاء
رَبك 4"
.٠١ سورة القيامة : الآية )١(
.۸٦ سورة اللإسراء : الآية )۲(
(۳) سورة هود : الآية .٠١١
فالملاحظ في الآيتين أن هناك تأكيدا على حاكمية الله تعالى على الوجود برمته
وني کل الحالات » وان خیوط العطایا بیده» ولا لزمه شيء حتی في عطائه
الموعود.
-١ إن من اهر الوارد في هذه السورة ما كان واضحا في عالم
اللحسوسات السمعية والبصرية » فيقابله ما مى في ذلك العام أيضا
كالمسموعات والمرئيات التي لا تتناوها الحواس إلا بآلات خاصة» وتتجلى
عظمة امول في أنه يدركها من دون ذلك کله.
وقد يراد به ما م يكن قابلا للإدراك البشري أصلاء لعدم قابلية المخلوق
لمواجهة تلك الحقائق الخفية من عالم الوجود» كالاسم الأعظم المختص به
تعالى » فتتجلى عظمة المولى في تخصيص نفسه بدائرة من الحقائق استأثرها
لنفسه» ولم تخرج منه إلى أحد من خلقه.
- لو اعتقد العبد بعالية المولى المتعال با خفي -حتى على العبد
نفسه- من المواجس اللاشعورية التي تنتابه بين وقت وآخر دون أن يشعر
ہو بہا» أضف إلى علمه با يخفيه شاعرا به كا في قوله تعالى َعَم خائتة
الأعيّن وَمَا ِي الصدورٌ4" فإنه سيكون مراقبا لجوانحه فضلا عن
جوارحه» فلا جري -حتی في عالم خياله- ما لا يرضى به المولى؛ لأن ذلك
وإن لم يوجب عقاباء إلا أنه قد يوجب عتابا يججل معه العبد المحب
.٠١ سورة غافر : الآية )١(
VO E O OB SS GO SS شو الکل:
لربه!.. ومن هنا نعلم عظمة المعصوم الذي يتحكم بخياله با يوافق رضا
ربه في کل حالاته .
ر24 و ا
۴۳ - إن آية #و يسرك لير ى قد تكون فيها إشارة دقيقة إلى :
- معاملة الله تعالى لخلّص أوليائه » فإنه تعالى لا بيسر هم الطريق
فحسب ٠» وإنما ييسر ذواتهم للطريق بمقتضى الخطاب في الآية
المتوجه للذات» فالعناية الأولية إنا هي مء لا لأفعاهم
فیکون في حکم قوله تعالی #وَأَزلِمَتِ الجتة لِلْمقِنَ4'" فكا
أن الجحنة قرب إليهم » فإن الله تعالى يقرب اليسر إليهم كذلك .
- أن مبداً التيسير هو العبد نفسه» لأنه با له من الملكات صار
متعلقا للتيسبر الإلهى » فإذا صار قابلا للتيسير تيسر اليسر له›
فالتوفيق لا يأتي خارج داثرة العبد نفسه.
ومن المناسب هنا القول بأن الله تعالى من الممكن أن يكتب التيسير المقدر
دون المفعّل » لتقصير العبد نفسه في تهيئة مقدمات التيسير من العمل › فقد
روي عن النبي ا أنه قال : «اعملوا!.. فكل ميسر لما خلق له» .
- إن الألطاف الإمية الخاصة تناسبها نون التعظيم عند التكلم»
فقال تعالى إا لام4" وإنًا تَحْنْ بَرَلْتا الدَكر4“ ونا اياك
(۲) توحيد الصدوق : ص ."٥٦
(۳) سورة القدر : الآية .١
الكوْتّر4" ومنه التيسير في توفيق دعوة العباد إلى الله تعالىء فقال
ويسر لِلْيْنْرّى€ فإنه من أجل النعم المعنوية قياسا إلى النعم المادية .
٥ - إن الآيات السابقة فيها جميع ما ينبغي أن يكون عليه الدعاة إلى
الله تعالى وهو :
- إحراز القابلية » بالتو جه إلى الله تعالى تحميدا وتنزيا .
- التسديد الباطني » ويمثله الإقراء والتحفظ من النسيان .
- التسديد الخارجي» وتيسير السبلء سواء تصرفا في الأشياء
كمعاجز الأنبياء #8 » أو الأشخاص كتليين قلوب العباد .
- إن النبي عه مأمور بتذكير مَّن فيه أرضية المداية والقبول وإلا
ضاع جهده هدرا لكر إن نَمَعَتِ الذكُرَى)» فعمره الشريف وطاقته
امباركة أجل من أن تصرف لمن م يكن أهلا لذلك» ولكن من الممكن
القول أيضا برجحان التذكر حتى مع عدم رجاء الانتفاع به لأن
النبي كاله متخلق بأخلاق الله تعالى في إنذار اجميع: فهو الذي أمر
این وات َو
0 ر
موسی 9 بتذكیر أعتى الخلق قاتلا فقولا لَه قولا ليا لَعَلَهُ يدر أو
شى تعمي] للطف » أو إتماما للحجة على الغبر.
ومن الممكن أن تكون الآية مسوقة لبيان اليس من تذكر البعض» وذلك
.۹ سورة الحجر : الآية )١(
.١ةيآالا: سورة الكوثر )۲(
.٤٤ سورة طه: الاَية )۳(
FOO aeRO REGRESS E e NESS الکل:
لعدم وجود أرضية لتقبّل ا لهدى في نفوسهم أصلا.
۷ _ إن تقبّل المداية الإهية تسبقها مرحلة سابقة » تتمشل في وجود
درجة من درجات الخشية من الله تعالی عند من یراد تذکیره 3ْسَيذكرُ من
€ فهذه النشية -سواء كانت بمعنى الخوف من عذابه أو الخجل من
نعمه- تجعل العبد يبحث عا يخرجه من عقابه أو عتابه » فلا يتوقع المهتدي
أن محدث اهادي أياً كان معجزة في نفسه » بل عليه أن يكون بمثابة الأرض
التي تستقبل البذرة» ثم تنميها في نفسها ب آتاها الله تعالى من القابلية.
وعليه » فإنه ينبغي للدعاة إلى الله تعالى آن يحققوا هذه الأرضية في نفوس
العباد» قبل إثقالمم بالمواعظ .
۸ _ إن #الأشقّى) هنا يراد به (الشقي) كا هو دأب القرآن الكريم
ي استعمال صيغة التفضيل في أصل الفضيلة كقوله تعالى #أصحابُ اة
يوز حير مُسْتَقَرًا وَأحْسَنُ ميلا" ولكن يمكن القول أيضا بوجود
درجات للأشقياءء إذ الأشقى هو الكافر المعاند الذي يصلى النار الكبرى
في أسفل درجات الجحيم قياسا إلى نار الدنياء أو قياسا إلى أقل عذاب
الفارة
ولكن الشقي الذي هو دون السعيد وأحسن حالا من الأشقى ؛ هو الذي ل
يغتنم فرصة العمر» فأمضى حياته في خسر» كا هي حياة معظم الخلق .
.٠٤ سورة الفرقان : الآية )١(
4 - إن من مظاهر شدة العذاب في الآخرة -حتى لغير المخلدين
فيها- هي استمرارية العذاب من دون انقطاع أو إراحة في النار : خلودا
للكفار أو أحقابا لعامة العصاة» فتذكر الآية هذه الحالة لا يموت فيهًا
ولا یی أي أ نهم لا يموتون ولا يحيون حياة طيبة!
والحال أن بلاء الدنيا يتخلله شيء من الفرج والراحة حتى في أشد حالاته»
والأشد من عذاب النار استمرار الغضب الإهي على أهل الجحيم
«وَالّذينَ گمَرُوا هم نار جَهَتَم لا ُضى عَلَيْهِم يووا ولا مقف عَنْهُمْ مِنْ
عذاها)" وإلا فلو كانت الرحة متخللة ومتعاقبة عليهم - كا هو الحال في
عصاة الدنيا_ همان الأمر» ولأمكن للعبد أن يستجدي النجاة في ساعة إقبال
الله تعالی عليه .
ا RÇ yy 0 ص ےو
قد آقح من کرک )ودگ اسم ریو فصل ا )ال ثرون ألَحَيوة لذا
٤ فة حر واب )إن هدا کی لصحن آلذول
OES
١ - إن إطلاق التزكية في قوله تعالى ٤ذ أَفلَحَ مَن بَرَكًى€ يقتضفى
التنقية الشاملة في كل أبعاد الوجود: بدءً من القلب بتفريغه من كل شاغل
۴
م
د
ا
4
.۷ ٤ سورة طه : الاآية )١(
.۳١ سورة فاطر :الآية )۲(
NOV SRDS ASSESSES ا الھل:
سوى الله تعالى » وانتهاء با لجوارح وذلك بحملها على كل ما برضي المولى»
وهي مقدمة للذكر #وَدَكَرَ # بقول مطلق ليشمل معايشة محضرية الله تعالى
في كل آن» ومقدمة للخضوع الخارجي المتمثل بالصلاة كأهم علاقة بين
العبد وربه صل €
وبعبارة جامعة : فإن هذه الآيات ناظرة إلى تخلية الباطن من الشوائب
َرَكّى€ وتحليتها بالذكر «وَدَكَرَ اشم رب وتلبّسه بعد ذلك بالطاعة
الفعلية قصل وبمجموع ذلك يصل العبد إلى درجة الكمال الذي خلق
من أجله .
١ - إن لمن صور الغباء هو تقديم الدنيا على الآخرة وذلك لأن:
- نعيم الدنيا متعلق بعالم الحس أي استمتاع الأبدانء والحال أن
نعيم الآخرة متعلق بمتعة الأرواح والأبدان معا: من النظر إلى
وجهه الكريم » والأنس با لحور العين .
- نعيم الدنيا حتى في المعحسوسات تتخلله الآلام والمحن كا هو
مشاهد بالوجدان» وهو أيضاً متصرم بالبداهة ؛ خلافا للآخرة
ذات النعم التي لا تتخللها المشاق «لا يَمَسّنا فيها صب ولا
يمنا فيها لُعُوب)" ولا يشوا الانقطاع «قَلَهُمْ اجر عَيرُ
نون 4" .
(1) سورة فاطر :الآية .۴١
(۲) سورة التين : الآية .٦
والآية الكريمة أشارت لخصوصيتي الأفضلية والدوام لمتاع الآخرة بقوله
لحي وَأبمَّى€ ومن المعلوم أن إدراك هذه المعاني يحتاج إلى بلوغ روحي
خاص ٠ وإلا صار أهل الدنيا جميعا من أهل الآخرة!
۲ - إن الكتب الساوية على اختلاف مستوياتها ومستويات من
أنزلت عليه متفقة في مبادئ الكمال التي أشارت إليها الآيات في هذه
اة إن هذا لَفِي الضخفت الأول فليست هناك أمة مستثناة من
قواعد السبر إلى الله تعالى والعبودية له» فإذا كانت أمة موسى
وإبراهيم 4# مكلفة باتباع كل ما جاء في هذه السورة نقلا عن صحفهم
صحف إبْرَاهيم وَمُوسّى( فإن الأمة الشاهدة وهي أمة النبي الخاتم بار
مكلّفة بطريق أولى بكل ما ذكر فيها ؛ لأن الحجة عليها أكمل » والكتاب ما
أجمع » ونبيها تاه في رتبة الخاتمية العظمى!
وات القن ایر
هل اتلك حديت الفلشية ال وجو بومیلر حلشم )اة نا E
تاع 0 شى مرن ك لین ريج
)ل سین ولا یی من 0 ومين تاعمة ارم )السعرها راضية
ف جنَوٍ عالةٍ ر مع فبا خی ال )ہا عن جاریة )فیا سر
رة ا )اوا دراب موص وعة COLAO) Yd
\ - إن طريقة القرآن الكريم -عند تهيئة النفوس للأمور المصيرية-
تتمثل في طرق عديدة لإلفات نظر المخاطب إليهاء وذلك بالقسّم تارة
الجر" والاستفهام التقريري مَل اد4 تارة» وما يفيد ابام
للتعظيم تارة أخرى وما أذْرَاك4 وني هذا درس لمن أراد أن يلقي
قولا ثقيلا على الخلق » فعليه أن يثير دواعي الالتفات والانشداد إلى حور
حديثه ؛ بدلا من الحديث المباشر الذي قد لا يوجب اهتمام المتلقي لما يلقى
إليه.
.١ سورة الفجر : الآية )١(
.۳ سورة القارعة : الآية )۲(
ومن الملفت أن الخطاب متوجّه أولاً إلى النبي تت في هذا الاستفهام
وأمثاله في القران الكريم » وكأنه حور البشرية الذي يستحق أن يتو جه الله
تعالى بالخطاب إليه أولا» ومن الممكن القول بأن الخطاب متوجه لعامة
الناس في أمثال هذه الخطابات وإن توجه الخطاب للنبي ڪاه ظاهراً .
- إن التعبير بالغاشية عن يوم القيامة يشعر بهول الواقعة لأنه :
- إما مأخوذ من الغشيان بمعنى إحاطة الجميع » فلا يفلت من
الحساب أحد کا قال تعالى وحَسَرناهُم فَلَمْ تُغادز مهم
اغد
- وإما بمعنى إحاطة الناس بأنواع الشدائد يوم
العَدَابٌ من قَوقهم وَمِن ِا ارْجُلھ 4 وکا قال في آية
ری یوما گان ره مط 4.
ومن المعلوم أن الالتفات إلى هذه النهاية المفزعة» لن موجبات الارتداع
عن الشهوات المحرمة في الدنياء وذلك لمن وصل إلى مرحلة اليقين بهذا
الإخبار الإلهي الذي لا خلف له.
- إن الأمور الباطنية تتجلى عادة من خلال الوجه سواء في الدنيا أو
الآخرة» وهذا نرى مسحة من الظلمة -التي يدركها أهلها- على وجوه
)١( سورة الكهف : الآية ٤١ .
)۲( سورة العنكبوت : الاية 00.
(۳) سورة الإنسان : الآية ۷.
a
شط الجا : th
الظالمين في الدنياء وأما في الآخرة فإن هذا الأمر يتجلى لجميع الخلائق
لكشف الغطاء عنهم.
ومن هنا وصفت الآية وجوه العصاة أنها خاشعة » وني آيات اخرى
بصفات أخرى منها ولو رى إِإذِ الْجْرمُونَ ناكشوا روسهت ي"
و#خاشينَ من الذي" و#لينظرُونَ من طرف خفي) " ووصفت وجوه
الطائعين أنها «نَاعِمَةً) وني آية أخرى بأنہا رة“ وني هذا
الانكشاف نوع خزي للبعض على رؤوس الأشهاد» ونوع تكريم للآخرين
في جمع أهل المحشر .
٤ - إن الجميع صائر إلى عام الخشوع والخشية التي تعمّ جميع الخلائق
يوم القيامة » بمقتضى ارتفاع الحجب عن الخلق في ذلك اليوم العصيب..
وحينئز نقول : أوّلا بجحكم العقل بعدها بر جحان سعي الإنسان» لكي يصل
إلى هذا امقام طوعا قبل أن يصل إليه كرهاء وذلك بإتباع موجبات الخشوع
الذي يتجلى أثره ف يتجلى من خلال الصلوات؟!
فا بال العبد الذي سيأتي ذليلا يوم القيامة» لا يفكر كيف يكتسب
موجبات العزةعناك وهو في دار الدنيا؟! .
.٠١ سورة السجدة :الآية )١(
. ٤٥ سورة الشورى :الاية )۲(
. ٤١ سورة الشورى :الآية )۳(
.۲۲ سورة القيامة : الاي )٤(
- إن من أعظم موجبات الحسرة يوم القيامة » ما ذكرته آيتان منها
قفتا إلى ما عَولُوا من عَمَل فَجَعَلَاهُ اء منثورً ا4 أ والأحرى في هذه
الستورة خيت قال تا عامل صبة€ فإن العصاة أيضا أمضوا أعمارا في
هذه الدنیا فیها نصب وتعب مصداقا لقوله تعالی ِن تَكُولوا لون بُ
يألَمُون گا امون" بل قد يفوق تعبهم في سبیل باطلهم- تعب بعض
المؤمنين » ولكنه تقع المصيبة عندما يكتشفون بطلان سعيهم في دار الجزاءء
فيستمر نصبهم وتعبهم ؛ خلافا لأهل الجنة الذين وصفوا بقوله تعالى
للِسَعْيهًا راضية).
- إن حياة أهل النار لا يمكن تصوّرها لأهل الدنياء فالآيات تشير
من بعيد وبا يفهمه عامة الناس» وإلا فإن الأمر أعظم ما ذكر في عالم
إنسانا يستغيث يطلب ماء؛ وإذا بالحميم شرابه
لون يستغیثوا يغاتوا بء کالهَلِ يشوي الْوْجُوة بس الشَرابُ وساءَثُ
ا و ويطلب طعاما ؛ وإذا بالزقوم يملأ به بطنه عَم لون مِنها
الود مِنْها الْبْطون4 وإذا تقر ح جسمه بالُهل أكل من قيحه وهو المسمى
بالغسلین ولا طعا إلا مِنْ غِسلين لن 4 وهذا کله بعد استمتاع أصحابها
)١( سورة الفرقان : الآية .۲٢
(۲) سورة الإنسان : الآية .٠١٤
(۳) سورة الكهف : الاآية ۲۹.
.1١ سورة الصافات : الآية )٤(
.۳٠١ سورة الاقة : الآية )١(
E TE RR : شی الافن
في الدنيا بأنواع الطيبات.
وني هذه السورة أيضا إشارة إلى طعام وشراب أهل النار» فطعامهم من
الضريع وهو نبات في الدنيا" كا قيل عنه- من أخبث الطعام وأبشعه لا
ترعاه دابة » ولا ريب أن بشاعة ما في الآخرة من الضريع لا يقاس بالدنياء
وأما شرابهم فهو من عين بلغت النتهى في الحرارة قى مِنْ عَيْنِ اب4
وقد يكون التعبير ب(تقّى) مشعرا بإجبارهم على الشرب فيجتمع عنصر
الإذلال مع التعذيب .
۷- إن وجوه أهل الجنة موصوفة بالنعومة وجوه يوْمَيِ نَاعِمَة
والنضرة تغرف في وُجُوهِهمْ ضر اليم" وهذا الأثر في الوجه بمثابة
النور الذي يتجلى في الآخرة با فعلوه في الدنيا» إذ ليس في الآخحرة وارد غير
ما یصدر من هذه الدار ک| قد بُفهم من قوله تعالی #قیل اچوا وَراءَکمْ
مسوا ورا ففسر الوراء هنا بالرجوع إلى الدنيا.
ولا شك أن من يؤول أمره إلى هذه النعمة في الآخرة» فإنه سيحظى برتبة
ولو نازلة- من رتب النضرة في الحياة الدنيا أيضاء كا هو مشهود لأهل
الفراسة والبصبرة.
۸ إن حالة الارتياح والرضا التي يعيشها المؤمن في الحنة كا يقول
(۱) مفردات الفاظ القرآن : ج٠ ص٦٠٥ .
(۲) سورة المطففين : الآية .٠٤
(۳) سورة الحديد : الآية .٠١
تعالى «لِسَعْيها رَاضية€ إنها هي في مقابل ما يعيشه العصاة من السخط على
أنفسهم » وهذه الحالة :
- إما بلحاظ ما كانوا عليه في الحياة الدنيا من الرضا لسعيهم»
وهذه من آثار المحاسبة والمراقبة .
- وإما بلحاظ النعيم الذي هم فيه» إذ إن باطن هذا النعيم هو
رضا الله تعالى عنهم » فكان رضاهم على أنفسهم لرضاه تعالى
عم
وهذه صورة لا عليها النفس المطمئنة التي وصفها الله تعالى بأها #إرَاضِية
مَرْضيةً 4 .
۹ - إن من أهداف القرآن الكريم عندما يعدّد في هذه السورة جزئيات
نعيم الحنة في سبعة موارد - وكلها بصيغة النكرة - هو بيان عظمتها
والمتمثلة : بالحنة العالية» والعين الجارية » والسرر المرفوعة» والزرابي
المبثوثة» والنمارق المصفوفة » والأكواب الموضوعة» ثم يضيف إلى ذلك
نعمة غير محسوسة يذكرها في صدر النعم » وذلك عندما يقول لا تَسْمَعُ
فيا لاغية كا ذكر في آية أحرى لا يَسْمَعُونَ فيا لوا ولا أ4" ما
يفهم منها أن اللغو والكلام الذي لا طائل تحته » صورة من صور العذاب
الذي يضاد نعيم الحنة.
.۲۸ سورة الفجر : الآية )١(
.۲٠ سورة الواقعة : الآية )۲(
س الجا : 110
وههذا فإن المؤمن يفر في الدنيا من مثل هذه الأجواء التي لا تسانخ ما في
الجنة» والتي هي -ك| عبر عنها-بأنها منزل جيران الله تعالى .
افلا بظرون إل الإبلِ َيف حلفت )ولل السا كف ريمت
IAEO) ٹیب ل الاش .کیت سحت 0
ا ات مڌ ڪر )لنت ڪهم بمصيطر )ل من ول 4
© يبه اہ لداب آلا کر )ر إا إیام ن ين عتا
حسام ©(
١ - إن من الأساليب القرآنية هو الانتقال من المطلوب الظاهري إلى
موجبه الباطني » ففي الآيات السابقة دعوة إلى تذكر المعاد» والالتفات إلى
حال المنعمّين والمعذبين فيهاء ولكن هذا الوصف بمجرده لا يشكل
داعويّة للعبد للعمل با هو مطلوب منهء فأردفها بالدعوة إلى اكتساب
المعرفة الموجبة للخشية » ومنها النظر إلى الآفاق وما حيط بالإنسان من
مظاهر القدرة الإإهية.
ومن الطبيعي في زمان نزول الوحي» أن يلتفت أهل الصحراء في زمان
نزول الوحي- إلى الإبل لأها وسيلة معاشهم » فإذا رفع بصره رأى الساء
يرى ما فيها من زينة الكواكب » وإذا نظر أمامه يرى الجحبال الموتدة للأرض.
وهذه الدلالات بمجموعها توجب الانتقال إلى وجود الصانع أولاء ثم إلى
قدرته ثانياء ثم إلى حكمته البالغة ثالثاء ومجموع هذه الأمور الثلاثة قد
تورث الاعتقاد بالغاشية التي افتتحت السورة بذكرها.
١ إنه لمن المناسب أن يجك الدعاة في دعوتهم إلى الله تعالى بواطن
العباد» وذلك بإثارة التساؤل الذي يجزهم إلى الببحث عن الإجابة » الموجبة
أخبرا للقناعة الباطنية.
فهذه الآيات تستعمل كلمة كيف أربع مرات : بدءاً من حسوس قريب
کالإبل»› ومرورا با لا ينال کالساء» وتذکیرا بمحسوس آخر بعید
كالجبال» ثم الأرض التي يراها كل راء وقد سطحت من أجل تيسير
معاش الخلق » كل ذلك من أجل الوصول أخرا إلى معقول يتمثل
بالوصول إلى مُكوكب الكواكب » ومُوتد الجبال » ومُسطح الأرض!
- إن القرآن الكريم يذكر في موارد عديدة أن النبي ااك كباقي
الأنبياء #م لا سلطان له على بواطن العبادء وإلا انتفى الاختيار الموجب
للثواب والعقاب» وذلك في قوله تعالی كر إا انت مُدَكَرٌ ٭ لت
لبهم بمُصَيْطر4 و انت نره الاس حى يووا مُوْمِننَ4" وروما
ت
نت عَلَبهم بِجَبار4” و َلك باع تَفْسَكَ على آثارهِم ِن منوا بهذا
ا لحديث افاي" وقلا تَذهَت مشاه علي حسرات 4# .
. ۹٩ سورة يونس :الاية )١(
. ٤٥ (۲)سورة ق : الاآية
. سورة الكهف : الاية )۳(
.۸ سورة فاطر : الآية )٤(
وهذا بدوره يح من توقعات الداعين إلى الله تعالى ؛ لئلا تفتر همتهم عندما
يرون صدودا من الخلق » والحال بآن سنة الأنبياء كانت في التذكير دائا من
دون أن يكون مم تحكّم إلزامي على القلوب » وإلا لما بقي منكر لدعوتهم .
۴ - استفاد البعض من آية إِلاً من تول وَكَمَرَ4 أن الإسلام دين
الواقعية والرأفة معاء إذ إن البناء الأولي على التذكير فقط » ولكن مع وجود
لمن تول وَكَمَر4 ومواجهته لدعوة الإيمان» فإن الأمر ينتقل من التذكير
اللجرد إلى مواجهتهم بالجهاد» واستئصال جيوب الفتنة في الأرض›
مصداقا لقوله تعالی وَقَاِلُوهُمْ حَسّی لا تَكُون فة6" وهذا کله خلافا
منهج من يجعل الوعظ القولي آخر السقف في جال الدعوة إلى الله تعالى ؛
طلبا للإعفاء من المواجهة المستلزمة لبذل النفس والمال.
٤ - إن كل شيء حقير في جانب عظمة الرب المتعال» وعليه فلو
وصف تعالى شيئا بالشدة والكبر» فإنه يُشعر بعظمة ذلك الموصوف حقاء
وهو ما تحقق في بيان عذاب جهنم عندما يصفها بأنواع الوصف ومنه
عات يئ" «ءَدَات اي“ «ءَدَات مهي“ وعدا
. ٠۹۳ سورة البقرة : الآية )١(
(۲) سورة آل عمران : الآية ٠ ٤ سورة الأنعام : الآية ٠ ٠٠١ سورة إبراهيم : الآية ۲.
(۳) سورة البقرة : الاآية .٠۷٤١١٠١٤ ١١١
. ٠٤ سورة آل عمران : الآية ۷۸ء سورة الإنسان : الآية ۹٠١ سورة البقرة : الآية )٤(
مقي" عاب امير 4" «عَدَابٌ عَظيمٌ4" عاب الخريي 4“
عاب ال4“ «ءَدَات غليظ4" «ءَدَابُ جهمي“ اد
JE Toefl
رأنقّی4 ۸
وني هذه السورة بهدّد الله تعالى الكافرين بعذاب هو «إالْعَدَابَ الاكرّ4
فالذي يعتقد بالمبدأ والمعاد -وكان مطلعا على هذه الأوصاف- فإنه لا بد له
من الارتداع عن باطله ء إلا أن يكون الشك في إيمانه » أو في فهمه لصلاح
نفسه!
٧٥ - إن آية إن ن إلا يام نليتا حسام فبها جهتان :
- الأولى : وهي تسلية لفؤاد النبي ڪه باه بعد ذكر الكفار في مفتتح
السورة» فإن رجوعهم إلى الله تعالى وهو في مقام الانتقام
- الثانية : وهى تخويف للمعاندين › فإن الله تعالى أرجع مهمة
.۳۹ سورة هود : الآية ٠ ٦۸ سورة المائدة : الآية ۳۷ » سورة التوبة : الآية )١(
.٠١ سورة سبأً : الآية ۲١ سورة لقمان : الآية ٠٤ سورة الحج : الآية )۲(
. ٠٠١ سورة آل عمران : الية 1١٤ » ۷ سورة البقرة : الاية )۳(
.٠١ سورة الأنفال : الآية 1۸١ سورة آل عمران : الآية )٤(
. ٠٤١ سورة السجدة : الاية »٥۲ سورة يونس : الآية )٥(
(1) سورة هود : الآية ٠٥۸ سورة إبراهيم : الآية ١١ .
(۷) سورة الزخحرف : الأية ٤ ۷» سورة الملك :الاية 1.
(۸) سورة طه : الاَية ۲۷.
EE DT TS E : شب لانت
ر د و ا
ا ت ع
ب ارقن ایر
واف OTO SO إا ر )هَل فی
کو قعل ر
یق م یی جتر ©آ ت ر کیک کم رک بتار نم ن لوکار
ای لم علق نها E د الِب جانا أَلصَخْرَ ا اد
ALAIOELOSEESSO)
)فصب عَلنه ر ربك سوط داب( ریک ا Ks
١ - إن هذه السورة مسوقة لبيان السنن الإهية في الأفراد والأمم›
وشأن هذه السنن شأن سائرالسنن التكوينية التي لا تنخرم » فدّكرت :
- طبيعة الأمم الطاغية : وما آلت إليه الأقوام السالفة » وكيف أن
طغیانها دمرها تدمیرا .
- طبيعة الأنفس الطاغية : التي تأكل أموال اليتامى وتحب المال
حبًا جما وتجزع عند المصببة وتبطر عند النعمة.
- طبيعة الأنفس المطمئنة : وهم العباد الذين رضوا عن ربمم
ورضي عنهم .
۲ - فلا وقع الاختلاف في تفسبر مفردة من مفردات الأقسام القرآنية
كا وقع في هذه السورةء فأنهى بعضهم مجموع المحتملات في مفردة
«المَجْرٍ4 والشَمُع وَالْوَنرٍ4 إلى أكثر من أربعين احتالا!
وبناء على ما تقدم وغيرها من الموارد المشابهة » لزم القول بوجود مكمّل
لكتاب الله تعالى؛ له العلم بالوجه المراد من بين هذه المحتملات» ولا
يتمثل ذلك إلا من خلال الثقل الآخحر» وهو العترة المادية التي استوعبت
حقائق القرآن ؛ إذ هم الذين خوطبوا به .
۳ إن عمدة الأقوال في مفردات «الْمَجر4 ولال عَشْر4
ولسع وَالوتّر4 واللّل) مترددة بين احتمالين :
- الأول : ارتباطها بأزمنة الحج ؛ فا مراد من «الْمَجْرٍ4 هو فجر
العيدء ومن يال عَشر هي العشرة الأولى من ذي الحجة»
ومن «الشفع والونّر4 يوم التروية ويوم عرفة» ومن الليّل)
ليلة مزدلفة 1
- الثاني : ارتباطها بالصلاة؛ فالمراد من «الْمَجر4 هو وقته
الصادق المقترن بوقت فريضة الصبح › ومن ليا عَشر4 هي
الليالي العشر الأخيرة من شهر رمضان؛ حيث يتمحُّض فيها
العبد لعبادة ربه أسوة بالنبي الخاتم الله » ومن #الشفع
وار هو ما يصليه) المتهجّد ساعة السحرء ومن اليل إِذّا
يسر 4 هو مطلق آخر الليل بعدما سرى الليل ومضى منه ما
مفی.
وبالرجوع إلى هذين القولين » يتبيّن لنا أهمية هذين الركنين من العبادة أي
الحج والصلاة.
٤ - جرت عادة القرآن الكريم على ذكر الْقَسَم عليه بعد القَسّم
مباشرة» ولكن الملفت في هذه السورة أمران :
- الأول : إن جواب القَسَّم محذوف -على قول - وإن دلت القرينة
على مضمونه .
- الثاني : إن الله تعالى بعد ذكر هذه الأقسام» يستفهم تقريرا؛
وذلك بالقول: إن هذه الأقسام هل هي كافية لمن كان له
عقل هَل في ذلك قَسَمٌ ِذي ججْر) ؟!
۵ - إن جواب المَّسّم مرد بین أن يكون :
- قوله تعالى إن رَبَكَ لَالْرْصَاد4 .
- وبين أن يكون أمرا حذوفا يدل عليه (الإنذار) بوقوع العذاب
والانتقام الإلهي في الدنيا والآخرة من الطغاةء وبين أن يكون
أمراً محذوفا يدل عليه (التبشير) بجزيل الثواب لأصحاب
النفوس الراضية المرضية التي تسعد باطمئنانها في الدنيا
وتدخل في جنة ربا يوم القيامة .
وني هذا -كباقي موارد الإبهام في جواب القَسّم- دعوة للتدبر والتأمّل في
الآيات الكريمة .
- إن هناك علاقة بين المعنى اللغوي لادة الاشتقاق في (حجر) وبين
العقل المفشر به لذي حجر ففي كل موارد الحجر من : الحجرةء
والمحجور عليه» وحجر الأم؛ نرى عنصرا مشتركا يجمع كل هذه الموارد
ويتمثل بالحفظ والمنع ؛ فالمحجور عليه منوع من التصرّف» والحجرة
والججر يمنعان دخول الأغيار ويحفظان مَّن كان فيه.
وهكذاء فإن العقل إذا تم في الإنسان فإنه يحفظه من الزيغ والأهواءء
ويمنعه من الحركة على خلاف الفطرة » المطابقة للأحكام العقلية المغروسة
في باطنه .
۷ - إن هذه السورة المباركة تعرض صورا من القوة البشرية » المتمثلة
تارة:
- بالتقدم العمراني وإتقان بناء المدن: الذي تمل في بناء مدينة
(إرم) التي قيل عنها أنها عديمة النظير» ذات قصور عالية
وعمد مددة» کا يُفهم من قوله تعالى إِرَمَ دَاتِ اليد # الي
ملق مها ني البلاد4 .
- بالتقدم الصناعي : الذي تمثل في قطع الصخور لاستخدامها في
البناء» والأمر لا خلو من إتقان وخاصة في العصور الخالية من
أدوات النحت والقطع الحديثة » وهو ما أشار إليه قوله تعالى
#وَكَمُود الَذِينَ جَابُوا الصخْرَ بالْواد .
- بالبطش العسكري : الذي تمثل في قوة فرعون وجبروته في
التعامل مع أعدائه» حتى أن زوجته آسية لم تسلم منه حينا
وتدها کعادته في تعذيب خصومه وهو ما أشار إليه تعالى
وَفرْعَوْدَ ذِي الأَوتَاد4 .
ويجمع الكل عند هؤلاء الجبابرة عنوان: الطغيانء وتعذي الحدود»
وإشاعة الفساد في الأرض .
۸ إن الله تعالى يمهل بعض مَن بخالفه محالفة شخصية لا تعود إلى
إفساد النوع البشري» بل يسارع في العفو عنه عند الإنابة إليه ؛ ولكنه شديد
الأخذ لمن صار سببا في شيوع الفساد البشري» كما عبر عنه في آية أخرى
بقوله تعالى ودا تول سَعَى ني الأزض ليفْيِد فيهًا ويلك الحرتَ
وَالسْلّ)"" ومن هنا فإن من موجبات الانتقام الشديد المذكور في هذه
السورة» هو ما قام به هؤلاء الطغاة حيث «فَأكَرُوا فيها الْمَسَاد4 فلم تبق
هم باقية على وجه الأرض.
ولا بخفى ما في الآية من تطيّيب لخاطر النبي الأكرم عه وهو يواجه طغاة
زمانه » وذلك بإضافته إلى نفسه بوصف الرب حيث عبرت ب رَبك 4
للدلالة على أن المنتقم من القرون السالفة هو المنتقم من الأمم الحاضرة
-بمقتضى ربوبيته القاهرة- وهو ما حل بهم عندما أرسل عليهم طيرا أبابيل
وغیرها من صور الانتقام .
٩ إن العقوبات الإهية متجانسة دائ) مع طبيعة المخالفة» فالذين
.۲٠٠۵ سورة البقرة :الآية )١(
أكثروا الفساد في الأرض من ذكرتهم الآية وهم قوم عاد وثمود وفرعون؛
كان جزاؤهم ما يناسب هذا الطغيان المتجاوز لحدوده» والمتصف :
- بالتوالي : الذي يشعره قوله تعالى قصب عليه فالماء
الصبوب هو المتوالي في جريانه» وهو مشعر بالقوة والاندفاع
أيضا» وقد استخدم هذا التعبير القرآني في وصف المطر أيضا؛
بقوله نّا صَبَبَا لاء ضا4 .
- بالشدة المستفادة من سوط عَدّاب) فإن السوط أداة من
أدوات التعذيب المعهودة .
- بالمباغتة إن رَبك لَبالْرّصَادٍ فإن العذاب المفاجى أشد إيلاما
لمن نزل عليه؛ وذلك لعدم إعداد نفسه لتقبّل العذاب أو
دفعه عن نفسه .
١ إن التعبير لبالْرْصّادٍ4 يوحي بأمرين :
- إن الراصد یرید الانتقام من المرصود ف الوقت المناسب؛
ليكون أوقع في الانتقام .
- إن المرصود لا يلتفت إلى كمين راصده» وإلا ما عاد كميا!
ومن المعلوم في ال مقام » إن العبد لو التفت إلى مراقبة ربه له وأورثته تلك
المراقبة الخشية والخوف منه» لما تعض هذا اللون من الانتقام المفاجى ›
الذي يتج في نار جهنم حيث قال تعالى ِن جَهَتَمَ گات مِرْصَادَا) .
f) سورة عبس : الآية )١(
کاماآ شتی لدا ما الله ریه فا کرمه, ونمة یول روت ا رمن واا
إا ما اھ قر کی رزه یول ری آهنن )اک بل لد رمو الم
وآ عضوت عل طاو اليسکن لڪوت الات
اکا انا )رژ اجاج ن).
١ إن هذه الآيات تريد أن تحدث انقلابا جوهريا في نظرة الإنسان
تجاه النعمة والبلاء » فليست النعمة إكراما دائ يوجب الفرح ولا تَفرَّخوا
ب آتاكمْ)"" وليس البلاء إهانة دائا توجب الجزع والحزن «لِگیْلا سوا
على ما قَاتَخُمْ" ومن الطبيعي أن تنقدح هذه المشاعر الأولية في نفس
الإنسان كطبيعة مغروسة فيه » إلا أن هدف الأنبياء هو الأخذ بيد الإنسان
ليخرج من مقتضى طبيعته » كما في باقي موارد أقتضاء الطبيعة » التي تكرر
ذكرها في القرآن الكريم.
والملفت هنا أن الله تعالى كرر كلمة الاه في مورد النعمة والبلاء معا؛
تأكيدا على أنه في رتبة واحدة لاختبار عبودية العبد وإثبات طاعته!
١ - إن الآيات الذامة هذه الحالة في طبع الإنسان اما الإنسان إذا
ما الاه رب مرتبطة بم قبلها وبا بعدها :
- فأما الارتباط با قبلها» فكأنما تريد أن تقول : إن الرقابة الإهية
)١( سورة الحديد : الاي ۲۳.
(۲) سورة الحديد :الآبة ۲۳.
للبشر وكونه بالمرصاد للطاغين ؛ تستوجب أن يصرف العبد
مته في إرضاء ربه» وأن تعد عا وجب سخطه» لا أن يقصر
نظره على المتاع العاجل» فيرى الوجدان إكراما والفقدان
إهانة .
- وأما الارتباط با بعدهاء فكأنها تفيد: إن قواعد الإكرام
والإهانة ختلفة عا هو في نظر البشر » فا يوجب الإهانة هو ما
ذكر في الآية من بعض المخالفات كعدم إكرام اليتيم وأكل مال
الغيرء وما يوجب الإكرام هو الحض على طعام المسكينء
وقطع التعللتق القلبي با لمال .
۴ - إن طبيعة المؤمن عند الحديث مع ربه هي النظر إلى جماعة
المؤمنين؛ ومن هنا كثر التعبير ب#ربًتا) في أكثر من ستين موردا في القرآن
الكريم» وذلك عندما يتوجه المؤمن إلى ربهء فيرى جيع المؤمنين معه
فيعمَهم بدعائه » ولکن غير المؤمن يجعل نفسه حور حدیثه مع ربه» من دون
التفات إلى غبره ولو من باب الذهول مول ما يراه ولذا كان الضمير
العائد إليه تعالى -عند نقل حديثهم - على نحو المفرد حيث يقول ريي
َكرَمَن» وري أهانّنٍ).
والملفت في المقام: إن ما جعل ملاكا للإكرام والإهانة عندهم هي
الملحسوسات من العم » ولم يرق فكر هؤلاء إلى أن يجعلوا مقياس الإكرام
والإهانة قربهم من المولى» وهو ما تشير إليه الآيات الأخيرة من مقام
النفس المطمئنة والتي هي #راضية مَرْضِيّة4'" وهذا هو ما كان ينبغي أن
يكون عليه أحدهم في حركته في الحياة .
٤ - إذا ارتقى العبد إلى مستوى فهم مدبّرية الله تعالى هذا الوجود
والمقترنة بالحكمة البالغة ؛ فإنه لا تختلف عنده النعمة والبلاء ؛ إذإن العبد:
- يحب ما يحبه مولاه في أية صورة كانت مبته» فقد يحب البلاء
لعبده أكثر من محبته للعافية له .
- لا يرى مزية في النعمة ولا نقمة في البلاء؛ ما دام الاثنان في
سبيل التكامل والرقي» بل قد يصل إلى درجة يرى في قرارة
نفسه ميلا إلى البلاء؛ لما يورث له الصبر عليه من : التضرع
والالتجاء إلى ربه في الدنياء والتعويض المضاعف في الآخرة.
٠١ - إن المطلوب على ما تذكره هذه الآية كلا بل لا تُكُرمُونَ
اليم غير ما يفهمه عامة الناس من مساعدة اليتيم بالطعام والكسوة
ونحوه» بل المطلوب ما هو الأعم؛ أي الإكرام بمفهومه الواسع» وهو
مفهوم يغاير جرد الإطعام » ويدخل فيه ما يوجب له الاحترام والتعظيم »
المجبر للوهن الذي يورثه اليم عادة» كا أن المطلوب ليس إطعام المسكين
فحسب» بل حت الآخرين على هذا العمل ؛ فإن إنفاق البعض لا يسد
حوائج المساكين لكثرتيم في كل عصر» بل لابُد من سمي جماعة المؤمنين
.۲۸ سورة الفجر : الآية )١(
a
المؤمنين إل من موجبات أن «يتبيّغ بالفقير فقره»""
yy
الکافرین ِل گان لا بون انگ الْعَظيم ٭ ولا بحص على طَعَام
الشکن چ"
١ - إن فقد اليتيم للولي من موجبات التجراً على أكل ماله» فيضم
أحدهم ماله إلى ماله خلا ا) ليأكل أخيرا ني بطنه نارا وهو ملكوت
أكل مال اليتيم.
وقد كثرت الآيات الداعية إلى الرفق باليتيم » سواء من جهة نفسه أم من
جهة أمواله كقوله تعالى #وَأن َقَومُوا لِلَْامَى بالْقَسط 4 وإذا حَصَرَ
ا ل و ر E هو ر بوه 2
رو (0(
مَعروفا ها رورا لوا شرا ن إل ال4 ومتها ماي هذه السورة
لكلا بل لا تَكرمُونَ اليم والمشتملة على الانتقال من الغيبة إلى
ا لخطاب » ليكون النهي عن الفعل أردع » والتشنيع على فاعله أوقع !
.۲٠۹ نهج البلاغة : الخطبة )١(
.۳ ٤-۳۳ سورة الحاقة : الآية )۲(
. ٠١۷١ سورة الإنسان : الآية )۳(
.٥ سورة الإنسان : الآية )٤(
.۲ سورة الإنسان :الآية )٥(
۷ - إن القران الكريم عندما يسند أمرا إلى الطبيعة البشرية» مثل
اهلع والجزع والبخل كا في قوله تعالى إن الإنسان حل هَلُوعاً إذا مه
الس جَروعاً وإذا کی اا و رن لر ا
جما فإنها تشير إلى حقيقة هامة : وهي أن قلع هذه الصفات من النفس
وعدم المشي وفق طبيعتها بحتاج إلى مجاهدة ومغالبة للنفس» وإلا فإن
الإنسان ينساق -وفق هذه الطبيعة - كانسياق الأشياء إلى جاذبية الأرض.
والملفت هنا أن هذه السورة حذرت من تبعات حب المال بأمور محددة»
منها: عدم إكرام اليتيم» وعدم إطعام المسكين» وأكل أسهم الإرث›
وحب جمع المال من أي طريق» حلالا كان أم حراما .
کہ ردا دگ آل ارش کا دک © رجا ربک الماك صا صما
cC
ور 2
واي يميم جهنم وميڊِ يڌ ڪر الان وان له ال رکرى
وئاه أحد )بايا ألتفش المطمية )ارج إل ريك راضِية ميه
COFTIOLTEO)
۸ إن قوله تعالی گلا ذا ذُكَتِ الْأَرْض دكا دكًا) تبعل الإنسان
لا يعباً با تراه عينه في الدنيا من مظاهر العظمة الدنبوية : كالعارات
الشاهقة أو مظاهر العظمة الطبيعية : كالحبال الراسية » وذلك لا يراه بعين
قلبه ما ستؤول إليه هذه الشواهق إل قاع صفصف «و يَسْكَلُونَكَ عن
ا بال هَل ينيفها رَبي نَسفاً # يدها قاعاً صَفْصَفاً # لا تًرى فيها عِوَجاً
ولا ام .
ومن الواضح أنه عندما تسوّى شواهق الأرض وتأتي المرحلة الأخرى من
«وَجّاء رَبك وَالْلَكُ صا صَمًا فإنه تنجلى هيبة الحضور الإهي في ذلك
الموقف المذهل» وهنيئا لمن كانت له علاقة الأنس مع صاحب هذه
E SNA E
۹ - إن كلمة (گلاً) المتكررة في هذه السورة مرتين -رغم أنها غير
متعلقة بشيء ظاهرا- إلا أن ما معنى عميقا يتمثل في الردع عن معنى
سابق » وذلك تهيئة لمعنى لاحق :
- ففي الأولى كلا بل لا تُكُرمُون اليم وهي ردع عا هم
عليه من الاعتقاد الباطل من أن (الإنعام) علامة الإكرام
و(تضييق الرزق) علامة الإإهانة » ليكون هذامقدمة للدعوة إلى
اعتقاد بديل من أن (إكرام اليتيم) هي علامة الإكرام»
و(تضييق رزق المسكين وعدم الحض عليه) هي علامة الإهانة .
- وفي الثانية كلا إذا ذُكّتٍ الأَرْصُ دَكًا دكا تيئة للاعتقاد بأن
ما يوجب الإكرام والإهانة الحقيقية للعبد» هو ما يظهر يوم
القيامة من أثر سعيه في الدنياء عندما يدك الله تعالى الأرض
دكا» ويقف الإنسان أمام ربه موقف العبد الذليل .
.٠١١-٠٠١۵ سورة طه : الاي )١(
إن القرآن الكريم يريد من يتلو آياته أن يكون من ذوي اللب
وهذا يستلزم التفکر والتدبْر» فقد وردت فيه آیات تدل -بظاهرھا۔ على
جسمانية الخالق کقوله تعالی «الرَحَنْ عل العش اسوی)' وید انه
َو ایدم وهل نرو إل اَن أيهم الله في كَل مِنَ الَا"
إضافة إلى ما جاء في هذه السورة كقوله تعالى و جاءَ رَيْكّ#.
ولكن عندما يفتح العبد أقفال قلبه» ويدرك حقيقة استحالة التجسّم»
حیث إنه ليس کا رر ای اند 2 ران
A NST EE Sa
جلائل الآيات » أو غيره .
- إن (مجيئ جهنم) يوم القيامة يمكن تفسيره :
- بالمعنى المجازي» أي برزت لأهلهاء كا في قوله تعالى
وَبْررَتِ اجيم لِمَنْ یری فکأنہا جاءتہم بعد أن كانت
- بالمعنى الحقيقي » أي تحركت جهنم من مكانها وأقبلت إليهم›
.٥ سورة طه : الاية )١(
(۲) سورة الفتح : الآية .٠١
(۳) سورة البقرة : الآية .٠٠٠١
)٤( سورة الشورى : الاأية .١١
)٥( سورة الأعراف : الآية ٠٤١ .
)١( سورة النازعات : الآية .۳٠
فكأن هذا الأمر أوقع في التهويل» وكأن جهنم متعجْلة
لابتلاعهم قائلة لهل من مزيد 4" ويؤيد هذا المعنى ما روي
عن النبي ماه عندما سئل عن مجيء جهنم » فقال : «إذا جمع
الأولين والآخرين » أتى بجهنم قاد .
وقد روي أن النبي عا تغبّر وجهه إلى درجة عرف ذلك في وجهه» حتى
اشد على أصحابه ما رأوا من حاله » وذلك حين) نزلت هذه الآية لشدة ما
فيها.. ومن المتوقع أن يتذكر الإنسان سعيه في الدنيا»ء ولكن من دون أن
يكون هذه الذكرى ما ينفع » حيث فات وقت العمل!
١ - هناك مجموعة من التمنيات لأهل المحشر عندما يرون العذاب
الإلهي » منها تمني :
- عدم اتخاذ الخليل الذي صده عن سبيل ربه في دار الدنيا #يا
تی لني 1ا
8
ذا
تَخِذ فلاناً ليلا .
- عدم تلقيّه كتاب العمل لا فيه من المخازي «وَأمًا مَنْ أو
کناب بشماله يمول يا يتن اوت كا4 .
- أن لو کان ترابا فلم یعرف حسابا ولا کتابا ن أندَرْناكمْ
.٠١ سورة ق :الآية )١(
(۲) بحار الأنوار : ج ۷ص .٠١١
(۳) سورة الفرقان :الآية ۲۸.
)٤( سورة الحاقة : الآية .٠١
عذاب ريا رم بغر ار ما قث بدا وُو الكاور ا أي
َنْب ترا با4
- ومنها ما في هذه السورة حيث يتمنى تقديم شيء لحياته يسني
قَدَمْت ياي
ومن الملفت أن المتمتي في هذه الآية يقول «قَدَمْتُ للياتي€ ولم يقل
(لآخرتي) وكأن ما مضى ل يكن حياة أصلا وهو ما تنه آبة أخرى «وَإِنَ
الذَارَ الاخ رَه هي ايوا ن لو کانوا يَعْلَمُون 4
۲۳ - إن عادة الكريم الحليم قائمة على عدم التهديد والوعيد ! E
مقام الضرورة» فكيف بفعلية الوعيد؟!.. وكيف إذا كان الوعيد في أوجه
من التهديد؟!
وبعدها نقول : إن جرأة بني آدم على ربه بلغت مبلغا جعلته تعالى -وهو
a O
فيو ذا لا عدت عدا ٠ اح ٭ ولا بوث وَثاقَةٌ أحَد4 فجعل نفسه في
مقام ۱ القهارية العظمى» سواء أسندنا «يعَذّبْ€ وليوثى) إلى ذاته
المقدسة بقراءة المعلوم» أو إلى العبد المعذّب والموثوق بقراءة المجهول.
ومن المعلوم أن التأمل في هذا الوصف من العذاب والوثاق › هون على
امؤمنين ما نزل بهم من تعذيب الكفار ههم؛ لأن ما ينتظر الظالمين من
)١( سورة التبا : الآية .٤٠
(۲) سورة العنكبوت :الآية 1٤ .
العذاب لا بخطر بالبال !
٤ - إن (النفس المطمئنة) تشر فت بالخطاب هنا بقوله تعالى يا اسما
الس الطْمَينة4 وإن لم يكن صاحبها من يُوحى إليه!
وليعلم أن الطريق إلى اطمئنان النفس مبيّن في القرآن الكريم » وهو متمثل
في (الذِكر) حيث يقول تعالى ألا بكر الله تَطْمَيِنْ الْقَلُوبُ4" و
يتحقق بأمرين :
الف خت فال ال لواقم الصلاة زكري .
- القرآن : حیث عټر عنه شنزله قائلا إل تحر رلا الذكرَ 4" .
فبمجموع القرآن الصاعد وهي (الصلاة) والنازل وهو (القرآن) يمكن
الوصول إلى هذه الرتبة.. وهذا هو الذي جعل الإمام السجاد إل يقول :
«لو مات من بين المشرق والمغرب» لما استوحشت بعد أن يكون القرآن
(£)
معي
٥ - إن استخدام تعبير الجنة مضافة إلى الباري تعالى #وًاذخلي
جتني( لم يرد إلا في هذه السورة المباركة ؛ وذلك لإفهام مزيد الشرافة هذه
الجنة التي أعدّت لحمع من العباد قد أضافهم إلى نفسه» وكذلك الأمر في
)١( سورة الرعد : الاية۲۸.
(۲) سورة طه :الآية .٠٤١
(۳) سورة الحجر : الآية ۹.
)٤( الکافي : ج ۲ ص .٠٠۲
قوله تعالى #قَاذخلي في عبادي) حيث جعل المولى الدحول في زمرة العباد
الخصوصين بالعناية جزاء للنفس المطمئنة » وما ذلك إلا لأجم خلصوا
أقدس بقعة من وجودهم ممن سواه -ألا وهو القلب - فأفاض عليهم من
اللاطمئنان ما جعلهم راضين عنه» ومرضيين لديه.
ومن الملفت في المقام : إن الله تعالى ذكر -في مقام الجزاء- دخوهم أولا في
زمرة العباد» وعلى رأسهم كا روي عن الصادق 9# : «محمدا وأهل
بيته"" ثم دخوهم الجنة» فإن شرف ال حنة بأهلهاء ک| أن شرف كل مكان
بالمكين!
١ - إن دخول الحنة عموما أو الجنة الخاصة بأولياء الله تعالى»
يتوقف على الخوف من مقام الرب کا في قوله تعالى وما مَنْ حاف مَقَام
رَه وع التفس عَن هوى ٭ فإن الله هي الَأرّى وهذا الخوف ملازم
و ملزوم لمخالفة الهوى الذي يسند إلى صاحبه» إذ لا إجبار في البين.
وينبغي التفريق هنا بين الخوف من المقام» والخوف من العقاب» فالأليق
بخاصة العباد هو الأول لا الثاني » لعدم ارتكابهم ما يوجب هم العقاب.
(۱) الکافي : ج ۳ ص۲۷٠ .
اتان ایر
OLIGO INOS)
EROTIC
COEEEALOLEE
إن القَسَم الوارد في هذه السورة والمسبوق ب(لا) النافية يمكن - ١
تفسيره بوجوه» وهي تسري على ساثئر الموارد المشابهة » ومن هذه الوجوه:
: إن نفي القَسّم الوارد في هذه السورة هو نفي حقيقي » بمعنى -
أن الله تعالى لا يُقيم ببلد مثل مكة» والنبي تال فيها مهدور
الدم ومباح العرض» فإن مكة على شرافتها- لا يقم بها
وهذا حال النبي بال فيهاء وعلى هذا التقدير فإن نفي الق
. فيه كمال التعظيم للنبي کا
إن الأمر في الْقَْسَم عليه -بناء على النفي حقيقةٌ- إن هو على -
. درجة من الانكشاف لا يحتاج معه إلى القَسَّم
إن القَسّم على حقبقته » وتکون (لا) للتأکید» كا جاء في ثانية -
: موارد أخرى من القرآن الكريم» ومعناه على هذا التقدير
ع : ع ٍ e
(إنني أقيىم بهذا البلد وأنت مقيم وحال فيه) أي إن هذه البقعة
على شرافتها تستحق القسم بماء لشرافة أخرى متمثلة في إقامة
النبي ائه فيها » فعاد الأمر تعظي| له أيضا.
- إن جعلنا المراد روالد وما ولد خصوص إبراهيم يم الخليل
وولده إسماعيل # -ليناسب ذكر مكة في صدر السورة- فإن السورة
تكون فيها إشارة لرموز التوحيد (البشرية) المتمثلة بإبراهيم #ووالد4
وإسماعيل #وما ولد والنبي الخاتم «وأنْتَ جل دا اّ4 وإشارة إلى
رموز التوحيد (المادية) كمكة المكرمة لا أَفْيمُ هذا الد ولا يخفى ما في
مجموع القرآن الكريم من كثير الثناء على باني الكعبة وولده وزوجته» فإن
الله تعالی شکور لمن صار له حق على توحيده في الأرض!
واللاحظ هنا أن الله تعالى ذكر الوالد بتعبير النكرة للتعظيم » والولد بتعبير
(ما) عدولا عن (من) للدلالة على التعجب» وهذا بدوره دليل على علو
شأن| أيضا کقوله تعالى #والته له أعَلَمٌ با وَصَعَّتْ4' .
- إن القرآن الكريم يى العباد لتحمّل شيء من العناء طوال فترة
عيشهم ني هذه الحياة الدنياء فلا ياجأ العبد با يلاقيه من مشقة؛ لأنه
سوف مجني ثمار أتعابه ؛ کا في قوله تعالی 1# أا الإنسَان لَك گادځ إلى
رَبك كذحا فَمّلاقيه# ومنها ما في هذه السورة الدالة على أن الإإنسان وكأنه
رھ سے
خلق في المشقة والتعب _مبالغة لوصف الحالة - وهذه المشقة لازمت خلقته
.٠١ سورة آل عمران : الآية )١(
ق ا و
من حين کان في بطن امه لى حين خروجه وولادته ؛ حيث لته آمه
كرما" ثم «وَضَعنَةُ كرهًا)" ولازمته هذه المشقة في جميع مراحل حياته
المختلفة : ككسبه للعيش » ومواجهته لإيذاء الغير إلى حين موته.
ومن المعلوم أن علمه بملازمة المشقة له طوال عمره» لمن موجبات
الانقطاع إلى الله تعالى الذي بيده رفع الشدائد» أو تخفيف وقعها عليه .
٤ - يرى البعض أن (الكبّد) المشار إليه في قوله تعالى في كبري
بمعنى الاستواء والاستقامة » فيكون معنى الآية ماثلا لقوله تعالى قد
لتا الإنسَانَ في اخسن ميم" وهذا المعنى يناسب ما سنتناوله في
الآيات اللاحقة من بيان ا الاستقامة في الخلق : من خلقة العين»›
واللسان» والشفة.
وهذا هو ما يناسب أيضا دعوة العباد للمراقبة -بعد رؤية هذا الخلق
البدیع - بقوله تعالى «أ بحسب أن 1 يره أحَدٌ ولاإنفاق في سبيله شكرا
عل هذه النعم بقوله َك رقب # أو إطْعام ني يوم ذِي مَْعٍَ) .
- إن من وجوه المقابلة بين الدنيا والآخرة» هو أن الله تعالى خلق
الإنسان في الدنيا ملازما للمشقة والتعب » والحال أنه خلق الراحة والأمان
في الآخرة بفارق : أن مشقة الدنيا فانية زائلة بالموت› وراحة الآآخرة باقية
)١( سورة الأحقاف :الآية .٠١
(۲) المصدر السابق.
(۳) سورة التين : الاي .٤
أبدية با لخلود ؛ في عاقل لا يشتري الراحة الأبدية بالمشقة الفانية؟!
فالحق في المقام ما قيل من أنه لو كانت الدنيا ذهبا فانيا والآخرة خزفا باقيا ؛
لكانت الآخرة خبرا من الدنياء فكيف والدنيا خزف فان والآخرة ذهب
باق؟!
٦ - إن القرآن الكريم ورد في هذه السورة ذكر مَن ينفق مالا كثيرا
يمول أَهْلَكْتُ مالا بدا وهؤلاء على أقسام :
- منهم من ينق ماله ریاء فیناسبه القول : بأن الله تعالی يراه ویری
عمله» ويعلم النية التي صدرت منها الأعمال رياء «أيَحْسَبُ
أن يره أحَدٌ4؟!
- ومنهم مَّن ينفق ماله في حاربة الدعوة الإمية وإيذاء النبي
الأكرم تب فيناسبه القول: بأن الله تعالى قادر على أخذِه
وطمس ماله ايسب أن لن يَقَدِرَ عَليْهِ أحدّ4؟!
- ومنهم من ینفق ماله وهو یمن على الله تعالی بأن جعل ماله
للفقراء والمساكينء كالذي قال في زمان النبي ااك : «لقد
ذهب مالي في الكفارات والنفقات › منذ دخلت في دين محمد
فيناسبه القول : بأن الله تعالى هو صاحب المنة العظمى عليه ء›
(۱) بحار الأنوار : ج ۱۸ ص .۱۷٤
- إن القرآن الكريم مليء بالآيات الداعية للرجوع إلى النفس»
حمْلها على الالتفات إلى عالم الغيب لا يوجبه ذلك من الانقطاع إلى الله
تعالى باطناء ومراقبة السلوك ظاهرا؛ ومن هذه الآيات قوله تعالى أل
َعَم بان اله یری ومنها أيضا أو يكف ب برك انه عى کل سَيْءِ
سهيٌ)"" ومنها ما ورد في هذه السورة کقوله تعالى يحب أن ل ير
أحَدّ4.
فمفادها جميعاً : إن الله تعالى يرى العبد في كل تقلباته » أضف إلى كونه في
قبضة الله تعالى أَيَحْسَبُ أن لن يقَيِرَ عَلَيّهِ أحَدّ فكون الإنسان في شدة
وتعب يوجب له الخشوع الباطني» وهو مدعاة -إن م يكن ملازما-
للخضوع والخشوع الخارجي .
- إن المشكلة في كل مَن انحرف عن طريق المداية هو أنه رأى
الوجود من خلال نفسه» فلم يعتقد بحقائق الوجود إلا بقدر ما صوره
لنفسه› وأنکر منھا ما بنی هو على إنکاره مکابرة من دون برهان قاطع »
ومن هنا أنكرت الآيتان عليهم قائلة أب بحسب مرتین.
وعليه» فإن الخلاص ما هم فيه يكون بتغيير هذا الحسبان» على وفق ما
يريد المولى الذي يرى العبد من ناحية » ويقدر عليه من ناحية أخرى .
والملفت هنا أن هؤلاء بحسبانيم الواهم » أنكروا أمرين واضحين لكل ذي
2
.٠٤ سورة العلق : الآية )١(
. ٥۳ سورة فصلت : الآية )۲(
لب : آنه آولا لا يراه أحد» وثانیا آنه لا يقدر عليه أحد؛ فيا له من حسبان
سخف!
لر عل ل عن ول سانا قتف )رديه التجدین )کد
KOL e آدرنک الق Yt رة CIEAOL
COL ARERNOLSANELO
٩ - إن الآيات الكريمة تشير في أكثر من سبعين مورد للجعل في عالم
اللحسوس وغيره» ومنه ما في هذه السورة من ذكر موارد الجعل فقال تعالى
ألم َجْعَل) وعداه إلى أكثر مظهر من مظاهر قدرتهء إلا أن القضية لا
تنتهي عند الجعل والمجعول -فذاك شأن الربوبية- وإنا المهم فيمّن يدرك
هذا الحعل ويحوّله إلى أداة للاعتبارء والإحساس بمنة الجاعل وقدرتهء
وهذا هو المطلوب من شأن العبودية .
» لا يحتاج العبد لمعرفة عظيم منة الله تعالى إلى السفر في الفاق -٠١
أو الغوص في أعماق النفس» بل يكفي أن ينظر إلى ما في بدنه» وعلى
الخصوص إلى الآيات الباهرة التي أودعها الله تعاى في رأسه من عبن
وعجائبهاء فهي بالإضافة إلى أا أداة الإبصار» فهي أيضا وسيلة لنقل
الأحاسيس والعواطف» بل التأثير الروحي كا هو معروف «وَلِسانا»
يؤدي من الأغراض ما بيهر » من المضغ › والنطق » وترطيب الطعام» ومن
سفن با قوام النطق » فهي آخر حارج الحروف بعد الحلق وفضاء
الفم.. ولا يخفى أن عملية النطق باللسان والشفتين من أعقد العمليات في
الوجودء لا يصاحبها من التفكير غير المحسوس ثم التعبير عنه
با للحسوس ؛ وبمجموع العمليتين انتقلت المعارف البشرية بكل صورها.
وبعبارة جامعة يمكن القول : بأن التأمل في الو جود الإإنساني مادة وروحاء
محقتق للسير الآفاقي والأنفسي معا .
١ إن الله تعالى كثيرا ما يؤكد على حقيقة الهداية الباطنية » فمنها ما
في قوله تعالى «فَأَلْهَمَهَا فْجُورَمًا وَكَفْرًاكًا)"" ومنها ما في هذه السورة
حيث يقول تعالى وَهَدَيْناه النَجْدَيْنٍ) ولا يخفى ما في كلمة «التَجْدَيْنٍ)
من لطف» حيث تدل على الطريق المرتفع » فأصل الطريق يمهد السلوك
لسالكه» فكيف إذا كان مرتفعا وواضح المعال!
والسر في التأكيد على هذه الحقيقة : هو أن لا يحت أحد بعدم وجود مذكر
له عند ارتكاب ما يعرفه من القبائح بالفطرة : كالكذب والظلم وأشباهه»
إذ إن استنكار الضمير من أفصح المحتجين في باطن كل إنسان!
١ - لا تخفى المناسبة بين العينين والشفتين من ناحبة » والنجدين من
ناحية رى » فإن الله تعالى كما جعل أدوات تحكّم في الباطن متمثلة بامعرفة
الوجدانية للخير والشر؛ فإنه جعل أيضا أدوات تحكم في الظاهر من
العينين اللتين بإمكان) غض البصرء والشفتين اللتين بإمكان) حبس
.۸ سورة الشمس :الآية )١(
اللسان من دون مشقة زائدة.
وعليه» فإنه لاعذر لمن أطلق بصره ولسانه » سواء في حرام أو فضول .
۳ - إن المطلوب من العبد في هذه الحياة أن يقتحم العقبات -وهو
ومشتهياتها» فك| أن ال لا ينال إلا بالإنفاق ما بحبه العبد؛ فكذلك الأمر
بالنسبة إلى اقتحام موانع السير إلى الله تعالى ؛ فإنه لا يتم إلا في موارد العمل
با يشق على النفس مثل لفك رَقَبة) وهو مما قد يستلزم المال الكثيرء
والإنفاق عند القحط إطعامٌ في يَوّم ذِي مَسَعَبَةٍ4 بفارق أن في الأول :
تخليص إنسان بكامله من قيد الرق› وفي الثاني : تخليصه من خصوص
الجوع.
وقد بلغ الأمر من الأهمية إلى درجة عبر عنه القرآن الكريم وما ذراكّ4
الذي لا يستعمل إلا في موارد يصعب على العباد استيعاب حقائقها » فكان
ما حفي عنهم من الجزاء عا لا يمكن تصوره!
٤ - إن المؤمن عندما يريد أن ينفق مالا في سبيل الله تعالى أو يطعم
طعاما في حبه ؛ فإنه ينظر إلى الأقرب لمرضاته تعالى في جزئيات ذلك العمل
القربي.
وبعبارة أخرى: هو حريص على اختيار أفضل المصاديق لذلك العنوان
العام » وفي هذه الآيات دلالة على بعض العناوين الرجحة الأخرى بعد
إحراز أصل الرجحان في اللإنفاق » فمنها :
- الیتم تیم لا یعانیه من آلام فقد مَن کان يرعاه .
- القرب النسبي ذا مَفَرَبَة4 .
- شدة الفقر #ذدا مَربَةَ وكأنه التصق بالتراب لشدة فقره .
- اختيار الأيام التي تعظم فيها الحاجة كأيام المجاعة لاني يوم ذي
سمت .
٥ - إن الآيات بظاهرها ناظرة إلى فك الرقاب وإطعام البطون في
دائرة المحسوس ويعدٌ ذلك اقتحاما للعقبة » مع الالتفات إلى أن الآيات نم
تقيّد انمق عليهم بقيد الإيمان أو الإسلام» فكيف إذا كان الأمر في دائرة
المعقول» أي : مَّن فك رقبة عبد مسلم آبق من النار » أو هدى مؤمنا ضالا
فأطعمه من طعام عام المعنى » أو تكفل يتبا من يتامى آل محمد 9 ؛ فأي
جزاء ينتظر مشل هذا العبد يوم القيامة؟!
ويؤيد هذا المعنى ما ورد في الخبر : «أن الله تعالى أوحى إلى موسى : حببني
إلى خلقي وحبب خلقي إلى» قال: يا رب كيف أفعل؟.. قال : ذكرهم
آلائي ونعمائي ليحبوني » فاڊن ترد آبقا عن بابي» أو ضالا عن فنائي أفضل
لك من عبادة مائة سنة بصيام نهارهاء وقيام ليلهاء قال موسى ا :
هذا العبد الآبق منك؟.. قال : العاصي المتمرد“" .
(۱) بحار الأنوار :ج ۲ ص .٤
نن لاصوا يال راصو لمرد )اوي أب
EST IOLEE SEE KOFS
O
١ - إن الإنفاق -وخاصة في يام الشدة- مظهر من مظاهر اقتحام
العقبة وهو يتعلّق بجوارح العبد في عالم الأفعالء وهناك مظهر آخر
لاقتحامها يتعلق بجوانحه -أي بنفسه- يتمثل في قوله تعالى «ثمٌ كان مِنَ
َذِينَ منوا وَنّواصَوا بالصَْرٍ وَنّواصَزا بالْرْحمَة وهذه المرتبة الباطنية أرقى
من المرتبة الخارجية ؛ لأن أفعال الجوارح تصدر عن حركات الجوانح»
ولعله من هنا عطف عليه بأداة (ثم) للدلالة هنا على التراخي في الرتبةء لا
في الزمان.
وعليه» فإنه لا بد من البناء الباطني بموازاة العمل الخارجي من :
- الإيمان «الَذِينَ آمنوا) إذ مع عدم وجود البنية الاعتقادية
الصحيحة لا جال للتكامل أبدا.
- امتلاك حالة باطنية من الحرص على تكامل العباد #وتواصوا
بالصٍَ€ تتمثل بالتواصي بالصبر سواء في جال البلاءء أو
الطاعة » أو الصبر عن الحرام.
- الشفقة على الخلق تتمثل بالتواصي بالمرحمة فيا بينهم
#وكواصَوا بالَرَْمّةٍ ليجمع بذلك أداء حق الخالق والمخلوق
كا في سورة العصر #وَتَواصوا بای وَنَوَاصَوا بالصٍَْ 4 ومن
مصاديق الحق هو التواصي با مرحة.
۷ _ جرت عادة القرآن الكريم على ذكر العمل الصالح معطوفا على
الإيمان» ولكن في هذه السورة عدل إلى ذكر التواصي بالصبر وبالمرحة ولا
غرابة في ذلك.. إذ إنه بمجموعه) يتحقق العمل الصالح -ندبا كان أو
فرضا- بالإضافة إلى وجود مزيتين إضافيتين في التعبير بالتواصي بالصبر
والمرحة» ألا وها:
- أن بهذا التواصي يتحقق شيوع العمل الصالح في المجتمع .
- أن هذا التواصي يحقق الأساس الثابت للعمل الصالح : فمّن
تحلى بالصبر» وتحسس حالة المرحمة تجاه العباد؛ كان ذلك
مدعاة للعمل الصالح .
۸ - إن التكامل في المجتمع الإياني لا يتم بعمل طائفة منهم بوظيفته
من توصية الآخرين فحسب» لينقسم الناس بعدها إلى واعظ وسامع
للموعظة » وإنا المطلوب هي هذه الحالة من تبادل الوصية #وتواصَوا»
بمعنى أن يكون كل واحد منهم واعظا ومتعظا في وقت واحد» وذلك
لاعتراء الغفلة والسهو جميع البشر إلا من عصمه الله تعالى.
ومن المعلوم أنه بهذا التواصي تتحول الأفعال إلى حالات» ثم إلى عادات»
ثم إلى ملكات ؛ وهي قمة المراد.
۹ - إن الله تعالى من خلال كتابه الكريم يُعلّم العباد أسلوب الدعوة
إليه» فهو رغم نه مالك کل شيء وملیکه» وله احق أن يطلب من عباده
التعّد بأوامره ونواهيه » إلا أنه يتؤدد إليهم بصنوف الحديث» وفي هذه
السورة صور من أساليب التأثير على العباد فيذكر هم :
- المصاديق بدلا من الدعوة العامة المبهمة» فذّكر العتق والإنفاق
في يوم مجاعة» وعلى خصوص الأيتام من ذوي القربي» وعلى
المساكين مدقعي الفقر .
- ما يثير شكرهم الموجب للتعلق بخالقهم» وذلك من خلال
خلقة العين » واللسان» والشفتين .
- ما يوجب التفات غير المؤمنين إليهم» وذلك عندما عمّم
الدعوة إلى الخير بها يشمل غير المسلمين كالعتق هم والإنفاق
عليهم .
- ما لا يوجب استعلاء طبقة خاصة على أنهم الوعاظ وأن
غيرهم دونهم بدرجة » فكان الأمر بالتواصي بالصبر .
- ما فيه صلاح معاشهم في الدنيا أيضاء لئلا تنحصر همتهم في
الآخرة فحسب» فكان الأمر بالتواصي بالمرحة!
١ - إن عامة الناس يرون اليّمن والشؤم في أمور باطلة كطيران
الغراب وما شابه ذلك» والآيات الأخيرة من هذه السورة المباركة تريد أن
تبت ذلك بها يتعلق بخواتيم الأمور في الدار الآخرة: فإن «أصحابُ
اليْمَتَة4 هم مَن اجتازوا الصراط بسلام» وأصحاب الْسأمَّةٍ4 مَّن كانوا
على حلاف ذلك وكلاهما يتحددان في دار الدنيا على قصرها.
ومن المعلوم أن اللوم والشؤم متلازمان» كا أن الكرم واليّمن كذلك» وهو
ما يفهم من هذا الحوار الذي جرى مع سلان المحمدي عندما قيل له: مَن
أنت» وما قيمتك!.. فقال : «آما أولي وأولّك فنطفة قذرة» وأمّا آخري
وآخرك فجيفة منتنة » فإذا كان يوم القبامة » ونصبت الموازين : فمن ثقلت
ك
إن آية العذاب في هذه السورة لم تفصْل في أنواعه » ولكن يكفي
للردع عنها أنا استعملت النار بصيغة النكرة للدلالة على تعظيمها!..
أضف إلى ذكر ما يزيد في عذابها عذابا ؛ ألا وهو أن هذه النار مطبقة عليهم
من جهة العلو أيضاء إذ صار التعبير ب عَلَبّهِمْ) فكان في حكم قوله تعالى
«أحاط بم سُراويا)".
وعليه» فإن إحساس الُعذّب بالنار بأنه لا جال للفرار منها يزيده عذابا
وإيلاماء» أضف إليها تحقق ذلك الخلود الذي طالما كر جزاء للكافرين
المكذبين بآيات الله تعالى .
(۱) بحار الأنوار : ج ۲۲ ص٥٠۳.
(۲) سورة الكهف : الاية ۲۹.
ص
نوات القن اریہ
ررد ر 2
ELO TTEKOEOES
بسا ا والسماہ وما تھا ارم ادر وما ھا ا وف وما سوھ
ام جرا تنما لذ افلح سن رگا لوق عاب س ©
دسا )4 .
١ إن الارتباط واقع قطعا بين الأقسام القرآنية وما يقسّم عليه
ولكن لابد للمتدبّر في القرآن من اكتشاف ذلك وهذه حكمة من جكم
الإتيان بالقَسمء وإلا فهو تعالى أجل من أن يحتاج إلى سم لدفع شبهة في
البينء كا هي حاجة البشر في المحاكم مثلا!
وعليه» فإنه من الممكن القول: بآن المناسبة بين هذه الأقسام المتمثلة
ب(عجائب الصنعة) وبين (التزكية البشرية) هو أن الله تعالى سخر للعبد كل
ما في الوجود ليصل إلى هذا الكمال أعني التزكيةء ومع انتفاء هذه الثمرة
فإن وجود العبد يكون نشازا في هذا الوجود؛ لأن كل المخلوقات الصامتة
حققت الغرض من وجودهاء إلا هذا الو جود الناطق!.. ويؤيد هذا المعنى
ما روي في الحديث القدسي : «يابن آدم» خلقت الأشياء لأجلك›
وخلقتك لأجلى»' .
- إن الأقسام مختلفة في السور القرآنية كنا وكيفاء فمن جهة الكيف
فإنها مختلفة بحسب تعلقها بمتعلّق : كالظواهر السماوية «والساء
وَالطًارتق"" والأرضية # وَالْأَزض وما طَحاها) والأنفسية «ونَفْس وَمَا
سَوَاهَا) والأخروية «وَاليَوم الْوْعُود4".. ومن جهة الكم فهي تتراوح
بين الواحدة «وَالْعَضرٍ 4 والإئنين «وَالصحَى ٭ وَالليل إا سَجَى 4ا“
والثلاث #وَالليْل إذا يَغْشى والتّهارِ إذا کج وما لی الذَكر انى 4
والأربع وان وَالرَيثونٍ٭ وَطورٍ سِينينَ * وَهَدَا لبد الأمين 4"
والخمس وَالقَجْرِ ٭ ويال عَشر ٭ َالشَفْع وَالرَنّر *٭ وَاللَيْلٍ إا
نر4" .. a
وارد على مه a
يعلم أن أساس كل كمال في الدنيا والآخرة» هو هذا الذي يس یستحق مثل هذه
الأقسام المتكررة.
(۱) بحار الأنوار :ج ۲۲ ص٥٠.
(۲) سورة الطارق :الآية .١
(۳) سورة البروج :الآية ۲.
.١ سورة العصر : الاية )٤(
(۵) سورة الضحى : الاي .۲-١
(1) سورة التين : الآية .۳-١
(۷) سورة الفجر :الاآية .٤-١
والملفت هنا أنه لا نجد في مجموع القرآن مثل هذا التمهيد» لأي فرع من
فروع الدين.. وعليه» فإن المطلوب من العبد ذلك الأمر الذي هو وراء
العبادة الظاهرية ؛ ألا وهو تخليص النفس من الملكات والصفات الرذيلة
المتعلقة بعالم الجوانح » والتي يظهر غالبا أثرها على الجوارح قهرا .
۳ - أرجع بعض المفسرين الضمير في جَلأها) إلى الأرض» ولا
إبهام على هذا التفسير » ولكن البعض أرجعه إلى الشمس بمعنى أن النهار
-والذي هو مُسبّب من الشمس- قد جلى الشمس» وفيه من الإبهام ما لا
يخفى » فنقول حلا لذلك : إن الشمس لبعدها عن تناول الأيدي » لا تكون
جلية للإنسان كجلاء ما على الأرض » والحال بأن النهار الذي يعيش فيه
الإنسان ویتنعّم ببرکاته » اَم لا يخفی عليه لقربه من حواسه» کا أن الأمر
كذلك في المرآة وهي الفرع- فإنا مُظهرة وحجلية للصورة وهي الأصل.
ومن هنا يصح أن يكون العبد الداعي إلى الله تعالى بمثابة النهار الذي جلي
الشمس الساطعة فيكون دليلا إلى الله تعالى » وهكذا الحال في إحياء ذكر
النبي وآله ايم فقد وردت الرحة لمن أحيا أمرهم ء والحال أن يي أمرهم
في رتبة أقل من جى أمْرهم .
٤ - إن ما لفت نظر المفسرين إطلاق (ما) على الباري جل ذكره دون
(مَن) وذلك للإشارة إلى تلك القوة العجيبة والمبهمة -بنظرنا القاصر-
والتي با قامت السماء والأرض والنفس » حسب ما هو مذكور في الآية
كأمثلة للبسائط : أي الشمس والأرض» والركبات : أي النفس التي
جاءت نكرة دون الأولين-إشارة لعظمتها .
ومن هنا لزم الانتقال من مَظهر العظمة إلى موجد العظمة» وهذه مشكلة
الباحثين في عالم الطبيعة في أنهم ينبهرون بالمصنوع» دون الانتقال إلى
الصانع فلا ينفعهم في تقريبهم إليه » ولا نرى تلك الخشية الموعودة لعباده
العلاء.
ولا بخفى أخيرا ما في عطف الذات الإية على مخلوقاته في سياق القَسَّم -
من دلالة على عظمة هذا الصنع الذي عطف ذكره على ذكر خالقه! .
٥ إنه من الممكن أيضا تفسير (ما) في الآية السابقة بالقوانين الإهية
الحاكمة في هذا الوجود والمسؤولة عن بناء السماوات #وَالساء وَمَا بتَاَا»
وتسوية الأرض «وَالأَرْض رمَا طَحَامَا).. ومن هذه القوانين : الجاذبة
الكونية الحافظة لكل ما في هذه المجرات من أجرام سباوية ؛ ما يفهم منه أن
خلق ما في الوجود -كعناصر ثابتة- يمكن أن نجعلها في كفة » والقوانين
المدبرة ها في كفة أخرى.
ومن المعلوم أن الذي يعقل هذا القوانين هو الإنسانء وإلا فإن الحيوان
یری ما يراه الإنسان على حد سواء» بل أفضل منه - كا هو معلوم في
أفضلية حواسها على حواس بني آدم- ولكن من دون الانتقال من المعلول
إلى العلة!
٦ كا أن النفس تطلق على الروح الله فى الأنفسَ جِينَ
مَوتبا)" فإنها تطلق أيضا على ما يشمل الجسد أيضا كقوله تعالى لإي
تلت مِنْهُمْ تَفْسَّا فَأحَاف أن يَئلونٍِ4 ومن الممكن أن تشمل التسوية في
قوله تعالی ونس وَمَا سَوَاًَا) للروح والبدن» فإن الله تعالى أعمل قدرته
لخلاقة فيهما معاء حيث مدح نفسه قائلا ارك الله رب الْعَالْنَ4"
بعد خلق البدن ونفث الروح فيه وهو الّشار إليه في قوله تعالى ثم
سانا لما ار 04 .
- إن الآية التي بسند الإ همام إلى الله تعالى بقوله «فَألْهَمَهَا فَجُورَمَا
وَتَقَوَاهًَا) من موجبات إنمام الحجة على العبد يوم القيامة » فلا يتذرّع بعدم
وجود مذكر خارجي ؛ وذلك لأن الذي أهمه رب العالمين ء بمثابة الرسول
الباطني الذي لا يفارق أحدا.
إن الله تعالى جعل الموضوع في الإلهام» مطلق النفس الإنسانية من دون
وصفها بالإيمان» كا جعل الموضوع في آية بل الإنسَان عَلى َيه بَصِرَه
# وَلَو ألْمَّى مَعَاذِيرَة4" مطلق الإنسان أيضاء كا جعل الموضوع في
الفطرة هو الناس «فِطرَة الله التي فط الاس عَلَبا" ما يُفهم من
.4۲ سورة الزمر : الآية )١(
(۲) سورة القصص : الآية ۳۳.
(۳) سورة غافر : الآية ٠٤ .
.٠٤١ سورة المؤمنون : الآية )٤(
. ٠١-٠٤١ سورة القيامة : الية )٥(
.٠١ سورة الروم : الآية )(
مجموع ذلك أن التزام جادة الفطرة والاستقامة » لا يحتاج إلى أمر خارج عن
الذات الإنسانية.
ولكن يضاف إلى ذلك القول : بأن وظيفة الأنبياء تتمثل في التذكير بنداء
الفطرة» ومنع طمسها بالمعاندة» ومن ثم الدلالة على جزئيات الطاعة التي
لا تدرك بالعقل» ومع هذا كله تبقى مسؤولية التزكية بعهدة العبد نفسه»
ومن هنا نسبها ا لمولى إلى العبد نفسه قائلا َد أَفلَحَ مَن رَكاهًا) .
۸ - إن الإلمام هنا يتمثل في إفاضته تعالى ما يعين الإنسان على التصور
والتصديق في عالم اخسن والقبح (الحكمة النظرية) وهي أدنى درجات
التسديد الإلهامي للنفس الإنسانية.
ولكن» يمكن القول بأنه ما المانع بعد انفتاح باب الرحمة بسبب التزكية
المميزة- أن ينفتح باب إفاضته تعالى فيا يعين العبد على تلمّس مصالحه
ومفاسده الشخصية (الحكمة العملية) ليكون سيره في جزئيات أموره على
صراط مستقيم » إضافة إلى أصل سيره في الحياة وهو ما نطلبه في كل ركعة
من صلاة نافلة أو فريضة » وذلك خلال قراءة سورة الفاتحة .
۹ الور ل بان هی ر الا ی أو انچ فق
لستر ظلام الليل » وفُسّرت (التقوى) بأنا وضع النفس في وقاية ما اف
منه» وعليه فإن مَّن أهمه الله تعالى هذين الأمرين بمقتض قوله تعالى
اهمها فَجُورَمَّا وَتَفَوَاَا) فقد أوجد المقتضي من ستر الوقاية » وأزال
المانع ما يشق ذلك السترء وهذا هو أساس الكمال خلافا :
e
لمن رفع الحصانة عن نفسه بترك التقوى »أو هل يضمن عدم -
استيلاء الشياطين على مملكته؟!
-١ لعل السر في تقديم الفجور على التقوى في عام الإهام
«فألْهَمَهَا فْجُورََا وَنَفوَاّا) هو أن التخلي من الرذائل مقدم على التحلي
بالفضائل » أضف إلى أن فجورية الفجور تمجّه الفطرة السليمة من دون
تأقل» ومن هنا كان وزر فاعل الفجور أعظم من تارك التقوى» إذ إنه
خالف ماهو المغروس في الفطرة والوجدان!
وهذا هو الذي حصل لعاقر الناقة إذ إنه تحذى القدسية الربوبية المتمثلة
بالناقة المرسلة فهتكهاء ولم يكن الأمر جرد خالفة عملية لخلبة ميل أو
هوی » ومن هنا كان العذاب النازل عليه وعلى قومه أيضاء عذابا نادرا ميزا
في الشدة والشمول!
-١ إن كل من في الوجود يسعى نحو الفلاح بنظره» ولكن المشكلة
في التطبيقق عند تعيين المصاديق » فالبعض يراه في :
- متاع الدنياء كقوم قارون يا ليت لتا مل ما
لدو حَظٌ ءَي .
ء
1
۴
ون قارون انه
.۷۹ سورة القصص :الاية )١(
- العلم الذي يحقق الذات»ء كقوله تعالى عن الذين سخروا
علمهم للظفر بمتع الدنيا قر حُوا ب عِندَهُم م ايلم" .
- تكاثر امال والأولاد أ0 أَكَيٌ منك مالا وَأعَرْ را4 .
- السلطان والاستعلاء على الغبر #وقد فلح يوم مَنِ
انَل 4"
ولكن القرآن الكريم بختم هذا النزاع بحصر الفلاح ب من تزكّى) لا
من اسَعْل !
١ _ عندما يذكر القرآن الكريم الفلاح المترتب على فعل الخير » فإنه
يذكره بصيغة الترجي «وَافعَلوا اير لَعَلَكُمْ تُفْلِحُونَ 4 الفلاح
ا مترتب على التزكية فقد ذكره بنحو التحقيق قد أفلَّحَ من رَكَامَّا)
ومن ذلك يعلم الفرق بين العمل الجوانحي والجحوارحي » فنسبة 0 إلى
الثاني كنسبة الجذور إلى الأغصان؛ أي إنه إذا وجد الجذر السليم نبتت
الشجرة البانعة » ويؤيده الحديث النبوي : «نية المؤمن خير من عمله»“!
۳ - إن القرآن الكريم عندما يطلق القول» فإنه يريد معنىًّ شاملا »
.۸۳ سورة غافر :الآية )١(
(۲) سورة الكهف : الآية ٤ .
(۳) سورة طه : الآية .٦٤
.۷۷ سورة الحج :الآية )٤(
)( بحار الأنوار : ج ۷٤ ص .٠۷۸
ما لم تقم القرينة على خلافه» فمثلا : إطلاق الإيمان والعمل الصالح في
الآيات الكثيرةء يقتضي الإيمان والعمل الصالح بشموله وتمامه» وهكذا
نقول في هذه الآية الكريمة َد أَفْلَحَ مَن رَكامّا) فإنا تقتضي أيضا التزكية
الشاملة سواء في بعد: العقائدء أو المشاعرء أو الأفعال؛ وهي أبعاد
الوجود الثلاثة.
وما يؤيد ذلك أن الفلاح المذكور هنا ذُكر أيضا في قوله تعالى قد أَفكَحَ
الُوْمنون ثم يُفْصل بعدها صفات المؤمنين با يشمل ترك اللغو الذي قد
يراه البعض أمرا تكاملياً غير لازم » ما يدل على سعة دائرة الالتزام لمن
يريد الفلاح .
٤ - إن عملية التزكية هي عملية اختيارية يقوم بها العبد من تلقاء
نفسه» وإلا فلو كان الأمر جبرا لانتفت حكمة الثواب» وقد روي عن
الإمام الصادق ## أنه قال :«إنك قد جعلت طبيب نفسك» وبين لك
الداء» وعرفت آية الصحة» ودللت على الدواء؛ فانظر كيف قيامك على
نفسك»'"'!
ولكن مع ذلك فإنه ينبغي للعبد أن يدعو دعاء حثيثاً » ليعينه الله تعالى على
نفسه لنفسه» وعلی عدوه لنفسه» فقد روي آنه کان رسول الله ڪل إذا قرأً
هذه الآية َد أفلَحَ مَنْ رَكًاها) وقف ثم فال : «اللهم!.. آت نفسي
(۱) جامع آحاديث الشيعة : ج ٠١ ص٦٤۲ .
تقواها» وزكها أنت خبر من زكاها» أنت وليها ومولاها»".
ويؤيد ذلك قوله تعالی وولا قصل اله عَلَيْكُمْ وَرَحَته ما رگا نگم مَنْ
أَحَدٍ بدا وَلَكِنٌ الله يرَكَي مَّن ياء" ولا منافاة بين تزكية العبد لنفسه
وتزكية الله تعالى له » كعدم النافاة في تحقيق فعل » بين عمل الُعين والُعان!
0 - إن التعبير عن إصلاح النفس بالتزكية » فيه نوع حت وتحضيض
لمن سار في درب المجاهدة» فإن ثمرة هذا الجهد هي التنمية والتكامل›
لا التنقية من الشوائب فحسب» كما في قول آمير المؤمنين إ4 في ربط العلم
بالزيادة : «العلم يزكو على الإنفاق"" !
وبعبارة أخرى : فإن المزكي لنفسه إنها هو يضفي على نفسه كالاً يرتضيه»
لا أنه محرمها لذة يشتهيهاء» فما أوجب للبعض ترك هذا السبيل هو الخوف
من الحرمان» والحال أنه لو تحقق حرمان في البين لكان ذلك في سبيل
التكامل» وهو أمر يستحق معه ترك بعض التع العاجلة من أجل الكمال
الدائم .
والملفت هنا أن أهل الدنيا طالما تحملوا حرمان شيء لحيازة ما هو أفضل ›
فلم لا نعتبر بهم في هذا الأمر؟!
- إن هناك بونا شاسعا بين بذرة نامية يرى زارعها نموها يوما
(۱) بحار الآنوار : ج۲٩ صض۲۲۰.
(۲) سورة الور : الآية .٠١
(۳) بحار الأنوار : ج ۱ ص۱۸۸ .
فيوما إلى أن تؤتي ثمارهاء وبين بذرة مدفونة أخفاها صاحبها في التراب إلى
أن تلفت قبل خروجها من الأرض .
وهذه هي حالة من سلك غير سبيل التزكية والتي عبر عنها في قوله تعالى
#وَقذ حاب مَن دَسَاًَا) فهو أخفى أمانة النفس في قبر الشهوات
والأهواء» كا أخفى الجحاهليون أمانة البنات في التراب كا قال عنهم تعالى
اَم يدس في الاب فصار التعبير بالدس في كليهما واحداء وكأن مَن
وأد نفسه وبنته في مستوى متقارب في جوهر الإجرام» وإن لم يكن الأمر
جليا بالنظرة الأولى.
والملفت هنا تكرار كلمة (قد) في مورد الفلاح والخيبة › للاعتناء بالحقيقتين
على حل سواء- في توجه القَسَم إليها
۷ - إن الذي حقق في نفسه مفهوم (الدس) بدلا من التزكية ؛ قد
يحقق إناء على غير ما يقتضيه الطبع السليم ؛ ومن هنا يُصاب بالخيبة
والإحباط!.. فقوله تعالى #خابَ# تظهر هذه الخيبة عندما يرى أثر هذا
الدس والإخفاء يوم القيامة» وقد يكون من هذه الطائفة مَنْ وصفهم
القرآن الكريم بقوله الَذِينَ صل سيم في ا اة الدَنْيا وهم سبو آم
ينون صنعًا4".
وكم الفرق بين مَنْ يفاجاً بالفيبة يوم القيامة» ومَنْ يستشعر الفلاح في
.٥٩ سورة النحل : الآية )١(
.٠١ ٤ سورة الكهف : الاآية )۲(
الدنيا قبل الآخرة!
کیت مود وطغونها © إذ اعت مها ا قال هي رول آله
قاسقا 2 فَكدبوه روما دمم عه ربهر
COXESHO ES
۸ - إن المعصية الكبرى المستلزمة للخلود في النار هي الكفر» وهذه
المعصية قد لا تصدر من العبد دفعة واحدة» فالتاريخ مليء بصور الارتداد
من لا حتمل في حقهم ذلك» ومنشأ ذلك ال معاصي الجوارحية ؛ فإنها تتراكم
إلى أن تطمس على بصيرة العبد في أصل إيمانه با لخالق المتعال!
فعاقر الناقة كان (شقيا) أولا بارتكاب ال معاصي » ثم صار (الأشقى) بتحدَيه
هبة السماء ورسالة الأنبياء» فصار طغيانه سببا لتكذيبه» وهو ما تفيده
سببية الباء في قوله تعالى كذَبّتْ كَمُود بطَغْوَاهًَا).
ا
كبوا بایاتِ الله وَگانُوا با يَسْسَهَروُون)"' في هذا السياق أيضاء فا معاصي
تحققت بالإساءة أولا» ثم ساقتهم إلى الكفر بالتكذيب انيا .
4 - إن الخائب من العباد هو ذلك الذي أخفى نفسه في ظلمة
التراب كوائدي الجاهلية ؛ ولكن الأمر لا ينتهي عند هذا الحد» فيا ليته
(۱) سورة الروم :الآية .٠١
انطمس ذكره وأثره!.. بل إن طغيانه صار مقدمة لإنبات شجرة خبيثة
ظاهرة غير خفية » فكان التعبير عن هذه الجريمة بقوله تعالى إذٍ انبعت
أْمَاهًا) فتحقق ما يو جب الشقاء في العلن لا بنحو الدس.
والتعبير بالانبعاث قد بغز بشي ء من التحدذي والعزم› على مواجهة
الرسول الذي حذّرهم من المس بناقة الله تعالى .
- إن كل المخلوقات في هذا الكون منسوبة إلى الله تعالى بنسبة
ا مخلوقية -ومنها كل نوق الأرض- ولكن ناقة صالح 9 شرّفها الله تعالى
بتشريف إضافي فنسبها إلى نفسه» ك هو الأمر كذلك في : حجارة البيت
وقميص يوسف وتابوت موسى عليه| السلام ؛ ومن هنا كان التعرّْض ها
بالعقر موجبا هذا العذاب الأليم.
هذا کله في حيوان خصّه الله تعالى بالعناية » فكيف بالعبد الصالح الذي هو
بنیان الله تعالى في الأرض › کا عبر عنه؟!
١ إن الذي تورط بقتل الناقة بلغ غاية الشقاء حيث قال تعالى إِذ
انبعت أشقاها) ومنه يُعلم أن المعاصي تراكميّة إذا بلغت الأوج في عالم
(الأفعال) وبلغت الحناية الأوج أيضا في عام (الآثار) وهو ما نراه في كبار
فراعنة التاريخ!
ولكن ينبغي الالتفات هنا إلى أن الآخرين من قومه رضوا بعملهء وإن م
يفعلوا فعله» فعمَّهم بنفس البلاء؛ لأن العقر وإن صدر من واحد إلا أن
الآية تنسبه إلى الجميع «فعَقَرُوهًَا) كا وصفهم أمير المؤمنين 0 :
«فعمهم الله بالعذاب » لما عموه بالرضا»"“ كا أن الرضا بعمل قوم
صالحين يوجب مشاركتهم في الأجر أيضا.
ومن هنا لزم الجذر من خالطة الجبابرة أولاء والرضا بعملهم ثانياء
والتأسي بصفاتهم ثالثا .
_ إن القرآن الكريم دأب على ذكر الأمثلة الحسية من الأشياء :
كالمشكاة في بيان نوره» وكإنزال الماء من السماء إلى الأرض في بيان مَثل
الحياة الدنيا» تقريبا للمفاهيم التي يراد إيصاها إلى الناس .
ومن الأمثلة المذكورة في هذه السورة- لمن خرج عن جادة التقوى بل سلك
سبيل الفجور-هم قوم ثمود» وذلك لأنم تركوا التزكية فوقعوافي معصية
عقر الناقة » بيا أوجب التحدي لآية من آيات الله تعالى وهي الناقة المرسلة›
وهو بدوره أوجب نزول لعذاب المطبق عليهم › والذي سواهم بالأرض
دمم عَلبهم رمم ينيهم سراما .
۳ - إن من موجبات الارتداع عن المنكر هو التأمل في عاقبة الأمور›
وإنہا -على خيرها وشرها- بعين الله تعالى » وهو الذي يمهل ولا مهمل!..
والغريب أن الإنسان لا يتعظ بالأقوام السابقين فيكرر ما يوجب الهلاك»
ولو ن عاقر الناقة تأمّل في عذاب مَن أهلكهم الله تعالى من الأمم السابقة ؛
لما تحدی نبی زمانه.
(۱) بحار الأنوار : ج ٩۷ ص٥٠.
هذا إذا جعلنا الفاعل في ولا حاف عقَبَامًَا€ ذلك العاقر» ولكن من
الممكن إسنادها إلى الله تعالى » بمعنى أنه تعالى لا يخاف من إنزال عقوبته
على المعاندين -خلافا ملوك الدنيا الذين يخافون من عاقبة انتقامهم من الغير
لاحتمال انقلاب الدائرة عليهم يوما ماء كا وقع كثيرا لبعضهم!
وال القن ایر
ANOR OREELORIPSETHO)
E Oa OFA TO E
KO
١ - إن ذكر (الليل) تكرر في ثلاث سور متتالية وهي : سورة الشمس
وسورة الليل وسورة الضحى بتعابير متشابة » فذكرت «وَالليْل ذا
یعْسَامَا)' «وَاللَبْلٍ إا ْکی€ الل دا سَجّی 4 وقد جاءت بقید
الغشيان في سورتين » وحينئذ اخثّلف في متعلق الغشيان بين مَن يقول :
- إنه يغشی النهار» مؤيدا بقوله تعالى عشي اليل النَّهار4 .
- إنه يغشى الشمس» لقوله تعالى #وَاللَيْل إذا يغْشاها4” .
- إنه یغشی کل شيء یواریه الظلام» لقوله تعالی ومن شر
.٤ سورة الشمس :الآية )١(
.۲ سورة الضحى : الآية )۲(
. ۵٤ سورة الأعراف : الاية » ١ سورة الرعد : الآية )۳(
.٤ سورة الشمس :الآية )٤(
ولعل السر في التأكيد على الليل -داخلا في سياق القَسّم بهذه الوجوه
المتكررة- هي الإشارة إلى عظمة الصنع › إذ إن تعاقب الليل والنهار هر
ثمرة تقليب أجرام عظيمة كالأرض والقمر » أمام جرم عظيم كالشمس .
والمقصود هنا هو الإلفات إلى اليد المقلبة هذه الأجرام» وهو ما دعا إليه
تعالى بقوله وهو الذي جَعَل اليل وَاللَّهارَ خِلمةَ لمن أرا أوآن:
أراة شكُورا" وأثر هذا التعاقب هو تبدل طبيعة الزمان» حركة في النهار
وسكونا في الليل» ذلك السكون الذي هيا راحة للبشر تارة» وفرصة
للخلوة مع الله تعالى » > كا هو حاصل ساعة الأسحار إذ #وبالاًشحار ه
يَسْتَعفِرُونً) .
۲ - احتار البعض في وجه الإتيان بالفعل المضارع الُسند إلى الليل في
هذه الآية ًاليل إذا يغْشى) وني آية أحرى «وَاللَيْل إذا يَغْشاها 4
والدال على E EET eT النهار اف
الاضي في كلا الموردين أيضا «وَالتَهار إا € «وَالتَهار إا جلا 4ا“
فقيل :
کا
و
.۳ سورة الفلق :الآية )١(
(۲) سورة الفرقان : الآية 1١ .
(۳) سورة الذاريات : الآية .٠۸
)٤( سورة الشمس :الاية .٤
)٥( سورة الشمس : الآية ۳.
- إن ذلك قد يحون إشارة إلى زمان البعثة ؛ حيث ظلمة الحاهلية
مستمرة في حلكتهاء ولا يخفى ما فيه من التأويل .
- إن الفعل الماضي بعد (إذا) الشرطية يفيد معنى المضارع ›
وقيل : إن أصله (تتجلى) .
- إن الأصل في الوجود هي حالة الليل -وهو انعدام ما يحقق
النهار من النور- فكأنها هي الحالة السارية المستمرة ويؤيده
قوله تعالى بغي اللي الّهار بطل حثيعا) وكان الليل هو
الأقوى» والذي يطلب النهار باحثا عنه بحثا حثيا.
والدرس المستفاد من هذه الآية وأمثاها : أن القرآن يتعمد الإبهام في بعض
الموارد -رغم أنه كتاب مَيسّر للذكر- تحريكا للأفهام البشرية إلى درجة
أوجب حيرة كبار العلماء ا لمفسرين!
۳ بعد أن أَقَسّم الله تعالى في هذه السورة بالليل والنهار» أقَسَّم
بذات الباري (وما خلق) بناء على أن المراد بالموصول ذاته المقدسة» أو أن
المراد به هي قوته الخالقة » وكا في سورة الشمس والتي وردت فيها (ما)
الموصولة لاإشارة إلى الحقيقة نفسها #وتفس وَمًَا سَواهًا)"".. فكان
العطف بالقَسم بالخالق » على القَسم بالمىخلوق في أكثر من مورد» للدلالة
على أن التأمل في الخلق » طريق موصل إلى خالقه.
.٥٤ سورة الأعراف : الاآية )١(
.۷ سورة الشمس :الاآية )۲(
ومن هنا تحقق الوعد الإهي بإراءة آياته من خلال الآفاق والأنفس كا في
قوله تعالی سريم آیاتتا في الاقّاق وني ا
اصطلاح المنطق بالبرهان (الإني).
ومن الواضح في أقسام هذه السورة : الإشارة أيضا إلى الآية الآفاقية المتمثلة
بالليل والنهار » والأنقسية المتمثلة بالنفس .
٤ - عندما وصل القَسّم إلى الخالق -بعد القَسّم بظاهرتي الليل
والنهار- فإنه تعالى جعل الذكر والأنشى متعلقا لبديع خلقته» وهذا الجعل
MWe A. ة
نفهمٌ) ' وهو ما يعبر عنه في
من البشرء أو خصوص الزوجين المعهودين وهما آدم وحواء؛ فإن فيه
إشارة إلى خلقة أصل الزوجين وهي من أعقد ظواهر الوجود من جهة :
- التدبير الإهي في الجمع بينها بتخلل الغريزة تارة» والأسباب
التكوينية الأخرى بها يذهل الألباب.
- مراحل الخلق المذهلة » إذ لا تناسب أبدا بين مادة الخلقة الأولى
كالنطفة » وبين ما يخرج أخيرا خلقا سويا!
وهكذا الذي قلناه مجري في كل أزواج الوجود» من باقي أصناف الحيوان
أو النبات .
٥ - إن عمل بني آدم على وجه الأرض موصوف بأنه (سعي) وهو
. ٥۳ سورة فصلت : الاآية )١(
الذي يطلق على المشي السريع » ولا يخفى ماني هذه الكلمة من إشعار ببذل
الجهد الجهيد سواء في طريق الخير آم الشر» ومن هنا تعددت الآيات التي
تطلق تعبير السعي على عمل الإنسان في هذه الدنياء والموصوف أيضا
بالتعدد والاختلاف في طبیعتهاء لقوله تعالی إن سَعْيْكُمْ لّسّی) وهذه
الآية هي مصب الأقسام الثلاثة في هذه السورة.. ويشير إلى هذه الحقيقة
أیضا قوله تعالی أَقَمَن کان مُومتًا كَمَّن كان قاسقا لا يَسْتَوُونَ 4" .
والتأمل في هاتين الحقيقتين أعني السعي البشري وتشتته» يفيد أنه لابُد
للعاقل -لعلمه أنه باذل جهد شاء ذلك أم أبى- أن يجعل هذا الجهد في
سياق رضا خالقه مصداقا ل أعطی وانقی) لاني سبیل سخطه» مصداقا
لبجل واشتَعْنی) وإلا صدق في حقه عامل اصِبةً4".
ومن المعلوم أن طرق الخير متعددة بعدد نفوس الخلق » وكل ميسّر لا خلق
له أو ليس مقتضى الحكمة بعد ذلك أن يجعل العاقل سعيه في أقرب
الطرق الموصلة إليه » وهو معنى (الصراط المستقيم) الذي يمثل قرب خط
بین نقطتین؟!
- إن الإعطاء قد ذكر في هذه الآية لمن أعطى مطلقاء ولكنها
ملحوقة بالتقوى » وعليه فإنه من الممكن تفسير الإعطاء أيضا بغير الإعطاء
الاي » كإعطاء النفس حقها في طاعة الله تعالى » وهو تعبير وارد في العرف
)١( سورة السجدة : الآية1۸.
(۲) سورة الغاشية : الآية ۳.
أيضا حيث يقال : فلان أعطى طاعته لفلان» وإن حصرها البعض
بالإعطاء المالي بقرينة ذكر المال والبخل به لاحقا.
ومن الملفت : إن الآية قرنت العطاء بالتقوى » فإن الإعطاء المغمر هو ما كان
في جو التقوی » ویؤیده قوله تعالی إت قبل الله مِنَ القن 4".
۷ إن هذه السورة تؤكد على حقيقة لابد من تحققها في عالم العمل
ألا وهو اللإعطاء المالي «أعطی واتقی) أو الأعم» كا تؤكد على حقيقة
أخرى لابُد من تحقفها في عام الاعتقادء ألا وهو التصديق باليوم الآخر
المستفاد من قوله تعالى «وَصدَق بالُشنى) الُمْسَرة بالودة الحسنى المنطبقة
على يوم القيامة » كا عَبر عنها أيضا في آية وكا وَعَدَ اله انى ي"
و#ولين رُجِعْتُ إلى ري إن لي عِندهُ تى" وله جراء
شتی 4 .
ومن المعلوم أن مجموع هذا الاعتقاد» مع الجري على مقتضاه من الإنفاق
ا مالي وغيره» لمن موجبات السعي المحمود» في عالم كان السعي فيه شتى!
۸- لا يخفى أن عالمنا هذا تجري فيه قوانين عام الأسباب» وهذا لا
يناني أن يكون التوفيق الإهي أيضا من ضمن هذه الأسباب› والذي
.۲۷ سورة المائدة : الآية )١(
.٠١ سورة الحديد : الآية » ۹١ سورة النساء : الآية )۲(
.٠١ سورة فصلت :الاآية )۳(
.۸۸ سورة الكهف : الاي )٤(
يتوقف على وجود أرضية مهيئة من العبد نفسه.. وهذا التوفيق هو ما وعد
به الحتى المتعال عندما قال لِفَسَنيسَره لِليلرى) فالتيسير هي التهيئة
والإعداد» وأما اليسرى فمُفسّرة :
- بالخصلة التي فيها يسر من غير عسر؛ بمعنى التوفيق للأعمال
الصالحة بتسهيلها عليه من غير تعسير .
- بجعله مستعدا للحياة السعيدة عند ربه في الجنة» بسبب
الأعمال الصالحة التي يأتي بها؛ وهذا هو الأنسب إذا فسرنا
الحسنى بالحنة .
ا و ا ل ی ی
رب العالمین : فیری الخیر محببا إلى نفسه لقوله تعالى #وَلَكِنٌ الله حب
إلَبكمْ الإت ي" E
لّذِينَ اموا بالْقَوْل القّابتِ في ايا اا4 نافيا عنه كل خوف وحزن
آلا إ إن أَولیاء اله لا حَوْف عَلَيْهمْ ولا هم كر تون إلى درجة نزول
الملائكة المسددة» كا وقع في معركة بدر يْمْڍذكم ربگم بحَمْسَة آلافِ م
اللانكة مسر َ4 .
.۷ سورة الحجرات : الآية )١(
.۲۷ سورة إبراهيم : الآية )۲(
. 1۲ سورة يونس : الآية )۳(
. ٠١١ سورة آل عمران : الآية )٤(
وفي المقابل فإن أمور الخير مُعسّرة على المكذب بالحسنى : فيرى ثقلا عند
القیام إلى الصلاۃ وھا لكي إلا على ااشیین4"' بل كسلا فيه وَإذا
قامُوا إلى الصلاة قامُوا کسالى)'" ونفورا من ا لجهاد ما لَكُمْ ِا قي لَكُمْ
انفرُوأني سيل اله انفلم إلى الأ ضٍ )4 .
وعليه » قلا ينبغي للمؤمن أن يعول على سعيه فحسب » فالتيسير والتسديد
الإلهي هي كلمة الفصل في هذا المجال -وإن لم يلحظه العبد- وخاصة مع
الالتفات إلى أن الله تعالى جعل متعلق التيسير ذات العبد لا فعلهء فكانت
الذات برمتها ميسّرة لكل خير «فسَنيسره إلى درجة يصفها الإمام
الباقر 4# قائلا : لا بريد شيعا من الخبر إلا يسره الله له»"“ .
٠١ إن هناك مناسبة واضحة بين «مَنْ أعطى رَانّقّى) وبين
«فسَيْسَرَةٌ لِلْيْرى) إذا جعلنا التيسير بمعنى : فتح طريق الخير للعبدء
وذلك لأن مَن يشر الأمر لعباد الله تعالى بالإنفاق عليهم » فإن الجائزة
العجلة ستكون من جنس عمله في الدنيا ألا وهو التيسير الإهي له أيضا
من باب (ارحم ترحم)!
ومن هنا تعددت الروايات الدالة على آثار الصدقة من : دفع ميتة السوءء
.٤٥ سورة البقرة : الآية )١(
.٠٤١ سورة النساء :الآية )۲(
.۳۸ سورة التوبة : الآية )۳(
.۳۷٣ص ٠١ مجمع البيان :ج )٤(
وإطالة الحعمر» وتوسعة الأرزاق» والمباركة في المال والولدء إضافة إلى
الجزاء الأخروي المعلوم .
١-إن من السات البارزة لأهل الباطل بعد التكذيب
الاعتقادي هي : حب الدنياء وطلب الغنى فيهاء ثم البخل بجمع المال
وادخاره.
وعليه» فمن كانت فيه هذه الخصلة» فهو مشترك مع الكفار في سمة من
أهم ساتم وإن بلغ من الإيمان ما بلخ » فطبيعة الاعتقاد بالله واليوم الآخر
تقتضي : الزهد في الدنياء وحب الإنفاق فيها طلبا للتيسير لليسرى.
ومن الملفت : أن الله تعالى يصف صاحب الال بوصف الترذي في طريق
اللاك » أو ني حصوص إطباق جهنم وما بغي عَنه مال إا ردّى) وني
ذلك كال التحقير فكان مثلّه كمثل دابة ترذت من أعلى الجبل » بل هو
أضل منه كا في آية أخرى!
ن عا لدی ا ون کا اک والڈرک ا ریک تا کی اک
صلا الان ك )لذ ی كدب وتو ر وسیجسا لن )لی
EES رک ا مالکد عند من تة کرک ا اناه وجو ری آل
Os
۲ - إن الله تعالى قضى على نفسه -تفضلا لا إلزاما- هداية الخلق كا
قضى على نفسه رزق العباد» وجاء التعبير في الموردين ب(على) وكأن الله
تعالی جعل شيئا على عهدته » كا يلتزم الإنسان بوعد قطعه على نفسه وذلك
ني قوله تعالی ِن علي لدی و وما ِن داو في الأَرْض إلا عل الله
رزقها».
ومن الممكن تفسير هذه المداية المذكورة في هذه السورة وغيرها على نحو :
- إراءة الطريق مع ترك الاختيار للعبد» كا يفهم من قوله تعالى
لعل اله قَصدٌ السّبيل وَمِنها جائِرٌ4 ونا هَدَيناه السبي
إا شاكراً وما كَمُوراً4"" طبعا مع إشراك الأنبياء بإذنه تعالى في
هذه الهداية التشريعية لقوله تعالى ونك لََهُدِي إلى صراط
منتقيم )4 .
- الإيصال إلى المطلوب : ففي الدنيا يتحقق الإيصال إلى الحياة
الطيبة » وفي الآخرة يتحقق الجزاء الأحسن كا في قوله تعالى
من عمل صااً من دَگر أو اى وهو مُؤمِنٌ فََنْحْيَهُ حَياة
ية وَلَتَجُرِيَهُمْ أَجْرَهُمْ بأخسَنِ ما كاو يَعْمَلُونَ4” فكان
تعامله هذا (أي الإيصال إلى المطلوب) مع خاصة خلقه
كتعامله مع عامة خلقه (في إراءة الطريق) حيث «أعطى كَل
.1 سورة هود :الآية )١(
.۹ سورة النحل : الآية )۲(
.۳ سورة الإنسان : الآية )۳(
.٥١ سورة الشورى :الاي )٤(
.۹۷ سورة الننحل : الآية )٥(
NE EIT o3
ومن المعلوم أن انتساب هذه المداية المحققة إلى الله تعالى- سواء بمعنى
إراءة الطريق أو الإيصال إلى المطلوب- لا ينافي انتسابا إلى خلقه أيضاء كما
في باقي موارد تخلل الأسباب بين الصانع والمصنوع.
ت 2 مر
۳ إن آية #وإن لتا لَلأَخرَةَ وَالأولَ الدالة على ملكية الله
ومالكيته للوجود موجبة :
- للعزة إذا فشرناها بمعنى : إن لله تعالى ملك الدنيا والآخرة»
فلا يضرّه تكذيبكم بيوم الدين والبخل بيا أعطاكم » فهو امالك
والملك لكل مافي الوجود.
- لحت المؤمنين على الطاعة والإنفاق إذا فشرناها بمعنى : إن لله
تعالى ملك الدارين » فيعطي منها ما يشاء لمن يشاء» فمن
أراد الدنيا فعليه الرجوع إليه» ومَّن أراد الآخرة وجب عليه
ا
ذلك أيضاء ومن هنا نطلب منه تعالى حسنة الدارين #ربًتا آيتا
في الذي حَسَتَة وني الاآَخرَة حَسةً.
٤ - إن حصر (صلي النار المتلّظية) بالكافر هو حصر بقيد لا مطلقاء
فالمراد من آية لا يَصلاهًا إلاً الأشمَّى) إن هذه النار بقيد الاستمرارية
واللزوم المستفاد من #يَصلى) خاصة بالمتولي الكاذب وهو الكافر الذي
.٠١ سورة طه : الآية )١(
.٠١١ سورة البقرة :الآية )۲(
جمع بين التكذيب اعتقاداء والإعراض عن شريعة الله تعالى عملا ؛ وهذا لا
يناني أن يكون عذاب النار -لا بصفة اللزوم والخلود- متوجها إلى عصاة
المؤمنين » كا يفهم من قرائن كثيرة من الكتاب والسنة.
وبعبارة أخرى : فإن الآية بصدد المقابلة بين طائفة مكذبة » وأخرى متقَية
منفقة » وليس المقام مقام ذكر الطائفة المتوسطة ؛ وهي المؤمنة غير المتقية .
- إن التعبير بالأشقى) ما يسوق العباد إلى التأمل في صفات
الأشقياء بل أشقى الأشقياء والمقارنة بين أنواع الشقاء» فالبعض يرى أن
الشقاء في الحرمان من المال أو سقم البدن أو فقد الأحبة؛ ولكن القرآن
الكريم يرى أن الأشقى مَن كان ماله إلى النار المخلظية!
ومن هنا ذكر علي ا هذه الحقيقة قائلا : «ما خير بخير بعده النار » ولا شر
بشرّ بعده الحنة!.. وكل نمیم دون الجنة محقورٌء وكل بلاءِ دون النار
عافية»' .
- إن المعايير الإهية في تمييز الشقي من التقي تختلف عن المعايير
TT e
النار» وهنا تذكر الآية أن التقي الأعظم «وَسَيْجَبها الأنقّى) ليس مَن
ولا يخفى ماني التعبير بصيغة التفضيل من فتح جال المسارعة إلى اخيرات »
(1) نهج البلاغة: الحكمة ۳۸۷.
فإن العاقل لا يقنع بسقف عدود من التقوى» بل يخوض مضبار السباق
الأعظم ليكون في القمة أو ما يقرب منها .
۷ إن الخلاص من النار مرهون بعمل العبد -وخاصة بالإنفاق
المذكور في هذه الآيات- ولكن لا ينبغي التعويل على جهد العبد» فقد
يرتكب في لحظة من لحظات الخفلة معصية بغير عذر فتوجب له دخول
النار» ومن هنا فإن الله تعالى نسب التجنيب إلى نفسه وَسَيْجَيّها الأنقّى 4
ولو بصيغة المجهول.
وليُعلم أن كلمة النار وردت هنا بصيغة النكرة تارًا) للدلالة على
عظمها» وكلمة «تَلَظّى) جاءت مضارعة للدلالة على استمرار توهج
هذه النار بلا انقطاع!
۸ _ إن إعطاء المال في هذه الآية مقرون تارة بالتقوى وتارة بقيد
يَرکًی€ وهذا القید قد یکون بیانا :
- لحالة المتزكي بمعنى : أنه يقوم بهذا العمل ناويا أن يطهر نفسه
من حب الدنيا مثلا .
- للنتيجة الحاصلة من الإنفاق بمعنی : : أن التزكية بالنسبة
للمُعطي المتقي حاصلة له قهرا وهو ما يستفاد من قوله تعالى
لخد من أمُوَاليم صَدة هرهم م ونرکیهم با" .
٠١٠۳ سورة التوبة : الآية )١(
ومن المناسب الالتفات إلى التعبير بماله في قوله تعالى «يُوّتي ماله فإن
ملاك المجاهدة والترفع عن المال هو الإنفاق من المال الشخصي » لا أن يحت
الإنسان غيره فيستأذن منه في إنفاق ماله » كا يتفق في مشاريع الخير والحض
على طعام المساكين .
4 - إن لحن الخطابات القرآنية تابع لحكمة بالغة» فكل انتقال من
الغيبة إلى الحضور أو العكس إنما يتبع غرضا يريده المتكلم الحكيم » فالآية
-مثلا انتقلت من الحديث مع الغائب إلى الحديث مع الحاضر في قوله
تعالى «فَأندَرَنْكُمْ تارا َلَطّى) فهذا هو المناسب لاإنذار » إذ إن التخويف
إن يصبح جادا إذا توجّه للمخاطب مباشرة ولكن في آية إلا ابَعَاء وَج
رَه الأعلى) انتقلت إلى الحديث عن الغائب وهو الأنسب لعظمة مقام
الربوبية » فإن مدح ذاته المقدسة لا يحتاج إلى حضور حاضر أو استماع أحد»
فهو المثني بنفسه على نفسه ولنقسه» وخاصة مع التخصيص بذكر صفة
العلو!
٣ إن الذي يصرف وجه العبد عن غيره» فلا يرى لأحد عنده
نعمة تجزى» إنا هو لرؤيته ذلك الوجه الذي يطغى جاله على كل وجه
هالك ما هو دونهء فلا بجد بعدها كثير معاناة في أن يصرف وجهه عا
سواه» وأن لا جد مؤثرا في الوجود غيرهء وهذه المعاني كلها مندرجة في
قوله تعالی إلا ايعَاء وجو رَه الأعلّ4.
وقد تكرر ذكر الوجه في آيات عديدة» منها ما في هذه السورة وغيرها
ویمکن تفسیره بأحد تفسیرین :
- إن الوجه من كل شيء ما يستقبل به الغيرء وهذا الوجه
متناسب مع طبيعة ذلك الثيء : ففي الإنسان هو ذلك النصف
المقدم من الوجهء وني الله تعالى حيث لا تعيّن ولا تاين » فإن
وجهه یتجلى من خلال ما يواجه به العباد» کآثار صفات الذات
كالسمع والبصر» وصفات الفعل كالخلق والرزق .
- إن المراد بالوجه هنا أمر خارج الذات» لكنه منتسب إليه بنحو
من أنحاء الانتساب» فيكون قصد ذلك الوجه قصدا للذات
بإذن منه» وهو المتمثل بالأنبياء والأوصياء والأولياء .
١ إن إنفاق المتقين خحالص من كل شائبة -حتى الشرك الحفي منه-
إذ قد تجسن أحدهم للغير مقابل إحسان سابق » فلم يعد الأمر بذلك إِهيا
بل للخروج من ذل إحسان الغير» والحال أن هذا الصنف لا يرى إلا وجه
الرب أولا وبوصف العلو ثانيا ؛ وهما الدافعان له لتمحيض العمل لوجهه
الكريم.
وقد يتساءل أحدهم قائلا : إن الآية تشير إلى أن المنفق الأتقى لا يرى لأحد
نعمة عليه حتى بجازيه عليها وما لاحل عِنْدَه من نِعْمَةٍ زى وال حال أنه
لا يخلو أحد من منة لأحد عليه؛ فكيف نوفق بين الواقع وبين ما يطلبه
المولى عز شأنه؟!.. والحجواب :
- إن هذا الصنف بلغ مرتبة من انكشاف البصيرة بحيث لا يرى
مؤثرا في الوجود إلا الله تعالى » فالغير الذي يأتيه من الخير يراه
من يد مولاه مصداقا لقوله تعالى بيك البر4" المفيد
للحصر .
- أن المراد هنا خصوص ذلك المورد الذي لم بحسن على الأتقى
ولکنه هو أحسن إليه لوجه ربه» لا لوجود نعمة مَنّ بها عليه
ذلك المحتاج» وهذا لا يناي وجود نعمة أخرى من غير مَنْ
أحسن إليه الأتقى .
إن أعظم جزاء يؤتيه رب العالمين للأتقى هو قوله تعالى
لوَلَّسَوْفَ يَرّضى) وهو من سنخ ما يعطيه حبيبه المصطفى ا إذ قد
وعده الله تعالى بعطاء يرضيه والَمْسّر ب(الشفاعة) وهذا هي غاية العطاء أي
استنقاذ الخلق من النار ببركة مَّن خصّه الله تعالى ذا العطاء.
وهذا النوع من العطاء متاح لمن تذكره الآية بمعنى أنه قد يُعطى درجة
تی رجات الفاغ الي برض ا لرن ابا راع توت رابات
الدالة على سعة دائرة شفاعة المؤمن يوم القيامة .
.۲٠ سورة آل عمران : الآية )١(
نوات ناجیہ
STON EEKOLSS |
یالرل © وكَسَر ییک رى © ).
١ إن قسا كبيرا من الأقسام القرآنية متعلق بالأوقات فمنه:
الفجر"" ٠ والصبح"" ٠ والضحى » والعصر" » والليل.. سوى الإشارة
إلى الشمس والقمر المسببين لتعاقب الليل والنهارء ما يدل على عظمة
الوقت :
- فهو من ناحية تتم فيه الأعمال التي بها تعمر مزرعة الآخرة»
وكلا اتسع الوقت وطال العمر» ازدادت المزرعة عطاء
وف
- ومن ناحية أخرى فإن تعاقب الليل والنهار الْسبّبان لتحقق
الأزمان» من موجبات سوق العبد إلى عظمة مدير هذه
(1) و الصْبْح إذا َفس) سورة الفجر :الاية١.
۲ ر البح إ إذا نمس سورة التكوير : الآية ٠۸ .
(۳) لو الْعَصر € سورة العصر : الآية .١
(9) لو اليل إذا يَغْشى) سورة الليل : الآية .١
الأوقات » فإن تكرر التعاقب يسلب الالتفات من صاحبه .
۲ - إن الأقسام القرآنية مترابطة مع مورد القَّسَّم» وإلا كان اختيار
الق به غشوائا ومةه ما ى هده «السور؛ فان الله عمال يق
ب«الضحَى) وهو وقت ارتفاع النهارء› وب اليل إا سَجّى) وهو وقت
تغطية الظلام وجه الأرض؛ وفي ذلك إشعار خفيٌ بأن الذي يقلب الليل
والنهار هو بنفسه يقلب الحول والأحوال» فمن جرج الأرض من ظلمة
الليل إلى وضح النهار؛ هو القادر أيضا على أن يحول قلب عبده
اللصطفى تا ما هو فيه من القلق لانقطاع الوحي عنه #وَدَعَكَ) إلى عالم
N CE O EE
وهو القادر أيضا على إخراج قلوب عموم فا ا إلى نور
الإقبال » فاليد العاملة في الفاق والأنفس هي يد واحدة» يدركها مَن كان
له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد! .
۳ إن التقابل بين الليل والنهار إنها جعل لحكمة بالغة» فهو الذي
جعل الليل سكنا وجعل النهار معاشاء وهو الذي جعل الليل ساجيا
موجبا للسكون أيضاء ثم جعل الضحى مبداً لحركة الكائنات وللخروج
من هذا السكون الذي أحدثه الليل.
فكم يضاد -كا هو الملاحظ هذه الأيام- حكمة الخلق من عكس الأمر›
فجعل الليل جلبة وحركةء وقلب النهار نوما وسكوناء خلافا لما أراده
امولى حيث قال وجَعَلتا َوْمَكُمْ شبات" «وَجَعَلتا النهارَ مَعَاشاً).
٤ - ذهب المفسرون في تفسير قوله تعالى ما وَذَعَكَ ربك وَمَا قل 4
إلى قولين :
- إن الوحي تأخر عن النبي ك بم جعله يعيش حالة الخوف
من أن يكون هذا التأخير لإعراض وقلح من ربه؛ ما وجب له
زيادة الانقطاع إليه .
- إن هذه دعوى أعدائه الذين كانوا لا يتركون فرصة إلا
ويشمتون بالنبي اله » فجاءت الآيات تطييبا خاطره الشزيف
إلى درجة نرى فيها أن ضمير الخطاب للحبيب المصطفى ال
قد تكرّر في هذه السورة ظاهرا ومُستترا قرابة هس عشرة مرة»
رغم أن انقطاع الوحي -على اختلاف الأقوال- كان من ليلتين
إلى أربعين يوما .
٥ إن هذه السورة -بناء على احتمال التوديع والقلى- بعد تأخر
الوحي الموجب لاضطراب قلب الحبيب المصطفى كى وكذا آية # ولو
قول عَلَيْنَّا بَعْص الأقًاويل" والآيات الكثيرة المادحة للأنبياء وخاصة
من كان همم أتباع زمن النبي تب كعيسى وموسى إ4 » لمن الدلائل
)١( سورة النبأً : الآية ۹.
(۲) سورة النبأً : الآية .١١
(۳) سورة الحاقة : الآية ٤٤ .
القرآنية الكافية -لغير المعاندين من الكافرين- على أن القرآن وحي من الله
تعالى » إذ لو كان من عند النبي تاه لما ناسبه مثل هذه المضامين› إذ لا
يعقل التأذي من تأخر الوحي لو کان بيد غير الله تعالى » كا لا يرجح مدح
الأقران إذا م تكن الدعوة إهية!
١ - إن الله تعالى ضين لنبيه استمرار الوحي» فهو من مستلزمات
الدعوة -وخاصة عند وجود شأن للنزول أو سؤال من أحد- ولكن مع
ذلك فإن الله تعالى قطع وحيه عن نبيه باه إلى درجة شماتة الأعداء» أو
تشويش بال النبي ائ -على كلا التفسيرين- ما يهم منه أن الألطاف
الخاصة - كالالطاف العامة أمرها بيد المولى جريا متى شاءء وقد روي أن
النبي كال قال لجبرائيل 9 :
جبرائيل : وأنا كنت أشد إليك شوقاً؛ ولکٽي عبد مأمور وما نتنزل إلا بأمر
ربك "!
فإنزال الآيات ليس عن هوی » كا أن الحبس ليس عن قلى.. ومن هنا لزم
على المؤمن العمل با يناسب زي العبودية دائاء وترك أمر الفيوضات
وزمانها وكمُها وكيفها بيد المعطي المنان .
۷- ينبغي للدعاة إلى الله تعالى أن لا يكون حرصهم على نجاح
الدعوة» أكثر من حرص رب العالمين على ذلك!.. إذ شى عليهم من
«ما جئت حتى اشتقت إليك» فقال
(۱) مجمع البيان في تفسير القران : ج١٠ ص .۷1٤
حول هم فعلية التأثير » إلى شيء من تحقيق حظوظ النفس وإثبات إنيتها
بمعنى رغبة الداعي في هداية الخلق تحقيقا لذاته وتعظي| لنفسه » حتى لو
كان الأمر في ثوب مقدس.
ومن هنا فان الله تعالى لا يبالي أن يقطع وحيه عن نبيه َب وإن استلزم ما
استلزم من تهمة القلى وتوديع الله تعالى له » فهو الذي ولو شاء رَبك لآَمَنَ
ن في الأَرض كُلَهُمْ يا4" ولكن البناء على الاختبار «لينلوكم أيكمْ
أحْسَنٌُ عملا" فمقتضى الأدب في محضر الربوبية » أن تكون عين الدعاة
على أصل الدعوة لا على المدعويين ؛ فإن الله تعالى يخاطب نبيه ا على ما
أعطاه من الملكات والمعجزات قائلا لَك لا بدي مَنْ أخببّت 4 .
۸ - إن دار الدنيا أضيق من أن تتجلى فيها كل المكرمات الإهية لعباده
المؤمنين » إذ إن الدار لا تتسع اء لا أن كرم الله تعالى يضيق فيها.. ومن هنا
قال الله تعالی #وَلَلاَخرَةٌ حر لَكَ مِنَ الأولّ) فإن الله تعالى م يقر في حق
نبيه في دار الدنيا بشيء٠ حيث أمده بكل أنواع الكرامة : فعلّمه ما م يكن
یعلم » وکان فضل الله عليه کبیرا» ورفع له ذکره .
ولكنه تعالى ادخر له جائزته العظمى ليوم القيامة وهي التي يرضيه حق
الرضاء والتي كشفت عنها روايات أهل البيت اء ومنها ما روي عن
.۹٩ سورة يونس : الآية )١(
.۷۷ سورة هود :الاي )۲(
.٥١ (۳)سورة القصص :الآية
الإمام الصادق 9إ حيث قال : «رضا جدي أن لا يدخل التار موحد"
#: «أهل القرآن يقولون: أرجى آية قوله
لفل يا باي الَذِينَ أَسْرفوا على أَنمُيهِمْ لا تَفْتَطوا من رح اّ4 وإنا
أهل البيت نقول: أرجى آية قوله «وَلَسَوْفَ يُعْطِيك رَبك فََرْضى) والله
(r)
إنها الشفاعة ؛ ليعطاها في آهل لا إله إلا الله حتى يقول : رضيت» '.
وما روي عن الإمام الباقر ي :
۹ - إنه لمن الملفت حقاً في هذه السورة» أن رضا النبي ا بالعطاء
الإهي لا يكون في دائرة نفسه وإنما في دائرة الأمة من حيث سعة الشفاعة»
لتشمل أهل الكبائر من أمته!.. وهذا درس لعامة المؤمنين في أن مجعلوا
همهم في ما فيه صلاح الأمة إذ إن طلب المزايا للذات -وهو نوع شرك
خفي- يتنزه عنه خواص العابدين ؛ ولكن طلب المزايا للنوع البشري لا
يعد شركا بل هو من لوازم التوحيد والحب الإهي ؛ لأنه مترشح من حبة
العبد لبسط سلطان الله تعالى في أرضه .
-١ إذا كان حرص النبي اا على الأمة متحققا إلى درجة لا يرضى
معها بغير الشفاعة» وهو الذي تحمّل أذى الأعداء في هذا العمر المديد
مكابدا ومجاهدا ؛ فكيف بالرحة الإهية الغامرة والتي تتفرع منها رة النبي
وآله نه بل رحمة كل مَن في الوجود؟!.. وقد ورد في بيان عظمة هذه
(۲) سورة الزمر : الآية ٥۳ .
(۳) شواهد التنزیل : ج۲ ص١٤٤ .
الرحمة » أا عندما تنبسط في الآخرة فإنه يمتد ها عنق إبليس؛ فأيةٌ رحمة
هذه؟!
-١ إن هذه الآيات يمكن الاستدلال بها على الشفاعة -مع قطع
النظر عن الروايات- وذلك من جهة أن الله تعالى أمره سه في الدنيا
بالاستغفار فقال #وَاستَعْفِر لِذَنبكَ ولِلْمُوْمنَ والُومِناتِ# والاستغفار
هو طلب المغفرة» ومن طلب شيئا فلا شك أنه لا يرضى بالرد وإنا يرضى
بالإجابة » وإذا ثبت أن الذي يرضاه الرسول با هو الإجابة » وثبت من
ناحية أأخرى أن الله تعالى يعطيه كل ما برتضيه ؛ علمنا أن هذه الآية دالة على
ثبوت الشفاعة في حق المذنبين » إذ ليست الشفاعة إلا إجابة الله تعالى لطلب
الشافع .
۲ _ تجدر الإشارة هنا إلى أن رضا النبي عباله منسجم مع الرضا
الإهي :
- فهو كان يرضى بالقبلة ا مكية ؛ ومن هنا قال تعالى عن نفسه
تينك قله َرَصَاها" .
- وكان يرضى بالشفاعة الشاملة؛ ومن هنا قال تعالى عن نفسه
#وَلَسَوف يُعْطيك رَبك قَرّضى) .
وبكلمة جامعة : فإن رضا النبي ميه وإن كان حالة قائمة في نفس
)١( سورة محمد : الآية .٠١
(۲) سورة البقرة : الآية .٠٤٤
: E
a eT
رر ا
لادی درج الى ووج عایکد
فاع )اما ایر فلا تقهز )وما اساپ فلا نهر )وما بنعمة ريك
(OS
۳ - إننا من خلال مراجعة مجمل سير الأنبياء 9 نرى أهم ابتلوا
جيعا با لمحن والبلايا في ختلف مراحل حياتهم » بل كلفهم الله تعالى با لا
يتناسب مع عمل الأنبياء -بعنوانه الأولي- ليعيشوا معاناة الغير با يوجب
الشفقة عليهم » وقد ورد عن الإمام الصادق 4# : «ما بعث الله نبيا قط »
حتى يسترعيه الغنم ؛ ليعلمه بذلك رعية الناس» "" إضافة إلى ما يوجبه من
موجبات شدة الانقطاع إلى الله تعالى» ومن هنا صار البلاء للأمثل
فالأمثل » وصار البلاء للولاء» وصار متناسبا طردا مع مستوى الإيان
ککفتي میزان.
وني كل ما ذكر أيضا تسلية لقلوب أهل البلاء وجب هاء إذ لو لم يكن البلاء
لطفا لا وجهه الله تعالى إلى أنبيائه العظام 9ي .
(1) علل الشرائع :جا ص۳۲ .
٤ - إن ما يمر على الإنسان من الضعف ال مالي كالفقر» أو النفسي
كاليتم قد يصيب البعض ببعض الابتلاءات الباطنية من احتقار الذات›
والإحساس بالتبرم» وعدم الرضا بيا جرى عليه ولكن يكون للبعض
مدعاة لتحسس آلام من وقع فيها بعد اجتياز تلك المحنةء وهذا هو الذي
أراده الله تعالى لأنبيائه العظام #8 فقيل عن يوسف 9إ آنه م يكن ليشبع
لئلا ينسى الجياع » ومن المعلوم أن فقر النبي كاك ويتمه يدخل في هذا
السياق.
وعليه» فلا معنى للجزع عندما يمر على المؤمن فترة من فترات البلاءء
فلعل ذلك أدب أراده الله تعالى له كا أراده لأنبيائه ق .
۵ - قيل في يتم النبي اا وجوه من البركات» وإن كانت هذه
الوجوه ما لا تقاس إلى جنب بركاته الأخرى» والمحمثلة بالاصطفاء الإهي
وما يلازمها من البركات » فمنها :
- معرفته الوجدانية بحال اليتامى » فيكون أقدر على معايشة ما
- إنه أوجب الانقطاع إلى ربه منذ صباه» فعض عن حنان
الأبوين بحنان رب العالمين » والذي يترشح منه كل حنان في
الوجرد:
- إن اليتم لا يعد مانعا لأية درجة من درجات الرقي » لا بحسب
الخلق ولا بحسب الخالق .
- إن الله تعالى أراد أن لا يكون لأحد يد عليه -حتى في صغر
سنه- إلا بالمقدار الذي يلزمه المعاش .
- إن لرب العالمين عناية خاصة في بيان لطفه بعباده وإظهارها
مء وني القول بأنه لولا هذا اللطف ما زكى أحد من الخلق كقوله تعالى
وولا قَضلٰ الله عَلَيْكُمْ وَرَحته مَا رکا نكم مَنْ أَحٍَ 4 وفي هذا السياق
اد عاك ته االمطض غا ودلك قر ررد 2ا
فَهدّى# أي كنت فاقدا لنعمة المداية لولا هذه العناية الربانية» وبعبارة
أخرى كنت ضالا مع قطع النظر عن هذه المداية الملازمة منذ الصباء فهو
ي حكم قوله تعالى ما كَنْتَ بَذْرِي ما الْكِتابُ ولا الإيمانٌ4" وكذا في
قوله تعالى ون كَنْت مِنْ مَبْلِهِ ِن الغافِلينَ4".. ومن هذا الباب أيضا
قول موسى 4# عتما إذاً وأا مِنَ الصالَ“ فالضلالة هنا إشارة
لفقدان المداية من جهة المصلحة في قتل ذلك القبطي .
۷ - إن الله تعالى هو الذي أغنى نبيه من خلال أم المؤمنين خديجة
0 > وهو الذي آواه بعد أن فقد آباه وهو في بطن أمه من خلال جده عبد
المطلب أولاء وآواه بعد أن فقد أمه وهو في السادسة من عمره من خلال
(1) سورة النور :الآية .۲١
(۲) سورة الشورى :الآية .٥١
(۳) سورة يوسف :الآية ۳.
)٤( سورة الشعراء :الآية .٠٠
عمه أبي طالب ثانيا» لوضوح أن العاً عالم السببية والتسبيب وإن كان الله
تعالى هو الفاعل المطلق لما يشاء » فلا يتوقع عبد بعدها أن يُرزق من دون كد
أو اعتاد على الغبر.
وعليه » فلا معنى للدعاء بالاستغناء عن الخلق » بل المطلوب هو الاستغناء
عن شرارهم!.. وهكذا الأمر في كل موارد سد الحوائج ٠ وإلا فما الذي كان
يمنع أن يظهر الله تعالى لنبيه اه كنوز الأرض الخفية بدلا من مال خديجة
۸ - إن من لوازم التأسي بالنبي بب هو عدم رد السائل مطلقا
وما الال فلا نهر سواء طلب مالا أو علا وسواء كان صادقا أو
كاذبا'"» فقد دلت الرواية على رد الساتل إما برد ميل أو ببذل يسير»
ودلت الآية على عدم قهر اليتيم «فأمًا اليم لا فهر والتعبير بالقهر
يشعر بنوع من التحقير مع الغلبة » وكأن صاحبه تسلط على عدوه قاهرا له ؛
وعليه فإن صلة اليتيم لا تنحصر بإكرامه مادة فحسب وإن) رعاية نفسه
وروحه» إذ إن ما فيه من الكسر الباطني لا نجير با لمال.
ومن الملفت أن النبي ئ عاش حالة الفاقة واليتم معا» ومن هنا كان
شكر الإغناء والإيواء بالنسبة له هو العمل على إغناء الغير » وإيوائه لمن هو
في حالته .
(۱) الکاني : ج۸ ص ٠١٤ .
۹ - إن إجابة السائل قد تكون بعد السؤال» ولكن إكرام اليتيم قد
لا یکون بعد سؤال بمقتضی صغر سنه وقصور بیانه ؛ ومن هنا کان بلغ
تأثبراً!.. فروايات إكرام اليتيم مذهلة في المقام كقرن النبي كال أصبعيه
بيانا لموقعه منه في الجحنة "وليعلم هنا أن الإكرام الأتم ما لم يكن بعد سؤال
وإلا فما يريقه السائل من ماء وجهه أكثر من ما يعطيه المسؤول ؛ فكيف إذا
كان العطاء معه مَنْ وأذى ؟!.. ومن المعلوم أن ما قام به عبد المطلب وأبو
طالب 8 ما يوجب مل هذا الأجر العظيم -أعنى تكفل أعظم الخلق من
دون سؤال- وخاصة مع ما سببته هذه الكفالة من الأذى البليغ » وهو ما
وقع لعمه أبي طالب.
ونقول في هذا السياق : إن الله تعالى أولى من غيره للعمل ب) ورد في هذه
السورة» فهو الذي وجد عبده عائلا ويتيم] وضالا» فكان وجدانه هذا كافيا
للإغناء والإيواء والمداية ولو من دون سؤال .
: إن التحذث بالنعم الإهية يكون تارة عن طريق البيان _ ١
- بالكلام : وذلك بإظهار النعم تحبيبا للناس با منعم » فقد ورد أن
الله تعالى قال لموسى 4# : «حببني إلى خلقي» وحبب خلقي
إلْء قال: يا رب!.. كيف أفعل؟.. قال: ذگرهم آلائي
ونعهائي؛ ليحبّوني» "' لأن تذكير العباد بذلك يجبر إحساسهم
(۲) الأمالی : ص٤۸٤ .
بها سلبهم الله تعالى من النعم لمصالح هو يعرفهاء أضف إلى
تشجيعهم على ذكر النعم؛ فإن نسيانها قد يوجب حالة من
السخط عند بعض مكروه القضاءء فيقترب العبد من دائرة
الكفر» أضف إلى ما في ذلك من سن سنة الاقتداء بعمل
الصالحين فقد روي عن الحسين ال أنه قال: «إذا عملت
خبرا؛ فحدث إخوانك ليقتدوا بك» .
- بالعمل فقد روي عن النبي ئ أنه قال : «إن الله إذا أنعم على
عب ؛ أحب أن يرى أثر نعمته عليه" فإن من يظهر النعمة على
نفسه کأنه يقول بلسان الحال : انظروا إلى ما انعم الله تعالى به
على عبده -من دون عَجُب طبعا- وهذا بدوره تشجيع على
العبودية المثمرة هذه النعمة الظاهرة .
وقد يكون المراد هنا شيء آخر يختلف عن المعنى السابق تماماء ألا وهو
التتحدث مطلقا با يقرب العباد إلى الله تعالى » وذلك استعانة بالنعم الإهية
في تحقيق ذلك » ومنها شرح الصدر وحسن البيان .
(۱) مفاتیح الغیب : ج۳۱ ص .۲١٠۱
() الکافي : ج ۱۳ ص ۲۲.
ص ف رو فا
تراد وازن ا
ا تلت ودرك )لئ أنقض هر
١ - إن هذه السورة بناء على ارتباطها بسورة الضحى كا هو المستفاد
فقهيا من لزوم الجمع بينه) في الصلاة- فيها صور متعددة من صور
الامتنان على النبي الأكرم باه فكأتبا في مقابل توهم القلى من انقطاع
الوحي» وذلك عطفا على صور الامتنان في السورة السابقة من: نفي
القلء ثم بيان أن الآخرة عل تبي الإكرام الإهي لهء وان العطاء يبلغ مبلغا
يرضى معه» ثم ذكر العناية الإهية له في صباه يتما حيث آواه» وني كبره
فاقدا للهداية الخاصة حيث هداه» وعائلا حيث أغناه » وأما ني هذه السورة
فإها تستمر في تعداد النعم الإهية لبيبه المصطفى بال متمشلة في : شرح
الصدر» ووضع الوزر» ورفع الذكر» وتيسير العسر.
وبذلك يكون قد تكرر في السورتين ذكر النعم المتوجهة إليه اال عشر
مرات» أضف إلى ضائر ا لخطاب الظاهرة والمستترة -إكالا للدلال- والتي
تكررت في هذه السورة إحدى عشرة مرة» فكانت الالتفاتة إليه مع ذكر
النعم إحدى وعشرين مرة بعدد آيات السورتين .
۲ - إن بيان النعم الإية لمن موجبات إحساس العبد بحالة التذلل
وا لخضوع بين يدي المنعم » وإلا فليس من عادة الكريم أن يمنْ بعطائه إذا ¿
جد حكمة في ذلك فكيف بأكرم الأكرمين؟!.. فذِكر المولى في أول السورة
لمختلف النعم المتوجهة إلى حبيبه المصطفى بائ يدخل في هذا السياق.
وعليه » فإنه من المناسب جداً أن يذكر العبد نفسه با أنعم عليه مولاه؛
ليعمَّق في نفسه مشاعر العبودية لله تعالى ؛ كلا رأى فتورا في علاقته بربه .
۳ - إن شرح الصدر لن المقامات التي ينبغي أن يطلبها كل مريد
لولاہ کا طلبها موسی الکليم 2# من ربه رب اشُرَځ لي صذري) "
وذلك لا لتحمّل آذى العباد فقط » وإنا لتلقي المعارف الإهمية الخاصة التي
لا يعطاها عامة العباد فضلا عن تحمّلها!
وهذا المعنى من الممكن تحققه لغير المرسلين» كا جرى مع لقان الحكيم
الذي تلّقى الحكمة الخاصة من رب العالمين'"» وما يدل على عظمة هذه
المزية ما روي عنه ائ آنه قال : «لقد سألت ري مسألة» وددت آئي ۾
أسأله.. قلت : أي رب إنه قد كان أنبياء قبلي منهم من سخرت له الريح ›
ومنهم من كان بحيي الموتى. قال» فقال : ألم أجدك يتيم) فآويتك؟.. قال :
قلت : بلى. قال: ألم أجدك ضالا فهديتك؟.. قال : قلت : بلى أي ربٌ»
قال : ألم أشرح لك صدرك ووضعت عنك وزرك؟.. قال: قلت : بلى أي
.۲٠ قال رَبّ اشر لي صذّري) سورة طه : الآية )۱(
.١١ و َد نينا لمان ا لحكُمَّة) سورة لقمان : الآية )۳(
٤ - إن القائد الرسالي الذي يحمل هم دعوة العباد إلى الله تعالى وتغيير
ما فسد من البلادء لابد وأن يمن الله تعالى عليه بشرح الصدر ليتحمل
تبعات هذه المهمة ؛ لأن عداوة أهل الباطل إضافة إلى تحريض الأبالسة › لمن
موجبات الأذى الكثير الذي لا يتجزعه» إلا مَّن شرح الله تعالى صدره
لذلك.
۵ إن من آثار شرح الصدر :
- تلقي المداية الإهية الخاصة التي تريه السبيل الأقوم » عند تشابه
السبل:
- الكون على النور الخاص من ربهء والذي يرفع عنه الحيرة في
کل مفترق طریق .
- تمكين العبد لأن يكون هاديا إلى الله تعالى » ورجا للعباد من
الظلمات إلى النور» بعد أن خرج هو من الظلمات إلى النور.
وعليه» فإن جميع هذه المزايا إنا تتحقق بفضل شرح الصدر الموجب هذا
او
(1) مجمع البيان : ج ٠١ ص*٠۷۷.
رب اشرَځ لي صَذري)'" ولکن نبنا الخاتم ڪا أنعم الله تعالى عليه
بهذه النعمة مباشرة حيث قال تعالى عنه أَلَمْ نَفْرَخ لَك صَدرَك4 لتبقى
بذلك درجات الأنبياء متايزة.. ومن الطبيعي أن يكون صاحب الرسالة
ا لخاتمة » هو صاحب شرح الصدر الأكبر!
۷- إن شرح الصدر هبة عظمى من الله تعالى وذلك للسالكين في
طريق الدعوة إليهء ولكن هناك علامات له يستشعرها العبد الملتفت إلى
المبات الإمية » وقد أشار النبي الأكرم اله إلى ذلك قائلا : «الإنابة إلى دار
الخلود» والتجافى عن دار الغرور» والاستعداد للموت قبل نزوله» "..
وعليه» فمن ل جد هذا المعنى متحققا في نفسه» فلا ينبغي أن يعتقد أنه
مستقر في هذه المرتبة » وإن رى شيئا من الانشراح في قلبه .
۸ - إنه من الممكن القول : بأن قوله تعالى ألم تَْرَخ لَك صَدرََ4
تأكيد وتوضيح لقوله تعالى ما وَدَعَكَ رَبك وَمَا €" فكيف يودع الله
تعالى عبدا شرح صدره» ورفع ذْكره؟!.. وي هذا كمال المؤانسة بين الله
تعالی وحبیبه با .
والقرآن الكريم مليء بالتعابير الُشعرة بكمال لطف الله تعالى به :
.٠١ سورة طه : الآية )١(
.٥۳۲ الأمالی: ص )۲(
.۳ سورة الضحى : الآية )۳(
- فتارة يقيىم بعمره الشريف قائلا «لَعَمْرك4 ' .
- وتارة يشفق عليه لا أصابه في ذات الله تعالى قائلا ما أَنرَلْت
عَلَيْكَ الَْرَآنَ لَسْمّى 4 .
- وتارة مجعل مر طلاقه وزواجه بيده قاتلا #عسی ريه ان
طلَقَكً 4 .
۹- إن من آثار شرح الصدر الذي مَنٌْ الله تعالى على نبيه
الصطفى تله هو ذلك التعامل الذي لا نظبر له مع قومه الذين آذوه
وطردوه من وطنه» حيث قال عل : «اللهم!.. اهد قومي ؛ فإِتّبم لا
يعلمون»“ ولو طلب الانتقام من ربه لاستجيب له وما كان بذلك
ملوما!.. وفي هذا درس لمن أراد الاستنان بسنته» وذلك في النظر بعين
الشفقة إلى المنحرفين عن طريق الله تعالى ؛ فكيف بالطائعين له؟!
-١ إن الآيات الأربع الأوائل » تشير إلى طبيعة تعامل المولى مع
أنبياثه والمبات المعطاة هم وخصوصا مع نبيه الخاتم كبا أي مرتبة شرح
الصدر» ووضع الوزر» ورفع الذكرء والتيسير بعد العسر.. ولكن كل هذه
المزايا الكبيرة مرتبطة بالآيتين الأخيرتين من هذه السورة «فإذًا قَرَعْتَ
.۷۲ سورة الحجر : الآية )١(
.۲ سورة طه : الاي )۲(
.٥ سورة التحريم : الآية )۳(
قانصَبْ (۷) وَإلى رَبك فَارْعَّبْ) إما :
- ارتباط العلة بالمعلول؛ أي أن هذه المزايا نتيجة نصب النفس
وإتعابها ني العبادة» والرغبة فيه تعالى لا في شيء سواه .
- أو ارتباط المعلول بالعلة ؛ أي أن مَّن أوتي مثل هذه المزايا» حقّ
له أن ينصب نفسه للعبادة » ون يرغب في ربه .
-١ إن الثقل العظيم الذي وضعه المولى عن نبيه الأكرم كا متمثل
في مقارعة جفاة مرحلة الجاهلية ومعاندي مرحلة اللإسلام» ومنه يعلم أن
من أصعب التكاليف على العبد هي مواجهة أعداء الله تعالى » ومن المعلوم
أنه كلا صعب التكليف كلا اشتد القرب!
ومن هناء فإن الذين تركوا مشقة الدعوة» وسوا بلذة الطاعة في الخلوات
-كالرهبان والعباد-إن) طلبوا راحة أنفسهم ولم يطلبوا ما يثقل عليهم وهو
ما فيه رضا رم .
- ليس الحل الأمثل هو الفرار من العقبات وطلب الإعفاء ما
يوجب الم والغم؛ وإن) ا لحل هو طلب ما يوجب تحمل ذلك والمتمثل
بشرح الصدر» والذي إذا رُزق صاحبه ذلك صار كمثل البحرء الذي
یستوعب کل ما يلقی فيه من دون أن يتبين ذلك فيه » بخلاف الإناء الذي
یطفح بقل ما یرمی فیه.
- إن رفع ذكر الدعاة إلى الله تعالى وعلى رأسهم النبي عله وآله
8 أثر لشيء ومؤثر لشيء آخر #وَرَفَعْتا لَك ذكرك) فمن ناحية :
- هي هبة ومنحة من آثار رشحات رب العالمين في الأنفس
والآفاق » کا فعل من قبل مع خليله إبراهيم 8# حيث جعل
أفئدة من الناس تهوي إليه » إضافة إلى إلقاء المودة الخاصة بينه
وبين ربه » وبذلك صار رفع الذٍكر آثرا هذا اللطف الإإهي .
- هي مزية وخاصية أيضا في إنجاح الدعوة» فمن ارتفع ذكره
ا لجسن بين الخلق » صار أقدر من غيره في التأثير عليهم ؛ لأن
القلوب مجبولة على القبول ممن أحبته» وهذا يقير سر تفاني
أصحامم ا في ميادين الجهاد وغيرهاء وبذلك صار هذا
اللطف الإهي مؤثرا في إنجاح العبد في الدعوة.
٤ - إن هناك فرقا كبيرا بين من يسعى لرفع ذكر نفسه» وذلك
بجهده طلبا للعاجل » فهذا الإأنسان قد لا يوفق لذلك وإذا وفق لا يدوم
ذكره» إذ إن الأيام يدا وها الله تعالى بين الناس» وبين مَّن أراد الله تعالى أن
یرفع ذکره فن هذا الإنسان یبقی ذکره متصلا بدوامه تعالی » وهذا ما تحقق
لنبيه الأعظم أ حيث قَرّن اسمه في الشهادتين» وفي الإقامتين» وفي
تشهد الصلوات الواجبة والمستحبة» وهذا المعنى باق إلى قيام الساعة.
وقد روي عن النبي تائ في تفسير هذه الآية : «قال لي جبرائيل 9
اله عر وجل : إذا درت درت معي .
: قال
(۱) مناقب ابن شهر آشوب :ج۱ ص ۳۰۲.
pl
HOLA DIOLTAIHOLTEIE
OE
٠ - إن اليسر هو القاعدة العامة المتوافقة مع الرحة الغامرة» وكأن
العسر لا يُصار إليه إلا لغرض من أغراض التكامل.. ومن هنا أمكن القول
بأن مع العسر الواحد يسرين » بناء على أن المعرفة إذا أعيدت ثانية في الكلام
كان المراد منها عين المراد في الأولى» وقد ورد عن النبي الأكرم تك : «لن
یغلب عسرٌ بسرین» '".
١ - إن العسر ملازم لليسر تلازم المعية -ك| تذكره الآية الكريمة- لا
أنه سابق له سبق القبْلية » وفي ذلك إراحة للمؤمن الواقع في العسر عندما
يعلم أن اليسر مصاحب لعسره» لا أنه آت في المستقبل ؛ ملتفتا أن ذلك كله
بيد الحكيم الخبير الذي بيده أسباب العسر واليسر معا.
وقد ورد عن النبي الأكرم ڪال ٠ أنه قال : «واعلم أن الصبر مع النصر › وأنْ
الفرج مع الكرب » وأنّ مع العسر يسرا» ".
۷ - إننا من الممكن أن نعتبر آية إن مَحَ الْعّنر يرا :
- علة لشرح الصدر» حيث إن من مصاديق التيسير هو شرح
(1) مجمع البيان في تفسير القران :ج٠٠ ص١۷۷.
(۲) مشكاة الأنوار : ص ۹
صدر مَّن ابتلي باهم العظيم!.
- معلولة لشرح الصدر من جهة أخرى» بأن نجعل التيسير من
آثار شرح الصدر» فمن شرح الله صدره ووضع عنه وزره فإنه
يسر عسره أيضا.
۸ - إن ذكر النعم الإمية -وخحصوصا النعم المعنوية كشرح الصدر-
لن موجبات التفات العبد إلى ربه والرغبة إليه لقوله تعالى #وَإلى رَبك
فَازْعَبْ# ومن مشجعات العبد كي يتعب نفسه في طريق طاعته إا
فَرَعْتَ قَانصّبْ) ك| أشارت إليه الآيتان الأخبرتان من هذه السورة.
٩ - إن المجاهدين في سبيل القرب من الحق لا يعرفون كللا ومللا
ني حركتهم الدائبة » فهم بعد الفراغ من العمل با آمروا في نشر الرسالةء
ينصبون أنفسهم للعبادة والدعاء بين يديه؛ استعدادا للمزيد من تحمل
المشاق في تخليص العباد وتطهير البلاد.
وني هذا أيضا درس بليغ للدعاة إلى الله تعالى» فإن انشغام بمواجهة
الأعداء لا يغنيهم عن تفريغ أنفسهم للعبادة والالتجاء إلى الله تعالى » إلى
درجة إتعاب النفس المستفاد من قوله تعالى #فانصَبْ) طلبا للمزيد من
الثبات والتوفيق .
١ إن الآيات الكريمة وإن ذكرت بعض صور الجزاء المادي في
الجنة كالحور والغلان' ". وأمرت بالمسارعة إلى جنة عرضها السماوات
والأرض"". إلا أن القرآن الكريم يحت الخواص لنيل بعض الرتب التي لا
تقارن بتلك النعم» ومنها نعيم الرضوان الذي هو أكبر من كل نعيم في
الجنة » ومنها نعيم القرب والوصال الإهي.
ومن الممكن أن يكون قوله تعالى #وَإِل رَبك قَارْعَّبْ€ إشارة إلى رتبة
(الرغبة فيه) تعالى لا في (جزائه) لأنه تعالى في هذه الآية هو متعلق الرغبة
مباشرة ؛ ومن المعلوم أن بين الرغبة في احق والرغبة في ثوابه بون شاسع!
(1) و رَوَجْناهُمْ بحُور عينٍ) سورة الدخان : الآية ٥٤ .
آل عمران : الآية ۱۳۳ .
ارقن ایر
وان واليون آل )وطور س KOE لِد اميت )لد فت لقت
O ARON
١ - إن القرآن الكريم ينوع في طريقة القَسّم تنويعا ملفتاء فينتقل من
E ا EU س و
القَسم بفاكهتين #وَالتينِ والزيتون) إلى بلدين مقدسين #وطور سيين *#
وَهَدَا الد الأمين) إذ إن كل شىء منتسب إلى الله تعالى بنحو من الانتساب
-فاكهة كانت أو بقعة مباركة- فهو مقدس يمكن القَسَّم عليه إذ إن شرافة
العالي تسري إلى الداني إذا عد شأنا من شؤونه» ولا غرابة في ذلك وهما
مترشحان من عام الأمر والخلق؟!
بخلاف باقى المدن المقدسة المذكورة في السورة؛ ما يدل على أن تشرّف
العبد بذكر مولاه -ولو في فترة قصيرة كأربعين ليلة- يوجب قدسية ذلك
ا لكان الذي ناجى ربه فيه » با يستحق أن بقسم عليه .
- إن إطلاق الأمان على مكة المكرمة #و هدا الْبََدٍ الاأمين يشير إلى
قدسية هذا المكان الشريف » سواء فسرنا الأمن هنا :
- بالمعنى الفاعلل أي الحافظ لما دحل في دائرة حايته » فكأن هذا
المكان بجعل من دخله في حرزه الحريز -وهذا ثابت بحسب
التشريع وإن خالفه البشر- فهو بلد يأمن فيه ما يمكن صيده
من الحيوان» والحاج والمعتمر من البشر حتى لو كان مجرما.
- أو بالمعنى المفعولي كقوله تعالى اول يروا انا جَعَلّنا حَرّما
آمنا) " أي أن الله تعالى قرر ذلك له» فمن أخل بأمنه يكون قد
تحدّى الله تعالى في شرع وقرر» ومن هنا رأينا العقاب الأليم
المتوجه لأصحاب الفيل » الذين حاولوا تدنيس هذه القدسية.
٤ - ينبغي الالتفات إلى تنوع النعم الإلمية في حياة العباد» وهذا بدوره
يستلزم تنوع الشكر القولي والفعلي بإزاء كل نعمة من تلك النعم » فالبعض
متنعم بمزايا عالم ۰ فينسى بركات عالم الساء كنعمة الإسلام
والإيمان» والبعض يستشعر النعم المعنوية تاركا شكر نعمة الطعام
والشراب مثلاء والحال أن عين المؤمن متوجهة إلى كل ما يصدر من مولاهء
مادة كانت أو معنى.
ومن هنا فإن السورة جعت بين ذكر النعم المادية المرتبطة (بالمأكول)
كالفاكهتين وبين (المعقول) كالإيان» ك| حمعت بين ما يوجب سلامة
(الأبدان) من الفاكهة النافعة للبدن من التين والزيتونء اللذين قيل في
حقه) الكثر من الخواص المذهلة» وبين ما يوجب سلامة (الأوطان) من
تحقق الأمان و هَذًا البلَدٍ الأيين) .
.٦۷ سورة العنكبوت : الآية )١(
ه _ إن الآيات الأولى من هذه السورة فرت على أنها مواطن الأنبياء
وم فأشارت إلى :
- بلاد الشام المشتهرة بالتين ؛ وهي مكان هجرة إبراهيم هي .
- فلسطيین المشتهرة بالزیتون ؛ وهي مکان ولادة عیسی ا
¢
ومىسوه.
- طور سينين ؛ وهو الموضع الذي نودي منه موسى مب .
- البلد الأمين ؛ وهو بلد نبينا الخاتم لاك .
وهذه بمجموعها تدل على أن البقاع تكتسب شرافة من هو عليهاء فلا
يفتخر من عليها با هو عليه من الأرض » لوضوح أن شرف المكان با لمكين
ولا العكس!
إن الأمان التشريعي المجعول للبلد الأمينء إن هو استجابة
لدعوة إبراهيم الخليل 8 الذي طلب من الله تعالى الأمان له قائلا رب
اجْعّل هَدًا الد آيتا" فكانت الاستجابة أو يروا انا جَعَلتَا حَرَمَا
ص
آمتا)"؟!.. فكم هو أمر عظيم أن يجحقق الله تعالى أمانا لبلد إلى يوم القيامة ؛
استجابة لدعوة عبد من عباده المكرمين!
۷- إن الله تعالى خلق الإنسان في أفضل قابلية للكمال المادي
والروحي قائلا لني أَحْسَن تفريم فإن :
.٠٠ سورة إبراهيم : الآية )١(
. 1۷ سورة العنكبوت : الاية )۲(
- الجسم الإنساني با له من الطاقات والقابليات» يمكنه القيام
بعجائب الأمور» وهو ما نراه حاليا من التقدم العلمي في كل
المجالات .
- الروح الإنسانية با أراها الله تعالى من طريتق الخير والشر
لوَهَدَينَاهُ النَجْدَبْن4" هي أيضا ها القابلية في العروج إلى
أعلى درجات الكال .
فكم من الظلم بعدها أن لا يحقق اللإنسان هذا الكمال» مع وجود تمام
القابلية فيه لبقال في حقه آخيرا ِن هُمْ إِلاً گالأنعام بل هُمْ صل
BS
۸ - إن الله تعالى ينسب الخلقة في اخسن نويم إلى نفسه كا ينسب
الرد إلى أسفل سافلين إلى نفسه أيضا ثم رَدَذْنَاه أسمَلَ سَافلينَ€ بفارق
ان :
- الأول: فعلّه الملحض فهو كان مع العبد حين خلق ولم يكن
سيا مَذكورًا4".
- الثاني : فعلّه المترتب على فعل العبد» وهذا من باب الخذلان
والعقوبة كأي قانون من قوانين عام التكوين » فإن الله تعالى هو
)١( سورة البلد : الآية .٠١
(۲) سورة الفرقان : الاي .٤٤
(۳) سورة الإنسان : الآية .١
الملحرق ولكن عندما يشعل النار صاحبها.
۹- كم هو الفرق الشاسع بين قرس الصعود الذي يشير إليه قوله
N
الطب وَالْعَمَل الصَالِحٌ : ير ف وما روي من أنه «لولاك ؛ لا خلقت
الأفلاك“" وبين قوس النزول الذي يشير ! ليه قوله تعالی نَم رَدَذنَاه مَل
سَافِلينَ# وقوله ِن النافقينَ في الذَركٍِ اََسَمَل مِنَ لار 4"!
والملفت هنا أن التنقل بين قوسي الصعود والنزول يتم في هذه الحياة الدنياء
فهى على قصرها تحدد ذلك کله!
ل الین اموا یاو للحت مهم آجر یرون )ما كبك بعد
بال © الس اه گر کیب 0
٠١ - إن القرآن الكريم ربط بين الإيمان والعمل الصالح فيا يقرب
GS O
الإسلام ديناء أو ابتغوا غير منهج النبي وآله تك منهجا أخلوا بالركن
الأول والذين انحرفوا عن الطريق الفقويم ولم يعملوا صالحاء أو خلطوا
عملا صالحا وآخر سيا فقد أخلوا بال ركن الثاني.
)١( سورة فاطر : الآية .٠١
(۲) مناقب ابن شهر آشوب : ج ۱ ص۲۱۷ ۔
(۳) سورة الإنسان : الآية .٠٤١
والملفت : أن لحن الآيات الدالة على هذه الحقيقة متنوع بين :
- ما يذكر العمل الصالح بصيغة الماضي «الَذِينَ منوا وَعَولوا
الصالحات ي" الدال على الثبات .
- وما يذكره بصيغة المضارع الدال على الاستمرار» مضافا إلى
ذكر الإيهان كصفة للذات لا للفعل كقوله تعالى لقَمَنْ يَعْمَل
مِنَ الصّالحاتِ وهو مُوْمِن» .
- ما يذكره على نحو البشارة منتسبا إلى فرد من المؤمنين كقوله
ن يته مُوْمناً قد عَمِلَ الصالحات4" أو إلى جاعة منهم
مشر اومن الذي يَعْمَلُود الصالات 4 .
- إن العطاء الأكمل هو ذلك العطاء :
- المتصل: إذ إن حزن ساعة المنع لا تجيره ساعات العطاء
السابقة » فمن البدهى ي أن الفرح المتصرّم لا يجبر الحزن الفعلي »
ومن هنا وصف الله تعالى الأجر في هذه السورة بأنه غير ممنون
أي غير مقطوع .
- الذي لا يصاحبه الم : لما في ذلك من الأذى على الممنون عليه›
.۷١ سورة طه : الآية )١(
.۹٤ سورة الأنبياء : الاية )۲(
.۷١ سورة طه : الاَية )۳(
.۹ سورة الإسراء : الآية )٤(
وهو أيضا مما قد يفهم من كلمة غير ممنون .
- الذي يُفهم فيه بأن المعطى له يستحق هذا الجزاء : فقد عبرت
الآية عن الأجر بأنه ثابت هم «فلَهُمْ اجر عير نون فكأ
هذا الأجر كان استحقاقا لازما هم » والحال بأن الله تعالى هو
المتفضل في (أصل الأجر) لأن ما قاموا به هو من لوازم
العبودية وقي (حجم الفضل) لأن جزاء الخلود الأبدي 8
يقاس بالطاعة الفانية في الدنيا .
١ - إن القرآن الكريم يعلمنا كيف نتعامل مع الخلق في جانب
الإإقناع النظري» فبعد ذكر عجائب خلقته في عا التكوين وإرساله للاأنبياء
العظام » يطرح سؤالا تقريعيا حول ما يدعو الناس إلى التكذيب بيوم الجزاء
قائلا 6 يْكذبْكَ بَعْدٌ بالدّين) ففيه إشعار ضمني بن هذا الأمر في غاية
الغرابة » وهذا سلوب من أساليب تحريك العقول الحامدة.
ومن الممكن إرجاع الخطاب للنبي الأكرم سبك بها يكون تسكينا اخاطره
الشريف» وعليه يكون المعنى : فمن يكذبك يا أا الرسول بالدين بعد
ظهور هذه الدلائل الملحكمة؟!
۳ - إن الله تعالى يلخص ني بعض الحالات أغراض السورة في جملة
واحدة» وتطبيقا لذلك فإنه يمكن القول بأن آية اليس الله بأحكم
ا لحاكمينَ# كأنها تعتر عن النتيجة المعحصّلة لكل ما قيل في صدر هذه
السورةء إذ إن: إبداع الخلق التكويني» وتخصيص البعض بالنبوةء
وإرجاع البعض إلى الدرجات السفلى » والأجر المتصل» وتبديد المكذڏب
بالدين ؛ كل ذلك فرع حاكميته المطلقة في هذا الوجود .
٤4 - إن سياق هذه السورة يشابه سياق سورة العصر»› وذلك في
تقرير حقيقة مصيرية تخص كل فرد في هذا الوجود» تتمثل في بيان قاعدة
الخسران والتي هي الأصل الأساس في حياة كل فرد» وأنه لا يمكن
الخروج من هذا الأصل الأولي » إلا با لجمع بين الإيمان والعمل الصالح.
وعليه فإن المرء لو أعفى نفسه من الصعود إلى عالم اخسن تقویہ 4 فإن
النتيجة القهرية هي التسافل إلى عالم «أَسْفَل سَافِلينَ) كتسافل كل جسم
-بفعل جاذبية الأرض-إذا م يتكلف الصعود .
صا فصوو ف
نوات امن الحيم
ر
0
سے 2
SIEIIORETESESOKS
e
- إن هناك فرقا بين الأمر بالقراءة والأمر بالحديث» فيلازم الأول
Ee
8
e
E
0l
وجود ما يقرأ منه؛ أي أن لكل قارئ مقروءًاء فيفهم من الأمر ب #افرأ)
أن هناك ما يقرأ منه النبي سإ ألا وهو القرآن الكريم » كا في قوله تعالى
وفرآناً فَرفناه لقره على النّاس#"" وكأنٌ قلبه بمثابة العرش الذي منه
يتنزل الوحي » وهذا التعبير مشعر بأنه م يفت النبي باه شيء من القرآن
الكريم ؛ فيا له من قلب عظيم تحمل الكتاب الإلهي دفعة واحدة في ليلة
واحدة!
و
۲ إن من المعلوم أن کل عمل لا يرتبط بالله تعالى فهو أبتر » ومن هنا
أمرنا بالتسمية قبل كل عمل ذي بال» وقد قيل -بناء على أبترية ما م يسم
عليه - أن الأمر ب#افراً باشم ر بك هي القراءة مفتتحة بالتسمية » ولكن
تشتد ضرورة ربط الأمور بالله تعالى بالنسبة إلى كل عمل دعوي » فإن الله
(1) سورة الإإسراء :الآية .٠٠١
تعالی لا یرضی أن ینتشر هداه إلا من خلال من یرتضیه وبا يرضیه› لئلا
تكون منة لأحد من خلقه على دينه.
ومن هنا أمر الله تعالى نبيه الملصطفى عا أن يقرأ باسم ربه» ذلك الرب
الذي تكرر ذكره في أكثر من مورد في هذه الآيات» أضف إلى أن الله تعالى
أمر نبيه بالاستمداد منه بالسجود والاقتراب منه في مواجهة من ینهى عن
عبادته » فالنجاح في بدء الدعوة واستمرارها منوط بالارتباط بالمطلق .
۳ - إن القرآن الكريم كثيرا ما يربط بين الخالقية والربوبية » كا في هذه
الآية ربك الَذِي حلَىَ€ وكأن فيه إشعارا بأن من موجبات الطاعة وإدانة
العبد بالطاعة لربه هو الأعتقاد بخالقيته » فإن حق خالقيته يقتضي ذلك
ولا ثم شكر هذا الح ثانيا.
ومن موجبات الاعتماد على مبدأ الاعتقاد بالخالقية لترسيخ مبدأً الانصياع
للربوبية : إن إدراك الأول لا بجحتاج إلى كثير جهد» فهو اعتقاد ناشئ من
التأمّل في مظاهر الوجود؛ ولكن الثاني مستلزم لأمر زائد من التبعية
والطاعة.
ومن الملفت هنا أن الله تعالى ذكر الخلق أولا من دون متعلق قائلا الذي
لق ثم ذكر حصوص خلقة الإنسان قائلا حل الإئسان مِنْ عَلَّى) ما
يفهم منه خصوصية خلق الجنس البشري بين مخلوقات هذا الكون
الفسيح » فانه أرقى ما خلق الله تعالى في هذا الوجود حيث عبر عنه #لَقَد
٤ - إن القرآن الكريم يذكر بدء خلقة الإنسان من العلقة وهو الدم
المتجمّد للتذكير بحقارة مادة الخلقة الأولى » والتي يعبر عنها في آية أُخری
بالاء المهين تم جَعَل ْلَه ِن سلالَة من مّاء مّهین 4 وکان بالإمکان
ذكر المراحل المتوسطة أو الأخبرة من خلقة الجنين» إلا أن الآية احتارت
أضعف المراحل وأحقرها» حيث الدم الذي لا يظهر فيه أي مغلم من معا
البدن» وني هذا إشارة إلى كال القدرة الإلمية في عالم (الأبدان) حيث خلق
الإنسان لني أحَسَن تَقوٍيم)” من هذا البدء الذي لا يناسب الختام .
وهذه القدرة الخلاقة ایا الله تعالى أيضا في عالم (الأرواح) فلعَلَمَ
الإنسانَ ما ا يعْلَمْ€ والواسطة في ذلك أيضا أمر بسبط ألا وهو القلم الذي
تغطي مادته الأرض وهو الشجر الي عَلَمَ بقلم فمن مادة الدم
والخشب وجد البشر والعلم» وتبعا فهى) ظهرت كل هذه الحضارات على
وجه الأرض .
ه - إن تكرر ذكر الرب في هذه السورة مسنداً إلى النبي الأكرم ساد
فيه نوع تعظیم لنبیه ني قوله «وَرَبّكَ) کا أنه كر مسندا إلى ربه أيضا
.٤ سورة التين : الآية )١(
.۸ سورة السجدة : الآية )۲(
.٤ سورة التين : الي )۳(
کقوله تعالی في موضع آخر «أْرَّى بعَبْدٍِ4 وقيل إن إسناد نبيه إليه تعالى
أكثر شرافة من إسناده إلى نبيه ؛ لأنه في معنى قولك : (أنت لي) وهو شرف
من قولك (أنا لك)!
ومن الجدير بالتأمل : أن ذكر الرب بقول مطلق في الأول رَبك يتبعه
ذكر الخلق وهو التجلي التكويني لله تعالى الذي لى لكن ذِكر الرب
بقيد الأكرمية في الثاني «وَرَبْكَ الأَكْرَم يتبعه ذكر التعليم وهو التجلي
التشريعي له » فهو #الَذِي عَلْمَ بقلم ) .
- إن الحديث عندما يكون عن (الكلق) فإن الله تعالى يصف نفسه
بالكرم» فيقول تعالى ما عَرَكَ برَبّكَ اريم ٭ الذي حَلَقَكَ فَسَوَاكَ
فَعَدَلَّكَ)" ولکن عندما يکون ا رت والتعليم) فإنه يصف
نفسه بالأكرمية فيقول تعالى اقرا ورَبْكَ الأَذَرَم فكأنٌ الخلق كله في كفةء
وتعليم الإنسان لا لم يعلم في كفة أخرى مع تغليب الثانية على الأولى » ولا
غرابة في ذلك لأنه بهذا العلم ينفتح الطريق لمعرفة ما في الكفة الأخرى من
الخلق » بل لمعرفة خالقه أيضا.
ولا بخفى ما في استعمال صفة الكرم من بين الصفات الإهية في المقامين ؛
لأن الفيض في كليهيا لطف ححض من دون مقابل» فلا يدخل في باب
الأجور بل ني باب التفضل والإحسان.
.١ سورة الإسراء :الآية )١(
.۷-١ سورة الاتفطار : الآية )۲(
- إن بعض ال مغرضين يتهج الإإسلام بأنه دين (السيف)» والجال بأنه
دين (القلم) كا نفهم من الآيات الأولى النازلة من القرآن الكريم » فهو
جاء ليفتح القلوب بشعار ل راء ني الذَين) وهذا هو سر انتشار
الإسلام في الآفاق!
وقد بلغ تقديس القرآن الكريم للعلم أنه أَقَسَّم بأداة الكتابة وهي (القلم)
وما يسطر به وهو (الکتاب) كا جاء ني سورة القلم جامعا بينهما حيث
قول تعالى لن ٭ لمكم EL, ا ولم ية يقيّد المسطور بعلم من
العلوم؛ تكريما لكل ما بجريه الإنسان من قلمه من العلمء» ولو لنفع
دنيوي .
۸ - طالما نسب الله تعالى التعليم إلى نفسه فقال «عَلَمَ الإنسَانَ ما ا
يَعْلَْ4 و عَم اران # حَلَى الإنسَانً ٭ عَلَمَة ان4" و«وَعَلَمَ آَم
الأناء كلها ووذ عَلَمْمْكَ الاب وَالّمَة وَالتَورَاةَ وَالإنجيل 4“
و#وَئة لدو عم نا عَلَنَ” و إن مو إلا وي بُو حى ٭ عَلَمَه ميد
. ۲٠٠ سورة البقرة : الاي )١(
.١ سورة القلم : الآية )۲(
. ٤-۲ سورة الرحن : الآية )۳(
.١١ سورة البقرة : الآية )٤(
.٠٠١ سورة المائدة : الآية )٥(
(7) سورة يوسف : الاية 1۸ .
القرّى4".
وعليه» فمن اختار طريق تعليم الخلق علا نافعا هم » فإنه م يختر طريق
الأنبياء العظام فحسب ؛ وإنما اختار طريق الله تعالى وتحلّق بأخلاقه » فحق
له أن يمدّه بنوع من المدد الذي يمد به أنبياءه 9م جيعا!
ومنه أيضا يعلم البون الشاسع بين عمل العلاء الذين اتصفوا هذه الصفة
الإهية » وبين العبّاد الذين همتهم أنفسهم.
٩ - لقد تكرر ذكر التعليم في هذه السورة مطلقا تارة عَلَمَ الإلْسانً
ما ًيَعْلَمْ) ومقيّدا بالقلم تارة أأخرى الذي عَلَمَ بامَلَّم» ولعل في ذلك
إشارة إلى قسمي العلم : فمنه (اكتسابي) من خلال الأسباب الطبيعية من
القلم والكتاب وصدور الرجال» ومنه (إلمامي) من خلال تخصيص
خواص العباد بذلك » كا اتفق للخضر 4# حيث قال تعالى عنه وَعَلَمْتَاء
ِن انا ء4 ولقمان حيث بقول تعالى ولذ الان اة" .
-٠١ لم تكن مشكلة المشركين في (خالقية) الله تعالى للكون لقوله
تعالی وين سَأَلَْهُم مَنْ حَلَقّ السَاوَاتِ وَالأَرْصَ وَسَخْر السَمْس وَالقَمَرَ
يقلن الل“ ولكن المشكلة في عدم خضوعهم ل(ربوبية) الله تعالى»
(1) سورة النجم :الآية ٠-٤ .
(۲) سورة الكهف : الاية 1٥ .
(۳) سورة لقان : الآية .٠١
)٤( سورة العنكبوت : الآية .1١
وذلك بخضوعهم لغيره من عبادة الأصنام والآهمة البشرية.
وعليه» فإن المعترف بربوبيته من المسلمين مع طاعته لغيره في مقام
العمل -ملحق ملاكا بهذا الصنف » وإن لم يكن كذلك حقيقة.
ومن هنا أمرنا ا مولى تعالى في سورة الفاتحة أن نشني عليه بالربوبية أولاء ثم
الاعتراف بالطاعة والعبادة له ثانياء وني هذه السورة أيضا تذكر الربوبية
ي
أولا رَبك ثم النالقية #خلقّ) كوصف له تعالى.
١ إن هذه السورة -بعد الحديث عن العلم والقلم- تنتقل إلى ذم
من رأی نفسه مستغنیا بامال بقوله تعالی گلا إِنَ الإنْسانَ لَيَطْغى) وكأنه
إشعار بالتقابل بين العلم والمال» أو بين الدنيا والآخرة عموماء إذ هما
ضرتان كا يفهم من الرواية » فإن قلب المستغرق بحب الدنيا مشخول با
GS E SS
الارتداع بإنذار الأنبياء لأنه لإ ر من ابع الذَكُرَ و خشي الرهن
بالْعَيْب) '.
وقد ذكر القرآن الكريم مثالا جليًا لمن طغى بالاستغناء والمتمثل بفرعون»
حيث قال تعالى #اذَهَبًَا إل فِرَعَوْن إنَهُ ّى" لتكون عاقبة هلاكه رادعة
.١١ سورة يس : الآية )١(
. ٤١ سورة طه : الآية )۲(
لمن طغى واستغنى!
۲ - إن أساس الطغيان هو أن يرى الإنسان نفسه مستغنيا -وإن كان
متوما- فتنقطع صلته بصاحب الغنى الحقيقي وهو الغني المطلق › وإلا فإن
الغنى -كحالة خارجية - من دات التوفيق حيث إن الدنيا مزرعة الخرة.
وعليه » فإن الغنى الخارجي قد يكون مدعاة لتحقق الطغيان الداخلي وذلك
إذا م تتحقق مراقبة في البين» ومن هنا جعل الموضوع في الآية هو الإنسان
بلا قيد الإيمان» وهذا حسّن أن يطلب الإنسان الكفاف من الرزق لئلا
يساق إلى الطغيان اهلك .
- إن القرآن الكريم كثيرا ما يذكر الفثات التي واجهت دعوة
الأنبياء» فضحا هم وتحذيرا لغيرهم مثل :
- الملوك: في فوله تعالى إن الوك إا دخلا ريه أَمْسَدُومًا
وَجَعَلُوا أَعِرَةَ اَهُلِها اَل وَكَدَلِكَ يمْعَلُونَ 4 .
- الرفين : في قوله تعالى وَإذا أرَذنا أن َلك فَرية
َفَسَقَوا فيها) .
- كبار المجرمين : في قوله تعالى #وَكذلِك جَعَلْنافي
جرميها لِيَمْكُرُوا فيها»" .
ص
اَم
رنا مترّفيها
ا
قري أكابر
ا
(1) سورة النمل :الآية .٤
(۲) سورة الإإسراء :الآية .٠١
(۳) سورة الأنعام : الآية ٠١١ .
کم الکو ا قرلة تحال فال الو الد اش وا
قوم لَنخْرجَنك يا شُعَبْب 4 .
وفي هذه السورة-وهي من أوائل السور النازلة- فإنها أيضا حذرت في أول
الدعوة من (الأغنياء الطاغين) وهم الذين سخروا أموالمم في مقارعة
الأنبياء و كقارون قديما » وعتاة قريش في صدر الإسلام .
- إن الغنى إذا اقترن بالعلم صار سببا لاء المجتمع البشري» وهو
ما تحق للصديق يوسف ال حيث قال رب قَذ آتبتبي مِنَ الك
وَعَلَمتني ِن اويل الأَحَاديثٍ)" فصار مُلكه -وهو قسم من الغنى-
وعلمّه سببين لنجاة الناس من عبادة الآههة من ناحية» والخلاص من
تبعات قحط السنين من ناحية أخرى.
ولو اجتمع هذان العنصر في أي حاكم وفي أي عصر ؛ لكانت النتيجة هي
نفسها» وهو ما سيشهده مستقبل البشرية من العدل والرخاء في زمان
ظهور إمامنا المهدي يي .
- إن كلمة #استَغنى) با فيها من سين الطلب قد تشعر بأن
هؤلاء الذين طغى بهم المال» يرون آن ما هم فيه من الغنى -إن كان غِنى
- إنا هو ثمرة جهدهم وطلبهم له في الدنيا؛ غافلين عن هذه
الحقيقة : وهي أن الغِنى المتحقق -حتى للطغاة- إن هو بتيسير من الله
.۸۸ سورة الأعراف : الآية )١(
.٠١١ سورة يوسف : الاي )۲(
تعالى ؛ لأن الأرض وما عليها تعود إليهء فهو القائل ألم روا
ا 7ا kK () ۾ ا ٤
سَخرَ لكم ماف الساواتِ وَمَّا في الأزض» ثم يعقبها بقوله تعالی إن
ت
إل رَبك الرْجعى فكأن ذكر القيامة والمحاسبة بين يديه تعالى» لمن
موجبات كسر هذا الإحساس الباطني لمن كان قلب!
٦ - إن ساس كل كال روحي » هو الالتفات إلى حقيقتين :
- الاعتقاد بالرجوع إلى الله تعالى إن إلى رَبك الوْجمَى) .
- رؤية العبد نفسه أنه بين يدي الله تعالى ألم يعْلَمْ بان اله
يرى)"" فيورثه ذلك الخشوع في عالم الجوانح» والخضوع في
عام الجوارح» وتتولد من مجموعه| (المحاسبة) لتذكر الحساب
في الأحرى » و(المراقبة) لتذكر الرؤية الإهية له في الدنياء ومن
دون ذلك لا يصل العبد إلى كال أبدا!.. وقد ورد في الخبر :
«اعبد الله كأنك تراه» فإن لم تكن تراه فإنه يراك .
ومن الملفت : آنه ورد ذكر هذا المبدأً التكاملي في عام الأرواح » وذلك في
أوائل البعثة قبل نزول جزثيات الشريعة » فلا يقبل قول من يقول : بأنه لا
شيء وراء ظاهر الشريعة من أداء الواجب وترك الحرام فقط .
.٠١ سورة لقان : الآية )١(
.٠١ سورة العلق : الآية )۲(
.٥۲٦ الأمالى الطوسى : ص )۳(
اريت ا ِى یی یھی )عدا إا صل HOL لن کان عل هدک 0 أ
بال LEE IORTESSLOLEES EEO نه لمعا
SOLO
لاه واد فرب 0
۷ - إن الآيات الثلاث التي تبتدئ ب ارايت( بدي التعجّب من
فعل الناهي لمن صلى» ومن كان على الهدى وأمر بالتقوى؛ وذلك لبيان
شدة قبح هذا العمل با يثير استغراب الرب المتعال» وما يلزمه بعد ذلك
من العذاب الأليم!
والملفت في الأمر : أن الله تعالى يذكر قاعدة لردع أمثال هؤلاء ؛ ألا وهي
استذكار حقيقة أن كل ذلك بعين الله تعالى في الحياة الدنيا؛ فإن ظاهر
ا لخطاب متوجه للمشركين الذين ما أنكروا وجود خالقهم » فأرادت الآية
أن تجعل لازمة هذا الاعتقاد هو الخوف من مراقبته » وهو يغني عن التهديد
بالنار يوم الجزاء» فبذلك توجه خطاب المراقبة حتى إلى هؤلاء » كا توجه
خطاب التزكية إلى فرعون حيث قال تعالى «لْعَله يَذَكَرٌ أو سى 4" .
۸ _ جرت عادة القرآن الكريم على التلميح بانفتاح أبواب التوبة في
سوأ حالات المخالفة -بعثا للأمل في النفوس المستخرقة في المعاصي والتي
أسرفت على نفسها- ومنه ما في سورة البروج حين يقول تعالى ِن الَذِينَ
.٤ ٤ سورة طه : الاي )١(
E E
الحخريق)"" فجعل تنجّز العذاب منوطا بعدم التوبة» حتى في مورد هذه
الجريمة الكبرى
ومنه ما في هذه السورة حيث لح بالتوبة أيضاء رغم أن السياق هو سياق
التهديد لصاحب الناصية الكاذبة الخاطئة ء المستمر في نهيّه عن الصلاة
حيث عبر عنه بالفعل المضارع أ رايت الَذِي يَنْهی) فقال تعالی عنه كلاً
ِن ًه ففتح له بابا إلى الانتهاء » فكم هو جلم أكرم الأكرمين» حيث
يخلل التوبة والصفح في موارد التهديد أيضا!
۹ - إن التوبيخ والتهديد وإن کان متوجّها لخصوص من نه
النبي ا عن الصلاةء بقرينة ما في ختام السورة من الأمر له مال
الطاعة لعدوه والسجود والاقتراب لمولاهء إلا أنه يُفهم منه -ملاكا
معاداة المؤمن لإيانه -وخصوصا من أجل إتيانه بصلاته- لمن موجبات
الغضب الإلمي ؛ إذ إن فيه تحذيا لأشرف مخلوقاته في أشرف طاعاته» وهذا
التحدي بدوره يعود إلى الله تعالى» وهو أشد المعاقبين في موضع النكال
والنقمة!
١ إن هذه السورة -بناء على أنها بجميعها أول ما نزل على
نبي ال - تد على عظمة النبي قبل البعثة أيضاء من جهة وصفه بأنه
.٠١ سورة البروج :الآية )١(
کان على الهدی» وأنه آمر بالتقوی» وأنه کان يصلي وإِن لم نعلم جزئيات
صلاته » وإلا لا وجه للعتاب والتهديد في هذه الآيات إن كانت المذكورات
ومن المعلوم هنا: أن عناد القوم وآذاهم للنبي ائه قبل البعثة وبعدهاء م
يكن متوجُها إلى عنوانه الشخص بل لعنوانه الرسالي » ومن هنا عبرت الآية
عنه عَبْداً إذا صل بدلا من ذكر اسمه الصريح › وهذا أيضا وسام آخر
من أوسمة الرب لبيبه المصطفى لد حيث وصفه بالعبد في حال كونه
نكرة » والدال بطبعه على عظمة هذا الأمر!
١ - قرن الله تعالى بين الأمر بالتقوى والكون على المدى في قوله
ارايت إن کان عل ادى ٭ أو أَمَرَ بالتقوى)» ومن المعلوم أن الذي يحق
له الأمر بالتقوى من كان متلبسا به» فكيف يكسو العاري غيرَّه لباس
التقوى!
وينبغي الالتفات إلى أن الآية جعلت متعلق أمر النبي باك هي نتيجة
العبادات وهي التقوى #بالتقوى( لا نفس العبادة » فالمطلوب الغائي من
الصوم -مثلا- ليس نفس عملية الكف عن الطعام والشراب؛ بل حالة
التقوى الحاصلة من ذلك» ومن هنا ذكرت الخاية من الصيام بقوله تعالى
لِلَعَلَكُمْ تنَمُوَ4"' وهذا هو المطلوب من الدعاة إلى اله تعالى أن بحققوا
النتيجة» لا إسقاط التكليف بذكر المقدمات فحسب .
.1۸۳ سورة البقرة : الآية )١(
- إن الله تعالى يتعمد إذلال الطغاة يوم القيامة » فهم ضحشرون يوم
القيامة على مشل الذرء تطؤهم الأقدام إلى أن يفرغ الله تعالى من حساب
لون دة المرة قل لصورة اخرى من صو ر ااذ الء الا وهو
الأخذ بالنواصي وهو شعر مقَدّم الرأس بجذب شديد «لَتَسْمَعًا بالنَاصِية)
فيجعل المجرم في قبضة من يسوقه في كال الذلة» وهذا يستلزم طأطأة
رأسه والذي به قوام الاعتزاز والشموخ عادة.
وليعلم أن هذه النواصي متصفة ب #كاذِبَة خاطكَة4 فخصت الآية الكذب
قبل ذكر عموم الخطيئة ؛ لأن الكذب منشأً لكثير من الشرور وهو من أقبح
الخطايا!
وعليه» فإن المؤمن المستضعف عندما ينظر في الدنيا إلى نواصي الطغاة في
دار الدنيا -وهي التي تحمل ما تحمل من الرتب الزائفة- فإنه يتذكر ما
سيؤول إليه آمرهم عا قريب» وهذا الإحساس بدوره به شيئا من العزة
باطنا» والصبر خارجا.
۳ - إن الوعيد والتهديد من مستلزمات نجاح الدعوة مقترنا طبعا
بالوعد والتبشير» وقد وردت صيغ من التهديد في هذه السورة بالنسبة
للطغاة المترفين كقوله تعالى «أرَأيْت) ولَسمَعاً بالَاصِية4 و#ستذع
الزبانية).
وليعلم أن هذه الصيغة من التعامل لازمة لإزالة الموانع في طريق الدعوة إلى
الله تعالى » فالذي لا يملك الحسم والعزم في الدعوة إلى الله تعالى » لا يكون
على منهاج النبي ئه الذي قامت دعوته على التولي والتبرّي والمفهومة
من :
- شهادة الإسلام بشقيها من (النفي والاثبات) في قول: لا إله
إلا الله .
- ما يُفهم من (النهي والأمر) في قوله تعالى كلا لا تُطِعْهٌ
وَاجُذ وَاقرَبْ).
٤ _ إن الكفار طوال العصور كانوا حريصين على جمعهم واجتاعهم
-سرا كان أو علنا- لمواجهة المؤمنين الذين كان أملهم بالله تعالى ء» إذ لم
يعلّقوا مواجهتهم للكفار على تشكل ناد هم بجتمعون فيه كاجتماع
الكافرين » ولكن القرآن الكريم يستهزئ بمثل هذه المجالس التي تلاشت
في الآخرة قائلا َفَلْيَذْعٌ ايه ووجه الاستهزاء:
- آنى هم بمثل هذا الاجتماع في نار جهنم وهم في قبضة المنتقم
الار:
- آنّى هم بمواجهة جمع الزبانية وهي الملائكة الموكلة بالنارء إذ لا
وجه يومئذ للمقارنة بين نادي الكفر والإيان.
وعليه » فإن على المؤمن تذكر مثل هذه العاقبة وهو في الحياة الدنيا- ليعطيه
عزما وثباتا في مواجهة خطط آهل الباطل » والتي لا تخلو من حنكة ومكر
کك| هو الملاحظ في هذه الأيام .
٥ - إن نوادي وأحزاب الكفار على تعددها وتنؤعها طوال
العصور- إنا هي من لون واحد» فالنادي الذي كان يجمع أبا هب وأبا
جهل كدار الندوة بمكة المكرمة » هو بجوهره يمثل رؤساء الكفر والضلالة
في كل العصور.
وعليه» فإن القانون الذي سرى على تلك النوادي من الاندثار والمحق
O oS
وكذلك فإن آية بت يدا أي هب وَنَبّ'' تشر إلى هذه الحقيقة أيضاء
E a EA EO
ما عبر عنه الله تعالى أيضا من الهلاك والتباب عن فرعون أيضا قائلا وما
َيْد فِرْعَوْدَ إلا ني باب4 فاجتمع التعبير بل ب4 وباب( لعَلمین
من أعلام الكفار طوال التاريخ
١ - قيل : إن المراد بالسجود في #واشجد وا قر ٺه كناية عن
الصلاة لمقابلة نهي الناهي عن الصلاةء وذلك تحذيا له وعدم اكتراث بنهيه
كلا لا تَطِعْة وَاسَجُذ وَافَرَّْ ولكن من الممكن أن يكون السجود هنا
مرادا بنفسه -بناء على مطلوبية السجود وإن كان خارج الصلاة- سواء
بمعنى السجود العام » أو السجود عند تلاوة هذه السورة المشتملة على
السجدة الواجبة.
والروايات مستفيضة حول أهمية السجود» وأن العبد أقرب ما يكون إلى
.١ سورة المسد :الآية )١(
.۳۷ سورة غافر : الآية )۲(
اد و فی ا ال وات و رل
لوَاقتَربْ) على السجود وَاسْجذ# لأنه من أهم المواضع التي يتقرب
فيه العبد إلى ربه.
۷ _ إن الالتجاء إلى الله تعالى هو سمة جميع الأنبياء حين دعوتهم
الناس إلى الله تعالى ؛ وذلك لكثرة المشاق في هذا السبيل » وفي هذه السورة
أيضا جاء الأمر بأن تكون القراءة -وهي سمة من سات الدعوة إليه-
متحققة باسم الرب الخالق المعلّم بالقلم.
فعليه لا بد أن (تبداً) الدعوة من خلال التوجّه إليه تعالى » وفي سورة الشرح
جاء الأمر بأن (تنتهى) الدعوة أيضا بالتوجُه إليه تعالى قائلا ادا قرغت
فانصَب ٭ وَإِل رَبك فارْعَّبْ€ فالرغبة إليه تعالى وإتعاب النفس في
عبادته » أمر لازم في شروع الدعوة وحينها وبعدهاء وهذا هو سر نجاح
دعوة المصطفى تة ومن تبعه من آله الكرام إلى يومناهذا.
۸ - إن من ميزات هذه السورة كأول ما نزلت على النبي ع آنها
تؤكد على حقيقة :
- اعتقادية : تتمثل في التأكيد على ربوبية الله تعالى للكون بعد
- علمية : تتمثل بدعوة الإنسان إلى العلم والتعلّم » سواء ما كان
() الکاني : ج۳ ص٤ ۳۲.
منه بالقلم » أو بتعليم الله تعالى مباشرة كالعلوم اللدنية .
- أخلاقية : تتمثل باستشعار محضرية الله تعالى في الوجود» وأنه
یری کل ما يصدر من العبد خیرا کان أو شرا.
- عملية : تتمثل بالأمر بالصلاة أو بخصرص السجود» كأهم
فرع من فروع الدين .
ص E
هارن الخیے
aE E OT r2 0 Tg ور
8إا أنرّلته ف ية القذر )وما أدرنك ما لك القدر ا )اة القذر حبر
١ - لقد وردت في هذه السورة صور عديدة من صور التأكيد على
عظمة القرآن » منها :
- التعبير بالضمير دون التصريح بالاسم » وكأنه معلوم بالبداهة .
- إن الله تعالى اختار ظرفا زمانيا هو من أشرف الظروف›
والمتمثل بليلة القدر .
- كا اختار له قلب أشرف الكائنات ليتلقاه دفعة واحدة بمقتضى
قوله تعالی تًا أَنرَلاءٌ إذ ك أن الُلقى وهو القرآن الكريم
مرف بالتلقي وهو النبي الأكرم كاك فإن المتلقي أيضا شرف
بالقرآن الكريم .
- صار التعبير بضمير الجمع الدال على التفخيم» كقوله تعالى
ئ حن رن4 وا عبتا الگوتري”.
.۹ سورة الحجر :الآية )١(
.١ سورة الكوثر : الآية )۲(
۲ - إن هناك حقيقة ملفتة في هذه السورة» وهي أنها تبداً بذكر إنزال
القرآن الكريم » وكان السياق الطبيعي أن يستمر الحديث عنه» وإذا
بالسياق يتوجّه دفعة إلى ليلة القدر» كا لو قلت : أنزلت ضيفا عظي| في
اللكان الفلاني» وبدلا من ذكر عظمة الضيف» تذكر خصوصيات ذلك
المكان!
وعليه» فلو صدر مثل هذا القول من قائل حكيم لاستفيد منه أن الغرض
الأول كان متعلقا ببيان عظمة المكان ء لأنك اخترت ضيفا عظي| للنزول
فيه » وهذا ما حصل في هذه السورة ؛ لأن السورة أرادت أن تقول : إن من
موجبات عظمة ليلة القدرء أا أصبحت ظرفا زمانيا لإنزال القرآن
الكريم .
۳ لا يخفى أن الليل له مزية من بين الأزمنة» ومن هنا صار ظرفا
لتلك الليلة المباركة دون النهار» ففيه يتو جه الله تعالى إلى خاصة أوليائه›
ليغشيهم بأنوار جلاله.
وما يلاحظ في القران الكريم أن الله تعالى أقسم بالفجر والعصر مرة
واحدة» ولكنه أقَسَّم بالليل في سبعة مواضع كقوله تعالى لواللیل إا
عَعَس€ وَاللیْل د ادب4 «وَاللَیْل إا بر4" وقد دَكر تعالى
.٠١ سورة التكوير :الآية )١(
.۳۳ سورة المدثر : الآية )۲(
(۳) سورة الفجر : الآية .٤
TANT eA aa Se شا 1 ل ر
أوصاف المؤمنين في الليل إذ ل وبالاًشحار هم َه يسْتَغْفِرُون) " ومن اليل
جذ په اة ك4 وهم ینود آیاتِ اه آتاء الليْلٍ4 «وَسَبّهُ
یلا طریلا ي“ ولم اليل إلا تَليلا)" وقد واعد الله تعالى كليمه
أرب ة4" کا أ. سری بحبیبه ليلا" .. كل هذه الأمور تدل على قابلية
الليل لتحمل كل هذه البركات .
٤ - إن القرآن الكريم غالبا ما يستعمل صيغة وما أذْرَاكَّ4 في
الأمور الغائبة عن الحس من مفردات يوم القيامة : كذكر «سَمَرٌ4”“
وليوم لقصل" ويوم الدين ي٠ ولالقارعة 4 وما
ا ة4" وتار امي" .
.٠۸ سورة الذاريات : الآية )١(
.۷۹ سورة اللإسراء : الآية )۲(
.٠١١ سورة آل عمران : الاي )۳(
.٠٠١ سورة الإإنسان : الآية )٤(
.١ سورة المزمل :الآية )٥(
.٥١ سورة البقرة : الآية )٦(
.١ سورة الإسراء : الآية )۷(
.۲۷ سورة المدثر : الآية )۸(
. ٠٤ سورة المرسلات :الآية )۹(
.٠١ سورة الانفطار : الآية )٠١(
.۲ سورة القارعة : الآية )١١(
.٥ سورة الممزة : الآية )١١(
.١١ سورة القارعة : الآية )۱۳(
وعليه » فإن ذكر لَيلَة الْقَذر4 في هذا السياق» يجعل تلك الليلة كأنها
ملحقة بعالم الغيب رغم أنها من عام الشهود» وذلك لعدم قدرة الخلق على
استيعاب حقيقة تلك الليلة » كعدم قدرتهم على استيعاب حقائق البرزخ
والقيامة الغائبة عن الحس .
ه - إن عظمة ليلة القدر تتجلى في أمور» منها :
- أنها ظرف زماني لنزول القرآن الكريم » وهي بدورها أيضا
مظروف لأفضل الشهور ؛ أي شهر رمضان المبارك .
- أنه قد تكرر ذكر ليلة القدر ثلاث مرات في السورة الواحدة»
بدلا من الاكتفاء بالضمير الراجع إليها.
- خطابة المولى لنبيه الأكرم تلك بقوله تعالى وما أَذَرَاكَ أي ل
تبلغ درايتك غاية فضلها ومنتهى علو قدرهاء فكان الأمر
خارج عن فهم عقول عامة الخلق!
٦ - إن الله تعالى أراد -برأفته الغامرة- أن يعرّض الأمة الخاتمة بسبب
قصر أعمارها وتقاعس بعض أفرادها تعويضا جزيلا» فجعل هم ليلة هي
خير من ألف شهر» فقد روي أن رسول الله ع رأى أعار الناس»
فاستقصر أعبار أمته""» وخاف أن لا يبلغوا من الأعال مثل ما بلغته سائر
الأمم » فأعطاء الله تعالى ليلة القدر ؛ وهي خير من لف شهر لسائر الأمم!
(۱) مفاتيح الغيب للفخر الرازي : ج۳۲ ص .۲۳١
وليس من المعلوم أن تكون الآية بصدد المساواة بين تلك الليلة والألف
شهر بل قد تفوقه الفضل › فقد ذكر الله تعالى أن هذه الليلة هي خير» ولم
يبين قدر الخبرية ومقدار مضاعفتها e لقدار ا
هي الشهور الألف. . وهذا كقول النبي عابرا عن ضربة علي @
OE Sy
الخندق ؛ أفضل من عمل أمتي إلى يوم القيامة» '"
- إننا سواء جعلنا القدر هنا بمعنى :
ت
- الشرافة : كقوله تعالى وما دروأ الله حى قَذرو4" .
- تقدير الأمور فيها: كقوله تعالى جت على قَدَرِ يا
موس
- الضيق : إذ تضيق الأرض بملائكة السماء كقوله تعالى ومن
در عَلَبهِ رزْفةٌ4 .
فإنه يدل إحالا باي من المعاني المذكورة- على عظمة تلك الليلة من : جهة
ذاتهاء ومن جهة الملائكة النازلة فيهاء ومن جهة المغدرات التي تنجز فيها..
ومن المعلوم أنه من مجموع ذلك تفهم عظمة الخالق وكرمه» الذي يمن
(۱) مناقب ابن شهر آشوب : ج۳ ص ۱۳۸ .
(۲) سورة الزمر : الآية 1۷.
(۳) سورة طه : الآية ٠٠ .
.۷ سورة الطلاق : الآية )٤(
بمثل هذا العطاء في سويعات قليلة من ليلة واحدة.
۸ - إن التعبير عن ليلة القدر بأها ليل مباركة# " يُفهم منه أن الله
تعالى ينزل فيها من البركة ما يمنح الحياة الباطنية للعبد في تلك الليلة » كا
يهب الحياة الظاهرية للأرض الميتة بقوله تعالى #وَلََلّنا مِنَ الكَّماءِ ماءً
ماركا" فالمحروم هو الذي ل يتعرّض هذه البركة الغامرة في الوجود ولم
ينتفع منها.
ولعل هذه المباركة الإهية هي السر في دبيب النشاط في عامة العباد تلك
الليلة رغم تكاسلهم في باقي الليالي حتى من الشهر الكريم .
ولا يخفى أن البركة ذات درجات فا ينزل مثلا من الركات على صاحب
لا يعقل أن ينزل على غيره» فلا تنبغى القناعة بدرجة من
الامرق
درجات التوفيق في تلك الليلة المباركة .
٩ - إن من موجبات تحقتق شرافة ليلة القدر» أن الله تعالى - وهو الذي
تحققت مشيئته على تنزيل القرآن الكريم تدريجيا طوال فترة الدعوة-
تعلقت إرادته أيضا بإنزال هذه المعاني العظيمة كلها في ليلة واحدة على قلب
اللصطفی کا ويا له من قلب عظيم !.. إذ تحمل نزول هذا القرآن بأكمله
دفعة واحدة» وهو الذي كان يكابد نزول آية واحدة؛ إلى درجة كان يُرى
آثر ذلك في وجوده الشريف .
.۳ سورة الدخان : الآية )١(
(۲) سورة ق :الاية ۹.
بورك مَنْ ني التَارِ ومَنْ حَوهًا#" وشهر رمضان المبارك -بالإضافة إلى
برکته كشهر لله تعالى- فإنه قد بورك أيضا بليلة القدر لأا صارت جزءا
منه » فتعدت البركة منها إلى الشهر الكريم.
وقياسا عليه نقول : إن بركات ليلة القدر تتعدى أيضا إلى ذوات المؤمنين ›
وذلك لمن كان أهلا لتلقي ذلك الفيض الأعظم .
-١ إن خبرية ليلة القدر قياسا إلى الف شهر» قد تكون بلحاظ
الأعمال -كا قيل غالبا- وقد تكون بلحاظ الذوات وهو الأهم » فتتعلق
البركات بنفس الفاعل لا إلى ذات الفعل فحسب!
بمعنى : إن الفرد قد يكتسب من القرب إلى الحق والكمال في عالم الأرواح ›
ما لا يكتسبه في ألف شهر من المجاهدة والسعي» وفي هذا كمال الإغراء
لأهله الذين يبحثون عن كمال الذوات لا الأفعال .
_ إن تقدير الأمور في ليلة واحدة كا يُفهم من آية أخرى أيضا
.و و کي ر
وهي #فيها فرق كل أمر حَكيم) لن موجبات اضطراب العبد الذي
یرید السلامة في الدين والدنياء وهذا بدوره من موجبات شحذ اهمة
.۳١ سورة مريم : الآية )١(
(۲) سورة النمل :الآية ۸.
(۳) سورة الدخان : الآية .٤
للعمل على جلب خير المقدرات لنفسه» قبل جفاف قلم التقدير في ساعة
الفجر» وخاصة عند اللحظات الأخيرة من انتهاء ليلة القدر الكبرى.
وعليه نقول: إن المقدرات الإهمية -وإن كانت نازلة من الغيب- إلا أن
للعبد دورا في تغييرها أو تبديلها لما فيه الصلاح والإصلاح»› وهذه القاعدة
تجري في كل موارد ذكر (من يشاء) في القرآن الكريم » فقد يراد من الفاعل
فيها هو (العبد) کا في قوله تعالی يدي الله لنورو من ياء .
۳ - إن ما يشير التساؤل عند ذكر مضاعفة الأجر ليلة القدر»› هو أنه
كيف يتم الحمع بين هذه الآية وبين ما نعلمه من أن الأجر على قدر المشقة ؛
فأين عبادة لف شهر من عبادة ليلة واحدة؟!
والجواب عنه هو ما نجيب به عند تفسير البركات الكبيرة لكل منتسب
صخیر إلى الله تعالی مثل : تابوت موسى 4# وقمیص يوسف 9
وحجارة الكعبة » وشهر رمضان المبارك» فنقول : إن الانتساب إلى الله تعالى
يغيّر ماهية الأشياء والأفعال » وب أن الله تعالى -وهو جاعل الخواص في
الأشياء- جعل بلطفه هذه الخاصية المذهلة في ليلة واحدة؛ فلا غرابة بعدها
أبدا وهو الفعال لما يشاء .
الكائنات فقد قيل : إن الله تعالى يقذر فيها ما يكون في كل تلك السنة من
.٠٠١ سورة النور :الآية )١(
مطر» ورزق » وإحياء » وإماتة.
وعليه » فإن التقدير في تلك الليلة المباركة يتعلق بالحوادث الكونية بناء على
u
كل مَيءٍ حلفناه بمَدَ ر4" وهذا يمكن القول بأن الذي يبالغ في الدعاء تلك
الليلة » فإنه من المحتمل أن يكون دعاؤه دخيلا في تغيبر مقدرات الكون من
الزلازل والكوارث وغيرها» أضف إلى مقدرات الخلق من أخوانه
المؤمنين» بل من عامة البشر الخارجين عن ملته أيضا .
٩٥ - إن الله تعالى كان بإمكانه أن يمن علينا بتعيين ليلة القدر في ليلة
واحدة» ليريجحنا من هذا التحيّر في كل عام» ولكنه أخفاها -بحكمته
البالغة- بعثا للعباد على الاجتهاد والعمل في أكثر من ليلة وقلوبهم بين
الخوف من تفويتهاء والرجاء بإدراكها» فلا يصاب مَن أدركها بالغرور
والعجب » كا لا يصاب مَن فوته باليأس والقنوط » إضافة إلى ما في إبام
تلك الليلة من إضفاء شرافة زائدة ٠ فإن ما غلا ثمنه لا يكون مبذولا متاحا
لکل مرید!
وليُعلم : أن حكمة الإخفاء نراها في أمور أخرى فهو تعالى أخفى :
- رضاه في الطاعات ؛ حتى يرغبوا في كل الصالحات .
- غضبه في المعاصي ؛ ليحترزواعن كل الخطايا .
- وليه في بين الناس ؛ حتى يعظموا كل العباد.
.٤۹ سورة القمر : الآية )١(
- اللإجابة في الدعاء ؛ ليبالغوافي كل الدعوات .
- الاسم الأعظم ؛ ليعظموا كل الأساء .
- الصلاة الوسطى ؛ ليحافظوا على كل الصلوات .
- قبول التوبة ؛ ليواظب المكلف على جيع أقسام التوبات .
- وقت الموت ؛ ليخاف المكلف من مفاجأة الموت له .
3 ر تیگ ار یا بان ریم یکل اتر © کی کی متلق
اتر ن).
٩ - إن ظاهر قوله تعالی رل الُلانگة4 يقتضي نزول جيع
الملائكة بمقتضى ذكر الجمع المحلى بالألف واللام» وقد وقع المفسرون
بعدها في حيرة حول كيفية اجتماع هذا الجمع العظيم من الملائكة في ليلة
واحدة» فمن قائل'" : بأنها لا تنزل إلى الأرض وإن)ا تبقى في السماء الدنياء
ومن قائل'" : إنها تتعاقب على الأرض أفواجا؛ فصح إطلاق نزول جيعها
في ليلة واحدة.
ومن المعلوم: أن تصوْر هذا الحشد من الملائكة» يوجب انبهار العبد
وسعيه في أن يكون أفضل عامل في تلك الليلة » إذ قد بحظى بسلام كل هذا
الجمع بل بدعائهم .
(۱) التبیان في تفسير القران : ج ١١ ص٦۳۸.
(۲) مفاتیح eT
۷ - إن عطف الروح على الملائكة » يشعر بقانون التفاضل في عموم
الخلق » فك أن الله تعالى فضل الرسل بعضها على بعض ؛ فإنه أيضا جعل
التفاضل بين سكنة العرش» فجعل الروح معطوفا مستقلا على الملائكة›
واختلف فيه فقيل عنه أنه :
- ملك عظیم لا شبه له .
- طائفة خحاصة من الملائكة لا تنزل إلا ليلة القدر .
س
0
- جبرائيل الذي وصف بقوله تعالی «نرَلَهُ روح الْقذس مِنْ
رَبك .
- إشارة إلى المسيح 2# حيث قال الله تعالى عنه #عيسَى ابن
مریم سول الله وَكَيِمنة اها إلى مریم وروح ينه" ليلع
على أعمال أمة النبي الخاتم ماله ؛ فيرى عظيم العمل الصادر
من أتباعه» وعلى رأس تلك الأععال عمل خاتم الأوصياء
المهدي المنتظر و .
۸ - إن هناك ارتباطا وثيقا بين هذه السورة وبين مبداً الولاية›
وذلك لأن ليلة القدر ثابتة في كل العصور -كا هو المحقق- ويترتب عليه
تنزل الملائكة فيها بالمقدرات » ومن المعلوم : أن لكل متنزل متنرّلا عليهء
ومن يكون ذلك سوى مَن لولاه لساخت الأرض بأهلها والمتمثل
.٠١٠١ سورة النحل : الآية )١(
. ٠١١ سورة الإإنسان : الآية )۲(
واي کل عصر؟!
ومن هنا أمكن أن نعد هذه السورة من سور الولاية» وجوهرها إرجاع
الأمة إلى الثقل الآخر للقرآن الكريم .
٩Q - إن نزول الملائكة إلى الأرض رغم كونه راجحا في بحد ذاته » إلا
أن الأمر لا بد له من إذن إمي» وهذه طبيعة الملائكة التي لا تسبق ربا
بالقول لا يَسبقولة بالْقَوْل وهم مره يَعْمَلونَ""' وقد لا تخلو الآية من
إشارة إلى أن الملائكة وكأنها مشتاقة لزيارة الصالحين من هذه الأمة» وعلى
رأسهم الولي الأعظم ل كا هم شوق آخر لزيارتهم في الجنة قائلين
لسلا عَلَيْكُمْ بها صَرْنمّْ َنِعْمَ عَمَبّى الدّار4" فطبيعة الزائر القاصد
للزيارة تلازم الشوق للقاء المزور» وإن كان ذلك بأمر مَن لا يمكن
خالفته .
١ - إن جيع العناصر الدخيلة في قوام ليلة القدر مرتبطة باله تعالى
بنحو من أنحاء الارتباط : فإنها واقعة في شهر الله » والذي آنزل فيه كتاب
الله » وذلك على رسول الله ء على يد ملك من ملائكة الله هداية عباد الله
تعالى.. فعناصر هذه الليلة مصطبغة كلها بألوان إهية » ومن هنا اكتسبت
هذه المزية والشرافة .
.۲۷ سورة الأنبياء : الآية )١(
.٠١ سورة الرعد: الآية )۲(
١ إن عظمة القرآن الكريم » تنجلى في احتمال كلاته -بل حروفه-
لعان متغايرة» ومنها ما اختلف فيه العلهاء حول تفسير 3ین( في قوله
تعالى لمن كَل أَمْر4.. فقيل :
- إنها بمعنى (باء الملابسة) ففيها بيان لما ينزل في تلك الليلة .
- إنها بمعنى (السببية) أي أن هذا النزول بسبب كل أمر إهي»
ویفسره قوله تعالی نا مره ذا راد سَيعاً أن يفول لَه ك4 .
- إا بمعنى (التعليل) أي لأجل تدبير كل أمر من الأمور
الكونية الحادثة'" .
إن ما يبطل أثر اليلم والسلامة في حياة العبد هي النفس
الأمارة من جهة» والشيطان الغوي الرجيم من جهة أخرى» ومن المعلوم
أن دور هما يتحجّم في ليلة القدر :
- فأما الشياطين: فهي مغلولة عموما في الشهر الكريم
وخصوصا في ليلة القدرء إذ لا جال لبسط سلطانها مع بسط
سلطان الملائكة » التي نمل الآفاق في تلك الليلة .
- وأما النفس : فهي أيضا مُروضة بالصيام في مجموع الشهر وفي
خصوص ليلة القدرء فإا حاطة بهالة من التقديس الإهي
الذي يلاحظه عامة الخلق في أنفسهم » ومن هنا كانت تلك
.AY سورة يس : الاي )١(
.۳۳۲ المیزان في تفسیر القرآن : ج ۲۰ص )(
الليلة سلاما إلى مطلع الفجر .
۴ _ إن السلام في ليلة القدر قد يكون باعتبار :
- نفس الليلة : فوصفت بالسلام لما فيها من السلامة من الآفات
المانعة من قبول الأعال» ولا مخفى ما فيه من التأكيد كقولنا :
فلان عدل ؛ للتأكيد على أنه عادل .
- تسليم الملائكة على بعضها أو على المؤمنين » أو أا تأتي لتسلّم
على النبي عا وخليفته المعصوم.. وقد روي عن علي لك :
«أهم ينزلون ليسلموا عليناء وليشفعوا لناء فمن أصابته
التسليمة ؛ عفر له ذنبه» .
وار یکن ال مروا ين ا a sS تا
کا رر اہ را شا شک ی کت ب ر
اوا لتب إلا ین بتر تا بم ایج ر۳ ارتا ر
م ور ر صر ا ر
ليع أ لين له أل حتفا وقيغا الكلوة ويوا آلركوة ولك
a مِنْ أَهْلِ
اتاب وَالشرِنَ مُنْفَكينَ َنَڪ تی باتهم ابی إن كانت بمعنى :
- التبيين : أي تبيين جماعة الكافرين ؛ فإن الآية تكون ناظرة إلى
حاهم قبل الدعوة» فهم جميعا كفار سواء كانوا تمن قبلوا كتابا
سماویا ظاهرا حال کونه حرفا واقعاء أو لم يقبلوا بکتاب صلا
كعبّاد الأوثان .
- التبعيض : فإنها تكون ناظرة إلى حالم بعد الدعوة» فالآية
موبخة لذلك القسم الذي بقي على كفره وضلاله .
اا ر ع ا إليهم الكتاب فغبر عنهم ب أمْل
الكتاب)» تارة» وب أوثوا الكتابَ# تارة أخرى > وعندئذ يقال في الفرق
بين التعبيرين :
- بأن المراد من أهل الكتاب هم أتباع الديانات السماوية
العهودة» ومن هنا عطفهم على المشركين وهم عباد الأوثان.
- وأن المراد بلالَدِينَ أُوُوا الْكتابَ4 مَنْ أنزل إليهم الكتاب
بمعنی : توجه ا لخطاب إلیھم کا في قوله تعالی كان الناس آم
واحدَةَ فبَعَت الله اليّنَ رين ومُنْذِرِينَ وأنرَلّ مَعَهم
اتاب باق لِيَحكُم بَيْنَ التاس في الوا فيه وما اخمَكفَ
فيه إلا الذي اوو مِنْ بعد ما جاعم الات بغبا بهم 4"
فالحديث فيها إنا هو عن عامة الناس الذين أرسل إل
الرسل:
ولكن النتيجة عند عدم تقبّل الهدى الإههي كانت واحدة» ألا وهو التفزق
عن الهدى» سواء كان هذا التفرق في ضمن ديانة سماوية واحدة كا في قوله
تعالی و ا جاء عِیسی بالات قال قذ سكم با َة ولأ لَك بغ
الي مون فيه اموا الک واطيعُونِ * ن الله هو ري وركم قَاعَبدوهُ
هذا صراط مُستقِيمٌ اَلَف الَأخزابُ مِنْ بيهم أو لم يكن في ضمن
ديانة واحدة کا في قوله تعالی و لو شاء اله ما افَل الَذِينَ مِنْ بَعِْهمْ مِنْ
.۲٠۳ سورة البقرة : الآية )١(
. ٠٥-٦۳ سورة الزخرف : الآية )۲(
بَعْدِ ما جاعَمم ابا بات وَلكن اختلفوا قَمنْهُمْ مَنْ آمَنَ ومِنهم من مر '.
a ny
الأول من هذه السورة إلى درجة قيل : إنها من أصعب الآيات القرآنية نظا
وتفسيرا!.. ومن هنا لزم للمتأمل في القرآن الكريم» أن يكون واجدا
لدرجة من الفطنة والتسديد لحل مشكلاتا.
وليعلم أن كلمة «مُنْمَكينَ) هي التي أثارت هذا الغموض» وذلك لعدم
ذكر متعلقها أولاء ثم لو جعلنا متعلقها هو (الكفر) كا يظهر» فمعنى
الآية : أنهم سينفكون عن كفرهم بعد مجيء البينات » والحال أنهم بقوا على
كفرهم بعدهاء بل ازدادوا عنادا ومواجهة للرسالة ك قال تعالى في آية
لاحقة وما تَفَرَق الَذِينَ انوا اتاب إلا مِنْ بَعْدِ ما جاءَمم اله فقيل
في الجواب عن ذلك وجهان :
- الأول: إن المراد منها هو عدم الانفكاك عن القاعدة العامة
السارية في الأمم » والتي يبينها قوله تعالى وما كان الله َه ليل
ا وروما کنا
مُعَذبينَ حَتّى لَبْعَتّ رَسولاً)"" وتفسير البينة بإرسال الرسول
المشار إليه ني الآية اللاحقة يتم في هذا السياق » إذ كانت الحجة
.٠٠۳ سورة البقرة : الآية )١(
.٠١١ سورة التوبة : الاي )۲(
.٠١ سورة الإإسراء : الآية )۳(
تامة عليهم بإرسال «البيّة) ولكنهم بعد إتعام هذه الحجة
N E قل
لئ مُصَدَق لا مَعَهُمْ وکائوا ِن قبل يحون على الَْينَ
مروا َل جاءَمُمْ ما عَرفوا مروا په لته اله عل
)
الكافرينَ4'".
- الثاني : إنهم كانوا يذعون عدم انفكاكهم ع) كانوا عليه » إلا إذا
جاءتهم البينة الصارفة هم عا هم فيه» ولكن بعد مجيء البينة
GN
جا تمم البينة وبعد أن عقوا الإيان بمجيئها (حَتّى ا
لبه لم يلتزموا بإتباع هذه البيّنة » بل تفرّقوا عنها.
٤ - إن الحديث عندما يكون عن النبى ماه فإنه حديث عمّن يحمل
صفتین :
2 الأول : وهي انه صاحب #البينة4 الواضحة› وهي ملازمة
للحجة المنجُزة» فصارت كل أقواله وأفعاله واقعة في هذا
السياق .
- الثانية : أنه يتلو #صحفا مُصَهَرَة والتي لا يصل إليها الباطل
من تحريف البشر ومس الشياطين» والمشتملة على التعاليم
.۸٩ سورة البقرة : الآية )١(
الكتوبة على العباد مثل قوله «كَيبَ عَلَيكَمٌ الصَيام ٠
رظب عَم لول4 ووب عل إا عقر أعدئ
اوت4" وكيب عَلَيكم لْقَصَاص 4“ والتي تقوم
بمصالحهم خير قيام بتمامه وکاله - كا تفيده تاء المبالغة في كلمة
القيّمة- قيام القيّم بأمر اليتامى .
ه - إن الآية عدّلت عن تسمية آهل الكتاب باليهود والنصارى وإنا
ذكرتهم بقيد إيتاء الكتاب ٠ ليكون ذلك مزيدا من الإدانة هم ٠ فلا عذر هم
بعدما تمت عليهم الحجة من خلال كتبهم السماوية غير المحرفة » والتي من
ضسمتها البشارة نبي آحر الزمان «ومبدرا رول باي ين غي اة
اخ .
وينبغي الالتفات إلى عظمة النبي عب المنجلية من خلال هذه الآيات » إذ
يستفاد منها أن مَن ل يؤمن به ڪب کان في عداد مَن م يؤمن بالله تعالی صلا
أو جعل له شريكا؛ فمصيرهم جيعا إلى النار إن الَذِينَ مروا مِنْ َهْلٍ
التاب والُشْركِينَّ في نار جَهَنَمّ).
وهذا هو السر أيضا في عدم ذكر الاسم الصريح للنبي تلا بل ذكر
(1) سورة البقرة : الآية .٠۸۳
(۲) سورة البقرة : الآية .۲٠٠١
(۳) سورة البقرة :الآية .٠۸١
() سورة البقرة : الآية ٠١۸ .
)٥( سورة الصف :الآية 1 .
بوصف الرسالة #رَسُولٌ يِن الله فهذا تعظيم له» كا كان قيد إيتاء
الكتاب إدانة لغبره .
١ - إنه من الممكن القول بأن السر في عدم ذكر المشركين عطفا على
«الَذِينَ أونوا التابَ€ في آية (التفرّق) بينم ذكروا في صدر السورة: هو
أن الحديث إنا هو عن التفرّق والتحزّب شيعا وفِرّقاء وهذا ما يعقل تحققه
في أصحاب الفكر والدين المدؤن -ولو كان باطلا- وأما المشركون فهم
دون هذا المستوى من الانقسام إلى فثات وجهات» لبساطة معتقدهم بل
لسخافته » فلا معنی لذٍکر تفرقهم على ما لا قوام له!
۷- إن هناك فرقا بين مَن يعبد الله تعالى (طمعاً) في جنته أو (خوفا)
من ناره» وبين من یعبد الله تعالی (خلصا) له طالباً رضاه وإن علم لاحقا
أن جزاءه عند ربه ْجَنَاتُ عَذنِ عجري من نها الأَنبارٌ4 فمكله في ذلك
کمن يغتسل لله تعالى وإن كان يعلم أن آثره إزالة الغبار عن بدنه» فالعلم
بالأثر لا يناني الإإخلاص في العمل » بل المنافي هنا إنا هو قصد الأثر.
وليعلم أنه قل مَّن وصل إلى هذه الدرجة التي عَتّر عنها الله تعالى بصفة
اسمية قائلا #خْلِصِينَ) ول يعبر عنها بحركة فعلية أي يخلصون .
۸- إن روح الديانات الساوية إنا هي روح واحدة» تتمثل -بعد
الإيمان بالله تعالى وبالنبي المرسل في كل عصر _ بالعبادة المتصفة بقيدين :
- الإخلاص # لصن لَه الذي فا كان لغبر الله تعالى لا
يُسمى عبادة حقاء وإن كان مشتركاً مع العبادة الصحيحة في
ا
ر
سوق ابرا
صورتہا.
= مجانيتها لاإفراط والتفريط وهو معنى فا6 أو من لوازمها
إن فسرناه بالاستقامة» فإن الرهبان في النصرانية جانبوا
الاعتدال» فأفرطوا في العبادة المدّعاة لأنفسهم» تاركين ما
عليهم من الواجبات تجاه الغير : كمقارعة الظالمين» وخدمة
المحرومين.
ومن المناسب أن نعلم أنه قد روي عن النبي اله في نفي مثل هذه
الرهبانية : «إن لكل أمة رهبانيةء وإن رهبانية أمتي: الاعات ›
والجمعات » وتعليم بعضهم بعضا شرائع الدين" .
۹- ما من ريب أن جزئيات الشريعة تختلف من شريعة إلى شريعة»
ولكن المشترك في| بينها -على ما يفهم من آيات القرآن الكريم - هي الصلاة
والزكاة كقوله تعالى «وبقيموا اللا يرا الرّكاة وَذِك دين اَ4
وقوله تعالى «وَأَوْصًاني بالصّلاة وَالرَگاة ما ذُمْتُ حَيً4" طبعا مع
اخحتلاف الشرائع في جزئيات تلك العبادتين.
ولعل السر في هذا الاشتراك : إن الصلاة تنظم العلاقة بين العبد وربهء
والزكاة تنظم العلاقة بينه وبين خلقه» والصلاة فيها مجاهدة باطنية من
التوجه القلبي إلى الله تعالى » والزكاة فيها مجاهدة خارجية من قطع التعلق
(۲) سورة مريم : الآية .١
با مال » ويجمعهيا الانقطاع إليه ني كل ما أمر المولى به » ليكون العبد كالطريق
المعبد الذي لا يعيق السائر فيه
وليعلم أن مجموع ما في الشرائع» ينطبق عليه التعبير ب دين ا4ء
سواء بمعنی :
a LS SS
لأن شرائعه قائمة بمصالح : E خصرص دين النبي الخاتم -
العباد.
- أن الدين ذو قيمة : لما فيه من المعاني السامية .
-١ إن روح الآيات الواردة في هذه السورة المباركة شاهدة على
عالمية الدعوة اللإسلامية » وأن الأديان السابقة وإن كانت حجة على أهلها
قبل ظهور الإسلام ء إلا أنه مع إرسال النبي الخاتم والشريعة الخانة » م يبق
جال لأي دين غير الإسلام.
ومن هنا لا ينبغي الانبهار بأي إنجاز ديني أو إنساني خارج إطار الإسلام
الحنيف » لما ورد من قوله تعالى إن الدَينَ عِندَ اله الإشلام فإن قبول
الأعمال منوط بالتقوى» ولا معنى للتقوى إذا كانت الحركة في غير الحادة
التي أرادها الله تعالى » وإن كان الفعل حسنافي ظاهره .
١ - ينبغي التأسي بحلّق من أخلاق الله تعالى ما هو مذكور في هذه
.٠۹١ سورة آل عمران : الآية )١(
ر
سوط ابيا
السورة؛ ألا وهو عدم مؤاخذة الخير إلا بعذر: فلا نؤاخذ الجاهل أولاًء
وإن آخذناه فإننا نؤاخذ المقصر من الجاهلين » وإذا آخذنا المقصر منهم
أخرجناه من جهالته.
وذلك أن الله تعالى لم يؤاخذ عباده إلا بعد إتام البيّنة الواضحة من صحف
مطهرة نزلت بتعاليم قيّمة» بمعنى : (قائمة بمصالح العباد)» أو بمعنى :
(الاستقامة بلا اعوجاج) عكس ما عليه الشرائع البشرية والقوانين
الوضعية» لما فيها من غالفة الفطرة السليمة» وتفويت مصالح العباد
الواقعية.
ی گرا ین آَل آلککب داشرف ر هگ خرن م
ھ2 و شر LT ص ص 4
ولك هم سرا ر رت اليد کک ا الت ا
نھآ دا ری آله َنم وروا ا (O
۲ _ إن الله تعالى في هذه السورة» قذم الوعيد على الوعد» فذكر
جزاء َر لِد ثم أردفها بجزاء حير ايد4 ولعل السر في ذلك :
أن مصب الآيات في أول السورة» ما كان عليه أهل الكتاب والمشر كين من
الباطل» فكان الأنسب في مقام بيان الجزاء ذكر ما هو متعلق بصدر
السورة.
أضف إلى أن منزلة الوعيد بالنسبة إلى الوعد» كمنزلة الدواء إلى الغذاء:
فلا بد من الردع ما يضر آولاء ثم ا لحث على ما ينفع ثانيا .
۳ إن العبد إذا جمع -من خلال مدرسة الأنبياء- بين الإيمان
والعمل الصالح » صار من يقال ني حقه بصدق : إنه خير من خلق الله تعالى
على أرضه» بناء على أن وصف البرية شامل لكل مخلوق ب) في ذلك الملائكة
لأا من ضمن من برأه الله تعالى » والمستفاد من النصوص أن بعض الخلق
خير من الملائكة » وقد يكشف عن ذلك أمر الله تعالى بالسجود لادم ه4
ول يبعث بعد بالرسالة » وذلك لا كان فيه من قابلية التكامل والصعود إلى
مرحلة تفوق الملائكة!
ومن الممكن أن نجعل آية الإشارة إلى خير البرية وشرهاء تنوها على قوسي
الصعود والنزول في الخلقء نظير ما ورد في سورة التين قد حلقتا
الإنسَانَ ني أحسَن فيم # نَم رَدَذنَاه مَل سَافلين4” .
٤ - لا بخفى ما في التعبير ب(عند) من لطف في قوله تعالى #عندَ
رمم وذلك لأن «حَيٌّ لري هم الذين حصروا طمعهم فيمَن عنده
مثل هذا الجزاء » ولا يعنيهم ما عند غيرهم من الجزاء الفاني!
کا يمكن تفسيرها بمعنى : أن جزاءهم بمثابة الوديعة عند أمين » يرجعها
هم في وقت يكون صاحبها في شد الحاجة إليها!
وهذا الإحساس ب(عندية) الجزاء عند الله تعالى » يبعث حالة من الارتياح
.٥- ٤ سورة التين : الآية )١(
عند المؤمن › فلا يستعجل في الدنيا ار عمله -ولو كانت مزية معنوية-
لعلمه بأن ما هو المّخر له عند ربه ؛ يغنيه عن كل مزية عاجلة .
٥ - إن من أهم مقوّمات الجنة هي صفاتها المتمثلة بعَذَنٍ# آي
الاستقرار والإقامة (خالِدِين و#أبداً والدالة بجميعها على الخلود
فيها» وهناك آيات خر تؤكد على هذه الحقيقة وهي لا رجو مِنها)
و وما هُمْ نها بمُخْرَجينَ)" ولا يعون عَنها جِوَلا)" بل قيل : إن
الخلود خير من الجنة » إذ قد روي عن النبي ك أنه قال : «إن الخلود في
الحنة خير من الحنة!.. ورضا الله خبر من الحنة» "؛ لأنه لولا هذا الخلود لا
تهتاً متهنئ بها ء إذ إن ألم العلم بانتهاء أمد النعمة لا مجبره عظيم لذعها!
٦ ۔ کا أن الإنسان خلوق من جسد وروح» ولکل منهم| حظه في
الدنياء فإن هم أيضا حظا في الآخرة» فحظ الجحسد فيها هو الحنة الموصوفة
في هذه السورة وغيرها بأنواع النعيم الحسي من الحور والقصور» وأما حظ
الروح فيها فهي رضا الرب التعال رضي الله عنهم وَرَضوا عن
والمتمثل بجنة القرب الإهي.
والملفت هنا: إن الله تعالى لم يذكر صفة الربوبية عند ذكر رضاه عمَّن
وصفهم ب # خير ارب4 بل كر لفظ الجلالة والذي يعد من أعظم الأساء
)١( سورة الحجر : الآية ٤۸ .
(۲) سورة الكهف : الاَية ٤۸ .
(۳) مفاتیح الغیب : ج۳۲ ص۲٣٠۲.
دلالة على الميبة والجلالة » فهو الاسم الدال على الذات والصفات بأسرها؛
۷ - إن غاية الكمال تتمثل في الوصول إلى مرحلة يرضى فيها العبد
عن ربه» ويُرضى العبد فيها ربه عنه؛ وهي مرحلة (النفس المطمثنة) التي
اش إلا ی قرله تما تا اتس املو ٭ ازچیي إل رك را
مَرْضِيّة " وقد ذكرت آية للمَن حي رَبَه أن الطريق إلى ذلك الرضا
RN RE الخوف المقترن بالتعظيم » كا
قال تعالى عن الملائكة وهم مَل حَسْييهِ مُسْفِقَّونَ4".
وقد ورد التعبير نفسه بالنسبة إلى العباد المؤمنين إن الذِينَ هُم ُن حَسْية
رمم مَشْفِقّونً4" وهذه الخشية مترشحة من العلم» لقوله تعالى إت
سى الله مِنْ عِبَادِِ الْعْلء إذ إن الإحساس بعظمته ومراقبته هي
الرادعة عن كل قبيح » وباعثة لكل خير
وليعلم : إن هذه الحالة من الرضوان هي خير نعيم في الجنة بل رحيقهاء
وهو جزاء مستقل في قبال الجنات» حيث ذكر قبال الجنة في قوله تعالى
ري من يها انار خا لِدِينَ فيها بدا رضي الله عَنْهُمُ ورَصوا عن
.۲۸-۲۷ سورة الفجر : الاي )١(
.۲۸ سورة الأنبياء : الآية )۲(
. 0۷ سورة المؤمنون : الاآية )۳(
.۲۸ سورة فاطر : الآية )٤(
ا
سے Ali”
ومن المعلوم أن مَّن كان واجدا هذه الصفة في الدنياء كان متنعما في الدنيا
بأغلى نعيم في الحنة ولو بدرجة من درجاته!
۸ - عندما يسند القران الكريم الخشية إلى العلاء في قوله تعالى إت
سى الله مِنْ عادو الْعْلاء4"" فانه يستعمل لفظ الجلالة المشير إلى مقام
الذات بكل أبعاد ا لجمالية والكمالية » وهو المناسب لمقام العلم الذي به تدرك
الأوصاف والمقامات الربوبية » ولكن عندما يسند الخشية إلى عامة المؤمنين
«الَذِينَ منوا وَعَمِلُوا الصّالحاتِ) كا في هذه السورة» فانه يشير إلى صفة
الرب وذلك في قوله تعالى لِك لمَنْ ِي رَبَ4 إذ أن للربوبية القاهرة
والمدبرة دورا في إيصال هؤلاء إلى جنات عَذنِ عجري مِنْ ها الأنما)
وبذلك كانت خشيتهم مرتبطة بمقام ربوبيته .
.۲۸ سورة فاطر : الاَية )١(
E وو
بنواله انا خیم
ا آلأرش زلراها حرجب آلأرض آَفَْا لها ٤
1
4
آلإضسن ما ها )ومين ّت أَخَارهَا 0 ا
- إن التركيز على القيامة وما بحري فيها من الآهوال هو سمة من
سات القرآن الكريم » وذلك عندما يراد سوق العبد إلى العمل الصالح
ليم الربط دائا بين العمل في الدارين » وهذه السورة واقعة في هذا السياق
حيث تبتدئ بكر القيامة وأهواهاء ثم تختم بذكر تجسّم الأعال في تلك
النشأةء ليكون العبد على حذر في أول الطريق لثلا يفاجأً با لخو اتيم
والمطلوب في المحصلة النهائية هذه السورة هو انبعاث العبد نحو العمل
الدؤوب» فلا يستصغر قليلا من اير -ولو بمقدار ذرة- فلعله هو
لمجي » ولا يستصغر قليلا من الشر فلعله هو الّهلك» إذ به قد ترجح كفة
السيئات كا هو الحال في عالم المثاقيل والموازين
۲ - إن الزلازل -في نظر عامة البشر - من أهم المخوفات الأرضية من
جهة الدمار الذي يخلفه في ثوان معدودةء ومن هنا استعمل القرآن الكريم
5
$1
أحداث خروج البشر من القبور 5#
ابوث ي"!
ولكن التعبير عن هذا الزلزال كان ب #زلزاها المشعر بأنه زلزال خاص
متعلق بالأرض اذخره الله تعالى لذلك اليوم» وهو لا يختص ببقعة من
البقاع كا في زلازل الدنياء بل هو منسوب إلى الأرض أجمع ؛ فكان أبلغ في
بيان الهول والفزع!
۳ إن ما في جوف الأرض من كنوز أو أبدان أو الأعم منها -على
اخحتلاف التفاسير للأثقال- لا يعدو كونه ثقلا في جوف الأرض»› بلا فرق
بين الكنوز الصامتة » وبين الأبدان التي كانت من أدوات التحكم في هذه
الأرض يوما ماء وكم يرتاح حامل الثقل عندما يلقي ثقله جانباء حرجا
ایا کہا ني قوله تعالی #وَأخْرَجَتٍِ الأَرْض أثقانًا)!
ولا بخفى ما في هذه العبارة من الدلالة على أن المعاد جساني أيضاء ولا
يختص بالأرواح كا قد يذهب إليه البعض .
٤ - إن البعض جعل التعجّب المستفاد من قوله تعالى #ما ها خاصًا
بغر ا مؤمنین » نظیر ما في قوله تعالی من بعتا من رقنا ها4" والحال
أن أحداث ذلك اليوم توجب فزع كل من يخرج دفعة واحدة من القبر إلى
)١( سورة القمر : الآية ۷.
(۲) سورة القارعة : الاآية .٤
)۳( سورة يس : الاي 0۲
شرو ا 2
أرض المحشر وفيها ما فيها من الأهوالء وهو ما يناسب التعبير
ب#الإنسان# عمّن يتساءل عن زلزال الأرض.
ولكن هذا كله لا ينافي ارتفاع الفزع عن بعض الخواص مطلقاء أو في بعض
مواقف ا محشر» حيث يقول تعالى #وَهُم من فرع وميل ينون ٠)
- قيل في تفسير آية «يومَْزِ حَدّتٌ اخبارها) وجوه : فمن قائل
بأنها بلسان الجال» ومن قائل بخلق الصوت مقارنا هاء ومن قائل با
N
نعالل و ٳِن ِن ٿيء إلا يسح مء وَلكِن لا فهر ن بی 4"
وقوله «#قاوا أطت الله الذي نطق كَل ىء" .
EE Oa as
تجر الأرض نفعا إلى نفسها أو تدفع ضررا عنهاء كا هو المتوقع في بعض
شهود الدنيا» ضف إلى أن شهادة الأرض تبع لشهادة من أحاط علمه بكل
شيء.
ولنا أن نتساءل هنا: بأنه إذا كانت الأرض ها تابلية الاستلهام وتلقي
الوحي إلى درجة الحديث عن تفصيل الحوادث ؛ فكيف بقابلية البشر إن
أراد الله تعالى له ذلك؟!
.۸٩ سورة النمل : الآية )١(
.٤٤ سورة الإسراء : الآية )۲(
.۲١ سورة فصلت : الآية )۳(
ثا
- إن التعبير بد
من التفصيل » وليست الشهادة على إجاههاء فإن الأرض -مثلا- لا تشهد
على أصل إقامة صلاة المصلي عليهاء وإنا على دفعاعها» وأين كانت » وكيف
کانت!
ث أخبارًّها# فيه إشعار بأن الحديث فيه شيء
ك أنه قال :
ومن هنا أمرنا بالصلاة في مواطن متعددةء فقد روي عن علي (
«صلوا المساجد في بقاع مختلفة ؛ فإن كل بقعة تشهد للمصلي عليها يوم
و أيضا حين| كان يفرغ من تقسيم بيت المال يصلي
ركعتين ويقول : «اشهدي أتي ملأنك بحق » وفزغتك بحق»"".. وقد روي
أيضا أن النبي تا قرأ يوماً قول الله تعالى يو مذ نخدت أخحبارَمًَا) فقال :
«أتدرون ما أخبارها؟.. قالوا : الله ورسوله أعلم» قال : آخبارها : أن تشهد
الأرض على كل عبد أو اَم a : يا رب!.. لقد
عمل کذا وکذاني یوم ذا وکذا» '"
ومجموع هذه الأحاديث توجب خجل العصاة يوم القيامة ؛ لأن ما كان
-بنظرهم- جامدا صار شاهدا على من يفترض أنه خليفة الله تعالى في
الأرض.
١ . »
القيامة»' وعنه
. ۱۸۸ وسائل الشيعة :ج © ص )١(
لئالۍ الأخبار : ج۵ ص۷۹. )۲(
.۷۹۸ مجمع البيان :ج ۱۰ ص )۳(
شرو الل
يومَمْذٍ يضدر الاش شاا سرو أ e مَل
ال درو e as (O E TE
4O
۷ - إن صدور الناس أشتاتا يوم القيامة تابع لما ورد في آية أخرى إن
سَعْيكَمْ سى" ومن المعلوم أن تشتت الناس يوم القيامة » لا يعني أنهم
جيعا في حالة واحدة» لوضوح آنه يوم َذْعُو كَل اناس بإمَامِهمْ 4" فلا
مانع من خرو جهم متفرقین » ولکن تحت رايات ختلفة بحسب مَن تولوا في
الحياة الدنيا ؛ فإن من تولى حجرا حشره الله تعالى معه.
ولا يخفى ما في التعبير ب «يضْدُر4 من اللطف» وهو الذي بُطلق على
انصراف الإبل عن الماء بعد وروده» فكأنهم في دار الدنيا كانوا على غدير
Se
عنده عاطشا» وهذا يُؤيد با روي عن أمير المؤمنين ## : «أمها الناس!..
اليوم عمل ولا حساب» وغداً حساب ولاعمل» .
- إن الشرط عند البيان يساق لبيان جوابه» وللتأكيد على ذلك
الجواب في بعض الحالات » فيكون وزانه وزن القَسَّم في ذلك » وقد بحذف
الجواب والمَسّم لإثارة التأمّل ثم البحث عنها» لعناية المتكلم بمورد
)١( سورة الليل : الآية .٤
(۲) سورة الإسراء :الآية .۷١
الق والشرط › وهذاواقع في القرآن الكريم وفي هذه السورة أيضا.
فهناك مَّن بقول بحذف جواب الشرط في لإذا زَلزِلَتِ) وقد دل عليه
السياق يعني «وَقَعَتٍ الْوَاقعَةً" مثلا» وبين مَن يقول إن الجواب هو
وقد يدر الاس أشتاتا6 وين من قول آنه يومد دف
خبارها) .
٩ - إن آية فمن يَعْمَل مقا دَرَة حبرا يره # وَمَنْ يَعْمَل مقا َة
شرا يره فيها من صور التخويف والردع ما لا بخفى على المتأمّل » وقد
روي عن النبي كاك أنه عَبّر عن هذه الآية با لجامعة'" » فالآية فيها :
- إطلاق يشمل جيع المكلفين حتى الأنبياء؛ لأن الموضوع فيه
(مَنْ) الموصولة المنطبقة على كل مكلف .
- جعلت الموضوع في العمل ما تناهى في الدقة وهي الذرة» وهو
ما يُرى في شعاع الشمس من الباء » وتقال لصغار النمل أيضا.
- جعلت المداقة في جانب الخير والشر معاء وكرم الكريم
وصفحه لا يناني تلك المداقة » وذلك لثلا يتجرأً المتجرؤون على
اة
- جعلت النتيجة رؤية العمل إما بنفسه -بناء على تحسم الأعال-
أو بجزائه » فعدل عن التعبير بالإإعلام إلى الإراءة في هذه الآية ›
.١ سورة الوافعة :الآية )١(
. ٠١۹ص ومسند أحمد : ج۲ .٤٤١ تفسیر القرآن العظیم لابن کثیر : ج۸ ص )۲(
شر الل ۳4
كا عدل عن التعبير بالعلم إلى الوجدان والرؤية في قوله تعالى
يوم تد گل فس ما عو يِن حر ضرا وما عَمِلَتْ يِن
سو ء4 .
-١ لا منافاة بين هذه الآية الناطقة بمطابقة الجزاء للعمل ولو كان
بمقدار مثقال ذرة» وبين ما يدل على حبط العمل في جانب عو الحسنات
لين ركت لَيَحْبَطَّ عَمَلكَ4" وكذلك ما يدل على التكفير في جانب
حو السيئات إن الحسَسَاتٍ يُذْهبْنَ السََاتٍ4" وذلك لأن الآية تذگر
القانون العام في محاسبة الخلق» ولا ينافيه جعّل قانون آخر يتحقق به
الاستثناء» فهو «لا يسال ع يفل وهم باون4“ .
ومن الممكن القول كتوجيه آخر في المقام: إن إحباط الله تعالى عمله في
الآخرة» كاشف على أنه م يفعل الخير أصلا؛ لأن الخير هو ما استقر في
خيريته إلى يوم الجزاءء لا ما كانت فبه صورة الخير بنظر القاصرين من
العباد!
١ إن تذكر أهوال يوم القيامة » يكفي للردع عن المعصية لمن كان له
.٠١ سورة آل عمران : الآية )١(
.1٥ سورة الزمر : الآية )۲(
. ٠١١ سورة هود : الآية )۳(
.٠٢ سورة الأنبياء : الآية )٤(
كال اليقين بغيب الآخرة» ومن هنا عبر عن الموت ب(هادم اللذات)"
فكيف با هو أعظم من الموت؟!.. وقد روي: أن رجلا جَاءَ إلى
الي ڪا قال : عَلَمْني ما عَلّمَك اله َدَقَعَه إلى رَجُل يُعَلّمه؛ قَعَلَمَهُ
لإا رُلزلت) -حَتی إِذا بَلَع- لفَمَنْ يَعْمَل مثقال رة حيرا يره # وَمَنْ
يعمل قال دَرَة سرا ير ‰ قال : : حسپي! .. فأب الل ااك قال : دوه
3
ص٤٦۲.
(۲) بحار الآنوار : ج۲٩ ص۷١٠.
جنوال من ایر
ووا لیت صبحا ال )ا لمورہت مدال )لیت صبعا )ادبو
O ن بے جما إن لانن لرہوے لکود )رنہ عل
دك مید )و اه لحب ار مدید )4 أفلایعلم إا بعرم
TT ONA
0
١ - إن حور القَسَم في هذه السورة المباركة» هي حالات وحركات
مركب المجاهدين من الخيول العادية من جهة : أصواتها عند العدوء وما
توريه حوافرها من النار» ومباغتتها للأعداء صباحاء وإثارتها للغبار عند
ركضهاء ودخوها وسط القوم عند إغارتها.
وحينئذ نقول إذا تحقق القَّسّم بمركب يركبه المجاهدون في سبيل الله تعالى ؛
فكيف بذواتعهم؟!.. أو هناك تقدير أعظم من هذا التقدير ؛ أي القَسَم ب
رکا اراد ن
۲ - إن سراية العظمة من العظيم إلى بعض متعلقاته الفاقدة للعظمة
بذواتها لولا انتسااء هما شواهد متعددة في القرآن فمنها: قميص
فل آن جَاءَ اشر لماه على وَجهه ارد بصبرًا 4" وتابوت
وه ب و ر ا
TS کات و
2 وناقة صالح 2# قال هَمْ رَسول اله تاق الله وَسُمَبام 4"
ومنها ما ني هذه الآية من خيول المجاهدين » إلى درجة يقيمم الله تعالى فيها
بحافر ذلك المركوب الذي تنقدح منه النار عند الجري «قالُورِياتِ
فذحا .
۳ - إن مدح صفة الإغارة صبحاً-لكونها في سياق القَّسَم - يدل على
مطلوبية مباغتة العدو فإن الحرب خدعة.. ومن المعلوم أن من سبل المباغتة
هي الإغارة الصباحية : فلا هو ليل دامس ؛ لئلا يرى الإنسان عدوه» ولا
هو صبح مسفر ؛ ليكون العدو على أهبته!
إلا أن الأمر لا ينحصر ذا المصداق من الاستعداد لقهر العدوء إذ لايد
من السعي لكل ما يوجب الغلبة على الأعداء» ومنه إعداد القوة #وَأعِدّوا
كم ما اشتطَعْتّم من فوَةٍ وَمِن رَبَاط ال4 ولا يخفى أنه لا خصوصية
للخيول المذكورة في هذه السورة» بل المراد كل قوة يواجه بها الأعداء ولو
م يكن خيلا» وهو الواضح أيضا من عدم إرادة رباط الخيل» في آية إعداد
.٩٦ سورة يوسف : الآية )١(
.۲٤۸ سورة البقرة :الاي )۲(
.١١ سورة الشمس : الآية )۳(
.1٠ سورة الأنفال : الآية )6(
القوة المذكورة.
٤ - ذهب البعض إلى أن المراد با أقَسَّم عليه في هذه الآيات » هي إبل
الحجاج المتنقلة ما بين عرفات ومنى والمزدلفة» وهو مروي عن أمير
المؤمنين #ي'" » وعلى هذا التفسير فإن الآيات تبيّن عظمة الحجاج من
ناحية » وعظمة هذه البقاع من ناحية أخرى» فبذلك تحقق فَسَم بمركوب
يحمل راكبا شريفا في بقعة شريفة.. ومن هذا المورد وأشباهه » يُعلم أن
القرآن حال ذو وجوه.
٥ إن وجه الارتباط بين القَسّم والُفْسّم عليه من الإنسانَ ربو
كنود خفي نوعا ماء فمن الممكن القول: إن وجه المناسبة بين كفورية
الإأنسان وخيول المجاهدين » هي :
- المقارنة بين فئة تبذل أغلى ما عندها -وهي النفوس- في خدمة
الدين » وبين من يستأثر بمال الله تعالى الذي أودع عنده آمانة إلى
حین الرجوع لیه» حال کونه کنودا کافرا به وبأنعمه» فصار
تکریم خیول هؤلاء -بالقَسّم علیه۔ تعریضا بہم » وکأنہم دون
هذه الخيول بمراتب في الفضل عند الله تعالى!
- إن تشريع الجهاد لواجهة أصحاب هذه النفوس السقيمة
المتردية بكفرها» فصارت هذه الآيات تحقيرا هم» حيث
(۱) تفسير نور الثقلين : ج ص 1٦٥١ .
تعرضوا لإذلال الفاتحين ههم بالنصر عليهم » بسبب ما هم عليه
من النقص والضلال .
٦ - إن هناك مجموعة من الصفات المرتكزة في باطن الإنسان قد
ذكرها القرآن الكريم مشل : الظلم والجهل َة كان ظَلُوما جَهولا 4"
واملع لن الإنسَانَ حل هَلُوعَا) والحزع إا مه لر جَروعً 4"
واليأس والكفر نه لَينّوسش كَمُورٌ4“ والطغيان لكلا ا الإنسَانَ
عى" والضعف «وخلى الإنسَان صَعيمًا)".
وقد ذكرت هذه السورة خصلة من هذه الخصال الباطنية » وجعلت الموضع
ها هو الإنسان بيا هو إنسان لم يتربً بتربية الأنبياء #9 ؛ ألا وهي
(الكفران) مسبوقة بأداة التأكيد (إن) وكذلك اللام المؤكدة.
ومن المعلوم أن مثل هذه الخصال في النفوس» كمثل البذور في الأرض
التي تنتظر ما ينبتهاء فمن دون مجاهدة وسبر لغور النفس»› وتصفية ها ما
هي فيها ؛ فإن هذه ا لخصال منابت لسيئات الأعمال بمقتضى طبيعتها .
۷- إن من موجبات تشديد مؤاخذة العبد يوم القيامة ؛ علمه با هو
(1) سورة الأحزاب : الآية ۷۲.
(۲) سورة المعارج : الآية .٠۹
(۳) سورة المعارج :الآية .٠١
)٤( سورة هود : الآية ۹.
(0) سورة العلق : الآية 1.
)١( سورة الإنسان : الآية ۲۸.
فيه من الشرور لقوله تعالى ونه على ذلك هيد بناء على ارجاع
الضمير إلى العبد لا إليه تعالى » فكأن هذا الكفور الكنود تجاهل ما هو فيه
من العيب مجاراة هوى نفسه » وذلك لأن المي على خلاف ما تقتضيه تلك
الصفة -كالبخل مثلا-يحتاج إلى مجاهدة ليسواهم من آهلهاء وبذلك كانت
الحجة عليهم أبلغ!.. ونظير هذه الآية في بيان حقيقة علم الإنسان بنفسه
۸- إن هذه السورة فيها حقائق تمس عالم الباطن من: كنودية
الإنسان» وحبه الشديد للخيرء وأن العبد عالم با في نفسه وإن كابر
وأنكر.. كا تمس عالم الغيب من جهة أخرى» وهو : انكشاف خبيرية الله
تعالى للعباد يوم الجزاء.
ومن هنا ناسب أن يكون هناك : قَسّم في البين لتقَبّل هذه الحقائق غير
الظاهرة للحس» وتأكيدٌ ني كل هذه الموارد بكلمة (إنَ) والحملة الاسمية
وحرف (اللام) التي تفيد التأكيد .
٩ - إن الآية عبرت عن الال بأنه خير» کا في قوله تعالى في موارد
اخری إن ترك را4" وقوله #وإذا مَسَه اير منوعاً4" وهذا التعبير
قد یکون بلحاظ :
. ٠١-٠٤ سورة القيامة : الاي )١(
(۲) سورة البقرة : الآية .٠۸١
(۳) سورة المعارج :الآية .۲١
- ادعائهم» وذلك بالقول بأن المال هو الخير هم ؛ فكل استمتاع
في الدنيا إنم) يتحقق بهذا المال .
- الواقع » فإن المال بنفسه -بل الدنيا بأكملها- لا عيب فيها بل
هو مادة للخبر» وإنا يت E E
ا 4 فيلهیه عن الله تعالی » فيصبح فتنة إا مالك
وأزلافگم و وعدوا ِن مِنْ اَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلادكُمْ عدوا
اكم قَاخدَرُ وهٌُ4.
والدليل على إن الإهاء ليس من ذاتيات المال : إن نبي الله سليان ل أوتي
المال الكثير» ولكن من دون أن يوهن عزمه في طريق العبودية لله تعالى »
وسيؤتى المهدي الموعود لإ أيضا من الال ما لا بخطر بالبال» حيث ترج
الأرض كنوزهاء وتنزل السماء قطرها.
- إن الحديث عن آبدان الخلق في عالم القبورء يشبه الحديث عن
الجادات فيهاء ففي آية «وَأَخَرَجَتٍ الأَرْص ما4“ نستشعر أن
الأبدان شأنها شأن باقي دفائن الأرض» تلفظها الأرض وكأنا استراحت
منها!.. وقد ورد في هذه السورة أيضا التعبير ب بُعْيْر4 وهي إثارة الأرض
.٠١ سورة الفجر :الآية )١(
.٠۸ سورة الأنفال : الآية )۲(
.٠١ سورة التغابن : الآية )۳(
.۲ سورة الزلزلة :الآية )٤(
PV ES TTT To : شی ا لاان
للإخراج ما فيهاء كا يعمل الفلاح لإخراج ما نبت في باطنها.
وعليه» فإنه من الممكن القول : إن هذه الأبدان لا شرافة ها بنفسهاء وإنم)
المعوّل على الأرواح المصاحبة ههاء فهي كالبذرة في السنابل تراد بنفسهاء
وإلا فبعد خروجها منها بالحصاد» فإن القشرة ترمى جانبا تذروها الرياح
أو تحرقها النبران .
١ إن الله تعالى حص الصدور بالذكر عند الحساب #وَحْصْل ماني
الصدّور ولم يذكر الجوارح؛ لأن نسبتها إلى الصدور نسبة المعلول إلى
العلة » فكانت الصدور أولى بالذكر.
ومن هنا نقول : بأن المنجي واقعا يوم القيامة -والذي عليه مدار الحساب-
هو القلب السلیم کا دُکر ني قوله تعالی إلا من اتی اده بلب سي 4.
وعليه » فإن مَّن يزين جوارحه بالطاعات» ولا يصلح جوانحه بالملكات
الصالحات ؛ سوف يرى أن الملحصّل من صدره-على ما وعدت به الآية
ليس مما يسر به العبد يوم القيامة!
وما يؤيد محورية العمل الجوانحي قوله تعالى #وَمَن يكَتَمها فاه آئِم
ل" فجعل موطن الإثم هو القلب» وقوله تعالى «فيَطْمَح الّذِي ني كله
مَرَض)"" فجعل مرض القلب سببا لإثارة الشهوة عند التعامل مع
آذ
.۸٩۹ سورة الشعراء :الآية )١(
.۲۸۳ سورة البقرة : الآية )۲(
.۳۲ سورة الأحزاب :الآية )۳(
النساء» وقوله تعالى وَلّكن يال التَقْوّى يِنكُْ4"" وإلا فما قيمة الدماء
المسالة في منى إذا لم يحقق التقوى؟!.. وقوله تعالى #و من يُعَظّمْ سَحَائرَ اله
ا ِن قوی اقلوب" فالقلب المتقي يصدر منه الورع e
ومنه تعظيم الشعائر الإهية بكل صورها وقوله تعالى لک كَيَبَ على الَذِينَ
من بلک لعل َة تقون4" فجعل ثمرة الصيام رجاء تحقق التقوى » ومن
علوم ان التقوى أيضا حالة في القلب .
۲ إن الله تعالى عام خبير بكل أفعالنا حين صدورها بل قبل
صدورها بمقتضى علمه بالغيب» وعلمنا بهذا العلم الإلهي لمن موجبات
إتقان العمل » إلا أن الآية الكريمة < رم م بيز كني تبعل ظرف
هذا العلم الإههي مرتبطا بيوم القيامة » والحال بأن علمه تعالى لا زمان لهء
فكيف يتم التوفيق بين الآية والواقع ؟!
والجواب عن ذلك -بعد القول إن الآية لا تنفي العلم في غير ذلك الوقت-
هو إن القيامة ليست ظرفا لأصل العلم ؛ وإنا لتجلي أثر هذا العلم المتمثل
بالجزاء » ومن المعلوم أن الربط بين هذا العلم في دار الدنيا وأثره في دار
الآخرة من موجبات الارتداع عن المعصية إن وجد إيمان راسخ باليوم
الاخر
)١( سورة الحج :الآية ۳۷.
(۲) سورة الحج :الآية ۳۲.
(۳) سورة البقرة : الآية .٠۸١
ونظيره في ذلك قوله تعالى لَمَن للت الْيَوّمَ4" والحال أن ملكه أبدي لا
زوال له فكيف ارتبط بذلك اليوم ؟! فنقول فيه أيضا : إن المراد هو للك
المحقق الذي يقر به جميع الماليك.
وينبغي الالتفات إلى أن متعلق العلم الإهي؛ هي ذواتمم مم يَوْمَيِل
ير لا أفعاهم وهذا أبلغ في بيان الإحاطة ؛ لأن من أحاط بالذات أحاط
بالفعل » وليس العكس!
.٠١ سورة غافر : الآية )١(
. ص ل e a
ڪالمهُن مام من تقلت موازینه, فهو ي
J 2 2 ت
عيیشو راي وأما من خقَت مورت ره امه
.% درك اة تاارجا vf اوی
O
القيامة » تشبه سياق الحديث في سورة الحاقة حيث يقول تعالى #الحاقةً # ما
الحاقة # وما اراك ما الافة" ففيها استفهامان : الأول يشحو سبط
يعني : السؤال عن حقيقة هذا المبتداً الذي ذكر أولا لإثارة الانتباه» والآخر
بإضافة كلمة أذْرَاكً4 يعني : وأي شيء يدريك ما حقيقة هذا المبتدا؟!..
فكان أبلغ في بيان التفخيم » وكأنْ ما ورد في هذه السورة وأمثاها لا يكفي
لبيان الحقيقة كا هي .
- ورد التعبير ب وما أذْرَاك4 ني أكثر من عشرة مواضع من القرآن
.۳-١ سورة الحاقة : الآية )١(
الكريم » وورد التعبير ب وما يذرِيك# في ثلاثة مواضع » وقيل في الفرق
بينها : إن الأول في مواضع يريد الله تعالى أن يدري نبيه ڪا ما أثار السؤال
حوله» وأما في الثاني : فإنا في موارد أراد الله تعالى أن يطوي عنهاء
ويعرض عن الإأجابة عنهاء فكان تصريجا حقيقة بعدم الدراية با وإدراك
العقول ناء كا في مورد الحديث عن القيامة قائلا وما بُذريك لَعَلّ
السَاعَةَ قريب .
والملفت حقا في عموم القرآن الكريم : إن الله تعالى م يخاطب العقول بشكل
مجرد من أدوات الإثارة» وهذا درس لنا نحن أيضا في عدم الاكتفاء
با لخطاب المباشر » الخالي من أي مثير وجداني .
۳ - إن الآية الكريمة يوم يون النَاس كَالمَراش البو تصف
أهوال القيامة » والمتمثلة في كون الناس كالفراش أو الجراد على التفسيرين :
- إما من جهة (ضعف) هذه المخلوقات ؛ فها معدودان من
الحشرات» فلا يعبأً بعددها وإن كان مبثوثا أو منتشرا « كاعم
جراد مسر" وهو الغوغاء الذي يركب بعضه بعضا.
- أو من جهة (عشوائية) هذه الحشرة حتى قيل: كتهافت
الفراش في النار» في أا لا تقصد عند طيرانها جهة بعينها ولو
ا
.١١ سورة الشورى :الآية )١(
.۷ سورة القمر : الآية )۲(
e E : س لاذ
فأهل المحشر يحشرون كخوغاء الجراد في حال ضعف» ومن دون هدف
بعينه.. والطامة الكبرى أن المشبّه به في هذه الآية وهي الحشرات التي لا
يُعباً ا أحسن حالا من كثر من الناس الذين ما حققوا الهمدف من
خلقتهم!
٤ - أشارت آيتا وصف الناس بالفراش البثوث» والحبال بالعهن
(أي الصوف الملون) المنفوش (أي المندوف) إلى حالة زوال الاستقرار
الذي يراه الناس في الحياة الدنيا.. وعليه» فإن الإشارة تكون إلى حالة
طبيعية وأخرى اجتهاعية :
- فالأولى : متمثلة بالجبال الرواسي ذات الألوان المختلفة » لقوله
ور ک
تعالی ومن الال جد بض وح تلف الاما وَعَرَابيبُ
سود" فيزول استقرارها بأن تتحول إلى عهن منفوش .
- والثانية : متمثلة بالمجتمع البشري المستقر والمتحكم بجوانب
الأرض» وإذا بالقارعة التي تقرع البشر تزيل استقرارهم
فتحوهم إلى فراش مبثوث.
وفي هذا درس للجميع لعدم التعلق ب) هو زائل » و لخصوص المؤمنين لعدم
الاعتداد با سواه والذي يؤول إلى ما ذكر» ويجمعه) التعبير 2 من
لبها قَانٍ4 .
)١( سورة فاطر : الآية ۲۷.
(۲) سورة الرحن : الآية .۲٠١
۵ - جرى الحديث عن القيامة في قالب القَسّم وغيره ني سبعين مورد
في القرآن الكريم » وفيه دلالة واضحة على مصيرية الاعتقاد به كأصل من
أصول الدين أولاء والالتفات التفصيلي إليه في حركة الحياة ثانيا كعنصر
مُذكر باللقاء الإهي!
وذلك لأن مشكلة القرب إلى الله تعالى تتمثل في الغفلة تارة» وغلبة الهوى
تارة أخرى؛ وكلاهما يرتفعان أو بجددان بتذكر النهاية المشتركة المحتومة
لكل البشر » حيث تنتهي كل اللذات وتبقى كل التبعات » ومنها ما في هذه
السورة من ضور القاأكيد.
٠ - إن الثقل والخفة لا توصف ب الأوزان وما يوزن به فحسب» بل
إن كل ما له شأن وقدر من الممكن أن مجعل معيارا في عام الأوزان» ومن
هذه الأوزان (الحق) کا قال تعالى الوزن يَوْمَيِلٍ الق فَمَنْ ْلَب موازيئة
اولك مم الفلخرة فار ان رحد ن وات میرن به
العمل.
وعليه» فإن ما ورد في هذه السورة من ذكر الثقل في قوله تعالى اما مَنْ
قَلَتْ مَوازِينةٌ يفيد أن أصحاب العيشة الراضية » هم من كان سعيهم في
دائرة الحق.. لذاء ينبغي للعبد اجتناب كل ما ينطبق عليه الباطل سواء في
تعامله مع نفسه كالغناء مثلا» أو مع غيره كأكل ماله بالباطل» وبعبارة
جامعة : فإن الحق هو كل ما تعلق باه تعالى » والباطل هو كل ما ارتبط
(1) سورة الأعراف :الاية ۸.
VO le E TA o o : شی الاچ
ص
بسواه ذلك بأد الله ُو ا ْح أن ما يَذْعُونَ مِنْ دونه هو اأباطل 4 .
۷- ورد في روايات أهل البيت 8م أن ما يوجب ثقل الموازين يوم
القيامة (الصلاة على محمد وآل محمد) وهي تدخل في سياق مودة ذوي
القربي» أضف إلى أنها من مصاديق الدعوة المستجابة » في دعاء أقرب
للإجابة من طلب إنزال البركات على أشرف الخلق؟
وليعلم أن الموازين في هذه السورة يمكن إطلاقها على نفس الأعمال أي
الملوزون» لا على ما يوزن به وهو الميزان» ومن هنا ناسب التعبير عنها
- إن الإسلام دين الواقعية لا المالية» فلا يراد من أحدنا أن
O et
تركب الإنسان من النفس اللرّامة والأمارة أن يستقيم تارة» ويخ أخرى
ومن هنا عَبّر عن الحزاء يوم القيامة بوصف الميزان خفة وثقلا *#وآمًا مَنْ
حمَّت موازِيئةً) الذي فيه كفة راجحة وأخرى مرجوحة» فالمهم في ختام
الأمر أن تثقل كفة الحسنات فما مَنْ لَب مَوازينةً4 كا عبرت عنه الآية
الكزتة:
٩ إن ما يوجب هناءة العيش» هو أن يكون صاحبها راضيا عن
عيشته:رضا بى وهن هنا وصف أله تعال به آهل اة لأن سط
(1) سورة الحج : الآية .٦
الإنسان على نفسه أو على عيشته من أشد العذاب النفسي على صاحبه» فهو
يوجب ملامة لا تنقطع أبداء ومن المعلوم أن ما يوجب هذه الحالة في
الآخرة هو سلوك العبد في الدنيا.
وعليه» فإن ما يعيشه أهل الحنة غدا من العيشة الراضية -باعتبار صاحبها-
يعيشها المؤمن فعلا في دار الدنيا لأنه لا يرتكب فيها ما يوجب سخط ربه»
وبذلك يعيش #عِيسَة رَاضِيَةٍ# في الدنيا والآخرة.
١ - إن التعبير عن جهنم اة هاوي4 يوحي وكأنا بمثابة الام
لأصحابها من جهة :
- الانتساب العميق لأهل جهنم إليهاء فهؤلاء كأنهم أولاد النار
خرجوا من بطنها فعادوا إليها .
- ومن جهة أن الولد يأوي في الشدائد إلى أمه» وهؤلاء لا ملجاً
هم يومئزٍ إلا أمهم المتمثلة بالنار .
هذا إذا فسرنا الماوية بجهنم باعتبار من يموي فيهاء وأما إذا جعلناها
وصفا لأم رأس الذي هوي في نار جهنم » فيكون المعنى : إن صاحبه يوي
بدماغه في نار جهنم وهو أبلغ في الإذلالء لأنه يسقط بأشرف جزء من
جسده» أضف إلى ما في كلمة الهاوية من معنى التردّي.
ومن الممكن أن نجعل ارتباطا بين أم الرأس وبين الناصية الكاذبة ؛ أي
يكون الكذب والخطيئة من موجبات هذا اهموي في نار جهنم .
١ إن الآيات الأول مء هذه السورة بدأت وما أذراك لذ
ء م ب رر ر ر
EV a SAE Ea ES Ra شی ال کاچ
أهوال يوم القيامة » إلا أا أعادت التعبير نفسه بالنسبة إلى خصوص
جهنم » فقالت وما أذراكّ ما هيه فكان الأمر تعظي) في ذكر تعظيم ؛ أي
تعظيم أمر جهنم في ضمن ذكر عظائم يوم القيامة.
ومن الملفت هنا إن الآية تصف النار بأنها حامية » وهو أمر بديهي لكل أحد
إذ لا يعقل سوى ذلك» ولكن الآية كأنها تريد أن تقول : بأن النار الحامية
حقيقة » هي هذه النار الأخروية قياسا إلى نار هذه الدنياء وكأنا غير
ا
بوا اَم ایر
الھک التکار کی ددم استاي )کا سوف تعلمونَ
© کد سوق تكنو ©5 لو نكر م 2
9 الي ثم روا عت القن )نہ
لعٍ لير ©).
- إن القرآن الكريم جعل فاعل الإهاء هو التكاثر» وكأن التكاثر
صار بمثابة المتحكم في الوجود الإنساني » فبدلا من أن يكون الإنسان هو
السائق لنفسه في الجهة التي يريدهاء فإن الأمور الاعتبارية - كتوهُم الجاه
بالأولاد والأموال- تصبح سائقة له!
وعليه فإن الحل الجامع » هو مجاهدة النفس لإخراجها من دائرة سيطرة
الأوهام والعقد» إلى حالة الزهد با هو في الخارج -وهو المورث للعزة
الباطنية - بدلا من تركه» وقد روي آنه: «ما من رجل تكثّر أو نجير إلا لذلة
وجدها ف تفسه)
۲ إن طلب الكثرة ثم الفخر با طلبه المتكاثر» يكون عادة في
(۱)الکاني : ج ۲ ص۲٠۳.
الأموال والأولاد» ولكن النفس -التي لا تشبع - من الممكن أن يتعلق حب
كثرتها في أمور أخحرى: كالعمر يود أَحَذهُم لو يعَمَر أف سذ4"
والمسكن انون بكُلّ ريع ا د4" والأطعمة #ن ئَصَ عل طَمَام
واج فافع لتا رَبك برخ لتا ما تنبت الأَرْصُ يِن بقلها اها وهِا
وَعَدَسهًَا وَبَصَلِهَّا).
وبعبارة جامعة : فإن الآية الأول «أَلَْاكُمُ التَكَائر€ أہمت متعلق التكاثر
ليشمل كل صور الالتهاء بالدنيا ما ذكر وغيرهاء وإن كانت الآية الثانية
حى رُرْنْمْ امار تشير إلى حصوص التكاثر بالأولاد .
۳ - إن على المعتقد بيوم الجزاء » تجنب كل ما يلهيه عن التزوّد لذلك
العام الآخر» فإن حقيقة الُلهي هو ما يشغلك عا هو أهم» ولازمة هذا
التعريف : إن الانشغال عن الأهم بالمهم يعد أيضا في دائرة اللهو وإن |¿
يلتفت صاحبه إلى ذلك » لعدم وضوح اللهوية فيها.
وكم ينطبق هذا التعريف على كثير من النشاط الدائب لأهل الدنيا في
دنياهم -وإن لم يشعروا بذلك- ما دام ذلك السعي لا يرتبط بالأبدية
والخلود!.
: إن التكاثر المذموم في هذه السورة» قد يكون ناظرا إلى - ٤
.۹٦ سورة البقرة : اليه )١(
(۲) سورة الشعراء : الاي ١١١ .
(۳) سورة البقرة : الآية .1١
- نفس التكاثر في جانب الأولاد والأموال فتكون الكثرة بنفسها
مذمومة ؛ لأنه من مصاديق الالتهاء بنفس المتاع» طبعا خرج
من ذلك مَن م يلهه شيءَ عن ذکر الله تعالی» مصداقا لقوله
تعالی جال لا تلهم تجار ولا بع عن كر اه4 .
- التفاخر والتباهي بالكثرة المدعاة ولو لم تكن متحققة ؛ فيكون
الذم هذه الحالة النفسية التي يعيشها هذا الواهم » فيلتهي بذلك
أيضا عن آخرته » فملاك الالتهاء فيه واحد» سواء تحقق شيء
في الخارج أم م يتحقق .
- قیل" في تفسیر قوله تعالى حى ررم الْمَابرَ) أن مفهوم
ا لخطاب الإهي » هو أن التكاثر أهاكم في هذه الدنيا إلى ساعة الموت» حيث
زرتم فيها المقابر بمعنى زيارة مَن يراد دفنه» ولكن الأجلى من هذا
التفسير : هو أن البعض شغله التكاثر والفخر بالرجال إلى درجة أخذ
يذهب إلى المقابر» ليضيف الأموات إلى عداد الأحياء ؛ تكثرا للعدد عند
تحڏي الغير!
فكم هو سخيف بني آدم عندما يجعل ملاك التفاضل في الموهوم؛ إذ إن
كمال الحي لا علاقة له بكال حي آخر» فكيف إذا كان صاحبٌ الكال
ميتا؟!.. وكيف إذا لم يكن في البين كال أصلا كتفاخر أهل الجاهلية » كا
(1) سورة النور :الآية ۳۷.
(۲) الميزان في تفسیر القران : ج٠۲ ص١١٠".
قیل" في شأن نزول هذه الآيات؟!
١ إن ترك ذكر التعلق في قوله تعالى «كلاً سَوْفَ تَعْلَمُونَ)
وإبهامه » يدل على عظمة ما سيعلمه المتكاثر من الجزاء يوم القيامة » وفي هذا
كمال التخويف لصاحبه» وخاصة إن الله تعالى كرر الردع ب گلا أكثر
من مرة في هذه السورة المباركة!
وليْعلم أن الا وتا ولك ى الال قال ورون
الججيم€ من دون تفصيل لأنواع العذاب» كا في باقي السور الكريمة»
وهذا أبلغ في التهدید ک) في قوله تعالی ولو ری إِذ وفوا عل رمم قَالّ
لَيْس هذا با ّ4" حيث لم يذكر ما يجري عند الوقوف على الله تعالى في
هذه الاية.
۷ - إن الآية الكريمة جعلت الموجب للردع عن الالتهاء بالتكاثر » هو
ذلك العلم اليقيني الذي لا بخالطه ريب» وقيل في تعريفه : «إنه الاعتقاد
الجازم المطابق الثابت الذي لا يمكن زواله» وهو في الحقيقة مؤلف من
علمين : العلم بالمعلوم » والعلم بأن خلاف ذلك العلم حال" .
وعليه » فإن ما عدا هذا العلم لا يكفي لأن يكون رادعا كعبادة الجاهلين »
فإن من لا علم له لا خشية له» ومن هنا ارتفعت درجة العلاء على العبّاد
(۱) المیزان في تفسیر القرآن : ج ۲۰ ص .۳٠۳
(۲) سورة الأنعام : الآية .٠١
(۳) المیزان في تفسیر القران : ج ۲۰ ص۱١٠".
e A E شی اا
والزهاد.
۸ - إن العلم -وخاصة إذا وصل إلى مرحلة عالية من اليقين- يكون
حجة على صاحبه» فإنه من أهم البواعث على التخلص من مكدرات
الباطن.. لذا فقد عدّه المولى في ختام السورة- أداة لكسر حالة التكاثر
والتفاخر المذكورين في صدر هذه السورة» فإذا لم بحقق هذا العلم مثل هذه
النتيجة صار موجبا للحسرة والندامة غدا» ومن هنا جاء وصف يوم
القيامة ب يوم الَسرة4".
وليعلم أن العامل في الدنيا وغير العامل فيها -عند الحسرة على حد سواء-
ومثاله في ذلك كمثل من كان مع ذي القرنين لما دحل الظلمات فوجد
خرزاء فالذين كانوا معه أخذوا من تلك الخرزء وعندما خرجوا من
الظلمات وجدوها جواهر» فالذين أخذوا منها كانوا في غم إذ قصروا في
الأخذ منهاء والذين لم يأخذوا كانوا أيضا في غم إذ لم يأخذوا منه أصلا!..
فهكذا تكون أحوال أهل القيامة » عند النظر إلى ما فاتم من الخير يام
الحياة الدنيا.
٩ - إن الرؤية في قوله تعالى لون الحجيم) من الممكن أن نقول
عنها بأنما رؤية القلب الذي من الممكن أن يرى حقائق هذا الوجود:
- إجالا: كا يقع لعامة المؤمنين الذين يصفهم أمير المؤمنين 9
(1) و أنذِرْهُم يَوْمّ ا رة سورة مريم : الآية .٩٦
عند وصف يقينهم بالله تعالى قائلا : «لا تراه العيون بمشاهدة
العيان » ولكن تد ركه القلوب بحقائق الإيمان»""
- وتفصيلا : كا وقع لإبراهيم الخليل # حيث يقول الله تعالى
عنه و ذلك نري إبراهيم مَلَكَوتَ السَّماواتِ والأَزْضٍ
وليكونَ مِنَ الوقنين4".
ويؤيد هذا التفسير : إن الله تعالى عطف على هذه الرؤية لون الي
تلك الرؤية الأحرى في القيامة قائلا 3 روَا عَيْنَ الْيقّين) وهي رؤية
الحس بعدما كانت رؤية الباطن .
--١ إن لليقين درجات مترددة بين : علم اليقين» وعين اليقين»›
وح اليقين » ومثلوا لذلك : برؤية الدخان» ثم رؤية النار» ثم ملامستها..
فاليقين حاصل في الحالات الثلاث ولكن بتفاوت واضح في البين» وهذه
الدرجات المتفاوتة لليقين منطبقة على اليقين بالآخرة : ففرق بين اليقين به
ي الدنيا 3لا لو تَعْلَمُون عِلْم اين واليقين بها في الأخرى لنم لَرَوا
عَيْنَ اليَقَينِ4.
فالمطلوب من أهل اليقين أن يصعّدوا من درجة يقينهم إلى ما يقرب من
عين اليقين» وهو ما وقع للمتقين على ما وصفهم أمير المؤمنين فإ
«فهم والحنة كمن قد رآها ؛ فهم فيها منعّمون.. وهم والنار کمن قد رآها ؛
(۱) نج البلاغة : ۲۸.
(۲) سورة الأنعام :الآية .۷١
شی شیا الا OOO 0
0)
فهم فيها معذّبون»
١ - إن الخطاب لئم مسال يَوْمَيْزِ عن التَِيم € وإن كان في سياق
MEE GS SOS
وإن حصّه البعض بالنعم المعنوية ؛ لأن الله تعالى أجل من أن يسأل عا
-أعطاه مثلا- من الطعام والشراب» فإن هذا يناني ما عليه كرماء أهل
الدنياء ويؤيد ذلك ما روي عن اللإمام الصادق اج حيث قال :
وأجل من أن يطعمكم طعاما فیسوغکموه» ثم يسألكم عنه» ولکن
یسألکم عا أنعم علیکم بمحمد وآل عمد کال »''.
والدلیل E
أمر معنوي » ألا وهو إتيان النذير كلا اَي فيها قَوَْح سَأَلَهُمْ رها ا1
يكم َذِيرٌ 4 .
١ - إن البعض ينظر إلى ما أعطي من المتاع فيراها نعمة حضة» من
دون أن يلتفت إلى أن نعمتية النعمة إنا تتم إذا ضرفت في طاعة الله تعالى »
وإلا تحوّلت إلى نقمة على صاحبهاء لأنها من موجبات المعاتبة أو المعاقبة
بعد السؤال عنها يوم القيامة » حيث بقول تعالى نه ۾ شان يَومَيِنِ عن
التِيم).
(1) غج البلاغة : .۳٠۳
(۲) الکافي : ج ٦ ص۲۷۰.
(۳) سورة الملك : الآية ۸.
ومن المعلوم أن الطريق الأمثل لشكر هذه الأنعم » هو ما بينته الشريعة من
خلال تشريعاتها المتعلقة ب(الأبدان) كالصوم و(الأموال) كالزكاة أو
(الأرواح) كالصلاة المعراجية أو (الحقوق) كصلة الأرحام مثلاً.
فعدم الالتفات إلى ما في الشريعة من أحكام قد يوقع العبد في عكس ما
ذُكر» ومن هنا كان الشاكرون لأنعم الله تعالى » هم الأقلون عددا كَلِيآا ما
َشكرُون 4 !
۳ - إن البعض قد يتوهم وجود حالة من التنافي بين هذه الآيات
الناهية عن التفاخر بالمال والولد وغبرهماء وبين الآية الدالة على التحدث
بالنعم كقوله تعالى و أَمّا بنِعْمَة رَبك فَحَدّْ)".
والجواب عن ذلك: إن التحدث بالنعم -سواء بإظهارها خارجا أو
الحديث عنها- يكون بهدف راجح : إما بإظهار الشكر عملا أو لتشجيع
الغر على التأسي به فيا نعم الله تعالى عليه » وهذا يجانب تماما الفخر
والتباهي الذي يعود إلى إتباع الهموى » لا طاعة الهدى .
.٠١ سورة الأعراف : الآية )١(
.١١ سورة الضحى : الآية )۲(
بتو امہ القن اریہ
ارالتتر © الان کی تر إل لز امن وعيارا
التدلحت سابال ووا اكز ©).
- إن في هذه السورة-على قصرها- صورا من التأكيد» فهي تبتدئ
بالقَسّم وهو من أجلى صور التأكيد » أضف إلى التأكيد ب ن4 ثم التأكيد
باللام» ثم استعمال الجملة الاسمية » ولعل السر في كل ذلك o
عليه في غاية الخفاء عند عامة الناس ؛ ألا وهو حقيقة اشر المطبق على كل
الخلق إلا من خرج بالدليل.
وعليه » فمَن لم ير في نفسه إيمانا وعملا صالحا كاملا بنحو القطع واليقين ›
اندرج تحت عموم الخسر.
وبكلمة جامعة : فإن اسر لا يجتاج إلى دليل بخلاف عكسه» فمن شك
في الاستشناء لزمه اسر الدائم ويا له من تخويف لمن کان له قلب! .
- اختلفت الأقوال كثيرا ني تفسير «الْعَصر# بين مَن يقول :
- إنه وقت العصر من النهار» وهذا قَسَّم في ضمن القسّم
بالأوقات الأخرى المستوعبة لساعات اليوم الكامل من
(الفجر)ء (والصبح)» (والنهار) » (والليل)» (والضحى) .
- إنه إشارة إلى عصر زمني متميز» يتمثل بعصر النبي لال
وعصر الإمام المهدي يك ؛ ففي الأول بدأت الدعوة» وفي
الثاني يتجدد الدين بعد اندراسه.
- إنه إشارة إلى صلاة العصر › لكونها هي الصلاة الوسطى التي
حصت بالذكر من بين الصلوات جيعا في قوله تعالى (حَافِظواً
عل الصَلَرَّاتِ والصَلاة الوْسطًى4".
- إنه إشارة إلى مطلق الزمانء وهو الظرف التي يتحقق فيه
العمل وهو بدوره منشأً لکل خير وشر» کا أن لَعَمْرٌك 4"
إشارة إلى حصوص زمان حياة النبي لاك.
۳- لا يصح أن نطلق عنوان الُسر على ما عدا الإنسان» فإن كل
اللخلوقات من البهائم وغيرها مسخرة لأمر شاءه خالقها ها» وهي تسير
على هداها مصداقا لقوله تعال «رَبا الذي آعطى کل تيء حَلَقَهُ ئه
هَدَىی)'" حتى لو كانت لدغة من أفعى » أو نهشة من سبع ضار.
ولكن هذا العنوان لا ينطبق إلا على الإنسان الذي قد ينحرف عا رُسم له
من طريق العبودية فيقع في الخُسر كا عبرت عنه الآية » وبهذا يتنزل عن
مستوى البهائم التي لا خسران في سعيها على كل حال .
.۲۳۸ سورة البقرة : الاية )١(
.۷۲ سورة الحجر : الآية )۲(
. ٥١ سورة طه : الآية )۳(
٤ - إن استعال الحروف في القرآن الكريم تابع لأهداف القرآن
-شأنها في ذلك شأن الاسم والفعل- والمتمثلة في تربية الإنسان تربية
ربانية ء وهذا لا يتم إلا بالزجر والتخويف والوعد والوعيد؛ كل ذلك
بحسب مقامه!
والملاحظ في هذه السورة -بناء على هذه القاعدة في الحروف- أن الله تعالى
يعبر عن الإنسان بأنه لي خر فكأنه يشبّه الإنسان بمظروف منغمس
في إناء اسر » فيحيطه الحسر في كل مكان إحاطة ماء الإناء با فيه » وهذه
مبالغة في بيان الخسارة» ويا ها من مبالغة!
08 ارا فر ق اللا هر اصن ران الال ون
المعلوم أن رأس مال الإنسان يتمثل في عمره» وهو في انتقاص دائم منذ أن
ولدته أمه وهذه حقيقة بديية.. فا تحوّل منه إلى زاد في آخرته» فإنه رأس
مال ينتقل من عالم إلى عالم آخرء فلا خسر في البين أصلا.
وأما لو فنيت ساعات العمر في ما يسخط الله تعالى » ليشمل ساعات
المعصية وترك الواجب؛ بل في غير ما يرضيه ليشمل ساعات الغفلة
واللهو؛ فإنه هدر هذا امال لا نقلٌ له.. فكم هي بديية الخسران المدلول
عليه في هذه الآية؟!
٦ - إن هناك آثارا جلية للإيان والعمل الصالح -ومجمعها جيعا
عنوان النجاة من الحسر- فمنها أن بحيا الإإنسان حياة طيبة في الدارين لقوله
تعای من عمل صَاا من در أو أن وَهُوّ مُمِن فَلَثُحْيّةُ ياء ة٠
والود عند الخالق والمخلوق لِد الَذِينَ موا وَعَوِلُوا الصَاحاتِ سَيَجْعَلُ
هم الرَحمَنْ ودا والدخول في الرحة الإهية آم الَذِينَ منوا وَعَولوا
السات قَيذْجِلَهُم َم ني ريو ي .
۷- إن النتائج في عام الطبيعة لا تتحقق إلا بعد اجتماع جيع
مقدماتها ؛ كالإحراق المستلزم لوجود النار والحطب وانتفاء مانع الإإحراق»
والأمر كذلك في عالم الأرواح فإن الفوز فيه أيضا لا يتحقق إلا من خلال
اجتماع هذه العناصر جيعاء وهي منوا وَعَِلوا الصالحاتِ وََواصَرا)
فأي خلل في أي من هذه المقدمات يوجب الخسران.
وعليه» فإن الذي آمن وعمل صالخا بإطلاق الكلمة» ولكنه ترك التواصي
باحق والصبر ؛ فإنه أل بركن من أركان الخروج من الخسران.
ومن هناء فلا ينبغي لأهل العبادات في الخلوات » والتاركين لأمر إصلاح
العباد أن يُعجبوا بأعما لم ؛ لأنه لا فرق في تخلّف الأثر عند ترك أي جزء من
أجزاء ذلك المركب» كا ني مثال الإإحراق .
۸ كا أن هناك خسرانا وربحا نسبيين في تجارة الدنيا: فيعد أحدهم
رابحا قياسا لخاسر آخر» وخاسرا قياسا إلى رابح اكبر» فكذلك الأمر في
.۹۷ سورة النحل :الآية )١(
.٠٦ سورة مريم : الآية )۲(
.٠١ سورة الحاثية : الآية )۳(
تجارة الآخرة : فمن يعمل ببعض الصالحات ويترك بعضها الآخر -كفسّاق
المؤمنون- فإنه لا بحقق الفوز الأكمل ء بل هو في خسر نسبي قياسا إلى تارك
جميع الصالحات» وهذا الاعتقاد من الممكن أن يحت البعض على العمل
بباقي الصالحات » ليخرج من هذا اسر النسبي إلى فوز أكمل!
ولا يخفى أن هذه النسبية لا تتأتى في الإيمانء فمن له خلل في أصل إيمانه
کمنکر النبوة -مثلا وإن اعتقد بالتو حید - فانه لا يعد فا لحا أبدا ویؤیده قوله
تعالی #ويقولود تومن بض نكف بض وَبُرِيدود أن يسَخذُوأ بي دَلكَ
سيلا اوليك هُمْ ورون حَمًا وََذتَا ِلْافرينَ عَدَابا مُه .
٩ إن هناك فرقا بين الأمر بالمعروف والنهي عن المنكرء وبين
التواصي بالحق ال مأمور به في هذه السورة» فالأول قد يكون واقعا بين المؤمن
والفاسق» ك| قد يكون جهة واحدة : فهناك فرد آمر وناه» وهناك فرد آخر
e
ولكن التواصي قد یکون بين المؤمنين انفسهم بل قد يکون بين خواصهم ›
فكل واحد منهم آمر ومأمور في الوقت نفسه» وذلك لأن العبد مهيا بلغ
من الكمال فإنه بحاجة إلى من يذكره» والله تعالى هو القائل #وَدَكَرْ فإن
الذكْرَى نَع الُوْتىَ4".
ومن الممكن القول في هذا المجال : إن التواصي له شعبتان :
. ٠١١-٠٠١١ سورة النساء : الآية )١(
. ٥٥۵ سورة الذاريات : الاي )۲(
- شعبة تتعلق با يرتبط بالعلاقة مع الخالق » ويناسبه التواصي
بالصر على الطاعة والمعصية والبلاء.
- وشعبة تتعلق بالعلاقة مع المخلوق» ويناسبه التواصي بالحق
SD E
لئلا يضيع حق من آي ذي حق.
١ - إن النجاة من اسر تحتاج إلى عناية من الله تعالى ؛ وذلك أن كل
آنِ من آنات الحياة هي مفردة يمكن أن تتصف بالفوز أو الخسران» وأن
العبد مها بالغ في المراقبة والمحاسبة » فإنه لا يمكنه الانفلات من الغفلة في
جميع هذه الآنات وخاصة مع الشياطين المتربصة بقلب بني آدم والحائمة
حوله » والتى تلتقمه بمجرد الغفلة عن الذكر» وتخنس عند ذكره لربه كما
يفهم من بعض الروايات» ومن هنا لزم تحقق الفضل المتوجه إلى العبد
ليبطل أثر هذه الغفلة » فإن وجود بعض آنات الغفلة يحقق عنوان الخسر
ولو بلحاظ تلك الآنات القليلة.
ولذاء جاءت هذه الآيات مؤكدة على هذه الحقيقة واولا قَضل الله عَلَيْكَمْ
وَرَحْمة َعَم الَا إلا ليلا وولا قَضل الله عَلَيْكُمْ رة ما
2 2 وه ٤ر RR O (Y) ەه ر ہو جر د ص
رگا منکم س ح4" #فلولا فضل الله ورحته لکنتم م
الخاسریر 4" .
.۸۳ سورة النساء : الآية )١(
.٠١ سورة النور :الآية )۲(
.1٤ سورة البقرة : الآية )۳(
ومن المعلوم أنه بموازاة هذا الفضل الإهي في دفع الخسران» هناك التواصي
بين العباد لدفع ذلك أيضاء وهو ما ورد ذكره في هذه السورة.
١ ما من شك أن التواصي بالحق والصبر يندرج تحت العمل
الصالح » ولكنه خص بالذكر في هذه السورة لأنه يوجب تخفيف الخسران
في الأعمار » وهو أفدح من الخسارة في الأموال!
كا أن التواصي بالصبر يندرج ضمن التواصي بالحق » إلا أنه حص بالذكر
لا في الصبر أيضا من ضبان لتقبّل الوصية بالحق» فإن الوعظ والوصية
ثقيلة على نفوس العباد» وذلك لنافاتها لمقتضى إتية النفس وعدم الاعتداد
برأي الغير .
۲ _ إن هذه السورة القصيرة تبن لنا فلسفة الوجود برمتهاء وذلك
بالإأشارة إلى :
- حركة الإنسان في الحياةء وإنها في خسر مستمر رغم أن ظاهر
حركته هو التقدم والنمو .
- إن الخروج من هذا الأصل الأوليء لا يكون إلا بالقزن بين
الإيمان والعمل الصالح في علاقة الإنسان مع نفسه .
- إنه لاد من القرن بين التواصي بالحق والتواصي بالصبر؛
لضاف إلى وازعية دعوة الآنبياء للأمة وازعية الفرد لنفسه» ثم
وازعية المجتمع بعضهم لبعض» وبذلك يتحقق التكامل
الشرق
ل بتو اق امن ایر
رد ت ون ور ر ام ع کک ر سے o
ويل ڪل همرم لمرو )لدی جع مالا وعد ده كسب أن
ر2 Ale ےک کو ا “ رر ی ر ص 2و
ماله أخلده لل) كه لذن فى الحطمة ا )وما أدرنك ما الحطمة
کر ہے م د وي r رم رە 4 صر
ANOS IRLOFTAELO)
١ - تكرر في القرآن الكريم ذكر كلمة (ويل) بصيغة النكرة» للدلالة
على تعظيم التهديد والتوبيخ في سبعة عشر مورداء ويجمع متعلقها في جميع
اموارد عنوان : الشرك والکفر کقوله تعالى ويل لَلْافرِينَ مِنْ عاب
شَدِير4"" والمخالفة الأخلاقية كالكذب والممز واللمز كا في هذه السورة.
والعبرة المستفادة من ذلك : إن الله تعالى يستعمل كلمة الويل -الدالة على
التقبيح على أرذل الأمور الباطنية كالكفر- وذلك في الرذائل الخارجية
امتمثلة با لمعاصي المذكورة في هذه السورة» والتي يستسهلها العصاة لكونها
من مقولة الألفاظ كالهمز واللمز!
(1) سورة إبراهيم : الآية ۲.
الباطني مع وجود الخبث الخارجي.
وبعبارة جامعة نقول : إن التخلق بأخلاقيات الشريعة جزء أساسي منها
کالالتزام بعقائدیاتہاء ومن هنا کان التهدید بالویل مشتركا فيه|.
- قيل وجوه عدة في التفريق بين الهمز واللمز» ولكن الجامع بينها
هو ذكر عيب الغير عموماء فينطبق على كل موارده ما كان بنحو الجد أو
الاستهزاء. وسواء كان في أمر الدين أو الدنيا» وسواء كان بالقول أو
بالفعل » وسواء كان بالحضور أو الغيبة.
والمفهوم إجالا من هذه الآية وآية الغيبة"" : إن مراد المولى هو التشنيع على
من يذكر عيوب الناس من دون مسوغ؛ لأنه يوجب الوهن في الغيرء
وتذكي روح العدوان في النفس » وتشغله عن إصلاح أمرها.
۳ - مامن معصية في الخارج إلا وتعود جذورها إلى الداخل : فالمتكبر
لا يتكبر كا روي- إلا لذلة بجدها في نفسه» والمطفف الذي أسند إليه
الويل لا بأكل مال الغير إلا لحبه لجحمع المال والمتاع » وكذلك الأمر بالنسبة
إلى اماز اللماز الذي لا يلج في أعراض الخلق إلا لخسة ودناءة في نفسه»
فإغهم) والمغتاب قد لا يعود إليهم نفع في الدنياء ومع ذلك يعرّضون أنفسهم
لانتقام رب العالمين.
ومن الممكن أن نجعل عذاب المغتاب متوجها للهماز واللهاز وكذلك
() «أ حب أَحَذكم أن اكل َم أخيه ميا َكرهْتْمُوه سورة الحجرات : الآية .٠١
العكس؛ لأن معصيتهم من سنخ واحد وهو تتبّع عيوب الآخرين
وذكرهاء وما من شك أن ذكر النار وأهوالما من موجبات الارتداع عا
ذكر» لمن كان بناؤه على الارتداع» وهو ما ختمت به هذه السورة
الا
٤ - إنه بالإضافة إلى الذم لعامة الأمز كا في هذه السورة- إلا أن الله
تعالى أدان اللمز في خحصوص أشرف الخلق تا وذلك في أجلى صفاته عند
الناس متمثلة بالأمانة » إذ تجراً البعض باللمز في حق النبي له فكانوا من
الذين قال عنهم الله تعالى #وَمِنْهُم ن يمرك في الصَدَقَاتِ فإن أعْطُوا ينها
رَصُوأ وَإن ل بعْطَؤا مها إا هُمْ يَسْحَطونَ4 بل دافع المولى عن المؤمنين
الطوعين أيضا فقال عنهم «الَذِينَ يَلِْرُونَ الْطَرْعِينَ مِنَ الَوْمنينَ ني
الصدَقَّات4.
وليعلم أن هذه الصفة -البارزة في المنافقين- لو وجدت في غيرهم من
المؤمنين لتحقق فيه ملاك القبح نفسه» وخاصة أن الآية صريحة في التعميم
حيث استعملت كلمة لكل همر رن4 وكم هو أمر قبيح أن تكون في
المؤمن صفة من صفات المنافقين : كصفة ذكر عيوب الغير » وكصفة الكسل
إذا قاموا للصلاة؟!
.٥۸ سورة التوبة : الآية )١(
.۷۹ سورة التوبة : الآية )۲(
نفسه » فإنه -وإن لم يكن حراما بالمعنى الفقهي - قد يكون مقدمة لمفاسد
رى » ويكفي أنه ذكر في عداد الممز واللمز!
E aR
ذکره ولا تکووا كالَذِينَ تسوا الله فَأَنْسَاهُمْ سه4 وحينئذ صار من
السهل أن يخوض في كل أنواع الباطل » لما يرى في نفسه من الاستعلاء على
الغير ما يستسهل معه انتقاصه » فإن «حب الدنيا رأس كل خطيئة»'» وقد
روي عن الرضا فل : «لا جتمع المال إلا بخمس خصال: بخل شديد»
وأمل طويل» وحرص غالب» وقطيعة رحمء وإيثار الدنيا على
الآخرة"
- إن المال المكتسب إذا كان بعد ذكر الله تعالى فإن فيه كل الخبر
E
َانتَشرُوا في الأزضٍ وانتغوا من فَضلِ الله وَاذکروا الله كرا لگ
فلحو“ ولکنه إذا کان ني قبال ذکر الله تعالی؛ فإنه عاد مذموما کا في
قوله تعالی ودا روَا ر اا لْهَا IT قائ قل ما عند
اله حير م الله وَمِنَ السَجَارَة ادكه حير الرَازقينَ 4“ .
. ٠۹ سورة الحشر : الآية )١(
. ٠١٠ص الکافي :۲ج )۲(
(۳) الخصال : ج۱ ص۲۸۲.
)٤( سورة الجمعة : الآية .٠١
(0) سورة الجمعة : الآية .١١
O SATE TOA
وجمع الال المذموم في هذه السورة إنما هو في هذا السياق» إذ لا يجمع المال
ويعدده إلا من عشق المال لنفسهء لا بغية إنفاقه فيا خوّل الله تعالى عبده
فىه.
۷- إن من موجبات الردع عن الباطل في القرآن الكريم هو تحقير
أصحابه » إذ ورد في هذه السورة -إضافة إلى ذكر الويل الدال على التحقير
والتقبيح-التعبير ب :
- ليبن في حقهم» وهو قذف الشيء وكأنه أمر حقور يراد
التخاّص منه .
- #الحطَّمَةٍ عن النار التي نحطم » وتهشم ما يقذف فيها.
أضف إلى كل ذلك تحقير نفوسهم التي لا تدرك أبسط الحقائق» حيث
حسبوا أن المال من موجبات الخلود» وهو أسخف ما يكون عليه الفكر !
۸ - إن التعبير ب وما أذراك) يستعمل عادة في وصف القيامة
وأهواههما كالحاقة'" والقارعة" والإتيان بها في هذه السورة مع وصف
النار بالحطمة التي تَطَلِمٌ على الايد لن موجبات الردع الشديد عن
هذا المنكر والذي قد يكون متعارفا عند كثير من الناس .
وعليه» فإنه لابد من اجتناب كل أنواع الحرام الذي لا يعلم ملكوته إلا
(1) و ما أَذْراك ما الحافة) سورة الحاقة : الآية ۳.
(۲) و ما أَذْراك ما الْقَارعَة) سورة القارعة : الآية .٣
س 2
عند الورود في ذلك العالمء > وای لَه الذكرّى 4 وا الا ةين
النار الحاطمة في الآخرة وبين أفعال أصحاما؛ لأن کلاتہم أيضا حاطمة
للنفوس في الدنيا.
- إن جعلنا تعريف الكبيرة هو : (ما أوعد الله تعالى عليها النار في
كتابه) فإن هذا التعريف منطبق بأوضح صوره على معصية الهمز واللمز›
والمشكلة في مجمل المعاصي القولية -كمثل هذه المعصية- أن أصحابما
يستسهلونها» لعدم تحقق شيء معيب بحسب زعمهم في الخارج ؛ خلافا
للزنا والسرقة والقتل مثلا!
والحال أن المعاصي القولية منشاً لكثبر من هذه المعاصي : كالقتل عند إثارة
الخغضب بذه المعاصي القولية » وكالزنا عند إثارة الشهوة بها أيضا.
- إن العذاب المذكور في قوله تعالى التي طلم عل عل الَأَفْدَة4
ون فر اراق الاطن إضافة إل اعراق احرف ولك فن لمكن
القول : إن العذاب يصل إلى الباطن الحقيقي المتمثل بالنفوس الحية » لا إلى
باطن الأبدان فحسب ؛ فإن هذا الباطن هو المنشاً لكل الشرور.
ومن هنا نرى انعكاس هذه الحالة الحارقة في بواطن العصاة وذلك في دار
الدنيا أيضاء إذ يحترقون بنار بواطنهم وهي e
يصفها القرآن الکریم بقوله ومن يرذ أن يُضِلَةُ ْمَل صَذرَهُ صَيْمَا حَرَجَا
.۲۳ سورة الفجر :الآية )١(
اا في الساء#" وهذا ما يسر تمادييم في أنواع المحع والتلذذ
للخلاص عا هم فيه من الضيق والضنك.
١ إن آخر أمل للمحبوس في دار الدنيا هو الفرار من حبسهء
والقرآن الكريم يسد هذا الباب الموهوم على أهل النار في آيات ختلفة»
حيث يستفاد منها أن أبواب جهنم محكمة الغلق ومطبقة على أهلهاء فمنها
قوله تعالی عَلَيْهِمْ تار مُوْصَدَ4 ومنها ما في قوله تعالی «كُلا أَرَادُوا أن
ْرْجُوا مها أعِيدُوا فيا وقي هم ذُوفُوا عَذَابَ اار4" ومنها ما في هذه
السورة لتا عَلَيْهم مُوْصدة).
ومن المعلوم : أن إحساس مَّن هو في العذاب بأنه لا يمكنه الفرار منهء لمن
موجبات الأذى الباطني » إضافة إلى ما هو فيه من الأذى الخارجي» ومن
هنا أضيفت كلمة (الغمّ) ضمن العذاب المتوجّه في النار في قوله تعالى
لكلا أَرَادُوا أن رجو مِنْهَا من عَم أعِيدُوا فیا4" .
- إن الأمر الملفت في هذه السورة هي المقابلة بين صاحب الال
الذي يحسب أنه لد به أ خلَدَه€ وبين النبذ في #الحطَمَة4. . فکيف هي
خيبة الأمل عند من رأى ماله -الذي كان يحسبه من موجبات الخلود- قد
صار من موجبات القذف والنبذ في النار؟!
. ٠١١ سورة الأنعام : الآية )١(
.٠٠ سورة السجدة : الآية )۲(
.۲۲ سورة الحج :الآية )۳(
كيا أنه من الملفت أيضا المقابلة بين المال الذي #عدده وبين عمد النار
ال مدد إذ بعدد المال الخد امتدت أعمدة النار في الجحيم .
وال 2y ن الیم
Spl
ال تر كيف قعل ربك باص الیل )ال جع کد ف صلل
)ارس عل طم | آبابیل 7 مھم جا ارو من سيل
© لم كمي ڪر 3 4.
- إن التعبیر بلا ا ر بدلا من (ألم تعلم) للدلالة على وضوح
الأمر إلى درجة وكأنه يُرى بالحواس الظاهرة» ومن المعلوم أن واقعة الفيل
زامنت ولادة النبي عب فكأتبا -لتحقق وقوعها- صح أن يُستفهم عنه
وکأنه عاصرها ورآها بعینه !
وهذا التعبير يناسب غرابة هذا الحدث» وسنخ عقوبة أصحابه با م يمر
نظيره في التاريخ » فلزم مثل هذا الاستفهام التفريري» وهو ما ورد في
القرآن الكريم تارة بالنسبة للمحسوسات الواضحة عند البشر أ ل َر أن
الله رل س السا ماده رار E تعالی أ 1 تَر
أن الله بد له مَنْ ني السّاواتِ ومَنْ في الأَرْض 4 .
والمطلوب عموما هو أن يصل العبد إلى درجة انكشاف الحقائق الغيبية لهء
(1) سورة الحج : الآية .٦
(۲) سورة الحج : الآية .٠۸
كانكشاف الحقائق الشهودية لديه .
۲ - إن الله تعالى في قوله أ ا تر كَيْفَ فَعَلَ 4 يطلب من المخاطب أن
يتأمّل في كيفية الفعل لا في أصل صدوره ؛ فإن النظرة البلهاء لما جرى من
إهلاك أصحاب الفيل» لا تستتبع في حد نفسها تأثرا واعتبارا» حيث إن
الناظر غير الناطق يشترك مع الناطق في أصل رؤية الأفعال.
ولكن المطلوب من ذوي الألباب هو التحليل والتجزيء» وتسرية الحكمة
فيا جرى إلى ما سيأتي» وهو الهدف الأساس من نقل قصص الغابرين كا
ني قوله تعالی «قُل سيوا في الأزض تم انظرُوا كَبْفَ كان عاقبة
الكدّبين)"" فجاء الأمر بالسير أولاء ثم النظر ثانياء ثم الاعتبار بكيفية
العواقب ثالغا .
۳ - ورد التعبير بالرب مسندا إلى المخاطبين من الأنبياء وغيرهم في
القرآن الكريم في أكثر من مئتي مورد» مع إنه تعالى منسوب إلى الوجود
برمّته وهو الأوفق بمقام الربوبية » فإن النسبة إلى الكل أوجه من النسبة إلى
الجزء» ولا يعدل عن ذلك إلا لوجه وجيه» ومنها ما في مثل هذه السورة»
فإن المقام فيها كر لعظمة الرب المنتقم من أعدائه ب) لا بخطر على بال أحد»
فكانت نسبة الرب بهذه الصفة القاهرة إلى النبي اله من موجبات تيت
فؤاده ومن معه من المؤمنين .
. ٠١ سورة الأنعام : الآية )١(
ولا بخفى ما فيه أيضا من الدلال ؛ لأن توجيه الخطاب -من بين كل
الموجودات- إلى نفسه الشريفةء فيه من اللطف والعزة ما يزيل عنه كل
موم الدعوة إلى الله تعالى .
٤ - إن كلمة الصاحب تطلق عادة في موارد التجانس في الخلقة؛
کالإنسان مع بني جنسه : سواء اتفق معه في ملته «فَنادَوْا صاجِبَهُمْ فتعاطی
َعَقَر 4" أو كان مجانبا له في ذلك #قال لَه صاجبة وهر حور4" ولكن
إطلاق الصحبة على غير العاقل في علاقته بالإنسان «بأضحاب الفيل4
لاتصح إلا للدلالة على معنى بليغ » وهو المراد في هذه السورة: حيث إن
راكب الفيل لطغيانه صار كمثل ذلك الحيوان في بطشه» بفارق أن الأول
أراد هدم البيت عن قصد وعمد» والثاني أراد ذلك بمقتضى خلقته التي
خلقها الله تعالى عليه وذللها لعباده» وإن قيل : إنها أبت هدم البيت .
۵ إن التعبیر بلباأضحاب اليل يُشعر بأن معتمد هؤلاء الطغاة
على أسبابهم المادية » ومنها اصطحايمم للفيلة الجامعة بين القوة واهيبة ؛
فكان ركونہم إليها مصححا لإطلاق نهم أصحابا.
والحال بأن معتمد المؤمنين في سرائهم وضرائهم على العزيز المقتدر» وهو
مفاد قوله تعالى ذلك بان الله مول الذي منوا وان الكاْرينَ لا مَوْلى
.۲۹ سورة القمر : الآية )١(
.۳۷ سورة الكهف : الآية )۲(
هم" وشتان بین مول حقيقي یدافع عن أولیائه » وبين من لا مولی له» أو
له مول لا مولوية له!
- إن التعبير عن فعل الكفار بالكيد -كا ورد بالنسبة إلى أبرهة
ری ی ا موا ا اف ار ا ا
وغدر» خلافا للمواجهة العلنية في الميدان» وبهذا كان قبح الفعل فيه أشنع!
ومنه يعلم أن الأمر لم ينحصر في هدم البيت» بل كان هم من خبث النوايا
ما لا يعلمه إلا الله تعالى» ومنها: ما علم من أنهم أرادوا تحويل زائري
البيت الحرام إلى كعبة مضاهية له ء بناها أبرهة في اليمن .
۷ - إن مكر الكفار ليس بالأمر الميّن حيث يصفه القرآن الكريم قائلا
ر إن كان رُم لترو ونه المبال)" وهو لشذته ما قد يوقع الوهن
وا لخوف في نفوس المؤمنين » فكان لا بد من ذكر ما يزيل هذا الوهن كقوله
تعالى إن ربل کک ون الله يدَافِع عَن الَذِينَ منوا 4“ ون
الله يضر کم ويبّت آقدام °4 وقد مَگَر الَّذينَ من لهم فأنّى
لَه بنياتم e اوم اولك ا
.١١ سورة محمد :الآية )١(
.٤١ سورة إبراهيم : الآية )۲(
. ٠١ سورة الفجر : الآية )۳(
.۳۸ سورة الحج :الآية )٤(
.۷ سورة محمد : الآية )۵(
.٠٠ سورة النحل :الآية )٦(
ومنها ما في هذه السورة: من أن مكرهم في تضليل أي في ضياع لا يصل إلى
هدفه» فلا تجري الأمور على وفق مرادهم رغم دقة مكرهم»› كا أن
دعاءهم في نار جهنم أيضا لا يصل إلى هدف الإجابة لقوله تعالى وما
ذُعَاء الْكافرينَ لاني لال4" .
والملفت هنا : إن الضلال تسب إلى فعلهم » وقد ورد التعبير نفسه بالنسبة
إلى ذواتہم وذلك في قوله تعالی ولا الصَالَينَ4 فالضال لا يترشح منه
إلا الضلال : في الفعل والقول» وفي الحال والمآل معا.
۸- لقد جمع القرآن الكريم في هذه السورة بين تعبيرين تنحل بيا
عقدة نسبة الأفعال إلى غير الله تعالى في جنب نسبته إليه » وذلك بالتفريق
بين الأصيل والوكيل » إذ إن الله تعالى يسند في أول السورة- الفعل إلى
نفسه قائلا و أَرْسَلّ عَلَيْهْمْ) ثم يردفه بالقول رْمِيهمْ) فيسند الفعل
إلى الطير » ومن المعلوم آنه لا منافاة بين التعبيرين » لعدم المنافاة بين الوكيل
والأصيل» وهذه القاعدة تسري في كل الموارد التي بحقق فيها العبد فعلا
بإذن الله تعالی» ومنها قوله تعالی الل يوی الأَنسَ جين موا 4
والذي جتمع مع قوله تعالى فل فاكم مَلَكُ الت الَذِي وُكَل بک 4“
)١( سورة فاطر : الآية .٠١
(۲) سورة الرعد :الآية .٠١
(۳) سورة الفاتحة : الآية ۷.
.٤١ سورة الزمر : الآية )٤(
.١١ سورة السجدة : الآية )٥(
بل إن الأمر أصرح في قوله تعالى # وَمَا رَمَيْتَ إِذ رَمَيْتَ وَلَكِنٌ الله
رَمَى)" فصار التصريح بنفي أثر الفعل أصالة من الرامي » وإن صدر منه
الفعل.
ومن مجموع ما ذكر : ترتفع الغرابة فيا يصدر من عباد الله الصالحين من
غرائب الأمور» فإنا بمنزلة #َزمِيهمْ) بعد و اسل عَلَيّْهْمْ) .
٩ - إن هناك مقابلة طريفة بين الفيل والطير الأبابيل -وهي الج اعات
المتفرّقة من ذلك الطير المهاجم - فصارت المقابلة بين طائر صغير وبين أكبر
الحيوانات السائرة» فلم يشفع ها كبر حجمهاء ولا ما عليها من الجنود
المجندة » ما دامت المشيئة الإهية استقرت على الإهلاك.
وني هذا أيضا درس في جيع المواجهات بين المؤمنين وغيرهم طوال
التاريخ » فلا ينبغي الاعتداد بعددهم وعدتهم » إذا أراد الله تعالى إهلاكهم
بأبسط الأسباب كالريح » والصاعقة » والطير .
١ إن قريشا كانت عاكفة على عبادة الأصنام منذ زمن بعيد» وهذا
الموقف الاعتقادي ليس بأقل من الموقف الخارجي من إرادة هدم البيت»
ومع ذلك لم ينزل عليهم مثل هذا العذاب » ولعل الفارق في الأمر هو تحذي
أصحاب الفيل لصاحب البيت لا عن جهل وقصور» أضف إلى أن الأمر
تعدى إلى حقوق المخلوقين أيضا -ولو كان فيهم من العصاة- وذلك لأنجم
.٠١ سورة الأنفال :الآية )١(
في حمى الأمن الإهي » فكانت ممم حصانة بذلك» فكيف وفيهم من العباد
الصالحين كعبد المطلب » الذي فوّض أمر البيت لحاميه قائلا :
لاهُمّ إن الَرءَ يَمْتّ رحلَه فامع لاك
لا يغلنَ صَليبهُم وَحَاُمٌ عَذواً لَك
١ إن الرمية الُهلكة التي قامت بها الطير لم تكن بالأمر اليّن
البسيط » فمن أين جاءت بالسجيل؟!.. وكيف سدّدت رميتها بها جعلتهم
كالعصف المأكول؟!.. ومن أين خرجت هذه الأسراب » وإلى أين عادت؟!
ومن مجموع هذه التساؤلات نعلم أن هناك شعورا والتفاتا بإلمام من الله
تعالى هذه الموجودات» شأنها في ذلك شأن باقي الطيور التي وصفها الله
تعالى قائلا في كتابه الكريم أ أ يَرَذا إلى الطبرٍ مُسَخراتِ في جَوّ
السّاء#".
وكم من القبيح بعدها أن يكون الطير مسخرا لله تعالى » دون ابن آدم الذي
يتمرد على ربه متحديا له!
- إن اهجوم على البيت وهدمه لم يتوقف على جلب الفيلة إلى
أرض مكة » إذ كانت تغنيهم إغارة الخيول ثم الهدم بالمعاول مثلاء ولكن
القوم أرادوا إدخال الرعب في قلوب أهل مكة» بحيوان م يألفوه من قبل
ألا وهي الفيلة » وهذا يدخل في سياق الحرب النفسية المعهودة في الحروب.
.۷۹ سورة النحل :الآية )١(
ولكن الله تعالى هلك جند الكافرين ؛ مع ما كان هم من قوى غير مألوفة
لإرعاب أهل مكة» وههذا لا ينبغي الاعتداد بها هم عليه من القوة ما دام
الاعتقاد قائ| على أن أن اوةه يعًا)"" وهذا سار في العصور جميعا
- إن الانتقام الإهي في الدنيا متناسب مع عظمة الجريمة» حيث
ينوع الله تعالى أنواع العقاب في قوله تعالى «فكلا ادنا بذَنْبه قَمنْهُمْ مَنْ
a
ومِنْهُمْ مَنْ أَعْرّفنا وما كان الله ليظْلِمَهُمْ ولكِنْ كانوا أَنمُسَهُمْ يَظْلِمُونَ4"
وکان حاصل العذاب أن الأبدان الُعذبة كانت تأخذ أشكالا مختلفة : فمنها
ما كانت كالنخلة المقتلعة من الأرض كا يقول تعالى #فترًى الْقَوْمَ فيها
E اعجار تخل خاويّة) ومنها من مات أصحابما في داره بلا
O E
ولكن عندما يصل الحديث إلى أصحاب الفيل » فإنه تعالى يذكرهم بوصف
لا نظير له أي «كَعَصْف مَاأكُول) وهو قشر الزرع الذي تعصف به الرياح
بها أكل به أو اكه الذودة فلا قى له باقة وها لوقا لن مات
جائےا في داره.
. ٠١١ سورة البقرة : الآية )١(
. ٤١ سورة العنكبوت : الآية )۲(
.۷ سورة الحاقة : الآية )۳(
.۷۸ سورة الأعراف : الاي )٤(
ولعل السر في هذه العقوبة النادرة- حين نزول العذاب وبعد العذاب-هو
ما كان عليه جيش أبرهة » من التحدّي لقدسية بيته الحرام » فأزال الله تعالى
وجودهم كا حاولوا هم إزالة رمز توحيده.
يط فر ;0 إبلنه ر آلا والصيف ال )وعد 2 وا أ
ص
رم ص ر بے
EOE ت الم تن جرع وباتک ن عزني
©{
١ إن المجتمع المتآلف البعيد عن النزاعات همو مجتمع قريب إلى
تحقيق السعادة الاجتماعية والإيمانية ء ومذا فإن النبي الأكرم ل ما كان
يمكنه العمل في ترسيخ الدعوة الإمية في المدينة إلا ضمن هذه الألفة
الاجتاعية.
E
لفت بن ن فلوم 4 وحذرهم من الفرفة اللاحقة إلى يوم
TT رک4" .
ومن المعلوم أن التناحر والتخالف عدا أنه آفة في حدّ نفسه- فإنه من
موجبات تسلط الأعداء المتربصة بالأمة.
.1۳ سورة الأنفال :الآية )١(
. ٤١ سورة الأنفال :الاآية )۲(
۲ - بناء على تحقق ارتباط بين هذه السورة وما قبلها' "کا يُستفاد من
الحكم الفقهي بالحمع بينه)ا في قراءة الصلاة- فإن إهلاك أصحاب الفيل
صار مقدمة للألفة بين قريش والأرض التي يعيشون عليهاء إذ لولا هذا
الدفع الإهي وزوال الخوف» لانتشروا في البلاد طلبا للرزق والأمان»
وصاروا کالیهود *وّ َطَْناُمْني لاض ا وبذلك تزول عنهم تلك
ا مكانة والشرافة التي اكتسبوها من خلال خدمة البيت الحرام.
أضف إلى أا مقدمة لنعمة أخرى أيضاء وهي أسفارهم بأمان صيفا إلى
الشام وشتاء إلى اليمن» إذ لولا هذا الأمان لما تجرؤوا على ترك الديارء
وغور الفيافي والقفار طلبا للمعيشة» وكان من الممكن أن يستوطنوا تلك
الديار طلبا للأمان » فتفوتہم بذلك بركات ججاورة البيت .
۴ - إن الانتقال والارتحال في ختلف الفصول لكسب المعاش هو أمر
راجح » وإلا لما من الله تعالى على قريش بذكر هذا التنقل بأمان» وذلك في
قبال المنة عليهم بتلبيتهم في جوار بيته الحرام » ا متوقف على الغنى والأمان.
وحينئذ نقول : إذا كانت قريش متاجة إلى هذه الألفة لأمر دنياها من رحلة
الشتاء والصيف -طابا للغنى والثروة- فإن الأمة أحوج إلى الأمن وارتياح
البال لأمر آخرتهاء وتوسيع رقعة الإسلام في النفوس» كا إن الفرد أيضا
أحوج لذلك لتحقيق القرب إلى الله تعالى .
0 سور الفيل:
(۲) سورة الأعراف : الآية ٠١۸ .
٤ - إن تعداد النعم الإهية من موجبات التنبّه والالتفات إلى المنعم»
وهذا الأمر مغروس حتى في الدواب الصامتة إذ تتعلق بإحسان عالفهاء
وني هذا السياق نرى بأن الله تعالى جعل توجه النعم إلى قريش من : الألفة›
وتيسير رحلة الشتاء والصيف» والإطعام والآمان؛ مقدمة للدعوة إلى
عبادة رب البيت.
ومن الممكن الاعتماد على هذا المبداً في تعامل الخلق مع بعضهم»› فا المانع
أن يعدّد الأب نعمه على ولده بداعي دعوته إلى البرّ؛ لا لمنة له واستعلاء
عليه؟!
۵ _ إن البيت الحرام له شرافة متميزة عند الله تعالى » فهو تاأرة ينسبه
إلى نفسه قائلا #وَطَهَرٍ بتي" وتارة ينسب نفسه إليه قائلا رب هذا
ايت وفي هذا التنويع في النسبة دلالة على عظمة البيت.
ولا تخفى المناسبة لذكر البيت في هذه السورة» حيث أن الرب الذي دفع
البلاء عن هذا البيت ومن حوله» هو المستحق لأن عبد حصراء فعاد الأمر
إلى باب شكر النعمة الذي تألفه عامة النفوس» لا التعبّد الملحض الذي
يألفه الخواص من العباد .
- إن العقل حاكم على أن دفع الضرر مقدم على جلب المنفعة » والله
تعالى بين لقريش كيف أنه دفع الضرر عنهم : أولاً يإهلاك أبرهة ومن معهء
(1) سورة الحج : الآية .۲٠
بين السورتين.
وعليه » فإن تام النعمة من العبد الكريم -تأسيًا بمولاه- هو أن يجمع بين
دفع الضرر عمّن يراد إكرامه» وأن يجلب المنفعة له .
۷ - إن قريشا على كفرها وسوء عملها من القتل › والإغارة»› وأذاها
للنبي ماله حتى بعد سنوات طويلة من الدعوة» فإن الله تعالى أكرمها با
ذكر في هذه السورة من الإطعام والأمن :
- إعظاما لبيته الحرام» لأنهم سكنوا بفنائه حتى قيل عنهم آهل
الله.
- وإعظاما لمن كان فيها أمثال عبد المطلب» فإن الله تعالى يكرم
بلدا بعبد صالح » أو يدفع الأذى عنهم به .
- واحتراما لمن سيولد بينهم لاحقاء وهو نبي من أنفسهم .
فا المانع أن يكرم الله تعالى السابق وذلك كرامة للاحق؟!.. وهكذا كان
علي ب یمنع سیفه عمَّن یری نورا لي نسله .
۸ إن عبادة الله تعالى تحتاج إلى نفس مستجمعة لقواهاء آمنة في
معيشتهاء واجدة لقَتهاء وما يناي ذلك اختلال أمر المعاش من الجوع
والخوف» ومن هنا طالب الرب الحكيم عباده بالعبودية في هذه السورة-
بعد أن تفضل عليهم بنعمة الإطعام والأمان» ليرفع عنهم كل عذر في هذا
الطريق.
شرو جر YV
وما يؤيد ذلك ما نقله الإمام الصادق
$ عن سلان : «أو ما علمتم يا
جُهلة!.. أن النفس قد تلتاث [أي تحتبس عن الطاعة] على صاحبهاء إذا م
يكن ها من العيش ما يُعتمد عليه » فإذا هي أحرزت معيشتها اطمأنت » فأما
آبو ذر » فکانت له نویقات وشوہات › بحلبها ویذبح منهاء إذا اشتهى أهله
اللحم» أو نزل به ضيف» '".
٩ - إن صل الإطعام صفة حمودة جعلها الباري تعالى معطوفة على
أصل الخلقة حيث قال تعالى قل أ َي الله أَتَحْدٌ ولي فاطر الساواتِ
والْأَرْضٍ وهو يطعم ولا بط 4" وهي أيضا صفة من صفات أوليائهء
فما من نبي ولا ولي إلا وهو في غاية الإكرام إطعاما وغيرهء إلا أن الأمر
يتأكد إذا كان ذلك عن جوع وفاقة وهو ما خصّته الآية الكريمة «أطْعَمَهُمْ
مِنْ جوع# وخاصة مع الالتفات إلى صيغة النكرة في الخوف والجحوع الدالة
عل اف ور اتا جا ان الكريم اقتحاما للعقبات حيث
قال أو إِطْعَام ني يَوْم ذِي مَسْعَةٍ4.
١ إن الجوع والخوف صور من صور البلاء عموماء كسنة من سنن
mf ۾ "“ “ ا ب ہ ةه وا او )4(
الخلق حيث قال تعالى #ولتبلونكم بنيءِ من الحؤف والخوع4“ وهنا
(۱) الکافی : ج ٩ ص۸٦ .
(۲) سورة الأنعام : الآية ٠١ .
(۳) سورة البلد : الآية .٠١
)٤( سورة البقرة : الآية .٠١١
لابد من الالتفات إلى أا قد يتوجُهان تارة إلى العباد في سياق العذاب
والانتقام كا وقع للقرية الآمنة المطمئنة » والتي كفرت بأنعم الله تعالى
«فادَاقَها الله لباس الخوع وَا وف" وقد یتوجُهان في سياق الاإيقاظ
لعبادة الله تعالى» فإن طبيعة النفس قائمة على الغفلة والسهو» فكان هذا
النوع من البلاء سبيلا للردع والاستقامة» ومنه ما في هذه السورة حيث
قال تعالى «أطْعَمَهُمْ ِن جوع وآمَتهُمْ ِن حوفي فکان الخلاص من
الجوع والخوف مقدمة لعبادة رب البيت .
١ إن نعمة الأمان وخلو النفس من خوف ما شى منه» لمن أهم
النعم التي يختص بها الله تعالى عباده في الدنيا وكذا في الآخرة؛ لأن القلب
الفارغ من كل مُشخل » همو القلب السليم الذي يمكن أن يكون طا لأنوار
الجلال والجمال الإهي» ويؤيد ذلك ما روي عن الإمام الصادق 9 زٍ
قوله إلا مَنْ اتی اله بقلب سيم : «القلب السليم الذي يلقى ربهء
ولیس فيه أحد سواه»".
فأما الشاهد على توجه هذه النعمة للمؤمنين في الدنيا فهو قوله تعالى #وَعَدَ
لَه الَذِينَ اموا مِنكُمْ وَعَوِلُوا الصّالحاتِ لَيَسْتَخْلمتَهُم في الأزضٍ ك
.١١١ سورة النحل : الآية )١(
.۸٩ سورة الشعراء : الآية )۲(
شیو مشر ۳۹
ٿن بعد حَوفِهم امتا يَعْبدوٽني لا يُشرگونَ بي سيا وَمَن كر بعد َلك
أولَعْكَ هُمُ المَاِمُون4'' وأما في الآحرة فقوله تعالى «اَذِينَ منوا و
ليوأ إياتم بطم اوليك كم الأَمن وَهُم مُهْنَدونَ4 فالبشارة بالأمن
NE
۲ _ إن دعوة الأنبياء 9ج عندما تستجاب م ٠ فإنها تمتد إلى قرون
متمادية ومنها دعوة إبراهيم الخليل 9إ لأهل مكة حيث قال رب اَل
مالا ا و ااا ا وا هاه ار
استجابة لدعوته » حيث لم بخص الصالحين منهم برزق الثمرات » بل عمّت
النعمة لتبلغ الحجة.
فا المانع من تأسي الداعي بإبراهيم الخليل ## لا في تعميم الدعاء لأهل
العصر المعاصرين لهء بل لأهل كل العصور القادمة؟!
. ٠١ سورة النور : الآية )١(
.۸۲ سورة الأنعام : الآية )۲(
. ٠١١ سورة البقرة : الآية )۳(
وام اَن ن آلکحیر
اریت لدی كدب بال لس Eo ایی یع ال
ا ولا حص عل طَعَارِ آلیتکن بل صت لذن
رو ~~ ایر ھ ب ےہ کے ور روو ل
ساشون EO) هم ایو ونكون
١ - إن الاستفهام بلا رك( ينيد التعجّب من جع بين التكذيب
العقائدي والانحراف العملي » وكأن هذا الموجود شاد من بين خلوقات
الوجود» فيستحق أن يشار إليه بصيخة التعجب وكأنه موجود نادر!..
والحال أن عامة الناس -لاعتيادهم على صور الانحراف- أنسوا بها ولم يروا
قبحها» ومن هنا ورد التأكيد الشديد على مقاطعة أهل الكفر» وعدم
السكنى في بلادهم عندما شى فيها على أصل الإيان أو على ثباته .
- إن الدين في «يكدّبٌ بالدّين) قد يراد به الإسلام ؛ حيث حصر
الله تعالى الدين القويم به عندما قال ِن الذَينَ عند الله الإشلام4"" ولكن
قد یراد به الجزاء کا في قوله تعالی وکنا لگڏبُ يوم الدين)" وهو
.٠١ سورة آل عمران : الاية )١(
. ٤٦ سورة المدثر : الآية )۲(
صريح في القيامة إذ يتحقق فيه الجزاء وقد ورد في القرآن الكريم استعال
هذا الاشتقاق في الجزاء کا في قوله تعالى أا مِننا وَكَنًا تراب وَعِظَامًا أن
ديون .
ووجه التخصيص بمذا الأصل من أصول الدين في سياق الذمٌ لمنكره- هو
أن تكذيب يوم القيامة يجعل المرء في حل من كل قيد» لأنه لا يرى جزاء
على فعله» وهذا يدعوه لارتكاب كل موبقة» وخاصة عند انطماس فطرته
وموت وجدانه.
۳- إن المقصر في حق الله تعالى وهو المنعم الأعظم -بل لا منعم
حقيقة سواه- يقضر في حق المخلوقين بطريق أولى ؛ لأن من انطمست
بصيرته عن رؤية ذلك الحق الحقيق » كيف يمكنه الالتفات إلى ما هو
دونه؟!
ومن هنا ربطت الآيات بين ترك الصلاة وعدم إطعام المسكين كا في قوله
عا «قارا ك ِن اَل َك طم الْشكين)"" ك ربطت بن
عدم الإيان بالل تعالى وعدم احص على طعام المسکین لَه كان لا يُوْمِنْ
باه الْعَظيم # ولا حص عَلى صَمَام الْنكين) ويأتي في هذا السياق أيضا
ادگ ا اکور م غ ا با لمعادء مقترنا بعدم احص على
)١( سورة الصافات : الاية ٥۳ .
(۲) سورة المدثر : الآية ٤٤-٤۳ .
(۳) سورة الحاقة : الآية .۳٤-۳۴
PAT eee GSE A
طعام المسكين .
٤ - لا ينبغي للعبد أن يستهين بأية طاعة » كا لا ينبغي أن يستهين بأية
خالفة وأن استحقرها» فان رضا الله تعالی وسخطه وولیه» قد یکون في) لا
يتوقعه العبد - كا يُفهم من بعض الأخبار- وهمذا عندما يُسأل أهل النار ع
سلكهم في سقر ؛ فإنہم يذكرون في الجواب ترك طاعة خفية و1 َك تُطْعِمُ
ان4" وفعل غالفة خفية أيضا «وكنًا لَخُوصُ مَعَ الائضينَ4"
ومنها ماني هذه السورة من ترك الحض على طعام المسكين ولا بحص على
طَعام اليشكين) وهو أخفى من ترك أصل الإطعام» عند بيان صفات
لمكب بالدين وانَكْ تُطِْم اليشين) .
۵ - إن القرآن الكريم يذكر في موارد عديدة أن المال مال الله تعالى »
وقد جعل العبد محولا في إنفاقه كفوله تعالى و أنبقوا ما جَعَلَكّْ
مُسْمَحْلَمینَ فیه 4 وو آثوهُمْ ِن مال اله الّذي آناگم)“ ولازم ذلك أن
من منع عيال الله ما أمر الله تعالى بإنفاقه صار خائنا للأمانة » وقد روي في
حديث قدسي : «المال مالي والفقراء عيالي» والأغنياء وكلائي » فان بخل
.٤٤ سورة المدثر : الآية )١(
. ٤٥ سورة المدثر :الآية )۲(
.۷ سورة الحديد : الاي )۳(
.٠۳ سورة النور : الآية )٤(
وكلائي على عيالي ؛ أخذت مالي ولا أبالي»'.
وني هذه السورة إشارة إلى هذه الحقيقة من بعد آخر» وذلك عندما يُسند
الطعام -لا اللإطعام- إلى المسكين » فكأنه يشعر بأن حقيقة الإطعام إيصال
الطعام إلى صاحبه» فكأ الشريك أرجع حصة الشريك إلى شريكهء
ويؤيده ما في آية أخرى وني أموَايمْ حى لَلسَاِل وَالُحرُوم)".. فأي
فخر ني ذلك؟!
٦ - إن مايلفت في هذه السورة أن بعض ما ذكر في سياق الذءٌ الشديد
بالتعبير ب رَأيْتَ الَذِي يُكَدّبُ بالدّين) تارة والتعبير ب «فَرَيْل) تارة
أخرى» لا يعد حراما بالمعنى الفقهي ؛ وذلك كعدم الح على طعام
الملسكين » ومنع إعانة الغبر.
ولحل الغرابة في هذا الأمر من الممكن أن يقال :
- إن العمدة في ملاك الذمّ هو التكذيب بيوم الدين المستتبع هذه
الأمور» والتي عبر عنها بفاء السببية في ذلك .
- إن هذا الفعل كاشف عن دناءة في النفس» توجه الذم إليها
بسببها» فقد يُعذر اللإنسان في عدم إطعام الطعام» ولا يعذر في
عدم حص غيره عليه .
۷ - إن (الويل) وهو التعبير عن شدة العذاب يوم القيامة » تكرر أكثر
(۲) سورة الذاريات : الآية .٠۹
من عشر مرات متوجُها إلى ا مكدب بيوم الدين » وقد فُسّر الكذّب في هذه
السورة ب(الساهي عن صلاته) والذې هو معنی يغاير التارك هاء وحينئذ
لنا ن نقول : كيف يمكن تصوّر عذاب من ترك الصلاة في كل حالاته؟!
- إن التعبير ب(الويل) للمصلي في هذه السورة متوجه إلى من يسهو
عن صلاته لا في صلاته لأنه لا يخلو منه حتى المؤمن- وذلك بمعنى
الاستهتار ہا وتضييعها إما: بأدائها مقطعة » أو تأخبرها من دون عذر» أو
أدائها رياء» ومن لوازم هذه الصفة عدم المبالاة بحاجة الغير و يَمْنَعُونَ
ا ماعود إذ إن من م يعن نفسه على مصالحه» كيف يعين غيره على
حوائجه؟!.. ومهذا يتبيّن الربط بين الآيتين .
٩ - إن من الطبيعي أن يطلب المنكر للمعاد جزاءه من المخلوقين › إذ
إن طبيعة النفس تهفو إلى الجزاء والمدح » ومن هنا فإنهم يلجأون إلى الرياء
طلبا للزلفى من أهل الدنيا» وهذه صفة مستمرة لهم حيث يقول تعالى
«يراؤن4 بالفعل المضارع.
وفي المقابل فإن الخوف من تبعات المعاد» يجعل همّة العبد مقصورة على
طلب رضا مولاه» الذي مجازي بأحسن الجزاء وهو ما ذكره القرآن الكريم
a O ES
جَراء ولا شکورا ٭ إا حاف من ربا يما عَبُوسًا قَمْطريرًا 4 .
.٠١-۹ سورة اللإنسان :الآية )١(
وعليه» فمن تذكر هذا العود إلى الله تعالى وعاشها بكل وجوده» فإنه لا
يحتاج إل محاهدة لتحقيق الإإخلاص ي کل مورد» بل مع الاستحضار
الدائم هذه الحقيقة» لا يحتاج ال كثر جاهدة ف جال تحقیق الإإخلاص.
١ إن الإسلام دين الجامعية بين ألوان التكليف فمنها :
- ما يتعلتق بالخالق وعلى رأسها الصلاة » والدعوة إلى عدم الرياء
يها الذي هم يراد .
- ما يتعلق بالمخلوقين › والتى فصلتها السورة في آيات عديدة
فمنها: ترك دفع اليتيم يدع اليم والحض على طعام
السكين و لا بحص على طَعام لكين ومنع إعانة الغير
«وَيَمَْعُونَ الْاعُودً.
وعليه» فإن مَّن يتذرع بالعبادة لترك خدمة العباد هو بعيد عن روح
الإسلام الجامع .
١1 إن البعض يتساهل في الانحراف العقائدي لدى الخير ويراه أمرا
شخصيا في دائرة حريته » وقد لا يرى في مثل هذا المنحرف قبحا إذا اشتغل
ببعض الأمور الإنسانية!.. والحال أن هذا الانحراف منشأً للانحرافات
السلوكية القبيحة التي ذكرتها الآية بعد التكذيب بالدين : كرد اليتيم بجفاء
بل إلى درجة بخرج با الإنسان عن الذوق العرفي العام » وذلك فيما لو فسرنا
الاعون بغير الزكاة أي ما هو جامع لنافع البيت مثل : القذر» والفاس›
والقصعة» ونحو ذلك مما تعوّد التاس إعاركه.. وقد فسّره الإمام
22
E e شو اللاو
۲ - إن هذه السورة عند بيان الجانب التكافلي- لم تذكر أمرا
وجوديا يعود إلى ا مكلف نفسه ء بل هي داعية إلى عدم دفع اليتيم وعدم منع
الماعون وكلاهما أمران عدميان » كا هي داعية إلى ا لحض على طعام المسكين
وهو لا يستلزم إنفاقا من مال امكف نفسه.. ومن مجموع ذلك نفهم أن
الشريعة سمحة تريد منا كف الشر في موارد» وتشجيع الغير على الخير في
موارد أخری .
۳ - قد تمر فترة على الإنسان يبتلى فيها بتبلد المشاعر تجاه المعوزين
حوله من الأيتام والمساكين » والعلاج هذه الحالة يكمن في فيم] كر في هذه
السورة من : تفقد الأيتام» والمسح على رؤوسهم لإثارة تلك المشاعرء
وإطعام المساكين والحث عليه » ولكن المشكلة في استمرار هذه الحالة من
قسوة القلب.
وعليه» فإن لسان الذم في هذه السورة توجه إلى تلك الحالة المستمرة
الكاشفة عن موت جاء التعبير بيد ع
ول ض4 و يَمْنَعُون# وكلها دالة على الاستمرار بدلالة فعل
الضارع.
(۱) الکافي : ج۳ ص۹۸٤.
٤ - إن طلبَ العبد من غيره شيعا ما يعينه -أي الماعون الذي فشر
با يشمل املح والماء والنار» وهي أمور صغار من المتاع- مستلزم لإراقة
شيءَ من ماء وجهه » ولا يخفى ما في أي سؤال من ذل حتى لإراءة الطريق ›
ومن هنا كان هذا المنع -وخاصة في| لو كان الأمر حقيرا- من صفات
اللئيم!.. ولهذا جعله الله تعالى في سياق الويل الذي لا يذكره القرآن الكريم
إلا في عظائم الأمور.. وقد ورد عن النبي عاك أنه قال : «من منع الماعون
جاره : منعه الله خبره یوم القيامة » ووکله إلى نفسه ؛ ومن وکله إلى نفسه ف
سوا حاله» "
٥ - إن القرآن الكريم طالما ربط بين الصلاة والزكاة » فإنها يشتر
في ترك الانشغال بالغير : ففي الصلاة يترك الإنسان الأغيار في الباطن
متمثلة بمتفرقات الأفكار ليتوجّه إلى الخالق » وفي الزكاة يترك الأغيار في
الخارج متمثلة بالأموال ليتوجه إلى المخلوق.
وفي هذه السورة أيضا إشارة إلى القرينين من الصلاة والزكاة بقوله تعالى
#صَلاتہم 4 ولالاعون4 ولكنها تتناول أوضح المصاديق وأكثرها إثارة
للرقة » ففيها : الحديث عن الطعام وهو من ضرورات الحياة » وعن المسكين
وهو من أضعف طبقات الفقراء » وعن الحض وهو من أسهل التكاليف!
١ إن سمة أهل النفاق هو التقاعس في كل أبعاد الشخصية
(۱) من لا يحضره الفقيه : ج٤ ص٤٠ .
Aes a e O I ek شیر امناو
- جال العقائد : لا حجة هم في مقابل أهل الحجة » فيلجأون إلى
التكذيب وهو أمر سهل لا يحتاج إلى مؤونة يذب
بالدينِ) .
- جال العبادات: ساهون عنها غير مكترثين بهاء فتفوتهم كثيرا
أو دائا «الَذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتہمْ سامون وإذا قاموا با كانوا
من أهل الرياء وطلب الثناء والجزاء «يُراؤن) .
E O oS
على طعامهم و لا بض على طعام الشكين) ويمنعون
لماعون E حقارته و يَمَْعُونَ الْاعُونً بل يدعون
اليتيم منهم يع الي .
فأية صفة من صفات اللإنسانية بقيت فيهم؟!.. وعليه » فمَّن كانت فيه هذه
الصفات فهو ملحق بهم وإن كان في عداد المسلمين!
۷ - إن المحصلة النهائية من هذه السورة المباركة هي أن طريق فلاح
اللجتمع متقوْم بأمرين » لا بد أن يتم با أولياء الأمر في كل عصر
- الاهتمام بالأمور التربوية : وعلى رأسها الصلاة من حيث إنها
ناهية عن الفحشاء والمنكر» ومن هنا أكدت آية أخرى على أن
من أولى مهام الذين يمكن الله تعالى في الأرض »› هي إقامة
الصلاة لقوله تعالى «الَذِينَ إن مُكَنَاهُمْ ني الأَرْض أَامُوا
الصا .
- الاهتمام بالأمور المعاشية : وعلى رأسها تكفل الأيتام والطبقات
بالمأكل الذي هو القدر المتيقن من حاجة الإنسان في هذه
الحاة .
.
. ٤١ سورة الحج :الآية )١(
ب وال امن ن الیم
لتا ایت كرتر صل ربك وار رت
O
١ - إن هذه السورة القرآنية -وهي من أصغر سور القرآن الكريم- لا
تختلف في سبكها وسياقها عن باقي السور a التحدي
لذكور في الفرآن فل اأ وة تلو افوا ن تم من دون الله
إن كَنشَمْ صَادِقِينَ)" وهذه صورة من صور الإعجاز في القرآن الكريم»
حیث إنه تحدی أفصح فصحاء العرب › للوتیان بثلاث آیات کا في هذه
السورة.
۲ - تميزت هذه السورة في إنها استعملت مفردات لم يتكرر مثلها في
القرآن الكريم من : الكوثر » والنحر» والشانۍ » والأبتر.
ومن المعلوم أن النبي للل يستحق أن يخاطبه الله تعالى بسورة متميزة من
حيث المفردات المستعملة فيهاء وعلى رأسها مفردة «الكَوْتر) الدالة على
کل خر کثر.
.۳۸ سورة يونس : الآية )١(
۳ - إن القرآن الكريم في منتهى الدقة والحكمة في كل استعمالات
الآلفاظ في مواردهاء ومنه استعهال ضمير المتكلم العائد إلى ذات الجلالة
فتارة يأتي بصيغة :
- المفرد كقوله تعالى أا الْعَمُورُ ارجم" وكقوله اني
ی ارت ال رت کی ار
والدلال كما هو واضح في خطاب الله تعالى لموسى 9إ اني
أا انه لا إل إلا نا قَاعبُذني وأَقّم الصلاة زكري" .
ر
- وتارة يأتي بصيغة الجمع وهي في مفتتح أربع سور من القرآن
لكريم وهي ًا کشا لك آنا میا6" وز ازس
وحاً4 ونا أَرَلناه في َة الْقَذر 4" ونا أعْطَياك
الْكَوْكَر4" ويجمعها عظمة الفعل المسند إلى الله تعالى من :
الفتح المبين» وإرسال أول نبي من أولي العزم الذي هو بمثابة
الأب الثاني للبشرء وإنزال خاتم الكتب السمأوية » والامتنان
. ٤٩ سورة الحجر : الاَية )١(
.٠۸١ سورة البقرة : الاآية )۲(
. ٠١ سورة طه : الآية )۳(
.١ سورة الفتح :الآية )٤(
.١ سورة نوح :الآية )٥(
.١ سورة القدر :الآية )0(
(۷) سورة الكوثر : الآية .١
الکو ن اشر وین هدو ال اروم ا فی من ار اط
فالحديث فيها عن: رسالة أولي العزم» والكتاب الإهي»
والعترة المعادلة له » والظفر الخارجي الضامن لنجاح الدعوة.
٤ - إن الإكرام قد يتم من دون تمليك في البينء كا لو سلط المكرم
أحدهم على المنفعة دون العين» ولكن الإعطاء هنا ظاهر في التمليك وفيه
تام الإكرام» أضف إلى إن إضافته إلى المخاطب «أعْطَبناك) وهو النبي
الأكرم لك يشعر بأن لوجوده الشريف خصوصية في هذا العطاءء
فاستحقاقه للكوثر دخيل أيضا في هذا العطاء ؛ لأن قابلية القابل موجب
لفاعلية الفاعل أيضا .
٥ - تعددت الآراء في تفسير #الكوبَرَ € إلى درجة عجيبة أنهاه بعضهم
إلى ستة وعشرين معنى'" ٠ والذي يجمعها جيعا جامع الخير الكثير ؛ ولكن
الأوفق لسياق السورة هي (الذرية الكثيرة) لمقابلته ب #الأبر4 كجزاء لمن
اتهم النبي كاك بأنه عديم العقب أولاًء وللأمر بنحر النافة -على تفسير-
وهو المناسب لتقديم الأضحية عند رزق الذرية ثانياً.
ولا يخفى أن هذه السورة من موارد الإخبار بالغيب» وهو ما يعبر عنه
بملاحم القرآن الكريم ؛ لأن هذه البشارة جاءت في مكة والنبي باد قليل
العدد والعدة» والحال أن شانئه كان صاحب شأن وجاه» والواقع
(۱) المیزان في تفسیر القرآن : ج ۲١ ص٠۳۷
ا لخارجي شاهد على صدق هذه النبوءة القرآنية -شأن باقي النبوءات- فلم
محفظ نسل أحد في التاريخ كا حفظ نسل النبي الخاتم ال .
٦ إن الإبام في كلمة «إالْكَوْتَر الذي أوقع المفشرين في هذا
الاخحتلاف- قد يراد منه بيان سعة دائرة هذا الخبر الكشر» فقد ذهبت
الأقوال إلى مدى بعيد» بدء من التفسير ب(علماء الأمة) إلى القول بأنه (نهر
ني الجحنة) إلى القول بأنه (الحكمة) والتي عبر عنها في آية أخرى بالخير
الكثر.
وهذه هي عادة القرآن الكريم في إبهام بعض الكلمات لتحريك العقول من
ناحية » وإرجاعها أخيرا إلى متمم القرآن والمتمثل بالعترة الطاهرة من ناحية
e
۷- شاءت الإرادة الإمية أن يجعل الخير الكثير متحققا في ذرية النبي
الأكرم تلك من خلال ابتته فاطمة 8# وذلك في زمان كانت الأنشى مظهرا
للشوم وا بتر أحَذْمُمْ پالأنتی ظلّ وَج مدا وهو گظیمٌ 4 کم
شاء أن يجعل كلمته وروحه المسيح ## من خلال أنثى كمريم البتول 8 .
وني هذا درس بليغ يتمثل في أن البركات متوجُهة لعالم الأرواح» لأن
الأنوثة والذكورة من سات عالم الأبدان» والتي لا حصوصية ها في تلقي
الفيض الإهي.
(1) سورة النحل : الاية 5۸.
۸- إنه من الممكن جعل هذه السورة استجابة للوعد الإلمي في سورة
الضحى #و لَسَوْفَ يُعْطيك رَبك فَترْضى)"" لأن الإتيان بسورة كاملة
للوعد بإعطاء «الْكوْتّر) يفهم منه أن هناك أمرا مها ينتظر النبي
الأکرم ڪاه وبه يكون تمام سروره ورضاه.
ولا شك أن العطية الإلمية المتمثلة بفاطمة ا فيها رضا رسول الله تعالى »
وذلك لتجلي آثارها في الدنيا والمتمثلة بالذرية الكثيرة» وني الآخرة المتمثلة
بالشفاعة هذه الأمة .
٩ - إن الله تعالى عندما أنعم على نبيه تاا بفتح مكة أمره بالتسبيح
والاستغفار #ورَأَيْت الاس يَدْخْلُونَ في دِين الله افوا جا فَسَبّح4 كنوع
من أنواع الشكر للمنوم الفاتح » ولكن عندما أنعم عليه بنعمة اكور 4
فقد أمره بالصلاة بها فيها من التسبيح والاستغفار » قائلا له لقصل ).
وبہذا يُعلم ما هذا #الْكوْتر4 من أثر في دخول الناس في دين الله أفواجاء
وذلك في كل العصور لا في زمان فتح مكة فحسب!
١ - إن صلاة النبي باه لا يعقل أن تكون لغير الرب ومع ذلك فإن
الآية أكذّت على جهة هذه الصلاة فصل لرك وأنها خنصة بالله تعالىء
لوضوح أن كل عمل إذا م يكن لوجه العظيم وإن كان عظيم| صادرا من
عظیم - فهو حقیر لا وزن له .
.۵ سورة الضحى :الآية )١(
.۲ سورة النصر : الاآية )۲(
-١ إن هناك مقابلة -تتضح لدى التأمل- بين سورة الكوثر وسورة
التكاثر رغم أنبا من اشتقاق واحد:
- ففي الأولى نرى الكثرة فيها توجب العبادة فصل لِرَبّكَ4
وني الثانية فإنا توجب الالتهاء عن ذكر الله تعالى «أَلْهَاكَمْ
التکا .
- وني الأولى بشارة واضحة بإعطاء الكوثر» وفي الثانية مديد
صریح ب گلا سَوْف تَعلَمُونَ ثُمٌ گلا سَوْفَ تَعْلَمُونً4" .
- وفي الأولى فإن الدعوة إلى الصلاة فيها تسوق العباد إلى
اللحاريب» ويي الثانية فإن الكثرة عندهم تسوقهم إلى المقابر
لتعداد الموتى من العشيرة حى رَرْنم الَقابر4".
- إن الكوثر المتمثل بالخير الكثير والذي وهبه الله تعالى بيه
الصطفى اا هو خير واقعي مستمر عبر الأجيال» والحال أن
التكاثر المذموم ليس إلا أمراً وهمياً اعتبارياً » فإن كثرة النسل في
ا ا و ق وال هاا ا ت
تكاثر بهم في دار الدنيا قبل الآخرة .
- إن الكوثر الممنوح هنا رشحة من رشحات الفيض الإهي»
.١ سورة التكاثر :الآية )١(
. ٤-۳ سورة التكاثر : الآية )۲(
.۲ سورة التكاثر : الآية )۳(
ومن المعلوم أن ما كان من الله ولله تعالى ينمو » والحال أن منشاً
التكاثر الباطل هو حب الدنيا والاغترار بها والفخر أمام
الأقران» وما كان لغبره تعالى فانه يزول ويمحو.
۲ _ إن هناك ارتباطا واضحا بين اياك و فصل € فاستذكار
العطية الإهية موجب للصلاة بين يديه وهو ما يورث الخشية والخشوع ›
وهذا سبيل من سبل الإثارة الباطنية للعباد قصل كلا رأوا في أنفسهم
إدباراء كا إنه سبيل من سبل دعوة العباد إلى الله تعالى بتذكيرهم بالنعم
مقدمة للدعوة إلى الطاعة » فقد ورد في الحديث القدسي : «أوحى الله تعالى
إلى موسى ا حببني إلى خلقي » وحبب خلقي إلي. قال : يا رب » كيف
أفعل؟.. قال : ذكرهم آلائي ونعمائي لیحبوني» " .
۳ - إن إسناد الرب إلى النبي اله في لِربّك€ فيه إشعار بأن
التفضل الإههي الذي ذكر ني هذه السورة وغيرهاء إنما هو من رشحات
مقام الربوبية ؛ فلولا تعهد رب العالمين برفع ذكر حبيبه المصطفى ى لا
وفحت هذ الكرآمة الممدة طوال العضصور:
فقد كر الرازي في تفسير «الْكَوْتَرَ أن المراد بذلك أولاده» ثم عقب
قائلا : «لأن هذه السورة إنها نزلت ردا على من عابه ت بعدم الأولادء
فالمعن : أنه يعطيه نسلا يبقون على مر الزمان» فانظر كم تل من أهل
. ٥٠٠ص : الحواهر السنية في الأحاديث القدسية )١(
البيت» ثم العام متلى منهم » ولم يبق من بني أمية في الدنيا أحد يعباً به!..
ثم انظر كم كان فيهم من الأكابر من العلماء: كالباقرء» والصادق›
والكاظم » والرضا ام » والنفس الزكية » وأمثاهي» '"
٤ - إن هذه السورة على اختصارها في ثلاث آيات» خاطبت
النبي اا هس مرات بضمر الخطاب #لربك# والمستتر لو
الحَر4 فكأن حور السورة هو النبي اه وإن كان المراد بيان نعمة
الور مقابل ما دكره شانئه » منتقصا أشرف الخلق وأكرمهم على الله
تعالى .
۵ - إن تفسير انحر بنحر الناقة -على تفسير أن المراد هي
الأضحية في العيدين أو طلقا يأتي في سياق ما في مجمل القرآن الكريم
من ذكر التلازم بين أداء حق الخالق وأداء حق المخلوق » كا هو الملاحظ في
الأمر بالصلاة والزكاة وفي النهي عن السهو عن الصلاة ومنع الماعون.
وعليه» فإن شكر نعمة «الْكوْكّر4 تكون تارة بالصلاةء وتارة بإطعام
الملساكين » فلا يغني أحدهماعن الآخر .
١ - إن الأمر بالنحر -على تفسير أنه رفع اليدين إلى النحر عند
تكبيرة الإحرام- بعد الأمر بالصلاة» يشعر بأمية هذا الجزء الركني من
(۲) مجمع البيان في تفسیر القران : ج ٠١ ص۸۳۷.
الصلاة فهذا التكبير :
- يقارن بدء الدخول في الحرم الإهي عند العروح بالصلاة.
- يشتمل على ذكر هو من أهم الأذكار» إذ إن غاية مدح مقام
التكبير.
۷ - إنه من الممكن القول -بتاء على ما يستفاد من مضامين هذه
السورة- بأن من أفضل العطايا الإمية لعبده هى الذرية الصالحة» ومن
کا ل ن د ا فاك ال ا ع
«نَصَلّ4.
- تقديم الأضحية متقربا إليه ؛ تأسيا با أمر الله تعالى نبيه عل
و انحَر4.
۸ - إن الله تعالى ما ترك مناسبة إلا ودافع فيها عن نبيه الأكرم عباائ
إذ هو المدافع عموما عن المؤمنين ِن اله افع عَن الَذِينَ اموا 4“
فقد اتهموه با لجنون فدافع عنه ربه قائلا ما أَنْتَ بيْعْمَة رَبك بمَجُنونِ 4"
(1) سورة الحج : الآية ۳۸.
(۲) سورة القلم : الآية ۲.
ونفوا عنه الرسالة لشت مُرسلا)»" فدافع عنه قاتلا انك ين
الَرْسَلِينَ4 ونسبوا إليه الشعر #لشاعر تجنونٍ) فدافع عنه قائلا و ما
عَلَمناه الشعر وما ينغي له“ ومنه ما في هذه السورة إذ تسبوا إليه عذه
العقب فدافع عنه قائلا إن شاك هو الذَبّر4.
ولم يتوقف الأمر إلى حد القول المجرد» بل إن الله تعالى أبان للجميع في
مقام العمل صدق هذا الوصف » فكان ما كان منه من الذرية الكثيرة؛ بم
فيهم أئمة أهل البيت ##م.
۹ - إن الجزاء الإلهي متناسب مع فعل العبد دائ) سواء في الدنيا أو
في الآخرة » فمن اتهم النبي الأكرم عاك بأنه أبتر لا عقب له -وخاصة بعد
موت ولده القاسم وعبد الله لا بد وأن یکون جزاؤه من سنخ استهزائه آلا
وهو (البتر) امسر بمّن لا دين له ولا نسب وهو المتحقتق خارجاء إذ ل
يُرفع لشانئ النبي ڪا كر ولم ت تبق مم باقية ؛ بخلاف من رفع الله ذكره
وأعطاه نسلا مباركا إلى يوم القيامة.
- إن کل عمل ذې بال لا ینتسب إلى الله تعالی فھو آبتر -سواء کان
في علاقة العبد مع ربه كالصلاة أو مع غيره كنحر الأضاحي - فتوسطت
.٤۳ سورة الرعد: الآية )١(
.٠٠۲ سورة البقرة : الاي )۲(
.۳١ سورة الصافات : الآية )۳(
.1٩ سورة يس :الآية )٤(
كلمة «لربّكَ4 بين «فَصَلّ4 و«انْحَر4 في بيان الجانب الإثباتي» كا
توشطت كلمة روود" بين «صلاتٍم 4" و تون الاعُونَ4"
عند بيان الجانب السلبي.
وبناء على ما ذكر فإنه يمكن القول بأن الرياء يمحق كل عمل» كا إن
اللإخلاص يري كل طاعة .
١ إن التهديد ببتر الشانئ -وكأنه هو الوحيد الذي لا عقب له
باستعهال ضمير الفصل الدال على التأكيد أو الاختصاص- لا مختص
بشانئ بعينه » فإن مورد النزول لا بخصص الوارد» فكل مبغض للنبي الا
مصيره إلى البتر والانقطاع في كل الحعصور» وخاصة أنه وقع التعبير باسم
الفاعل لا الفعل ؛ والدال على ثبوت الجزاء لصاحب تلك الصفة في كل
الأحوال.
. 1 سورة الماعون :الآية )١(
.۷ سورة الماعون :الآية )۳(
بام اَن ایر
لفل اجا آلکیروت ۱)7 اعد ما سبدو و
عنی ڈو مآ اعد © وک انایڈ ما عبد ا اوآ اعود ما اعد
CORES IO
١ إن الخطاب للكافرين في هذه السورة -وإن كان مطلقا- إلا أنه
ناظر إلى صنف خاص كان على زمان النبي اله وهذا النوع من أعتى
حماعة الكفار على مر العصور› لاجتماع جهالتهم مع عنادهم!.. فسیقت
الآيات لليأس من إيمانهم» وإلا فلطالما انسلخ الكفار من غيرهم عن
كفرهم كالذين آمنوا بعد فتح مكة وحسن إسلامهم » وكالسحرة الذين
بعد طول جحود .
آمنوا بموسی (
۲ - إن هذه السورة أكدت في أربع آيات -متشابهة في أصل المضامين -
على حقيقة جوهرية ألا وهو عدم المشاركة في العبادة بين الخصمين »اعني
خط الإيمان وخط الكفرء لأهمية الجانب الاعتقادي في بنية المؤمن
وخصوصا في يتعلق بالتوحيد؛ لأن كل سلوكياته تتأثر بهذا الأصل
الأصيل.
ومن المعلوم أن عدم المهادنة في هذا الأصل الثابت » لا ينافي المصاة في لا
يمس أصل العقيدة» ومن هنا صالح النبي برل الكفار كا في صلح
الحديبية » بل أمره الله تعالى بالصلح في موارده لقوله تعالى وَإن جَتخواً
لسم اتخ )4" .
۳ - إن استعمال النفي بلا الدال على النفي في الاستقبال وذلك
في بيان موقف النبي ا لعبادة آلمتهم وموقف الكفار لعبادة الله تعالى ؛
يدل على أنه لا التقاء بين النبي اله وبين خصومه إلى الأبد.
ومن هنا انتفت المداهنة في جال العقائد وان أمكنت الهدنة في جال القتال›
وقد حسم القرآن الكريم ذلك بقوله #وَلن تَرْمَى عَنكَ يهود وَلاً
الَّصَارَى حى ببح متهم" بمعنى أن التنازل عن المبدأء هو السبيل
الوحيد لإرضاء الغبر » وهيهات أن يكون ذلك!
٤ - إن استعال #ما) المسوقة لغير ذوي العقول؛ واقع في محله
بالنسبة إلى آلمة الكفار في لا اعد ما َعْبْدونً) لكونا أصناما لا تعقل
وأما بالنسبة إلى الاستعهال نفسه في المعبود الحق في و لا أنتمٌ عابدونً ما
عبد فلابُد من توجيه الأمر» وذلك بالقول أن ذلك إما من باب:
المشاكلة في التعبير » أو إطلاقه على طريقة العبادة» وإما بمعنى المصدر أي
ولا آنتم عابدون عبادق .
.1١ سورة الأنفال : الآية )١(
. ٠١١ سورة البقرة : الآية )۲(
4 o EOE OOOO OO NEDE OPAL NEROY شیو الک ادر
٥ _ إن الخلاف بين النبي ب وكفار زمانه م يكن في الخالقية » فهم ۾
ينکروا اخالق كا يقول القرآن الكريمٌ ر الَذينَ ادوا مِنْ ُوه أَلياء ما
يدهم إلا ليَرّبُونا إلى الله رلفى)"" وإنم) الخلاف في طريقة العبادة
وممارسة الشرك فيها أي التوحيد في العبادة» ومن هنا كان حور هذه الآيات
في مادة اشتقاق العبادة وما يتعلق سا.
وليعلم أن كثيرا تًا يفعله المراؤون في العبادة من يؤمن بالله تعالى ؛ يعود إلى
الخلل في هذا الجانب الذي وقع فيه الكافرون» ف) الفائدة في العبادة التي لا
توحید فیها ؟!
٦ - إن من أهداف الآيات الظاهرة في التكرار هو تثبيت هذه الحقيقة
وهو عدم إمكان عدول المتخاصمين عن عبادة من يعبده» وإن اختلف
التعبير في جانب النبي كلإ بللا أعَبدٌ€ الدالة على الفعل تارة وو لا أنا
عاب الدالة عل صفة الفاعل تارة أحرى» فكان مجموع التعبيرين أبلغ في
النفي!
۷- إنه من الممكن القول -دفعا للتكرار المخالف للأصل -بأن :
- التكرار في الآيتين ناظر إلى دعوة الكفار للنبي الك لأن يعبد
آمتهم في سنة وليعبدوا هم إلمه في سنة أخرى» فكان النفي
باعتبار تعدد سنوات التبادل في العبادة .
.۳ سورة الزمر :الآية )١(
- لما في الأوليتين هي موصولة ناظرة إلى المعبود» بمعنى نفي
عبادة معبود كل منه)ا و#ما# في الأخيرتين هي مصدرية ناظرة
إلى طريقة العبادة» فمحصل الآيات على هذا التقدير - أن
الاخحتلاف واقع في أصل المعبود وفي طريقة العبادة أيضا.
- قوله تعالى لا أعَبد ما تَعْبْدونَ# ناظر إلى الحال بلحاظ الفعل
المضارع فيها و لا انا عاد ما عَبَذّمْ4 بلحاظ الفعل الماضي»
فكانت الآيتان في المجموع» دالتين على انتفاء العبادة في كل
الأزمنة.
۸ إن تقديم ا لجار والمجرور على المبتدأ في قوله تعالى لک دینگمْ
ولي دين دال على حصر الدين الحق والباطل بأصحابها؛ فإن دين
الكافرين لا يتعدى منهم إلى النبي اله وكذا العكس!
ولا بخفى ما في هذا البيان أيضا من التأكيد على عدم الاشتراك في الدين وأنه
لا مجال للمهادنة في أصل من الأصول .
٩ - لا جال للتوهَّم بأن الآيات الدالة على ساح كل فريق بالتمسك
بدينه » دالة أيضا على حرية الاعتقاد بأي معتقد» حقا كان أو باطلا -وهو
ما يروج له هل الضلال في كل عصر للانفلات من تقَيّد الشريعة- فإن
مجمل القرآن الكريم هي الدعوة إلى التوحيد وبطلان أي دين غير الإسلام»
فكانت هذه الآيات مستبطنة للتهديد بمعنى القول: كونوا على دينكم
فسترون عاقبة أمركم!.. وجري ما قلناه أيضا في قوله تعالى لا أعلتا
شی الاو CEE
كم اع 4!
٠١ - إن المؤمن له مواقف مختلفة بحسب الجهة التي يواجهها :
- فمع المؤمن الغافل له موقف التذكير ركز فإن الذكُرّى َنْفَعُ
اون4 .
- ومع المؤمن الفاسق له موقف الأمر بالمعروف وتكن مَكُمْ
أ يَذْعَون إلى الحبر َيأمُرُونَ بالْعْرُوفِ وَيَنهوؤن عن
اکر 4".
- ومع المؤمن الباغي له موقف الإصلاح «وَإن طاِفَتَانِ مِنَ
اومن افوا قَأضلِحُوا َه فإن بَعَّتْ إخْدَاهما عَلى الأخرى
ًالوا الي تبي حٌى َفِيء إلى مر ان4 .
- ومع المهاجم الكافر له موقف القتال وَفَاتِلواً في سيل الله
لّذِينَ يقَاتلوتگ: 4 .
- ومع الكافر المسالم له موقف المهادنة لا يناكم الله عَن الَذِينَ
ي مَاتِلوكُمْ ني الدينِ و برجُوکُم من اگم ن تروهم
. ٥١۵ القص سورة ص : الآية )١(
.٠ ١ سورة الذاريات : الاية )۲(
.٠١٠٤ سورة آل عمران : الآية )۳(
.۹ سورة الحجرات : الاآية )٤(
.٠۹١ سورة البقرة : الآية )۵(
و 1 | إ4" .
۱۔ إن التکرار في القرآن الکریم اسلوب معھود لترکیز معنی یراد
تركيزه بهذا التكرار -وهو أعلم بمراده وما يفيد عباده- ومن ذلك تكرار
قوله تعالى باي آلاءِ ربا تَكَدَبَانٍ4" أكثر من ثلاثين مرة في سورة
الرحن لترسيخ معنى الشكرء وآية «فَوَيْل يَوميِذِ لِلْمُكدَينَ4" عشر
مرات في سورة المرسلات لترسيخ التهديد المت وجه للمكذبين » وآية فقيل
َيف ذر4“ في سورة المدثر لترسيخ معنى الدعاء عليهم » وآية #كلاً
N SN O
ومنه ما في هذه السورة من نفي أن يترك النبي عله دينه مجاراة للكافرين
حیث تکرر المضمون ولو بتعبیرین -حیث قال تعالى : لا عبد وولا
نا عابدٌ.
_ إن القرآن الكريم يدعو المؤمنين إلى تولي أولياء اله تعالى والتبرّي
من أعدائه » ومن أوضح ما دعا إليه هو ما ذكر في أول سورة براءة حيث
ي
قال تعالی برا ءة من انه وَرَسُوله إلى الَذِينَ عَاهدتّم مى اشر كن 4".
.۸ سورة الممتحنة : الآية )١(
.١١ سورة الرحن : الآية )۲(
.١١ سورة الطور : الآية )۳(
.٠۹ سورة المدثر : الآية )٤(
.۳ سورة التكاثر : الآية )٥(
.١ سورة التوبة : الآية )٦(
CO N O شۇ لاور
وني هذه السورة أيضا هناك صورة من صور الدعوة إلى البراءة من
الكافرين› وذلك بعدم مداهنتهم على دينهم › ومن المعلوم أن الخطاب
متوجّه با لخصوص إلى قادة الأمة وعلى رأسهم النبي الأكرم عا فإن
المداهنة تبدا من هم على رس القيادة ء إذا م يتسموا بالتقوى.
سے ات رارف ار
کک وألْمَنّح ت الاس ید حل
دين آله وجا ا کے ی ریک اگنورک ک5 5
0
١ جرت العادة على أن يتقدم المشتاق نحو مَن يشتاق إليه» ولکن
عند غاية الإكرام تدم الغاية إلى الطالب هاء كا تزف العروس إلى زوجها
رغم شوقه الشديد إليهاء ومثاله في القرآن الكريم هي الجنة الموعودة
لأهلها فإنها تتقَدّم إليهم لقوله تعالى ألمت اله لِلْمسَقََ" ومثاله
الآخر ما في هذه السورة: فإن المجاهدين يسعون عادة إلى ساحة النصر
والفتح » ولكن النصر هنا جاء لساحة النبي الأكرم عب فقال تعالى لإذا
جاءَ نص الله والمنح).
- إن النصر -وإن كان منتسبا إلى الله تعالى كانتساب كل خر إليه-
إلا أن منشأه بيد العبد» وقد أشير إلى هذه الحقيقة في قوله تعالى إن
َنصْروا الله صر ک4" .
.۹١ سورة الشعراء : الآية )١(
.۷ سورة محمد : الآية )۲(
ومن المعلوم أن نصرته -بقول مطلق-يازم منه :
- أولا: النصرة في كل الميادين أعني الأصغر والأكبر .
- انيا : قصر النظر على المنصور -وهو الله تعالى- من دون شائبة
في البين» وإلا لما عادت نصرة له .
۳ - إن تخصيص فتح مكة باكر بعد ذكر النصر العام يدل على أن
استئصال بؤرة الفساد ومراكز الإأفساد» ضروري في إنجاح مسيرة الدعوة
إلى الله تعالى » فإن المناوشات م تنقطع بين النبي كاك وأعدائه في بدر وأحد
والأحزاب إلا بفتح مكة إذ لم تبق هم باقية بعدها!
ومن هنا فإن وظيفة المؤمنين طوال التاريخ » اجتثاث جذور الفتنة في كل
عصر بها أوتوا من قوة؛ لثلا تتعثر مسيرتهم نحو الفتح المظفر .
: تعدد ذكر النعم الإهية في السور الأخيرة من هذا الجزء - ٤
- فتارة يذكر المولى نعمته على نبيه بشرح الصدر في سورة
OD o u
الاشراح.
وتارة يعده بالعطاء الذي يرضى معه» متمثلا بالشفاعة كصورة -
. من صور العطاء في سورة الضحى
- وتارة بإعطاء احير الكثر في سورة الكوثر" .
- وتارة بإنزال القرآن الكريم على نبيه الأكرم كائ في سورة
تفر لك صدرَك4# سورة الشرح : الآية 4
() إا أعَطَبناك الكور4 سورة الكوئر : الآية .١
شو الَو 1۳
الق
- وفي هذه السورة يذكر نصره لحبيبه الصطفى اه وما تبعه من
الفتح العظيم .
۵ - إن هناك فرقا بين (النصر) و(الفتح) وذلك أن الله تعالى قد ينصر
عبده من خلال تأييده في مواجهة الأعداء : فيبطل كيدهم ويدفع مكرهم
من دون أن يحسم المعركة معهم ويزيل وجودهم ؛ ففي معركة بدر كان
هناك نصر للمؤمنين'" ولكن م يكن ما حدث فتحاء ومن هنا لحقتهم
هزيمة أحد» ولكن الله تعالى جع لنبيه النصر والفتح بدخول مكة حيث
سمي (فتح الفتوح) لأن بهذا الفتح حسمت المعركة مع الكفر وأهله.
وهذا الفرق في عام الآفاق يأتي في عالم الأنفس أيضا: فقد ينصر عبده في
جهاده الأکبر في بعض مراحل حیاته من دون آن يستقر له فتح » والمتمثل في
الاستقرار في عام النفس المطمئنة والدخحول في ملكة قَاذخلي في عِبَادِي *#
واذخلي جَنتي 4 .
- إن الآية عبرت عن الداخلين في دين الله تعالى ب الاس ومن
الممكن أن يقال: بأن غير الداخلين في الدين الخاتم» كأنهم ليسوا من
الناس!.. فإن القرآن الكريم عبر عن المنحرفين عن الطاعة باهم #كالانعًام
.١ إا أَنرَلْناهُ في ليل الْمَذر4 سورة القدر : الآية )۱(
هھ
ا
(۳) سورة الفجر : الاي .۳٠-۲۹
° و6( e u“
ل هم صل “ ويڙيده ما روي عن الحسن بن علي 2# عن الناس»
: «نحن الناس» وأشياعنا أشباه الناس» وأعداؤنا النسناس»".
۷- إن هناك فرقا بين دخول الناس في الدين أحادى وفرادى» وبين
دحوم في الدين جماعة وأفواجا؛ فهذا أقرب إلى مقصد الشريعة وأرضى
للرب » ومن هنا خصت هذه الحالة بالزكر.. وعليه» فإن من قام بها يوجب
دخول الناس في الدين كذلك » كان أقرب إلى النصرة الإهية والفتح الإهي.
وبقرينة المقابلة : فإن من يوجب خروج الناس من الدين ؛ فإن عليه من
الوزر ما لا يخفى» وهو ما سيتحقق في مرحلة من مراحل حياة الأمةء
حيث روي عن النبي ئ أنه قال : «إن الناس دخلوا في دين الله أفواجاء
وسیخرجون منه أفواجا»".
۸ - إن مقتضى الفطرة السليمة التي فطر الناس عليهاء هو إقبا لهم على
دين الله تعالى والتي هي منسجمة تام الانسجام مع هذه الفطرة.. ومن هنا
سُميّت الشريعة بالحنيفية أي المائلة عن جادة الباطل» ولكن هيمنة قوى
الأعداء تحؤل دون ذلك» كا فعل الفراعنة وأمثالهم طوال التاريخ » فقد
قال تعالى اشحف قَوْمَه فَأطَاعُو ة4“ ولكن عند زوال دولة الباطل فإن
.٤٤ سورة الفرقان : الاية )١(
. ٥٥1ص ٠١ (۲)الکافي :ج
. ٥٥١ جوامع الجامع: ص )۳(
.٥١ ٤ سورة الزخرف : الاية )٤(
ر الوا 8
هذا المانع يرتفع ليعمل المقتضي أثره» ومن هنا كان فتح مكة نصرا عظيم|›
لارتفاع أهم مانع من موانع نجاح الدعوة في ذلك الحعصر .
٩ - إن النصر والفتح إنا يكتسبان القيمة والشرافة إذا كانا في سبيل
دخول الناس أفواجا في دين الله تعالى » بل قد يقال عموما : بأن أية مزية من
مزايا الدنيا ينبغي أن يُنظر إليها في سياق ارتباطها بمزايا عالم الغيب» فا
کان سببا للقرب من الله تعالی صار حمودا» وإلا كانت وبالاعلی صاحبها.
وعليه » لو حكّم أهل الدنيا هذا المقياس في حياتهم لما فرحوا بكشير من إقبال
الدنيا عليهم » نصرا كان على الأعداءء أو زبدا من عاجل الماع .
١ إن الله تعالى ذكر اسمه الدال على ذاته عند ذكر النصر #تصر
اله وكذلك الدين دين اللو لأن المقام مقام بيان العظمة وهو المناسب
لذكر أشرف أسائه» ولكن عندما يصل الأمر لذكر حبيبه المصطفى عبرل
فإنه ينسبه إليه با دل على ربوبيته رَبك ولا يخفى ما في هذا التعبير من
اللطف والدلال وذلك :
- بأصل إضافة نبيه كبة إليه إضافة تشريفية .
- والتعبير بالرب للإشارة إلى جهة الربوبية الباعثة للنصر› بعد
ذكر تلك اللإضافة التشريفية لنبيه الكريم .
- أضف إلى صيغة الخطاب الدال على الالتفات والمؤانسة .
-١ تتأكد الحاجة إلى الذكر عند وجود ما يشغل الإنسان عن ذكر
ربه ومنها ساحة القتال؛ فإن طبيعة الك والفرٌ على الأعداء قد توجب
N
الذي منوا دا لَقيمُم فة انوا وَاذكُروا الله كرا لَعَلَكُمْ تملحو ن
ومن موارد الغفلة أيضا الانشغال بلوازم النصر من الغنائم الخارجية
والاستعلاء الباطني؛ لذا جاء الأمر أيضا بالذكر المحمثل بالتسبيح
. والاستخفار في هذه السورة بعد النصر والفتح
: إنه من الممكن تفسير التسبيح بالحمد بوجوه» فمنها -
الأمر بالجمع بينهما» كا تأمر بالجمع بين التهليل والتكبير من -
. دون علاقة ينه
إن التسبيح وهو التنزيه من النقص › يكون بالحمد والثناء إذ لا -
يستحق المحمود الثناء ء إلا إذا كان خاليا من العيب في الذات
والصفة.
أن يكون الغرض الأولي هو التسبيح » ولكن مستعينا بحمد الله -
وفضله» كا تسند كل أفعال الخير إلى نفسك حامدا لله تعالى
فتقول : صليت بحمد الله تعالى.
تكرر ذكر التسبيح في القرآن الكريم أكثر من التهليل والتكبير -
والتحميد» ولعل السر في ذلك أن مخالفة اللإنسان لربه في كثير من أوامره
ونواهيه» توجب له الوقوع في كثير من الكبوات والعثرات» ومن هنا
. ٤٥ سورة الأنفال : الآية )١(
ورای اا
ناسب أن ينزه العبد ربه من أن يسند إليه نقص ومنه (الظلم) وذلك عندما
يرى في نفسه ما لا يسرّه من العقوبة الإهية على فعله » بل ينسب التقصير إلى
نفسه وهو ما ناجی به يونس 8 قائلا لا لَه إلا نت سُبْحَانَك ئي كنت
مِنَّ اللي" وهذا التسبيح هو الذي صار سببا لنجاته كا كان سببا
لقبول اعتذار الملائكة كا قال تعالى سباك لا عِلْم لتا لاما عَلَمَْا لَك
۲ ص و ٤
نت ! ليما کا
٤ - إن من لوازم التنزيّه والتسبيح المطلق › هو أن الله تعالى منزه من
خذلان أوليائه في الحياة الدنيا والآخرة إا تنص رُسلَتا وَالَذِينَ منوا ني
اليا لديا وَيَوْم يموم الأَضهَاد" ومن الواضح أن مقتضى مقابلة الجميل
با لجميل» أن ينصر الله تعالى من ينصره» لقوله تعالى في آية فيها صور
متعددة من التأكيد تصن اله م نص ۵ وقد دڵت حوادٹث
التاريخ على هذه الحقيقة » أعني نصر أوليائه وخذلان أعدائه ولو بعد حين!
٥ - إن استغفار النبى عه والأمر به كا في هذه السورة» وكا في
قوله تعالی و استَعْفِر لِذَنبْكَ ولِلْمُوْمِنيّ والُوْمناتِ 4" قد يكون لوجوه ؛
.۸۷ سورة الأنبياء : الاي )١(
.۳۲ سورة البقرة : الآية )۲(
.٥١ سورة غافر : الآية )۳(
.٤٠ سورة الحج : الآية )٤(
.٠۹ سورة محمد : الآية )٥(
- لاقتداء الغير تأسيا به كاه » وهذا المعنى يتفق في تربية
الآخرين» فقد يعنف المعلم مجتهدا من تلاميذه لتنبيه غير
المجتهد على تقصيره وأنه هو الأولى بذلك العتاب .
- لترك الأولى وما هو الأفضل› وهذا الترك لا ينافي العصمة»
ومع ذلك يوجب حالة من الاستحياء بين يدي الله تعالى عند
شدة المراقبة » بها يستدعي الاستغفار الحقيقي .
- أنه قد يكون من لوازم طي المنازل في السير إلى الله تعالى » فإن
المرتحل من منزل عال إلى منزل أعلى » يرى وكأنه كان في نقص
وتقصير باعتبار المنزل السابق » با يستحق معه الاعتذار ممن
يقصد إليه.
١ - إن الاستغفار سنخ من الدعاء يتوجه به العبد إلى ربه.. وعليهء
فلا بد من مراعاة كل آداب الطلب» ومنه تقديم المحمدة والشناء قبله وهو
ما تحقق في هذه السورةء فإن الله تعالى طلب من نبيه مياه التسبيح
والتحميد ثم أمره بالاستغفار؛ وهو أدب ينبغي مراعاته في جميع صور
الدعاء وحالاته.
۷ - إن طبيعة النصر والفتح تقتضی حالة من الغرور والعجب
العروفين عند الفاتحين» ولكن السورة جاءت لتذكر بالاستغفار بعد
الذكر »على حلاف ماهو المتوقع من طبيعة الموقف.
شق الَو 4۹
ولعل السر في ذلك هو دفع مثل هذا الغرور أولاء ودفع توهّم الانتساب
الحقيقي للنصر إليهم ثانيا ء فإن الله تعالى ينسب ذلك إلى نفسه مباشرة قائلا
رمَا اضر إلا مِنْ عند الله العزيز ا لحك 4"
۸ - إن الله تعالى لم يقيّد الاستخفار في هذه السورة بکثير قيد كا في
باقي آيات التوبة من : الجهالة » وقرب وقوعهاء وعدم الإإصرار على الذنب
قبلها» فإن الاستغفار هنا جاء في سياق نصر الله تعالى المترتّب على نصرة
العبيد له فلم يحتج إلى كثير قيد» بل إن الآية ذكرت التوبة مترتبة على
الاستخفار مباشرة بصيغ من التأكيد: فمنه التعبير انه المؤكدة»
والمبالغة في وصف التوبة توًا با والتعبير بثبوت هذه التوبة [كان) .
- لا يخفى ما في التعبير ب(التواب) بدلا من (الغفار) من لطف في
سياق ذكر النصر؛ فإن فيه معنى رجوع الرب إلى العبد بالتفاتة لطف
ورحة » ما يُلهم العبد نية الرجوع إليه لقوله تعالى تاب عَليْهم ليتو لبتو بوا 4
وهذا معنى يغاير جرد المغفرة » فإن الله تعالى قد يعفو عن عبده؛ بمعنى حو
السيئة عنه من دون أن يقبل عليه.
(1) سورة الأنفال : الآية .٠١
(۲) سورة التوبة : الأية ٠١۸ .
وال لفن نن الیم
EO
EN م وامرائة, َال الْحَطّب ل فی
ص
- إن التعبير ب بث وب وهما: إما إخبار بالهلاك والخسران
دعاء بالهلاك» استعمل تارة مسندا إلى اليد وهي أداة من أدوات التنفيذ
التي ينمذ بها المرء مراده» وتارة إلى الذات وهو صاحب اليد.
وعليه » فإن اللعنة الإلحية الملازمة هذا التعبير » مبطلة لأفعال الكافرين كا
هي مُهلكة لذواتهم !.. وبعد هذا الوعيد الإلهي الذي يشمل كل الظالمين
أمثال أبي هب طوال التاريخ- فأي خوف يبقى في نفوس المؤمنين؟!
- إن أقرب القرابات لأشرف الخلق كانت متمثلة بأبي هب ؛ فالعم
Ty
على آزر ع إبراهيم 8 رذ قال راهيم لأبيه'" وحينئذ هل من
السائغ أن يعوّل أحد على قرابته من النبي اله ليفعل ما يشاء؟!.. والحال
(1) سورة الأنعام : الآية .۷٤
أن ما كر من الذمَ والوعيد لعمّ النبي كاك قل نظيره في القرآن الكريم»
حيث أفردت له سورة كاملة في القرآن لذمّه » وذ زوجته أم جيل .
۳ إن البعض يتأبى عن اللعن والدعاء بالطرد من الرحة الإهية»
والحال أن القرآن دكر اللعن في أكثر من أربعين مورد بمختلف مشتقاته»
ومنه ما في هذه السورة كصيغة أخرى من صيغ الدعاء بالملاك والطرد من
الرحة » وهي محتصّة بأبي هب لأنه كان متميزا في إيذاء النبي مائ إلى درجة
لا تصدَق» إذ كان يتتّع النبي ا كالظل » وكلا جاء وفد إلى النبي ك
يسألون عن عمّه آي هب اعتبارًا بکبره وقرابته وأهمیته کان يقول هم : إنه
ساحر» فبرجعون ولا یلقونهء فأتاه وفد فقالوا: لا ننصرف حتی نراه
فقال : إنا لم نزل نعالجه من الحنون فتبًا له وتعسًا.
وقال عنه أحدهم : «بينما أنا بسوق ذي المجاز إذا بشاب يقول: «يا يا
الناس!.. قولوا: لا إله إلا الله ؛ تفلحوا» وإذا برجل خلفه يرميه قد أدمى
ساقيه وعرقوبيه ويقول : يا أمها التاس!.. إنه كذاب فلا تصدقوه" .
٤ - إن الدعاء على الكافرين يتمثل باللعن والطرد من الرحمة» فيتجلى
أثره في القيامة غالبا ء ولكن الآيات تشير إلى لوازم وآثار هذا اللعن في الدنيا
أيضاء فمنها :
- خسران السعي ني مقابلة الدعوة كقوله تعالى بث يدا
ای
۰
ص
(۱) تقسیر الیزان : ج ۲۰ ص٦۳۸.
۵
EY
- إن الله تعالى هو الذي یتصدی لمقاتلتهم » ومن يطيق مقابلة
قهار السماوات والأرض قَاتَلَهُم الله أن يركون .
الطمس على الأموال وإفنائها کا حل بآل فرعون ر اهس
على أنوايم)".
- هدم قواعدهم اتی اله ناعم من الْقَواعِدِ فَحَرَ عليه
السَقَف من قَوْقهمْ4".
إن تالي القرآن یعیش مع ما آنزله الله تعالی وکأنه نزل ينه »
فيتشوّق لنعيم الجنة عند ذكرهاء ويتعرّذ من عذاب النار وكأن شهيق جهنم
في أصول أذنيه» ويشكر آلاءه كلا ذكره الله تعالى بنعمة من نعمه» ويتبراً
من أعداء الله تعالى عندما يمر ذكرهم بسوء.
ومن مصاديق هذه المعايشة ما في هذه السورة» فيرجح أن يدعو على من
ذمّه الله تعالى بأشد الذمّ» وهذا أيضا من مصاديق البراءة من الظالمين في
القرآن الكريم » وهو ما روي عن الإمام الصادق
س
آنه قال : «إذا قرآتم
ّت يدا أي بب وب فادعوا على أي هب فإنه كان من المكذّبين
.١ سورة التوبة : الآية )١(
.۸۸ سورة يونس : الآية )۲(
.٠٠ سورة النحل :الآية )۳(
الذين يكذبون بالنبي ار وبا جاء به من عند الله عز وجل» ' .
١ - إن كل مظاهر النعم والقوة في الدنيا لا تُغني العبد إذا م تكن
بمباركة من الله تعالى ؛ فهو الواهب لأصل النعم» كا أنه هو الذي يبارك
فيها.
ومن هنا تعدّدت الآیات في بيان صور عدم إغناء ما کان يعوّل عليه آهل
الغنى في الدنياء ومنها:
- الأموال والأولاد؛ فأبطلها الله تعالى بقوله #لن تَعْنىّ عَنْهُْ
موا هم وَل اَوْلاذهُم من الله ين4 .
- الأصدقاء ومن يعتضد به الإنسان في تحقيتق ماربه ؛ فأبطلها الله
تعالی بقوله يوم لا يعني مَل عن مَل سيا" .
- الكيد وإخفاء المكر ؛ فأبطلها الله تعالى بقوله يوم لا يعني
نهم كَيْدْهُمْ سا4 .
- شفاعة الكافرين ؛ فأبطلها الله تعالى بقوله #أأتّخذ من دونه
ينقِذونِ4.
(۱) وسائل الشيعة : ج ٦ ص ۷۳.
(۲) سورة آل عمران : الآية .٠١
(۳) سورة الدخان : الآية .٤١
.٤١ سورة الطور :الآية )٤(
.۲۳ سورة يس :الاآية )٥(
fo
ف
\fe
- الاعتداد بالفثة الكثيبرة والعدة والعدد؛ فأبطلها الله تعالى بقوله
۷- إنه من الممكن القول : بأن الفرق بين #مالَةٌ وما كَسَبَ أن
الأول: إشارة إلى ما نملكه العبد ولو من دون كسب كالمال الموروث» وأما
الثاني : فإشارة إلى سعيه بناء على جعل #ما)» مصدرية.
وعليه» فإن الغضب الإمي حل على مجموع هذا الكيان المتمثل بجهده
«یدا) وبذاته أي َب( وبماله ماله وبسعيه في الحیاة 9و ما كسب )
فا حال مَنْ أدركته اللعنة الإلمية في كل أبعاد وجوده؟!
۸ إن القرآن الكريم يشير في آيات عديدة إلى كيد الكفار ومكرهم
ولكنه يذكره بتحقير وازدراء ؛ تقوية لقلوب المؤمنين عندما يرون من الكيد
ما تزول منه الجبال» ومنها قوله وما كَيْدُ الگافرينَ إلا في لال4"
وان الله مُوهنٌ كَبْدٍ الكافرينَ)4" ومنها ما في هذه السورة من بيان
هلاك رأس من رؤوس العناد وهو (أبو لهب) فيذكر أن ما سخره من
الثروة لإيذاء النبي عاك لم ينفعه» بل أوجب أن يكون با في نار جهنم.
: إن العذاب الإمي في الآخرة يتسانخ مع ما عليه المرء في الدنيا - ٩
فجزاء أبي لهب في الآخرة من سنخ كنيته » وعذاب زوجته من سنخ عملها؛
.٠١۹ سورة الأنفال :الآية )1(
(۲) سورة غافر : الآية 1
(۳) سورة الأنفال : الآية .٠۸
فهي تحمل الحطب والشوك وترميه في طريق النبي اث فكان حقا أن
يتحول ذلك إلى حطب مشتعل بلهب لا يعلم شدته» باعتبار الإتيان بكلمة
#نارآ# تكرة دالة على التهويل » وإلا فإن كل نار متسمة بأنها ذات هب.
١ - إن التعبير بالزوجة يشعر بنوع من الألفة والمودة التي جعلها الله
تعالى في الزوجين» ومن هنا فإن القرآن لم يستعمل هذا التعبير -أي
الزوجية- لمن كانت عاقبة أمرها إلى الجحيم كا ورد في هذه السورة
لإوامرأئة حال الطب ومنه ما وصف به تعالى امرأة نوح ولوط
صرب اله متلا َلَذِنَ مروا امْراَةّ وح وَامْرَأَةَ وط4" ومنه ما وصف
اله تعالی به زوجة فرعون حیث قال وَصَرَت الله مكلا لذي آمنرا ار ا
فرْعَوْنَ إٍذ قَالَّثْ رب ن لي عِندَك ٻيا في الت وَنَجَني مِن فِرْعَوْنَ
رَعَمَلِ4.
الول ال الاس ورال جل الفاسد:
- والثانية : مثال المرأة الفاسدة بجوار الرجل الصالح .
- والثالثة : مثال المرأة الصالحة بجوار الرجل الفاسد.
- وأما الرابعة : مثال الزوجة الصالحة في كنف الزوج الصالح
فهو أفضل كفئي الزوجين في الوجود والمتمثل بعلي وفاطمة
حيث مرج لبَحُرَيْن يليان ٭ بَا برْرَح لا بيان 4#
.٠١ سورة التحريم : الآية )١(
.١١ سورة التحريم : الآية )1(
ی
8
94
E س ت
أي آلاء ر ذبن ٭ رج مه اولاني .
-١ إن السنخية بين الزوجين من الحقائق التي لا تخفى في مسيرة
المجتمعات» فلم تكن المناسبة بين حالة الحطب وأبي هب اعتباطية ؛ فإن
الزوجين عموما متعاونان في الخير والشر بمقتضى التسانخ الزوجي › ولو
كان في زوجة أبي هب شيء من بذور الخير لعلها ردعت زوجهاء أو خففت
من عتوه.
ومن هنا لزمت الدقة في الاختيار » ليرى الرجل أين يضع نفسه؟!
۳ - إن من صور العذاب في النار هو تحقير أهلها بصور من
التحقير» ومنها ما ورد في هذه السورة بالنسبة إلى حالة الحطب زوجة أبي
هب» فقد صورت في النار بأبشع الصور» إذ إن المرأة تتزين عادة بقلادة
من الذهب» ولكن هذه البائسة متقلدة في رقبتها حبلا من مسد» خشن
الللمس » مفتولا من الليف» وتحمل معها حطبا وهي مادة عذامما في النار.
وهذا کله تجسيد لا كانت عليه في دار الدنياء إذ لا يستبعد أنها كانت تحمل
في رقبتها وعاء مشدودا بحبل من الليف› وتضع فيه الشوك لترميه في
طريق النبي ڪال .
۳ إن هذه السورة من ملاحم القرآن المخبرة عن الغيب› فإنها
نزلت زمان کفر أي هب » وكان بإمکانه أن يتحدّى القرآن الكريم ويؤمن
.۲۲-٠۹ سورة الرحمن :الآية )١(
إبطالا هذا الإخبار!
ولكن لعلْم الله تعالى بأنه لا يكون ذلك نزلت هذه السورة» وفيها بيان
قاعدة عامة مفادها : إن الإخبار الغيبي بأفعال العباد لا يسلب منهم
الاختيارء فما يذكر من أفعاهم إنا هو في فرض الاختيار أيضاء وإلا فلو
9 کیک رڪف كذ ©).
١ إن هذه السورة شأنها شأن آبة الكرسي» في أا تصف الرب
وتشير إليه بأعظم صفاته وهي أحدية الذات» وعدم وجود نظير له لا في
الذات ولا في الصفات ولا ني الأفعال» ويتفرّع عليه أنه هو الذي يستحق
الرجوع إليه في كل شيء» وأنه منزه عن التركيب المحوج إلى الغير والمستلزم
ومن هنا اكتسبت هذه السورة شرافة خاصة» لأا مبيّنة لأعظم حقائق
«أن الله قال له أي للنبی کا : اقرا قل هو الله أحد کا آنزلت فإنا نسبتى
ونعتي»" ومن هنا ناسب التصديق بها للصلاة قائلين بعدها : كذلك الله
الوجود بآيات قصيرة » كا يفهم من رواية الصادق 2
۴ - صرحت الروايات"" بأن هذه السورة تعادل ثلث القرآن الكريم »
(۱) علل الشرائع : ج ۲ ص١أ٠".
(۲) الكافي :ج٤ ص٤٤٠ » وسائل الشيعة : ج “ص 0
وقيل في توجيه ذلك :
- إنه قد يكون من جهة أن المعارف العقائدية في القرآن متمثلة
في : التوحيد والنبوة والمعاد؛ فكانت هذه السورة متكفلة لبيان
الثلث الأول منها.
- من جهة أن أساس الشريعة معرفة الله تعالى في الأبعاد الثلاثة
أي من جهة : الذات والصفات والأفعال ؛ فكانت هذه السورة
متكفلة أيضا لبيان الثلث الأول منها .
- من جهة أن مجموع ما في القرآن الكريم يدور حول : العقائد
والأحكام وسير الغابرين ؛ فكانت هذه السورة متكفلة لبيان
الثلث الأول منه .
۳ _ إن هناك مناسبة وترابط بين ما يعبر عنها بالقلاقل الأربعة وهي :
المعوذتان والإخلاص والكافرون :
- ففي الإخحلاص : يغلب جانب الإثبات؛ وهو الالتفات إلى
جانب الربوبية بكل لوازمها من الانقطاع والرجوع إليه في
طلب الحوائج.
- وني الكافرون : يغلب جانب النفي ؛ أي نفي الالتفات إلى غيره
من كل معبود سواه» وكلا السورتين متعلقتان بأفعال
القلوب .
- وأما المعوذتان : ففيهم| بيان سبيل النجاة من شر كل موسوس
ENS AS SE ET شد الاجاون
يصد عن الطاعة» ومن شر كل حاسد يحسد على النعم» ومن
شر کل ذي شر سواء كان ظلاما أو سحر ساحر ؛ وكلها متعلقة
بأفعال الجوارح .
٤ - تعد ذكر لفظ الجلالة في أكثر من ألفين وخسائة مورد في القرآن
الكريم » وهو العلَّم الذي يُطلق عليه تعالى للدلالة على جميع صفات جلاله
وكماله » بخلاف ما دل على صفة من صفاته : كالكريم والعام وغيره.
وقد ورد في القرآن كل أجزاء هذه اللفظة المباركة : بدءا من الله
و#لله) وله وانتهاء بالضمير العائد إليه هر4 .
۵ - إن اللإشارة إليه تعالى ب هر4 كناية عنه - لا بمعنى ضمير الشأن
على قول آخر- ثم بلفظ الجلالة الدالة عليه فيها معان عميقة : إذ كانت
الإإشارة أولا:
- إلى تلك الحهة با ها من الكمال والإہام وبا يفوق كل تعين
ووصف قائلا هو 4.
- ثم الإشارة إليها بالاسم الدال على صفاته قائلا #ادله).
- ثم الإشارة إليه بوصف من صفاته بذكر «أَحَدّ4 ثم
#الصمد4.
وما يبّن عظمة الإشارة إلى تلك الجهة من دون تعيين باسم آو بوصف» ما
روي عن أمير المؤمنين ل أنه قال : «رأيت الخضر لإ في المنام قبل بدر
بليلةء فقلت له : علمني شيئ أنصر به على الأعداء» فقال : قل : يا هو!.. يا
من لا هو إلا هو فلا أصبحت قصصتها على رسول الله ائ فقال لي : يا
علي لمت الاسم الأعظم » فكان على لساني يوم بدر» .
٦ - إن الثمرة العملية للاعتقاد بتوحيد الذات والصفات والأفعال
هو التوحيد في العبادة» فمن كان بذ المخابة كيف يتعقل عبادة غيره؟!..
ومن هنا علم أيضا أن تعميق المعرفة النظرية من موجبات حصر العبادة
العملية به تعالى » فإن طبيعة البشر قائمة على الالتفات إلى من يسد حاجته»
فإذا م ير مؤثرا في الوجود إلا هو -وهذا من لوازم النظرة التوحيدية- كان
من الطبيعي أن ينحصر التجاؤه إليه ولو كان طمعا لتحقيق مآربه» لا
لكونه هلا للعبادة!
۷ إن مادة الاشتقاق في هذا الاسم الكريم أعني لفظ الجلالة» تدلّ
على التحيّر فيه والفزع إليه» إذ تقول العرب : (أله الرجل) إذا تحيّر في
الشيء فلم حط به علا » و(وله) إذا فزع إلى شيء ما بحذره ويخافه.
ويمكن أن نجعل في هذا السياق ما روي عن أمير المؤمنين 9ث : « (الله)
معناه : المعبود الذي يأله فيه الخلق » ويؤله إليه » و(الله) هو المستور عن درك
الأبصار» المحجوب عن الأوهام والخطرات» '".. وكذلك ما روي عن
الإمام الباقر #8 : « (الله) معناه : المعبود الذي أله الخلق عن درك ماهيته›
(۱) توحيد الصدوق : ص .۸٩
(۲) تو حید الصدوق : ص .۸٩
a EO شد الاجاون
والإحاطة بكيفيته» "
- إن هناك بونا شاسعا بين الواحد والأحد» والأليق بمقام الجلالة
هو الثاني ؛ لأن نفي الواحد لا ينافي ثبوت المعدود من الاثنين فصاعداء
فتقول : ما جاءني واحد لتقبت مجيى الاثنين » ولكن نفي الأحد يستلزم نفي
كل معدود سواه» سواء كان في الذهن أو في الخارج » ويؤول هذا النفي إلى
نفي الكثرة بكل صورهاء ومن هنا لم يطلق هذا الوصف إلا على ذاته
المقدسة.
وهذه الدقة في التعبير جعلت هذه السورة متوجهة لأهل التعمّق في المعاني »
O LD
في آخر الزمان أقوام متعمّقون » فأنزل اله عز وجل فل هُرَ ر اله أحَدٌ ٭ الله
الصمَد4 والآيات من سورة الحديد... إلى قوله وهو عليه ٻداتِ
الصدّور4 فمن رام وراء ما هنالك هلك» "
- إن الطريقة القرآنية قائمة على إثارة الألباب » فيأتي بكلات ذات
دلالات محتملة الانطباق على معان متعددة ك#الكو تر
ومنها ما في هذه السورة من الأ شارة إلى جهة غائبة » حاكية عن مفهوم مبهم
P/E ga aR ۴
#قل هر ثم يزيده بيانا #اللَةٌ خد فيكون خبرا بعد خبر» لذلك الذي
(۱) توحید الصدوق : ص .۸٩۹
(۳) سورة الكوثر : الآية .١
هو في غاية الخفاء من جهة الذات» وإن كان في غاية الظهور من جهة
الآثار.
٠١ إن كلمة #الصّمَد4 تطلق على ذلك الذي يقصد إليه في قضاء
الحوائج مع الاعتماد عليه وهو ما روي عن الإمام الجواد 9
سنل : ما الصمد؟.. فقال : «السيد المصمود إليه في القليل والكثر» " وهو
لا يطلق إطلاقا حقيقيا إلا لمن اتصف بصفة الأحدية » حيث لا نظير له في
الذات ولا في الصفات ولا في الأفعال.
وقد أطلتق #الصَمَد4 عليه تعالى في هذه الآية مبتداً بلفظ الجلالة» كا
أطلتق عليه صفة «أحَدّ4 مستندا إلى لفظ الحلالة أيضاء فكانت كل آية
مبيّنة لجهة من الجهات على وزن واحد» إذ كان الأول «اللَهُ الصَمَد4 في
بيان ما يتعلق بالفعل» وكان الثاني «ِهُوَ الله أحَدّ4 في بيان ما يتعلق
بالذات» ومن المعلوم أن التوحيد الكامل هو ما كان متسريا إلى الجهتين .
: إن الآيات في هذه السورة مترابطة بأفضل صور الترابط - ١١
- فإن لازمة الأحدية : أن يكون (صمدا) يُفزع إليه لتفرده في كل
صفات الجلال والكال .
- ولازمة الصمدية : نفي (الجزئية) من والد أو مولود لاحتياج
كل مركب إلى جزئه» ونفى (المثلية) له لأنه لا يتحقق مثل هذا
(۱) الکافي :ج ١ ص ٠۲۳ .
Vola O شی اجان
النفي إلا عند الاستغناء عن أي نظير مفروض له» من جهة
الذات أو الفعل أو الصفة .
۲ - فسّر لفظ #الصّمَدّ4 في هذه السورة بالذي لا جوف لهء كا
روي عن الإمام الحسين لج حيث قال : «الصمد الذي لا جوف ل .:
فالصّمَد4 هنا بمعنى (اللصمت) فكان التعبير بذلك مجازيا إما :
- لعدم الثأثر بالغير : فإن الأجسام القابلة للانضغاط تنضغط لا
في جوفها من الفراغ .
- أو لعدم وجود محل للتوالد كا هي في المخلوقين : فكان قوله
تعالى 1 يِذ ول يولد بيانا هذه الجهة .
۳ - إن الافتراء على الله تعالى بفرية الوالدية كانت هي السائدة في
الأمم السابقة : كاذعاء بنوة عيسى وعزير كا ذكره تعالى و قالَتِ الود
عَرَيْرٌ ابن الله وقالّتِ التّصارى الْسيح ابن الله" وكبنوة الملائكة له كقوله
تعالی و رفوا لَه بتي وجنات عير عِلْم وأفأضفاكُم رَيُكُم اين وان
مِنَ الُلانگة إناثا4.
ومن هنا تقدم نفي الوالدية على المولودية » إذ ندر من نسب إليه التولد من
إله آخر کا عليه بعض الوثنيين .
(۱) توحيد الصدوق : ص ٠٠۰
(۲) سورة التوبة : الآية .٠١
(۳) سورة الأنعام : الآية .٠٠١
٤ إن تقديم ما حقه التأخير يفيد الحصر» فتقديم ل4 على
لكُفواً أحَد يدل على حصر عدم الكفؤية به تعالى » وإلا فإن كل ما سواه
يمكن أن يفترض له نظير» فإن الممكنات متساوية في الحدوث والقابلية..
وهذا هو الحصر المستفاد أيضا من قوله تعالی «أَلاً زكر الله تَطْمَِنْ
القلوت 6 فذل غل تحضر اطمغنان القلب بدكره تعال شات فمن ا
كفو له في الذات لا كفو له في الآثار » ومن الآثار اطمئنان القلب بذكره!
٥ - إن (الكفوية في الذات) لم يقل بها أحد بمعنى وجود واجبي
وجود» ولكن (الكفؤية في الفعل) ها أمثلة كثيرة في التاريخ » فأعطى
البعض صفة التدبير مستقلا لغبر الله تعالى » مشلا كان عليه عبّاد الأوثان أو
عبّاد البشر » كمن آمن بربوبية فرعون مثلا!
ومن الممكن أن يكون من صور الشرك الخفي بهذا المعنى - أي الكفؤية في
التدبیر - من اعتمد على غبر الله تعالی في تدبیر شؤونه في قبال تدبیر الله تعالی
له» وإن لم يقر بذلك اعتقادا.
1 _ إن من آثار التوحيد الراسخ -سوى التوحيد في العبودية- هو
التوحيد في الحاكمية والتشريع أيضاء وهذا هو البعد الاجتماعي للتوحيد
إضافة إلى البُعد الفردي الذي يرد ذكره عادة» فإن من اعتقد بالإله الأحد
الصمد الذي لا كفؤ له» كيف يعطي الحق لغيره أن يكون حاك| (بنفسه)
.۲۸ سورة الرعد: الآية )١(
OVE SR I TG E شا جاو
من غير تفويض من الحاكم الأحد» أو (بتشريعه) من غير تعليم من الملهم
الصمد؟!
ومن هنا جعل القرآن الكريم من لم يحكم بيا أنزل الله تعالى في عداد
الكافرين لقوله تعالى ومن 1 يكم با انر الله قَأولئك هُمْ
الكافرُون".
.٤٤ سورة المائدة : الآية )١(
E E ا
١ - إن كل استعاذة وهي الاعتصام من كل ذي شر بالالتجاء إلى
الغير-فيها أركان ثلاثة وهي :
- أولا المعتصم : ولازمته تحقق الخوف ما يجحذره وإلا لما كان
معتص| .
- وثانيا الْعصم به أو ال ملتجًَاً إليه : ولازمته الثقة بقدرته على
اللإعانة والإعاذة.
- وثالثا العتصم منه : وهو ذلك الشر الذي يستعيذ منه الإنسان
خوفه من ضرره .
ومن المعلوم انه لدى اجتاع الأركان الثلاثة» يتوقع فعلية الاستعاذة
والالتجاء » وذلك فيا لو كان المعتصم جادا في استعاذته .
وقد جاءت السورة لتثبيت هذه الأركان الثلاثة : فالمأمور ب #قل) هو
المستويذء والرب المتعال هو المستعَاذ برب الْمَلَّى€ والمخوف المستعاذ منه
ما ذكر من الشرور في السورة الكريمة.
۴ - ورد الأمر بالاستعاذة عند قراءة القرآن الكريم اعتمادا على الاسم
الدال على الذات «قَاستَع باه مِنَ الشَّْطَانِ الرّجيم)"" وهنا ورد الأمر
بالاستعاذة اعتمادا على الاسم الدال على الوصف ا اَل وقد
يكون في ذلك إشارة إلى عظمة وسوسة الشيطان عند قراءة القرآن المستلزم
لذكر المولى بأعظم أسمائه ؛ لأن امقام إنها هو مقام دفع الشر في عام القرب
إلى الله تعالى » خلافا لمقام الاستعاذة من شر الظلام والساحر والحسود»
فقد يكون الضرر دنيويا حضا.
٣ - إن الاستعاذة راجحة قبل وقوع الواقعة بل هي الدافعة هاء ومن
المعلوم أن الدفع أيسر من الرفع!
ولقد كان النبي تاه يُعيذ نفسه هو بهذه السورة» وكان كثيرا ما يعوّذ
الحسن والحسين # بماتين السورتين'" أي (الفلق والناس) وخاصة على
القول بأن النبي تاه لا يكون في معرض التأثر بالسحر» وإلا صار وهن
فيه ينافي مقام الرسالة فإن الاستعاذة من شر غير واقع لا ضير فيه.
٤ - إن الاستعاذة تلازم الخوف» والخوف يستدعي العمل للنجاة ما
حاف منه» وهو ما نراه فم] نقله القرآن الكريم عن أهل البيت ااج عند
.٩۸ سورة النحل :الآية )١(
. 1۸٦ ص ٠١ مجمع البيان :ج )۲(
التصدق بالطعام حينم قالوا إا حاف من رَبتا يَوْمًا عَبُوسا قَمْطريرًا ¢"
فهم جعوا بين لإا تُطْيمُكُمْ لِوّجه اللّء4" وبين ذلك الخوف الموجب
للاستعاذة.
وعليه فإن المستعيذ الصادق هو الذي يلتجاً بصدق» وصدق الالتجاء
يكون بالعمل على ما يوجب النجاة .
ه - إن المناسبة واضحة بين التعبير برب الْمَلَى€ والاستعاذة من
مختلف الشرور المذكورة في هذه السورة؛ ف المانع أن يزيل الله تعالى ظلمة
الشرور بنور الفرج عند الاستعاذة به » وهو الذي يشق ظلمة الليل بعمود
الصبح » ويرينا ذلك في كل يوم؟!
وقد تكون المناسبة هي النفحات المقارنة لساعة الفلق فعندها نشهد
الَْستَغْفِرينَ بالأشحار)" وعندها تقترن ملائكة اليل بالنهار» وعندها
يتحقق قرآن الفجر المشهود لدى ملائكة الليل والنهار إن قران الْمَجْرٍ
كان مَسهودًا)“ فكانت الاستعاذة بالرب والمستندة هذا الوقت المبارك
أدعى للاستجابة !
.٠١ سورة الإنسان : الآية )١(
.۹ سورة الإنسان : الآية )۲(
(۳) سورة آل عمران : الآية ١١ .
)٤( سورة الإسراء : الآية ۷۸.
٦ إن كلمة «المَى) هنا كالگؤتر4" والْمَجر4 وغيرها
من المفردات التي اخحتلف في معناها المفسرون» وذلك لإمكان انطباقها على
حتملات كثيرة » وهو بدوره كاشف عن عمق هذا الكتاب» وتبين الحاجة
إلى مَن يعيّن المراد من بين المحتملات ٠ فقيل :
- إنه الصبح الذي يشق الظلام" .
- إنه إخراج كل موجود إلى الوجود بفلّق وعائه أي بشقه“›
سواء في الحيوان أو النبات فهو القائل إن الله فالِق ا لحب
والتوى 4 .
- إنه إخراج كل شيء من ظلمة العدم إلى نور الوجود؛ فهو شق
لستار العدم أيضا.
۷- تعجب البعض من أنه کیف نستعیذ بالله تعالی من شر کل ذي شر
لمن شر ما حلی# وهو الخالق له فکأنه استعاذة به منه!
والجواب : إن الشر يأتي تارة من قاصد للشر كشر بني آدم » وتارة يأتي من
غير عاقل كشر الهوام المؤذية ؛ وفي الموردين فإن الله تعالى خلق أصل ذلك
ا لمو جود مزودا با يصدر منه الخير والشر .
.١ سورة الكوثر :الاآية )١(
.١ سورة الفجر : الآية )۲(
. ٤٥١ص ٤ج : معجم مقايبس اللغة )۳(
. ٠۳٣ص ٩ج : التحقیق في کلات القران )٤(
. ٠١ سورة الأنعام : الآية )٥(
وحينئذ نقول: إن ما يقع منه خارجاء إما: لانحراف في مزاجه کشرور
البشر» أو لمقتضى في طبعه كشرور البهائم» فصار من الراجح أن يستعيذ
العبد بربه المدبّر هذا الوجود بخيره وشره» ليصرف عنه الانحراف في
امزاج أو لازمة الطبع .
۸ إن #غاسق إذا وَقَبَ# وهو الليل المظلم إذا وقب ودخل'"»
كانه يُعين على الشر بنشر ظلمته» فيعصي فيه العاصي من دون فاضح ›
ويهجم فيه المعتدي مباغتا لعدوّه فلا يقدر على صرفه » أضف إلى ما يعيشه
البعض من خوفي لأصل هول الليل وخاصة إذا اجتمع مع ظلمة البحرء
وهذا هو السرّ في تخصيصه بالذكر بعد ذكر أصل الشرء ولعل سهولة
ارتكاب بعض المعاصي في الليل من أهم موجبات الشر فيه.
وكم هو الفرق بين ليل يقع فيه ما يقع من الشرور» وبين ليل يصفه القرآن
الکریم يلون آیاتِ اله آتاء الل 4" ؟!
٩ إن هذا الكون مزيج بين الغيب والشهادة» فكا أن هناك شرا
محسوسا يرى بالعيان كالسباع المفترسة » أو بالآلة كالجرائيم الصغيرة» فإن
هناك أیضا شرا غير حسوس » يتمثل با لا يرتبط بالحواس كتأثير السحر
لالتمَاثات في الْعْمَّدِ4 والعين و من سر حاس إذا حَسَدَ وقد أقر القرآن
ا
بأصل هذا التأثر في آيات أخرى» فذكر السحر قاتلا و لك الشَياطينَ
(۲) سورة آل عمران : الآية ٠١١ .
كَفَرُوا يُعَلَمُونَ اللَاس السّحر4" وذكر العين قائلا ون كاد الَذِينَ
مروا لَيزلقَونكَ بأصارِهمْ ّا سَعُوا الذكّر 4" وذكر الجن #و أنه كان
جال مِنَ انس يَعُودُونَ بر جال مِنَ الجن قَزادُوهُمْ رقا"
وعليه » فلا معنى للمسارعة إلى إنكار ما م جحضع للحواس ما دام العقل لا
ينكره» والشواهد الخارجية مصدقة له .
١ - إن نسبة السحر إلى النساء النفاثات في العقد -إن لم نجعلها
إشارة إلى ساحرات بعينهن في زمان النبي ائه _ قد تكون إشارة إلى بعض
النساء في كل زمان :
- إما من جهة ضعفهن في مواجهة الخصوم؛ فيلجأن إلى كيد
ليست فيه مواجهة الرجال للرجال » ب فيها من قوة المواجهة .
- أو من جهة عاطفتهن في جلب قلوب الرجل؛ فيلجأن إلى
جلب أسباب ال محبة ولو كان بطريق منهي عنه» لما فيه الإضرار
بالغير.
١ إنه من الممكن القول : إن الحديث في الآية ليس عن سحر
النساء بالنفث في عقد الخيط وما شابه » وإنما عن سعيهن البشري لاجتذاب
قلوب الرجال» فهن -ب أعطاهن الله تعالى من خاصية الجذب في الوجوه
)١( سورة البقرة : الاية ٠١١ .
(۲) سورة القلم :الآية .٥١
(۳) سورة الجن :الآية .٦
والنفوس- يستملن قلوب الرجال» وكأن ينفثن في قلوبهم ما يسلبهم
العزم والهمة!
وهذا المعنى جل في الخلوة المريبة » فيعمل الرجل فيها خلاف عقله وشرعه
وكأنه مسحور حقيقة» فناسب التحذير منهن كم بجذر من الساحرء
فالعداوة فيهما مشتركة » ویؤیده قوله تعالى في حديثه عن النساء ولو كانت
عن الزوجة إن ِن ازواجكم وأولا دكم عَدوالَكُمْ قَاخْدَرُومُ 4 .
۲ - إن التنكير في #غاسق# و حاسر4 قد يكون :
- لتعظيم شرهما قياسا إلى النفاثات » وذلك أن الشر في النفاثات
أمر اتفاقي لا يقع إلا نادرا» بخلاف الليل الذي يقبل علينا في
كل يوم » ومعاشرة البشر الذین نحن مبتلون بهم في کل ناد .
- لتقليل شرهما قياسا إلى النفاثات » من جهة أن الشر لا يلازم
الليل والحاسد؛ فكم من ليل خال من الشر!.. وكم من حاسد
لا يصدر منه شر!.. فناسب التنكبر فيه بخلاف النفاثات فإن
الشر لازم ها.
۳ إن الحاسد إِذا کتم حسده ولم بُظهره بل تأذى ما هو فيه- قد
يجعله ني معرض الرحة الإهية » فيقلّب المولى حاله كا يقلب الليل والنهارء
إلا أن الشر ينقدح عندما يعمل الحاسد حسده» ومن هنا استعيذ من شره
.٠٤١ سورة التغابن :الآية )١(
عنه بقيد إعال الحسد #ومِنْ شر حاسل إذا حَسَدَ وذلك إما: بعينه فقد
روي عن النبي ت أنه قال : «كاد الحسد أن يسبق القدر» ""» أو بفعله
عندما يكيد للمحسود فيفعل ما يسخط الرب ليكون مصداقا لقول
النبي ا حيث قال : «إياكم والحسد!.. فإن الحسد يأكل الحسنات› كا
تأكل النار الحطب» '".
٤ _ إن تخصيص ذكر الحاسد بعد الساحر من بين كل شرور
الوجود» يدل على قبح ما هو فيه لأنه :
- في منتهى اللوم : حيث لا يسأل الخير لنفسه؛ بل يتمنى زوال
ا خير من غيره .
- في منتهى الجهل : فلا يسأل الخير ممن بيده خزائن السماوات
والأرض» وهو الذي يطلب من عباده أن يسألوا من فضله
قائلا #واسألواً الله من قَضله4 .
- في منتهى التحدي وإن م يشعر به » إذ كانه يعارض الله تعالى فيا
يفعل وهو القائل اَم دون الاس على ما آناهُم الله مِنْ
فَضله‰“ .
(۱) وسائل الشيعة : ج ٠١ ص١٠أ٠۳.
(۲) الکافي : ج ۲ ص .۳۰٠
(۳) سورة الإنسان : الآية ۳۲.
.٥٤ سورة الإإنسان : الآية )٤(
د ماله القن ایر
ل وور لے ِ o e
قل اعود برب الاس 0 می الاس الہ الَا
کے س ۶ے ےم م l2 م و ور
اس الختا الزی وسوس ی صدور
١ - إن الله تعالى قن بين سورتين لدعوة العباد إلى الالتجاء إليه » فإن
الإإنسان لا بخلو ما بخيفه طوال مسيرته في الحياة» وقد تميّزت سورة الفلق
بذكر الآفات المحسوسة من : الليل » والحاسد» والساحر.
وأما هذه السورة فقد تميّزت بذكر الآفات غر المحسوسة من : الوسوسة
في الصدور -سواء كانت من الإنس أو الجن ولا يتم التحصين من مجموع
الشرور إلا بالتخلص من آفات الجوارح والجوانح معا.
۲ - إن البعض يكتفي بالاستعاذة اللفظية قبل قراءة القرآن عملا
بقوله تعالی ادا قرات قاد قَاسَعذْ انه م السَيَْانِ الرٌَجيم 4" لأن
تكالب الشياطين تشتد عند عمل الخر!
ولكن هذا العمل اللفظي لا يغنيه عن الاستعاذة الحقيقية ؛ فإن المأمور به في
.۹۸ سورة النحل :الآية )١(
لفل اعود ليس مرد التلفظ بل لابُد من (الإحساس) القلبي بالالتجاء
أولاء ثم (العمل) الخارجي با تستلزمه الاستعاذة كترك التعرّب بعد
الهجرة عند الاستعاذة من فساد الدين مثلاًء بل (عدم العمل) با هو
خلاف الاستعاذة» وذلك كمن يستعيذ بالله تعالى من السباع الضارية»
وأمامه قلعة حصينة لا يدخل فيها!
۳ - إن الُستعاذ في هذه السورة مذكور من جهات ختلفة» فمن جهة
كانت الاستعاذة :
- برب الناس) وهذا سبب مستقل لأن يكون الله تعالى ملجاً
لكل مستعيذ؛ فهو الرب المدبر الذي بيده تصريف شؤون
العباد .
- وتارة بلمَلِكِ الاس وهذا سبب مستقل آخر؛ فهو املك
النافذ سلطانه على العباد» والقاهر هم با يريد وعلى ما يريد
وکیف یرید .
- وأخری ب إل الاس وهذا سبب مستقل آخر ؛ فهو المعبود
الذي يرجع إليه في كل الأمور» والمصمود إليه في قضاء جميع
الحوائج .
ومن مجموع ما كر » فإنه يتعين على العبد أن يستعيذ بمن جمع بين جيع هذه
الأسباب .
٤ - إن الجمع بين خصائص الربوبية والألوهية والملكية » ما نطق به
EA REDD شر الاشن:
القرآن الكريم في آيات كثيرة » فمما يشير إلى جهة الربوبية والألوهية قوله
تعالی رب اشرق والْعْرب لا إلة إل هو اذه وکیلا)' وما يشير إلى
جهة الُلكية قوله تعالى لَه ملك السّماواتِ والأزض وإلى اللو رج
الأمُوره".
وهناك ما يشير إلى الجهات الثلاث في آية واحدة» وهو قوله تعالى ذلِكَم
الله ربكم لَه الْلْكُ لا إله إلا هُوّ فان تضرفو" حيث تمت الإشارة إلى
جهة الربوبية » والملكية » والألوهية.
وحینئذ نقول : إن مَن يعتقد باستجماع من يستعيذ به ذه الجهات الثلاث»
کیف یبقی عنده خوف عند مواجهة شرور هذه الحياة؟!
ه _ إن الآيات الثلاث الأولى فيها تدج عند الإشارة إلى الُستعاذ به
وهو الله تعالى » وذلك بذٍكر الرب» ثم الملك» ثم الإإله» ويمكن أن نفهم
أن ما فيها من المعاني هو الذي يوجب مثل هذا الترتب :
- فمقام الربوبية أقرب إلى معايشة العبد» وذلك لما يراه من آثار
التدبير الربوبي في أدق جزئيات حياته .
- ثم يليه إحساسه بالُلكية المستوعبة لكل الوجود» ومن المعلوم
أن الالتفات هذا المقام بخص بمن يعيش حفيقة أنه لا كافي له
.۹ سورة المزمل :الآية )١(
.٥ سورة الحديد : الآية )۲(
.٦ سورة الزمر : الآية )۳(
سواه » مصداقا لقوله تعالی اليس الله بگافف عَبْدَ4 .
- ثم يليه الإحساس بمقام القرب المعنوي» المحمثّل بعلاقة
العبودية الخالصة بينه وبين الإله الذي لا معبود سواه.
وعليه» فان التدڙّج فيها تدرج في مقامات الارتباط بالمبدأً وهو الذي
يناسب التحصّن به من الشرور الأنفسية » وأما في سورة الفلق فالتحصن
كان برب الْمَلَى)"" فحسب» وهو المناسب للشرور الآفاقية التي هي
اقل خطرا من سابقتها.
٦ - إن هذه السورة أمرت بالتحصضن بالله تعالى من خلال تجلياته
الثلاثة » أعني الربوبية والملكية والألوهية من دون عطف بأداة العطف» مع
تكرار كلمة #التاس€ مع كل ذكر له تعالى ما يُفهم من المجموع : إن كل
آية تفيد سببا من أسباب الاستعاذة به.
ومن الملاحظ أن البشر فيا بينهم يجعلون هذه الجهات أيضا من أسباب
التجاء بعضهم إلى بعض؛ فمَّن وقع عليه ظلم يلجا أولا إلى من يتولى
شؤونه كالأب مثلاء ثم إلى من بيده القوة والمنع كالحاكم مثلا» وإذا يئس
منهم| ت وجه إلى من هو وراء البشر من معبود يعبده!
۷- إن شدة تأثير الوساوس البشرية والشيطانية على النفس
الإنسانية» تفهم من خلال الأمر بالاستعاذات الثلاث على شر واحد»
(1) سورة الزمر :الآية .۳٠١
(۲) سورة الفلق :الاي .١
شق الناسن: O
خلافا لسورة الفلق التي فيها استعاذة واحدة على شرور أربعة » وقد يكون
السبب في ذلك :
- أن الوسوسة كيد خفي لا يشعر به الإنسان؛ فإنه من عالم
الإلقاء في النفوس لني صدور4 .
- أنها تأي من مصدرين ختلفين لمن الحتة والتاس .
- أن اموسوس مستمر في وسوسته بمقتضى الفعل المضارع
يوسوس4 .
- أنه لا ييأس من المحاولة مرة بعد أخرى فهو اناس .
STS
إن تنقية البواطن من التأثير الشيطاني لمن سبل تنقية الجوارح » فإن
الإنسان في معرض التأثر بالإلقاءات التي تشتد إلى درجة تسلب معها
الإرادة مادام هناك موسوس في الصدور-فإن ما يدفع الإنسان باطناء قد
يصل إلى مستوى ما يدفعه خارجا كاليد الدافعة.
ومن المعلوم : إنه كا أطلق الله تعالى يد موسوس الشر في النفوس؛ فإنه
بحفظ لنفسه الحق -بطريق أولى - لأن يلهم أولياءه ما فيه ا خير » وهو الواقع
کثیرا کا یذکرہ القرآن الکریم في موارد» منها قوله تعالی ِد أَوْحَيّنا إلى
مك ما بُوحى)" ومنها ما وقع لأهل الكهف حيث قال تعالى م نيه
(۱) سورة طه :الآية ۳۸.
آمنوا برَممُمْ وزذناهُمْ دى" .
٩۹ - إن تصوّر: هيمنة الشيطان على القلب» وأنه بجوم حوله» وأنه
يجري في ابن آدم مجری الدم في العروق» وأنه كلما ذُكر الله تعالى خنس كا
تذكره هذه السورة؛ كل هذه التصوّرات مجعل العبد حريصا على الذكر
الدائم » فإن دفع الوسوسة المستمرة بالفعل المضارع #يُوّسوس)€ لا يكون
إلا بالاستعاذة المستمرة #أعوذ#.
ومن هنا علينا أن نعلم أن الأصل في بني آدم هو أن يكون في معرض التقام
الشياطين لقلبه» ولا يخرج من ذلك إلا إذا تحقق له ما يوجب انصراف
الشيطان عنه .
وخير ما يصور لنا هذه الحالة ما روي عن النبي ا حيث قال : «إن
الشیطان واضع خطمه على قلب ابن آدم» فان ذکر الله خنس» وان نسي
التقم قلبه ؛ فذلك الوسواس الخناس» ".
١ إذا جعلنا وصف «الوّشواس الختاس)» مشتركا بين اة
والتاس) كا هو ظاهر الآية- فإنها تدل على قوة بعض البشر في التأثير
الباطني على بني جنسه ؛ لأن تأثير الشياطين الخفية التي تعمل على القلوب
أساسا مو أمر متوقع ؛ ولكن سلطة البشر على الغير تنحصر با لا يتعدى
جوارحه عادة » ومن هنا فإن نفوذ البعض إلى مملكة الجوانح يحتاج إلى قدرة
. ١١ سورة الكهف : الآية )١(
.٠1٦٦ص علل الشرائع : ج۲ )۲(
hg EOE O O OR EE شی الکاس:
شيطانية خاصة ؛ ومن هنا لزم الحذر منهم كالحذر من الشياطين!
وليعلم أن صفة #ا ناس منطبقة عليهم أيضا؛ فلا يرفعون أيدييم عن
الغريم من أول مقاومةء شأنهم في ذلك شأن الأبالسة في إصرارهم على
الإيقاع بالضحية في الرذيلة.
-١ إن اقتران التعبير بالوّسشواس) مع لالناس) يفهم منه : إن
هناك حالة من الكرّ والفرٌ بين النفس وشياطين الجن والإنس» ومن هنا
جاء التعبير با يفهم منه الاختفاء بعد الظهور (الخنس) ولكن مع استمرار
هذه المعركة وغلبة #الوَسواس) أخيراء فإن الأمر يتعدّى من الخنس إلى
مرحلة الطبع على القلوب وليك الّذينَ طَبَحّ اله على لويم وسَمْيِهم
وأصار ه4" والختم عليها #ختم الله على لويم وعلى سَمْعِهم وعلى
أْصارِهمْ غشاوّة4 وهي المرحلة الني عبر عنها أمير المؤمنين 4# بقوله :
«فهنالك يستولي الشيطان على أوليائه" .
- ما دامت الوسوسة مرتبطة بعالم القلوب» وليس لكل إنسان
سيطرة على ما هو غائب عن عام الحواس» فإنه تتأكد الحاجة والاضطرار
للالتجاء إل من بيده مفاتيح القلوب» إذ «إن قلوب العباد بين أصبعين من
. ٠٠۸ سورة النحل :الآية )١(
.۷ سورة البقرة : الآية )۲(
. ٠١۹ص الکافي : ج۸ )۳(
أصابع الرهن» "" وهو الذي يول بن الْرء ول4" وهو الذي ويلم
اة لاعن وَمَا ِي الصدورُ4".
وقد جاءت هذه السورة في سياق دفع الإنسان إلى هذه الجهة » والتي بيدها
لا بيد غيرها جحل الُستعيذ في درعه الحصينه .
۳ - إن هناك فرقا بين الوسوسة المتوجهة إلى صدور عامة الناس
«صدور الاس والتي منها تنشاً ا لخواطر الباطلة ثم الميل إلى الحرام ثم
استجابة الجوارح هاء وبين الوسوسة التي تعرض على الخواص وهم
الأنبیاء 9ع کا حصل لأبينا آدم 8 «قَوَسوَّس إليّهِ السَبْطَان4“ وما
محصل للمتقین من عباده ِن الَذِينَ انقو إا مَسَهُمْ ايف من الشَبطَانِ
َذَكَرُوأ قَإذَا هُم مَبّصِرُون" فإنها وسوسة عابرة غير مستقرة في القلب»
ولا بخشى على أصحابها منها من جهة الوقوع في الحرام .
٤ _ إن عطف الناس على الشياطين يدل على السنخية فيا بينه| ؛
فكا نجد رسولا باطنيا يتمثل بالعقل يعضد الرسول الخارجي » فإن هناك
مثلا خارجيا من الناس للشيطان الباطني » ما جعل القرآن الكريم يقرنهم
(۱) الکافي : ج۲ ص۳٣۳.
(۲) سورة الأنفال : الاية ٤ ۲.
(۳) سورة غافر :الآية .٠۹
)٤( سورة طه : الآية .٠٠١
.٠١١ سورة الأعراف : الآية )٥(
COO ae O ELA TRE SES شی شا ال کار:
في آية واحدة اطي الإنس وا ي .
والملفت هنا: أن هناك قش من البشر يتعلم في سنوات قصيرة ما تعلمته
الشياطين في سنوات طويلة » بل يصل الأمر إلى درجة يتبادلون الإجحاء فيا
بينهم لصد طريق الأنبياء #اع لقوله تعالى و كذلِك جَعَلنا لكل بب عدوا
سَياطينَ الس والح يوحي بَعْصَهُمْ إلى بض خرف اقول غَرُورا4"
٧٥ - إن المحصلة النهائية هذه السورة الخاتمة للقران الكريم » هي
دعوة العبد لتحصين مركز القرار في وجوده» ألا وهو القلب المعبّر عنه
بالصدر هناء لئلا يقع في أيدي الأعداء المتربصين» وهم الموسوسون من
شياطين الجن والإنس» ومن المعلوم انه من دون تحصين هذه القلعة التي
فيها أمير البدن- أي القلب- فإن العبادات البدنية لا تجدي نفعا في دفع من
جوم حول هذا الحصن.
وخر ما مجسد لنا هذه الصورة من الحرب الدائرة بين النفس وأعدائهاء ما
روي عن الإمام الصادق ي حيث قال «القلب حرم الله فلا تسكن حرم
الله غير الله“ وهذه الحملة على قصرها تلخص نظرة أهل البيت #هج إلى
تنقية القلوب وتهذيبها.
. ٠١١ سورة الأنعام : الآية )١(
. ٠١١ سورة الأنعام : الآية )۲(
.۲٥ص ٦۷ج : بحار الأنوار )۳(
وختاماً نحمد الله تعالى الذي يسر لنا فهم ما ذكرناه في تفسير هذا الجزء
المبارك من القرآن الكريم » سائلين المولى القدير أن يعيننا على إكال باقي
الأجزاء بمّنه وكرمه » وبفضل عناية أولياثه الكرام محمد باك وآله الطيبين
الطاهرين .
فهر س الملصادر
. القرآن الكريم - ١
۲ - نهج البلاغة.
۳ - الكافي : محمد بن يعقوب الكليني.
٤ - بحار الأنوار الجامعة لدرر الأخبار: محمد باقر المجلسي.
۵ مسند أحمد : آحمد بن حنبل.
٩ - مناقب آل ابي طالب : محمد بن علي (ابن شهر آشوب ) المازندران.
۷- تحف العقول : الحسن بن شعبة الحراني الحلبي .
۸ جامع أحاديث الشيعة في أحكام الشريعة: البروجردي .
٩ - وسائل الشيعة في تحصيل مسائل الشريعة : محمد بن الحسن الحر
العاملى.
١ _ الحواهر السنية في الأحاديث القدسية : محمد بن الحسن الحر العامل.
١ الأمالي : محمد بن علي (ابن بابويه) الصدوق.
۲ التوحيد: محمد بن علي (ابن بابويه) الصدوق.
۴۳ - علل الشرائع : محمد بن علي (ابن بابويه) الصدوق .
EASES Ea
. الخصال : محمد بن علي (ابن بابويه) الصدوق - ٠٥
١ - ثواب الأعال و عقاب الأعمال : محمد بن علي (ابن بابويه)
الصدوق.
۷ - من لا يحضره الفقيه : محمد بن علي (بن بابويه) الصدوق .
۸ - الاحتجاج على أهل اللجاج : أحمد بن علي الطبرسي.
۹ - مشكاة الأنوار في غرر الأخبار : علي بن الحسن الطبرسي.
١ جوامع الجامع : فضل بن الحسن الطبرسي.
١ مجمع البيان في تفسير القرآن : فضل بن الحسن الطبرسي.
۲ - التبيان في تفسير القرآن : محمد بن الحسن الطوسي.
۳ - الأمالى : محمد بن الحسن الطوسي.
٤ _ تهذيب الأحكام : محمد بن الحسن الطوسي.
٠٥ - الميزان في تفسير القرآن : السيد محمد حسين الطباطبائي.
46۹ CoE SE EDS E STA ROE ERA Ua ORC AG OARS فهر س المصادر:
1 - تفسير نور الثقلين : عبد علي بن جمعة العروسي الحويزي.
۷ - تفسير القرآن العظيم : اسماعيل بن عمرو (ابن كثير) الدمشقي .
۸ _ روح المعاني في تفسير القرآن العظيم : السيد محمود الآلوسي.
۹ - لثاليء الأخبار : محمد نبي التويسركاني .
٠ -_ شواهد التنزيل لقواعد التفضيل : عبيد الله بن احمد الحسكاني.
١ - الدر امنور في تفسير المأثور : جلال الدين السيوطي.
۲ جامع الأخبار : محمد بن محمد الشعيري.
۳ - مفاتيح الغيب : ابو عبد الله حمد بن عمر الرازي.
٤ - تفسير الكشاف : جار الله الزخشري.
٥ - معا م التنزيل في تفسير القرآن : حسين بن مسعود البغوي الشافعي.
_ تفسير العيّاشي : محمد بن مسعود العياشي.
۷ _ التحقيق في كلمات القرآن الكريم : حسن المصطفوي.
۸ - مفردات آلفاظ القرآن » حسين بن محمد الراغب الأصفهاني.
٩ - معجم مقاييس اللغة » أحمد بن فارس (ابن فارس).
٠١ - تهذيب اللغة » محمد بن أحد الأزهري.
. مجمع البحرين » فخر الدين بن محمد الطريجي - ١
سورة النبأً:
AES )٥-١( : الآيات
الآيات : )١١-١( .
الآیات : )۳١-٠١۷(
الآیات : (۳۸-۳۱)
الآیات : )٤۰-۳۹(
الآیات : (۲۳-۱۱)
الآیات )۳۲-۲٤(:
uwnoeecneNSNOCDODOOCBDONODNOCBOCOCCCGCSO
wacwacncancsauovnannancebnobavebevebSNOnrnoavensos
eensenvcOnNQancaromncSONGVONINVNORVARNCBVAON
weunaunonaneundacvncauunconcnosndnenaamesnenoananons
wuueouoensnnnansoenenronnmcanensQncreaananvusenacvoa
uesecavennacnnvanaeOaASVNSOCNOANAOCNOCOOSCS
الآیات : )٤۲-۳۳(
سورة التكوير:
..)١٤١-١( : الآيات
الآیات : (۲۹-۱۰۵)
سورة الانفطار:
....)٥-١( : الآيات
.. )١١-١( : الآيات
الآیات : (۱۹-۱۳)
سورة المطففين:
الآيات : )١-١( ....
الآيات : (۱۷-۷) ..
الآیات : (۲۸-۱۸)
الآیات : )۳٣-۲۹(
سورة الاأنشقاق:
.... )١-١( : الآيات
.. )٠١-۷( : الآيات
)۲٠١-١١( : الآیات
سورة البروج:
.... )4-١( : الآيات
)۲۲-٠١(: الآیات
wesoeceunncneneecenadnbCannevcssenanenscsnnnen
wen ONOOVONNNAGOGNOGVONAGSOCNONCDONS
SOVVIGGGGOCOOVCCCGCGGBGACCOCCAGAGGVGNOCS
eweeucccnunuucdunOOCCeonunacCeBcBVNSGGGGaeoncsnose
eves
EI seas Sa ea EE RS فهرس المحتويات:
سورة الطارق:
الآيات : )۸-١( ....
الآیات : (۱۷-۹) ..
سورة الأعلى:
.... )۸-١( : الآيات
.. )١۳١-١( : الآآيات
)١۱۹-۱٤( : الآیات
سورة الغاشية:
..)١١-١( : الآيات
)۲٣-۱۷( : الآیات
سورة الفحر:
.. )٠٤-١( : الآيات
الآیات : )۲۰-٠٠١(
الآیات : )۳٠-۲۱(
سورة البلد:
.... )۷-١( : الآيات
.. )١١-۸( : الآيات
)۲٠-١۱۷( : الآیات
سورة الشمس:
.. )٠١-١( : الآيات
evene nnauunnacrmnecenoenanvwenennGnanawanvooenanne
ueeececcsenenancnnnunncnQdneonenenoeoncsamsenenonncee
aeneurnCQONOCAONOCNOCGBONNOSNGGACSOS
senan cnnanOonecnoNBannDOGneoncnenonbnne
evweunnenauananncsncsnnnandennnsanannndacoenanonn
Ee SSE )٠١-١١(: الآيات
سورة الليل:
e EP )١١-١(: الآيات
A ASSES )۲٠-٠۲(: الآیات
سورة الضحى:
EOE RS )٥-١( : الآيات
AOE OEE )١١-١( : الآيات
سورة الشرح:
ECA SEES )٤-١(: الآيات
a O TI )۸-٥( : الآيات
سورة التين:
OGG AOE ROSAS )٥-١( : الآيات
eel a ea )۸-٦( : الآيات
سورة العلق:
N GS )٥-١( : الآيات
0 O O E )۸-٦( : الآیات
الآیات : Veena )١۱۹-٩(
سورة القدر:
ASR RSE )۳-١( : الآیات
OC ANSE )٠٥-٤( : الآيات
TS AE 2 فهرس المحتوبات:
سورة البينة :
0 )٥-١( : الآيات
Sa )۸-٦( : الآيات
سورة الزلزلة:
ee )٥ه-١( : الآيات
E )۸-٦( : الآيات
سورة العاديات:
الآيات )١١-١(:
سورة القارعة:
الآیات )۱١-١(:
سورة التكاثر:
ERS )۸-١( : الآيات
سورة العصر:
ES RA )۳-١(: الآیات
سورة الهمزة:
RE )۹-١(: الآيات
سورة الفيل:
NT )٠٥-١( : الآيات
سورة قريش:
OE )٤-١(: الآيات
aeecnosrceceonecnescccnennnes
ocean eenandadvoencocsvnann
aunecuvoecavrennscancennne
anvenenaneccneccvnsans
uuaenacnseonasnanneansoane
0
سورة الماعون:
الآيات (V-۱):
سورة الكوثر:
الآيات (T—-1۱):
سورة الكافرون:
الآيات : )٦-١(
سورة النصر:
الآيات : (T-1۱)
سورة المسد:
الآيات )٥-١(:
سورة الإخلاص:
الآيات )٤-١(:
سورة الفلق:
الآيات : )٥-١(
سورة الناس:
)٦-١(: الآيات
eeenanavrcnacneonnnnunSOanensobendnnecenanossnnn
weuuuucevcsaunauncecneunnneccbeencndnenneccbacnnsoeoane
soeeoeueununccnenanbncscsnenecnhneunddeceneonevsoenossen
#2